تَجًمُّد .. بسام الأشرم .. سليمان جمعة
قراءة نقدية
للأستاذ سليمان جمعة
في القصة القصيرة جداً
تَجَمُّد
بسام الأشرم
فلسطين
![]() |
سليمان جمعة |
الاثنان يغوصان في الدفء ويطربان لصوت الرياح الهادر خارجا....
عالمان يمثلهما بيتين ...الاول مترف حتى الوقاحة والثاني مؤلم حتى النواحة ...
مفارقة الاول تدهشك بحساسية غير منطقية بل شاذة ...يتمتعون بصفير الريح...وهو الاقسى..كانه سمفونية يشوش عليها نواح ام ينبعث...اي يصل ضعيفا....
هوية البيت المترف واهله...هي على نفس الجغرافية ...بقرينة اشتراك الصوت بين نواح الام وصفير الريح...والقرب...والتشويش..اي هما تحت تأثير طبيعي واحد .....
الاول يحصن ذاته اي يتمحور حول ذاتية ..بقرينة ياء المتكلم التي تريد ان تحجز على وصول اي شيء
يعكرها .."صوت منخفض...تحت الغطاء..اطفيء ..التصقي بي .."
والثاني يرسل صوته/ذاته/ نواحه...ليصل الى الجميع ..كشكوى تحملها الرياح...اي تخترق كل الحواجز..ربما كان الاستمتاع بصفيرها نوعا من الترف التمتعي باوجاع..الغير ..كدفء آخر نفسي ..ويأتي العنوان ليفسر ذلك كالرياح.".تجمد ..."..لها اتجاهان..الاول في نفس المترفين ..اي تجمدت انسانيتهم ..فبردت ..فلا تتأثر ..
وتجمد الآخر من البرد داخل بيت الصفيح...بقرينة الانبعاث ..اي من شيء جامد لا يتحرك...
اذن الرياح تحمل مدلولين كالعنوان ..ليتفرعا على منطقتين من انسان ينتمي لمكان واحد اسمه الوطن ..او العالم كله.....لان التجمد احد نتائج الريح.....
اذن هوية ذاتية نابذة "يزعجني..لا اطيق..دعينا نتمتع"..
وهوية شاكية تلتحم بالكل .."تنبعث "
النبذ انطواء والشكوى انفتاح....
هذان القطبان في بيئة واحدة ...لا يتواءمان...بل يتصادمان...في بؤرة الانسانية...
كانما الحساسية الخافتة التي يتمتع بها المترف هي اختباء من الذات الكلية...لانها تحس الامان بالقوقعة .والشكوى النواح الم فاض على ضفافه...
الهوية الاجتماعية المشلوخة في الوطن ..هي خلل ..كذلك في الهوية الانسانية ...
هنا يطل وجه العدالة مجروحا ...فلا تبتسم شفاهه وتبكي في الوقت ذاته.....
سليمان جمعة
النص
تَجَمُّد
تُكَلِّمُهُ بِصوتٍ مُنخفِضٍ و قد غاصَت تحتَ غِطائها الدافئ مُلتَصِقةً بهِ ..
_ أطفِئ التلفاز يُزعِجُني صوتُ العَويل ..
_ مُنطَفئٌ هوَ حبيبتي .. التَصِقي بي أكثر ..
_ ربما هوَ صوتُ التكييف .. لا أُطيقُهُ حبيبي ..
دعينا نتمتعُ بِدِفئِنا و صفيرِ الرياحِ بِالخارِج ..
كان يُشَوِّشَ وَشوَشاتِهِما الدافِئةِ نُواحُ أُمٍّ مُنبَعِثاً مِن بيتِ صفيحٍ بارِدٍ .
بسام الأشرم
التسميات: زاوية النقد
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية