قصة شهر أغسطس2020/ جنازة البنت عزة الحزينة:للأديب المصري/ يوسف احمد الجعفري
قصة شهرأغسطس 2020
بعنوان " جنازة البنت
عزة الحزينة "
للأديب المصري/ يوسف احمد
الجعفري
يوسف احمد الجعفري
أشرفت
الأستاذة منال خطاب على تقديم فعالية " قصة الشهر " في الأسبوع الرابع من
شهر اغسطس 2020. والموافق الجمعة 28/8/2020
وتناول
الأسبوع قصة " جنازة البنت عزة الحزينةللأديب/ يوسف احمد الجعفري.
- المراجعة اللغوية لنص القصة : الأستاذة / مهدية أماني.
- فريق التسجيلات الصوتية : الأستاذ عامر العيثاوي / الأستاذة غادة هيكل/
الأستاذة درصاف الذيب/ الأستاذة إيزيس عباس.
وفيما
يلي تسجيل للفعالية، تبدأ بتقديم الأستاذة منال، ثم نص القصة، يتلوه تعليقات ومداخلات
الأصدقاء بترتيب وصولها إلى المنشور.
يمكن
سماع التسجيل الصوتي على قناة "واحة القصة
القصيرة " على يوتويوب.
مع وافر تحياتي
جنازة البنت عزة الحزينة
خصصت واحة القصة
القصيرة الأسبوع الثالث من كل شهر لاستعراض واحد من النصوص علي سبيل المدارسة،
وتبادل المعرفة.
ولما كنا نعدكم ضمن
أبرز المساهمين في هذا الفن، إبداعا، ورؤية. فإننا نأمل في إثرائكم فاعلية قصة
الشهر بتقديم دراسة متخصصة ،أو رؤية، ولو في عجالة، عن القصة التي سيتم طرحها
للمناقشة الآن. ويرافق النص المكتوب نصا مسموعا يتم نشره على قناة الواحة على
اليوتيوب؛ وذلك بإشراف فريق التسجيلات الصوتية بالواحة، و سوف ينشر النص أيضا ببعض
الصحف المصرية من قبيل حرص الواحة للأعلام عن مبدعيها. كما ستعد مدونة مكتملة،
كتوثيق لكل التعليقات والدراسات، ويحتفظ بها فى أرشيف الواحة.كما يخصص يوم
الأربعاء لنشر الدراسات التى قدمت خلال الاسبوع عن النص منفردة داخل الواحة.
مع خالص الود
والتقدير لكل من يشاركنا العُرس الشهرى.
والقصة التي فازت
بأغلبية التصويت من قبل مدراء الواحة هذا الشهر ، من إبداعات الكاتب المصرى يوسف
أحمد الجعفري ..وقتا ممتعا معكم وبكم .
ـــــ
النص
..
قصة قصيرة
جنازة البنت عزة
الحزينة
اليوم ماتت البنت عزة
, واليوم دفناها..واليوم جنازتها.
لا نعرف هل هي طفلة ؟
فنقول "شافعة ", أم فتاة ؟ فنقول " الله يرحمها ", لا نعرف
عمرها , ربما تجاوزت العاشرة, لا ندري بقليل أو كثير.
سمراء نحيلة, نراها
تستيقظ مبكراً, تفتح باب العشة بجوار باب بيتهم, تخرج منها العنزات الثلاث. تحلب
منها لبن الصباح لإخوتها الثلاثة الصغار, الولدين والبنت وأبويها, العنزة السوداء
تحتها جدي وعنزة, والبيضاء تحتها جديان, والعنزة البيضاء ببقع سوداء بطنها ممتليء,
تضع لهم البرسيم وجردل الماء والخبز المبلول, بعد أن يأكلوا تتركهم يسرحون في
الشوارع, يكملون طعامهم بجوار صناديق القمامة وباعة الخضار, تخرج الدجاج من القفص
وتجمع البيض.
نراها مسرعة إلى
الدكان تشتري طلبات البيت, وتعود مسرعة, ونراها بجوار البيت تلعب مع البنات الحنجلليكة
والستيتة ونط الحبل.
قال أبوها: أتكهربت...
فقلنا : الأسلاك
العارية ومفاتيح النور التالفة والغسالات القديمة.
وجئنا بشهادة الوفاة
وتصريح الدفن, لا شيء غريب, أحياناً يموت الصغار من الرعونة والأهمال, والحوادث
كثيرة ومتكررة وعادية.
وكان أبوها قد خرج إلى
عمله في الصباح, وبعد خروجه جاء جارهم الشاب, وهو يشرب الشاي, أرسلتها أمها لتشتري
مكرونة, وحين عادت لم يكن موجوداً.
قالت أمها: أنا حانام
في الأوضة الجوانية.. لو إخواتك جاعوا ..حلة المكرونة في المطبخ.
لما جاع إخوتها, قدمت
لهم المكرونة, فرفضوها, قالوا نريدها بالصلصة.
وكانت أمها صنعتها
على عجل, بعد أن سخن الزيت, أفرغت عليه المكرونة وحين أصفر لونها وضعت الماء
والبهارات, وبعد أن شربت الماء, صارت جاهزة للأكل.
قال إخوتها, لانريدها
هكذا, نريدها بالصلصة, فبحثت عن طماطم في البيت, ولم تجد, وطرقت الباب على أمها
النائمة في الغرفة الجوانية, لكنها لم ترد, رغم أن البنت عزة سمعت صوت همسات, وصوت
أمها تتحدث مع أحد, هل عاد أبوها وهي تلعب أمام البيت مع البنات؟, طرقت الباب
ثانية, ولما غاب عنها الرد, ذهبت للجارات تستعير من إحداهن حبات طماطم.
سألتها الجارة التي
أعطتها الطماطم عن أمها, فأخبرتها , أنها نائمة, فسألتها إن كانت تعرف كيف تصنع
الصلصة, فوصفت البنت عزة طريقة الصنع, فأضافت لها الجارة بعض النصائح حتى لا
تجعلها خفيفة وحتى لا تحترق منها.
قطعت الطماطم والبصل
وفصوص ثوم, سخنت الزيت ووضعت البصل ثم الطماطم, وهي تقلب كل ذلك تغمرها السعادة,
وإخوتها حولها ينتظرون بلهفة.
عندما وضعت لهم
الأطباق, أكلوها بنهم وشهية, جعلت لها الصلصة نكهة رائعة.
عندما استيقظت أمها
روت لها ما فعلت, فأرسلتها تشتري طماطم كي ترد للجارة ما أخذته منها, ولما عادت
البنت عزة رأت جارهم , الذي كان يشرب الشاي عندهم في الصباح يهم بمغادرة البيت ,
وأمها تودعه على الباب.
لما عاد أبوها, راحت
الأم تروي له ما فعلت البنت, التي تريد أن تفضحهم, تتسول من الجيران, اليوم أخذت
طماطم , تشحت الأكل من الناس, ماذا يقولون عنا .. جياع, ليس عندنا أكل, لو اعتادت
على هذا الطبع , لن ترجع عنه, ولوبقي عندها مائة عام.
هكذا كانت تقول
لزوجها, لم تكن تدري ماذا شاهدت البنت , وماذا فهمت, خشيت أن تسبقها وتروي لأبيها.
ربطها أبوها من يديها
وساقيها في الغرفة الجوانية, وهي تقول من بين دموعها: حرمت يا با مش حأعمل كده
تاني.
وأمها تقول : لسعة
واحدة من الكهرباء.. تجعلها كلما فكرت أن تشحت من أحد تتذكر الألم... فلا تفعل.
وجاء أبوها بطرف
السلك , الموضوع طرفة الأخر في مصدر الكهرباء, ولمس به إصبعها, فقط أقل من
الثانية, فخرجت صرختها الخافتة, وصارت البنت عزة جافة كخشبة .. باردة كلوح ثلج.
وقد نال النص مجموعة من الدراسات، والمداخلات من طائفة من المبدعين ، هم
بترتيب وصول مساهماتهم.
_______________________
وقد حظي النص بمجموعة من المناولات
النقدية، نستعرضها بترتيب ورودها لكل من الأساتذة:
1- عمر حمش
2- ميسون السعدي
3- ناهد بدوي
4- - ايهاب بديوي
5- صديقة صديق علي
6- كريم جبار الناصري
7- فاضل العذاري
8- عبير عزاوي
9- فاطمة حسين
10- عصام الدين الشكا
11- علي الكاتب
12- سيد جعيتم
13- محمود عودة
14- محمود فودة
15- بسام الاشرم
16- كمال عطا
17-
18- أشرف عكاشة
19- درصاف الذيب
20- لطيف عبدالسالم
21- عمادنوير
22- الزهرة الصالح
23- محسن الطوخي
24- Saied
Awaad
25- محمد
الرحالي
26- نهلاء توفيق
27- فوزية عاشور
28- Shadia
A. Mohamed
29- خولة
الأسدي
30- وحيد كامل
31- أميرة علي
32- داليا رأفت
33- اسلام الحادي
34- جمال الشمري
35- تامر مدبولي
36- Mongia
Hajji
37- بوح
الياسمين
38- أمير المدرس
39- نبيل نجار
40- منى عز الدين
41- نبيل عودة
42- حمدي البصيري
43- خالد بدوي
44- حدريوي مصطفى
العبدي
45- محمد عبد الحميد العرضي
46- ضياء الشرقاوي
47- زيدان عبد الملك
هيا بنا نتابع آراء أولئك النخبة من أدباء، ونقاد
القصة القصيرة
_______________________
يبدو أن تلك الأم
لبست من سلالة البشر!
هكذا صور النص أمّا
خائنة، يتقبل قلبها تعذيب طفلتها حتى الموت، لاحتمال ان تفشي الطفلة بسر خيانتها،
رغم أن تلك الأم لم تقطع شكّها فيه بيقينها .. لقد لجأت الأم إلى خيار التعذيب؛
قبل تحققها، ورغم تمكنها من خيار آخر، وهو توصية البنت بعدم إفشاء سرّها، وهذا سهل
ومتاح.
وهناك أمر غريب فعلا
في تلك الأم( الدراكولا) : وهو أنها أصرت على شراء الطماطم لٱرجاع بعض الحبات
المستعارة.. شهامة وحش؟
أيضا ذاك الأب
المغفل، الإمعة، لا أظن ثمة رجال في الدنيا يفعلون ما فعله، وإذا ما وجد؛ يكون
بالطبع معتوها .. هو سهل الشحن، وسريع الحمية، ويقتل ابنته التي استدانت بضع حبات
من الطماطم لتطعم أخوتها.
نحن لا نحقق المنطقية
المطلقة في نصوصنا، ولا نسعى إليها، وكثيرا ما نلجأ إلى المبالغة، والتضخيم في
الصورة، وحتى قد نستخدم الخيال المفرط لتحقيق مسعى النص، لكن هذا (المسعى) في
النهاية لابد أن يكون منطقيا، وغير خارج عن المألوف.
رأيت هنا ( في وحشية
الأبوين) مغالاة غير متقبلة، في نص جميل السرد، والتصوير.
.....
تستيقظ مبكرة، وليس
تستيقظ مبكرا
أيضا: جاء في النص(
تجلب لبن الصباح لأخوتها الثلاثة) ثم في التفصيل( الولدين والبنت وأبويها) مع جر (
أبويها) فأصبح الأبوان ضمن الأولاد الثلاثة.
أما العنوان( جنازة
البنت عزة الحزينة)
لم أفهم من ( الحزينة)
إذا ما كانت الميتة
حزينة في موتها!
إو إذا ما كانت تلك
الجنازة لم تكن سعيدة!
في النهاية تحيتي
للكاتب المبدع، ولمن اختار النص، ولكل الرفاق، والرفيقات
بداية لو اقتصر
العنوان على جنازة البنت عزة كان أكثر غموضا وإثارة للقاريء ولفضوله في سبر أغوار
النص ..استهل النص بعبارات موجزة حاسمة بطريقة مبتكرة أعجبتني...ممكن الاستغناء عن
تفاصيل العنزة والجدي ولونهما
)العنزة
السوداء تحتها جدي. )تضع لهم جردل الماء
هل أمها استخدمت
المكرونة التي جلبتها. ..أم كان لديها في المنزل...لا يعقل أنها طبختها بعد أن
عادت والرجل في غرفة النوم كل هذا الزمن دون أن تكون قلقة من عودة زوجها أو حصول
اي طارىء...
لم اقتنع بخيانة الأم
بأعصاب باردة وباقي الأطفال في المنزل وهم بعمر مقارب لعزة. ..لأنهم يريدون صلصة
فهم في الرابعة مثلا أو أكثر..لاداعي للمقطع هكذا كانت تقول لزوجها......الى تروي
لأبيها لأن الهدف واضح
هناك مزج بين اللغة
العامية والفصحى لا داعي له (الجوانية،
تشحت)
الخاتمة ...استخدام
لسعة الكهرباء أتت غريبة في مجتمع زراعي وقاسية ..هل هي مقنعة ؟
بالنسبة لي لا
أب أخلاقه لا تسمح له
أن تطلب ابنته من الجيران ولا تشحذ في المستقبل ،ابنة رائعة مسؤولة
هل مناسب لهذه البيئة
أن تستخدم الكهرباء في التأديب...
لو أضفنا أنها زوجة
أب مثلا وهذا الأب شديد البساطة يمارس عملا يناسب قدرات ضحلة لكانت القصة مقنعة
جمال القصة هذه
الطفلة النشيطة الحاذقة المتفانية الأم الصغيرة الحانية
وجمال القصة هذا الجو
الريفي والعلاقات الاجتماعية مع الجيران
ثم يأتي قبح التصرف
الفاحش وقسوته وعنفه
وبراءة الكاتب انه
كتب النص بلغة يومية تصويرية كأننا نشاهد سيناريو على شاشتنا وهذا ما فقدناها
بنصوصنا الصغيرة المكثفة
(جمال
الحكاية)
هنا لدينا حكاية
جميلة مؤلمة تبقى في الذاكرة وتجرحها
كل الود والتقدير
لكاتب قدير يلتقط الحكاية بخيال رائع
نص مؤلم يلتصق بجدار
القلب فيصيبه بلسعة أظنها أبقى أثرا مما نالت" عزة" تحياتي للمبدع ولكم
لاختياركم هذا النص السينمائي التفاصيل.
العنوان طويل يمكن
اختصاره. القصة مباشرة واضحة المعالم من البداية للنهاية تنتمي للمدرسة التفصيلية
في القصة وهي تعنى بالإسهاب في الوصف وهذا لا يعيبها. اللغة جيدة اراد الكاتب
تجميع التعاطف مع الفتاة الصغيرة التي تعيش في بيئة فاسدة. تحتمل القصة التكثيف
وحذف بعض مقاطعها. النهاية متوقعة منذ البداية بسبب ذكر الموقف من البداية
وبالتالي لم تحمل الإدهاش الكافي. تحيتي للكاتب
القصة بدأت بالنتيجة
ماتت عزة، عزة التي كانت فرحة باعداد طعام أخوتها وكنت أفضل أن تبدا بما سمعته عزة
ليخلق عندنا تشويق لمعرفة مجريات الأمور ، لأننا هنا لم نعد نسأل ما تمخض عنه
الصراع بل سؤالنا اقتصر كيف ماتت عزة ولم ماتت ومع ذلك اقرينا بوفاتها من راو عليم
بالحدث الخارجي لذلك جاءت القصة خبرية بمجملها ولم نخرج من القصة إلا بمشاعر حنق
وأسى لمصير الطفلة واستنكار ل ظلم الأب المجرم الذي استسهل تعذيب ابنته بتحريض
أفعى- لا أظنها أم ابدا - نجح الكاتب بلغته القديرة على تصوير الحدث و ببراعة
بعيدا عن مشاعره فلم نره مستنكرا ولا متعاطفا رغم فداحة الجريمة وهذه قدرة مميزة
للأديب
جميلة ملاحظتك أستاذة
صديقة، ولكنك في الواقع تطلبين من الكاتب قصة أخرى. فهم الكاتب كما أراه بالفعل هو
الإجابة عن هذا السؤال المحوري: لماذا ماتت عزة؟
هذا موت مأساوي، لأن
عزة المسكينة لما سمعت اصواتا في غرفة امها، لم تثر لديها أي شك، لأنها تابعت ماهي
منخرطة فيه دون تلكؤ أو تردد، ولم يبد أن شكا ساورها عندما رأت الجار على عتبة
بيتهم حال عودتها.
ولا اظن أن الكاتب قد
انشغل بما دار في عقل عزة حول ماسمعته، ورأته. إنما النص يدور حول السؤال السابق:
لماذا؟
هل الأب مدان بقسوته؟
أم الأم بسلوك منحرف
لا دليل عليه؟
أم المجتمع بثقافته
المتخلفة إزاء المعاملات، وأساليب التربية.
راي عن قصة جنازة
البنت عزة الحزينة..الكاتب يوسف احمد.
....
...
بداية عتبة النص
يخبرنا المؤلف عن موت فتاة وتم .دفنها وهو يتحدث عنها بلغة الجمع وثم يعطي صفات
الفتاة ولم يكن متأكدا منها في حين يحدثنا عنها وهي تحلب العنزات وتقودها لتسرح في
الشارع ويحدثناعن الفتاة وهي تلعب مع الفتيات ..فهل الراوي لم يكن يعرف عمر الفتاة
؟تساؤل لا غير ..
واما اخبار الوالد
بأن الفتاة تكهربت فيقتنع الجمع ويبرر اما اهمال الاولاد او اعطال الكهربا..ولكن
المضمر غير معلن فتكمن المصيبة في سلوك الزوجة التي يخبرنا عنها الراوي وعلاقتها
بالجار ودخوله غرفة النوم
.بينما
تطلب من البنت عمل غذاء للاولاد فتذهب للغرفة ولا احد يجيب فتذهب للجيران لطلب
الطماطم لعمل الصلصةوعند عودتها ترى خروج الجار من آلبيت ولكنها لا تعي ولا لديها
هواجس ما فعلت الام ..وبعد استعلام الام بطلب الطماطم من الجيران تطلب منها الشراء
وارجاعها ..وهنا بداية مكيدة للبنت فحين رجوع الاب ، انقلبت الآية على البنت
وأصبحت مذنبة فلابد من معقابتها خوفا من كشف خيانة الام..وأثناء عقوبتها تطلب من
الزوج الساذج كهربت البنت .وتحدث الكارثة برحيل الفتاة ...استخدم المؤلف خياله في
سرد الأحداث ولكن لم يضع لنا إشارة ولو بعد حين يعرفنا من زلة لسان الاولاد كيف
ماتت اختهم...تحية لكتاينا ودوام العطاء المثمر
عند عتبة الاستهلال
الأولى لقصة جنازة البنت عزة الحزينة نجد أن الكاتب أقحم وجود الراوي ضمن سياق
السرد مستخدما ضمير المتكلم الجمعي معلنا:عن موت البنت وتشييع جنازتها
ودفنها،مؤيدا لادعاء والدها عن السبب الحقيقي للوفاة،مفصحا عن عدم علمه بتحديد
عمرها وصفتها هل هي فتاة أم طفلة،واصفا معلوماته القاصرة عن حياتها الخاصة بعبارات
اقتصرت على رؤيته لها خارج المنزل فقط:سمراء نحيلة, نراها تستيقظ مبكراً...نراها
مسرعة إلى الدكان تشتري طلبات البيت...ونراها بجوار البيت تلعب مع البنات... لكنه
في الفقرات الأخرى يكشف تفاصيل الحقيقة كاملة بما ظهر منها وما بطن دفعة واحدة من
داخل المنزل دون أي تمهيد سابق يذكر فيه المصادر التي حوّلته من راوٍ محايد اعترف
مسبقا في السطور الأولى بافتقاره الكثير من المعلومات إلى راوٍ عليم ملم بأدق
التفاصيل بنحو مفاجئ : يتنافى مع ما صرح به في البداية، ويتناقض في الوقت ذاته مع
موقفه السابق المؤيد لادعاء والد البنت عن سبب الوفاة الأمر الذي يجلب الشك في ذهن
المتلقي بأن ثمة مشهد محذوف ما بين المقدمة والمقاطع الأخرى يمثل حلقة وصل
مفقودةأدت إلى حدوث منعطف حاد وسريع، وانقلاب مفاجئ في بنية السرد،وانعدام الثقة
بين الراوي والمتلقي الذي سرعان ما تُثار في ذهنه تساؤلات عديدة منها:
١-مَنْ علّم الراوي كل تفاصيل الحادثة والأسرار التي لم تبوح بها البنت
لأحد؟
٢-ماذا حدث حتى يتغير عنوان الحادثة من قضاء وقدر إلى عقاب بدني أدى إلى
القتل غير المتعمد؟
٣-ألا ينبغي أن يكون تسلسل المشاهد بشكل منطقي يقنع مخيلة المتلقي وفق
سياق هندسي منتظم يدفع بعجلة السرد خطوة إلى الأمام تمهد للولوج في خضم الحدث؟.
كان بإمكانه أن يمد
جسرا رابطا ببضعة كلمات ما بين مستهل القصة والفقرات الأخرى مثل:(وبعد استقصاء
الحقيقة علمنا أن...).أو رمي العهدة على ذمة راوٍ آخر بكلمات (أشيع أن..)أو ( يقال
إنه...) أو غيرها من العبارات التي تغلق أبواب الأسئلة اَلْمُلِحَّة،وتجنبه علامات
الاستفهام التي ستنخر جسد القصة،وتنال من قالبها الفني، المنحوت بأنامل قاص مبدع
متمكن من أدواته بثقة عالية. إضافة لما سبق نجده مازال يستخدم لغته البصرية ضمن
أبعاد معينة وإحداثيات محددة عبر عدسات كاميرا ترصد حركات الجسد الظاهرية وتنقلاته
من مكان لآخر دون التطرق إلى المشاعر النفسية المختزنة في صدرأي شخصية: كأنه يصف
متابعته لصور متعاقبة ومشاهد من فيلم سينمائي؛ لذلك كان من الأجدر أن يبقى مواظبا
على استخدام لغة الجسد والحوار المتبادل بين الشخوص،وتدوين ما يراه ويسمعه فقط دون
أي تدخل منه لتوضيح ما تخفيه النفس من أسرار لا يمكن إدراكها بالحواس الخمس؛
فالرؤية من الخارج (البؤرة الخارجية)ترصد الأفعال الخارجية للشخصيات دون استبطان
دواخلها إلا إذا كانت قد أفصحت عنها للراوي ولكن مثل هذا لم يحدث إذ سرعان ما
انحرفت زاوية الرؤية لديه باستخدامه تقنية (البؤرة الداخلية) التي صوّر من خلالها
مشاعر الأم وانفعالاتها ومخاوفها بدون مبرر فني يجيز له أن يفصح عنها في هذه
الفقرة:( هكذا كانت تقول لزوجها, لم تكن تدري ماذا شاهدت البنت , وماذا فهمت, خشيت
أن تسبقها وتروي لأبيها).
أما زَجّ البنت
بمشاهد قد يعدها البعض من النقاد زائدة في سياق القصة مثل استعارتها حبات الطماطم
من جارتهم وانشغالها بإعداد الطعام واستغفالها من قبل أمها بإرسالها لشراء الطماطم
كي تردها لجارتهم إلا أنني كمتلقي أجدها ضروريةكوقفة وصفية تبطئ من حركة السرد؛
لإتاحة الوقت الكافي لنمو الحبكة وتطور الحدث. وقد أجاد ببراعة قاص محترف تصوير
شخصية الشاب التي تعد:
١- العمود الفقري الذي استندت عليه الحبكة في بناء القصة لإشعال الصراع.
٢- المحرك الأساسي لتصعيد الحدث.
٣-السنارة الخفية المستخدمة في حياكة نسيج ثيمة القصة من خلال حلقات
متشابكة ومترابطة مع بعضها البعض لشد أواصر العقدة بإحكام وفق جدول زمني توزع على
ثلاث مشاهد متتالية: تبدأ بوجود الشاب وهو يشرب الشاي ،ثم اختفائه فجأة، وتنتهي
بتوديع أمها له وهو يهم بمغادرته المنزل.
على الرغم من
ازدواجية وظيفة الراوي ما بين العليم وغير العليم إلا أن جهد السارد لا يُخفى:
١- بقدرته الفائقة على الإيجاز والتكثيف.
٢-الأسلوب السلس والخالي من التعقيد والتعبير عن الصورة لفظيا بأقل عدد
من الكلمات.
٣-التشويق واختزال الزمن للوصول إلى الخاتمة
٤-الالتفاف ببنية دائرية على مقدمة القصة في لحظة الدفن؛ ليستعرض ما
قبلها من أحداث أتقن وصفها بمهارة.
أشهد أن ذائقتي منحت
لثيمة القصة: تأشيرة دخول مجانية إلى أجواء مخيلتي، وفرصة إقامة طويلة الأمد في
أروقة الذاكرة تكريما لجهد الكاتب المبدع يوسف أحمد الجعفري متمنيا له دوام التألق
والعطاء.
لا أتفق مع أي منتج
أدبي يتضمن ولو بإشارة صغيرة لتشويه قيمة العائلة وخصوصا الأم ، ليست جميع الأمهات
مثاليات ، وليس جميع الآباء متفانين ، وربما يذهب الأديب الى مناطق حرجة ويطرح
حكايات متطرفة في غرابتها؛ ولكن هذا لايسمح له باي حال من الأحوال بتشويه او تخريب
صورة الأم التي تعتبر في مجتمعنا العربي مثال الاخلاص والتفاني ، ولا ننكر وجود
نماذج مستهترة لاتتحمل المسؤولية؛ اما ان يذهب الخيال الى الخيانة وقتل الطفلة او
التحريض على قتلها فهذا لا أوافق عليه أبدا، ربما بأحد دافعين عندي هو ممارستي
للعمل التربوي الذي يؤطر رؤانا ضمن مثالية نسعى لغرسها في نفوس أبنائنا وطلابنا
ومتدربينا ؛ وربما لإيماني العميق بدور الأدب الإجتماعي الرائد في تلمس وحل مشكلات
اجتماعية عامة ومتاصلة وليس حالات فردية شديدة الخصوصية .
ربما كانت الحكاية
لتقبل التصديق لو أن الخائنة زوجة أب اما ان تكون الأم فهذا لا يقبله منطق
العلاقات السوية .
أتمنى أن تقبلوا
مروري ورأيي وهو مجرد رؤية خاصة ولن أتحذث عن سمات السرد رغم جودته لكن الكاتب وقع
في مطبات عديدة اوقعته في الخلط و النفاصيل و الإسهاب غير المبرر
اتمنى لكم التوفيق
والسداد أصدقاء الواحة الكرام.
مرحبا بك وبتوجهاتك
التربوية التي لا يختلف عليها اثنان.
لي ملاحظتان على
تناولك للموضوع ( لأنك لم تتطرقي للقصة كسرد )
مع ملاحظة أني لا
أتبنى وجهة نظر الكاتب، فلست صاحب القصة.
الملاحظة الأولي: هي
مااستقر عليه العرف النقدي من تجنب تناول الأعمال الفنية، ومنها فنون الأدب
المكتوب بمعيار أخلاقي. لما يكتنف ذلك المعيار من محاذير، ليس هنا مجال تفنيدها.
الملاحظة الثانية: هي
أنك افترضت أن الكاتب قد أزري بمقام الأم، وهو مايتعارض بالتأكيد مع قيم المجتمعات
الفاضلة التي يجب أن تحفظ للأم مكانتها، وقيمتها.
لكن السؤال: اين شوه
الأديب او خرب صورة الأم؟
سأذكر نقاطا تمهد
لفكرتي:
- مشهد
سماع الصبية لأصوات خلف باب غرفة نوم الأم. لم يقطع النص بأن شكا ساور الصبية بأن
شخصا كان معها، هي مجرد أصوات، قد تكون الأم تعالج حلما، أو تتحدث في الهاتف.( ليس
لدينا اتهاما واضحا ننسبه الى النص )
- شكوى
الأم إلى الأب افصح السرد عن سببه الظاهر. زجر الابنة عن سلوك استعارة الطعام من
الجيران. أما عن التأويل فهذا متروك للقارىء دون دليل من النص.
- اقتراح
الأم بالعقاب بالكهرباء: نعرف أن هذا سلوك شائع في بعض المجتمعات الريفية- إن لم
تكن كلها - مثله مثل الكي بالملعقة، أو التقييد. وهي أمور لا ترجع الى قسوة القلب،
بل للثقافة السائدة في تلك المجتمعات.
- في
تعليقي على النص سوف أقسمه إلى ثلاث مراحل من حيث التبئير، في المرحلة الثالثة
يأتي السرد على لسان السارد العليم ، وفيها ترد كل المعلومات عن تفاصيل الحادثة عن
طريق التواتر من السنة الجارة، والأطفال، وجهات التحقيق. لتكشف عن التصور المجتمعي
للواقعة، وليس عن الحقائق،
لا اذكر لك ذلك لأنفي
ماتفضلت به من قيم تربوية، لكن لأقول لك صديقتي عبير أن القارىء يجب ان ينضوي تحت
عالم النص ويقبل بقواعده. ومن الخطأ أن يفرض القارىء رؤيته الشخصية ليسم بها النص.
النص الأدبي عالم
مستقل لا يجب أن أنسب إليه ماليس فيه.
تقبلي تحياتي
لم تكن احداث القصة
مقنعة ابدا رغم ان السرد كان جميلا الا ان الكاتب لم يكن منطقياً في صياغة وترتيب
الاحداث فجاءت غير مبررة وخاصة موت الطفلة.. اظن انه لو اكتفى بعقابها من قبل
اهلها وظلمها قد تكون القصة اقرب للواقع.. بينما وصف الاهل بوحشية وجعل من الام
خائنة بدم بارد اقرب للعهر ومن الاب رجل قاتل وايضا بدم بارد فهذا منافي للعقل
والمنطق...
أستهل الراوى القصة
بقوله: اليوم ماتت البنت عزة، واليوم دفناها..واليوم جنازته،لكى يحدث أثرا نفسيا
عميقا،ويستحو`ذ على تعاطفك مع حكاية البنت عزة،وهنا تتولد ملاحظة للترتيب
الوارد،حيث الجنازة تعنى:تكفين الميت ووضعه على النعش(إذا جنزتموها فأعلمونى) حديث
شريف.فيستدعى السياق إعادة الترتيب.
يستطرد السارد: لا
نعرف هل هي طفلة ؟ فنقول "شافعة ", أم فتاة ؟ فنقول " الله يرحمها
", لا نعرف عمرها , ربما تجاوزت العاشرة, لا ندري بقليل أو كثير.
أيضا يعزف القاص على
وتره الحزين،ولا يخلو الأمر من الافصاح عن حيرته وعدم معرفته الوثيقة
بالفتاة،ويخمن أن سنها تجاوز العاشرة،بقليل أم بكثير فهو لا يدرى،أيضا المشيعون لا
يدرون،وهذا ينم عن التباعد والتنائي،ربما أراد القاص أن يعكس مدى الجفوة التى حاقت
بالعلاقات الإجتماعية،والبعد عن السؤال والرحمة.مازال جبريل يوصينى بالجار حتى
ظننت أنى سأورثه.(حديث شريف)
يصف الراوى الفتاة
السمراء والنحيلة والعاملة،هذا كل ماعرفناه عن البنت،تستيقظ مبكرا،تفتح باب
العشة،تخرج العنزات الثلاث،السوداء تحتها جدى وعنزة،والبيضاء تحتها جديان،وهنا
الأشارة لأختيار الماعز،حيث
ترتبط الماعز الذكور
سلبا مع الشهوة الجنسية العارمة،فى حين الماعز الأناث تمثل الأم فى الأساطير
اليونانية،رعت الماعز الإله زيوس عندما كان طفلا رضيعا،غالبا ما ترتبط الماعز
بالحياة الجنسية والخصوبة.بهذا الوصف علمنا أن الأمر لا يخرج عن نطاق علاقة جنسية
ما.
بالطبع لا يفوت
الصغيرة أن تضع لهم الطعام والشراب،وبعد تناول الطعام تدعهم يسرحون فى
الشوارع،ليكملوا الطعام جوار صناديق القمامة.
ثم تتجه الحزينة لفك
أسر الدجاج،وجمع البيض،لتسرع للبقالة لشراء حاجيات البيت.
الآن حان وقت
الراحة،وقت اللعب والمرح ومشاركة أقرانها الشقاوة ودلع البنات.
انشغلنا بنشاط البنت
وعملها الدؤوب،فلا أحد فى البيت يشتغل غيرها،هذه الصورة التى أرادها السارد.فأين
الأم من عمل البيت؟
والآن يفاجئنا الراوي
بتبرير الأب لموتها بأنها تكهربت.
أهل
العزبة/القرية/النجع يشاركونه التبرير،الأسلاك العارية و..و.وجأوا بشهادة وفاة
،فالحوادث كثيرة وعادية ومتكررة.يتذكر القاص الأب:
يسرد الراوي حكاية
الأب،خرج صباحا،أثر خروجه تسلل شاب لبيته،الأم ترسل عزة لشراء مكرونة،حينما عادت
لم يكن ظاهرا لها،أى خبأته الأم فى حجرتها،صنعت الأم المكرونة على عجل ،تعللت الأم
بالنوم فى الغرفة الجوانية،وطلبت من الحزينة أطعام الصغار،يريدون مكرونة
بالصلصة،والمكرونة المعدة من قبل الأم سادة،بحثت عن الطماطم،لا طماطم،طرقت الباب
على أمها،لا أحد يرد،خلف الباب همسات،أعاد أبوها ؟ لا تدرى،فذهبت للجيران لاستلاف
طماطم وبعض النصائح،خرجت الأم من غرفتها،ارسلتها لشراء طماطم،لمحت شاب الصباح
مغادرا.وحينما عاد الأب روت له الأم حكايتها،وكيف تسولت البنت الطماطم،ولا بد من
عقابها،فذهب بها للغرفة الجوانية وربط رجليها ومسها بالكهرباء فماتت.لتسدل الأم
الستار على خيانتها .مجرد لمس بالسلك.
شغلت الخيانة الفكر
البشرى منذ بدء الخليقة،وسطرت آهات وهمسات الرجال والنساء الملايين من الصفحات.
هل الخيانة بطلة
القصة؟
هل البنت الحزينة
بطلة القصة؟
هل ضعف وتخاذل ووهن
الأب أبطال القصة؟
ما التوصيف القانونى
للجريمة؟
أقتل خطأ،أقتل مع سبق
الأصرار؟
نلوم من؟
أسئلة كثيرة يطرحها
النص،ولك انتخاب الأجابة.
ملامح عامة:
أولا..بدأ النص من
حيث النهاية،تقنية الفلاش باك،لم نر فى البنت سوي أنها خادمة مطيعة اعتادت البرنامج
اليومى لحياتها.
ثانيا..أورد لنا
الكاتب تبرير الأب وأهل العزبة لجريمة القتل ببدايات النص دون مبرر سردى.
ثالثا..لم نفهم من
النص أسباب الخيانة،هل الأم شرهة مريضة بالشبق أم أنها نموذوج عزباوى لآنا
كارنينا،هل الأب عنين.
رابعا..للقص منطق
فأبواب الغرف فى العزب وخاصة بالصباح لا تغلق هكذا،وخاصة بالبيت أطفال صغار
يحتاجون الرعاية،ولماذا الخيانة بالصباح .
خامسا..الوصف أضر
أحيانا بالقص فحينما يقول: وجاء أبوها بطرف السلك , الموضوع طرفة الأخر في مصدر
الكهرباء،فقد علمنا من السياق أن السلك به كهرباء.
سادسا..العنوان يمثل
جانبا من القصة،ولفظة حزينة تعنى مهمومة وشقية وخادمة.
سابعا.. اللغة سهلة
،تحتاج ضبط.كما أن السارد ليس فردا بل هو أهل العزبة جميعهم ،أعتقد أن هذه التقنية
أضرت بالرؤية.
نعم اخى اسئلة كثيرة طرحها النص وأعتقد ان انهيار القيم الاجتماعية هى
المسؤول الاول وبطل النص.. فغالبا نعانى أمراضا نفسية واجتماعية جعلتنا نقبل عمل
الشياطين... دراسة متفحصة.. تسلم اخى.. مودتى.
عودة على بدء، النص استعرض لنا جريمة قتل مع سبق الأصرار والترصد، ولم
يقدم لنا الأسباب والدوافع؛ فالخوف من الفضيحة غير وارد بالمرة، لماذا؟
مارست الأم الزنا في
عز النهار، لم تخف من عزة وأخويها، وعلى فراش الزوجية.، وهذا يفضح أن الأم هي
العنصر الفاعل على الفراش، والزوج مجرد آلة لتحضير الطعام.
تتأوه وتتلذذ
وأولادها يبحثون عن الطعام، فالأم تتمثل آنا كارنينا المصرية.
ترسل عزة لشراء
الطماطم، وهنا تسنح لها الفرصة لتوديع محرك الشهوة ومبتغى اللذة، ولكنها تتريث
لحين عودة عزة لتشهد توديعها إياه على عتبة البيت/الماخور.
يعود الأب ليكهرب عزة
في الغرفة الجوانية/غرفة العشق والهيام، وكأن الرجولة الركون لرغبات الأم الشبقة.
العزبة تبرر
الجريمة،وهذا ملمح خطير يقنع القارئ أن حال أمهات العزبة هو حال هذه الأم.
النص محاولة لكتابة قصة
... غاب عنها الاقناع والمصداقية والمعقولية .للقصة أية قصة ان تقدم افتراضاتها
للقارئ ولكن لابد ان تكون مدعومة بحيثيات من الواقع تجعل هذه الافتراضات مقبولة
عند القارئ .. هنا نجد مثلا صورة لأم سيئة بالمطلق وهو أمر لا يصدق استنادا الى
معطيات في القصة ، وايضا هذه البنت الصغيرة التي تتولى دورا مهما في إعالة العائلة
مع وجود الوالدين . صورة اخرى غير مقبولة ايضا للأم التي تقتل ابنتها مع أن النص
لا يشير الى ما سيفضحها عند الاب تحتم عليها قتلها حماية للحياتها . كذلك هذا الاب
الذي يكهرب ابنته و لانجد في النص امرا معقولا يجعله يقبل بفعل ذلك... اقول النص
حمل الينا افكارا للكاتب لم يحسن التوليف بينها ليصنع قصة قصيرة يحظى مضمونها
بالاقتناع . النص يبدو وكأنه تلخيص غير موفق لقصة طويلة . تحياتي وتمنياتي
بالتوفيق
رؤيتي لقصة ( جنازة
البنت عزة الحزينة )
لولا أن قصة أديبنا /
يوسف احمد الجعفرى( جنازة البنت عزة الحزينة ) تستحق ما اختارتها أديبتنا منال
خطاب للمناقشة وأبداء الرأي.
في البداية شحذ
أستاذنا خيالنا بسؤاله عن المرحلة السنية لعزه التي دفنت وستشيع جنازتها، هل هي
طفلة شافعة (تشفع لأبويها!!)، أو فتاة نترحم عليها !!!، الحقيقة احترت في مقصد
استأذنا من أن يخص الفتاة فقط بالترحم عليها، الحقيقة تركني أستاذي في حيرة.
استأذنا: أستاذ في
الوصف، استعرض مهارته فوصف بإسهاب العنزات وما تحتهم من جديان وألوانهم، كما اسهب
في وصف طريقة صنع المكرونة (, بعد أن سخن الزيت, أفرغت عليه المكرونة وحين أصفر
لونها وضعت الماء والبهارات, وبعد أن شربت الماء, صارت جاهزة للأكل ) وفتح نفسنا
علي خلطها بالصلصة بل وعلمنا طريقة صنعها .
أتذكر عندما قرأتها
للمرة الأولي ، علقت بأن أستاذنا يخلط الحكي بالسرد، فتفضل بالرد أن السرد من
الحكي والحكي من السرد ، وأتذكر أنه قال: وما العيب في هذا الخلط
.
القصة القصيرة بصفة
عامة تعتمد علي السرد ، حتي أن السرد صار يستخدم اسما لفن القصة القصيرة ( النص
نفسه)، والإسهاب الزائد في الوصف يخل بالسرد خاصة إذا كان من الممكن ذكر الحدث
نفسه بتركيز دون أن نخل بالمضمون، ويوجد فرق بين القصة والحكاية فالقصة السردية
تخضع للمعايير النقدية لفن القص وإلا صارت مجرد حكاية، القصة القصيرة تتوفر بها
الحبكة، وتعتمد على التكثيف والتبسيط في عرض الأحداث، وتتحاشى الإسهاب والتطويل
والتمطيط.
عزة رغم الحياة
القاسية التي تحياه ورغم الفقر، كانت تعيش حياتها تلعب مع البنات الحنجلليكة
والستيتة ونط الحبل. لم تكن حزينة ،إذا فالحزن في عنوان القصة يعود علي جنازتها
.
عوقبت عزة التي تصرفت
علي فطرتها علي ما تخيلت الأم أن أنها رأته، وقد تفضحها عند زوجها، صدمني موقف
الأم التي حملت وولدت وربت، ثم فضلت موت أبنتها حتي لا يفتضح أمرها، فأشارت علي
زوجها بتأديب البنت بالكهرباء!!!، ومن غير المنطقي انسياق الأب لرغبة الأم وعقاب
أبنته بطريقة غير معتادة، تزهق بها روح ابنتها، وسألت نفسي، هل كانت الأم تأمل في
التخلص من ابنتها وزوجها، فقد تكتشف الجريمة ويقبض علي الزوج، ويخلوا لها لجو مع
عشيقها.
عنوان القصة كاشفُت
عنها , طرح علينا سؤال عن مصدر الحزن، وأن كان كاتبنا قد أجتهد في النص ليوضح لنا
هذا المصدر ودلالته، القصة رغم حزنها جيدة، مفتوحة بدون رموز، دخل استأذنا لموضوع
القصة مباشرة، وأن شابها بعض الحشو يمكن الاستغناء عنه، ووجود بعض الجمل الخبرية
الغير مستحب وجودها في القصة القصيرة ، عزة هي الرابط بين الأحداث، سرد سهل غير
ملتبس ، ولغة سلسة بسيطة، الزمان والمكان فيها محددين، الزمان قصير محددين من وقت
دخول العشيق وإبعاد عزة عن المكان حتي عودة الأب وصعق ابنته بالكهرباء ، ،
والنهاية أرهقتني في استحضار مشهد البنت وأمها وأبيها يعذبونها بالكهرباء ختي
الموت، غير منطقية وغير متوقعة.
العنوان : فضح متن
القصة, وقد يتمكن أي متلقي من العنوان قراءة فحوى النص.قبل أن يدخله . وأرى أن
كلمة الحزينة ربما زائدة .
المتن : جاء بعبارة
تستمر في فضح النص وتفسير العنوان, ومن وجهة نظري كان بالإمكان االدخول الى النص
مباشرة, بدونها, حيث جاءت كجملة إخبارية , (اليوم ماتت البنت عزة واليوم دفناها
واليوم جنازتها )
ومع الدخول إلى النص
استطاع الكاتب أن يقدم لنا فكرة عن عمر الطفلة حتى نتأكد مدى الظلم الذي تتعرض له
ومن أقرب الناس لها
ويستمرالسرد في تقديم
المهام التي تقوم بها مثل حلب العنزات ولم البيض من عشة الدجاج؛ ثم تضع البرسيم
والخبزالمبلول للعنزات ثم تتركهن يكملن طعامهن من صناديق القمامة, وتحدث عن
استغلال الأطفال في العمل ولكن للأسف هنا جاء هذا الآستغلال من الأم المهملة
والخائنة لزوجها والمستهترة بأهم وظيفة لها وهي تربية الأطفال .. أطفالها إلا أنها
تركت المهمة لأكبر أطفالها عزة, ... هنا اعتذر للكاتب لماذا وصفها في العنوان
بالحزينة حقا هي حزينة وحبذا لو ترك ذلك للمتلقي.... وبومضة سريعة يضعنا الكاتب في
حالة الأم المستهترة .. بعد خروج والد عزة جاء جارهم الشاب وهو يشرب الشاي,
ارسلتها أمها لتشتري المعكونة وعند عوتها لم تجد الشاب.
ينقلنا الكاتب إلى
المهام المثقلة لحياة عزة التي تخرج مسرعة الى الدكان لتشتري طلبات البيت وتعود
بنفس السرعة .. ولا ينسى الكاتب أن يعطينا لمحة عن مكانها الطبيعي وهو لعب
الحنجيلليكة والستيتة ونط الحبل مع البنات المماثلات لسنها.. نراها بجوار البيت
تلعب مع البنات الحنجلليكة والستيتة ونط الحبل ..
ويستعمل الكاتب
الفلاش باك قبل أن ينقلنا إلى أحداث وفاة عزة, .. قال أبوها اتكهربت... ثم بإسلوب
الفلاش باك وبلمحة بسيطة يكشف لنا مدى استهتار المسؤولين في الأحوال الشخصية ..
باستخراج شهادة الوفاة ... لا شيء غريب, أحياناً يموت الصغار من الرعونة والإهمال,
والحوادث كثيرة ومتكررة وعادية.
ثم يدخلنا الكاتب بعد
ذلك في صلب الحدث, مع الأم الماجنة التي تعد المعكرونة على عجل, ثم تقول لآبنتها
عزة, حانام في الأوضة الجوانية, لو اخوتك جاعوا حلة المعكرونة في المطبخ.. وعندما
جاع الأطفال رفضوا المعكرونة المسلوقة بدون صلصة, فأسرعت عزة تطرق الباب على أمها
النائمة فلا جواب, فلم تجد حيلة عزة سوى اللجوء إلى الجارة لتستلف منها الطماطم
لتكمل طبخ المعكرونة, ويدخلنا الكاتب مع الجارة في المطبخ ليقدم لنا وصفة طبخ
المعكرونة, واعتقد أن في ذلك اسهاب يمكن اختصاره أو حتى التخلص منه والتعبير عنه
بجملة.. عندما استيقظت الأم روت البنت عليها ما فعلته, ووجدتها الأم الخائنة فرصة
لتبعد البنت حتى خروج العيشق, أرسلتها تشتري الطماطم لتعيد ما استلفته للجارة ومع
عودتها رأت جارهم الذي كان يشرب الشاي عندهم في الصباح يهم بمغادرة البيت وأمها
تودعه .. هنا الأم نسيت الأمومة وتذكرت فقط كيفية التخلص من ابنتها التي رأت الشاب
في الصباح يشرب الشاي وخروجه من البيت وهي تودعه .. ماذا لو تحدثت البنت لوالدها
كيف سيكون حالها.. عند عودة الزوج شكت له تصرف ابنته عزة وكيف استلفت الطمام من
الجارة .. واعتبرت ذلك وصمة عار للعائلة وتحقيروزادت في التحريض لأن البنت جعلتنا
شحاتين ثم قالت البنت سوف تتعود على ذلك ولو وصل عمرها مئة عام .. ويتصرف الأب
بحمية وعنجهية فيربط يديها وساقيها ولم يشفع لها توسلها لأبيها, حرمت يا بابا مش
حعمل كدة تاني.. بينما الأم الماجنة تقول لسعة واحدة من الكهرباء تجعلها كلما فكرت
أن تشحت تتذكر الألم فلا تفعل وبدون تفكير ينصاع الأب لرغبات زوجته ويأتي بطرف سلك
متصل بمصدر الكهرباء ويلمس به إصبعها بأقل من الثانية فخرجت صرختها الخافتة..
وصارت البنت عزة جافة كخشبة.. باردة كلوح ثلج .
بعد هذه القراءة
أتسأل كمتلقي كيف يطاوع قلب الأم أن تفعل ما فعلته بفلذة كبدها وأرى أن هذا يضع
المتلقي في حيرة وماذا لو كانت زوجة أب وليس أم .. ,.أم أن حب الكاتب للصدمة جعلها
أُماً , وربما في القصة شيء من حقيقة .. وأرى النص له من وجهة نظري مغزً واحد اً
بغض النظر عن الخيانة الزوجية .. وهو عمل الأطفال واستغلالهم رغم أن مكانهم
الدراسة والرعاية وليس العمل.. كما أنني أرى النص فيه شيء من الإسهاب ويحتاج إلى
شيء من التكثيف .
كل الشكر للأديبة
المبدعة منال خطاب على مجهودها ولإدارة واحة القصة القصيرة بإمتاعنا بالنصوص
الجميلة بعضها قيم وبعضها للنقد والدراسة لفائدة المتلقي .. وكل التحية لكاتب النص
مع خالص اعتذاري وتقديري واحترامي
تسلم استاذى ويسلم قلمك الثاقب.. رؤية ثاقبة.. اما عن التساؤل.. فلى
راي خاص... اولا لا منطقية فى القص.. فالخيال حل للاديب مادامت الحبكة جيدة...
وأهمس فى اذنك وانا اعمل فى مجال التربية: المجتمع امتلأ بالامراض الاجتماعية التى
جعلته يتعرى من قيمه ونقر ونرى.. حوداث كثيرة وابشع من ذلك.. فقط أراد الكاتب أن
يسلط العدسة المكبرة لعلنا ننتبه.. دمت بخير استاذى.
تصدمك القصة من أول
كلماتها: جنازة إذن عتبة القصة تنم على أنها مغلفة بالحزن، ثم تجيء كلمة البنت
لتشي بأنها مازالت صغيرة، لكن هل كلمة الحزينة أضافت شيئا للعنوان أم كانت حملا
عليه
تستمر الصدمات بجمل
متتالية، اليوم دفناها واليوم جنازتها، أرى أن الكاتب كان عليه أن يراعي الترتيب،
فالدفن بعد الجنازة أو فليكن اليوم دفناها واليوم عزاؤها،
تتوالى الأحداث ويكشف
لنا الكاتب ببراعة عن سبب موت عزة لنكتشف أنها راحت ضحية أم خائنة تسبب في موتها
بدم بارد لتخفي فعلتها، ومع ما نقرؤه من جرائم مستحدثة دخيلة على مجتمعاتنا لا
نستبعد هكذا موتة، لكن هل من المنطقي أن لسعة واحدة من سلك الكهرباء العاري على
إصبعها يؤدي إلى موتها؟ أم أنها ماتت قبلها من الخوف؟
المدهش حقا أن
البراءة والطهر قتل في نفس مكان الخيانة والعهر ( الأوضة الجوانية)
استطاع الكاتب أن
ينقل إلينا صدمة موت فتاة غدرا بيد من افترض أنها نبع الحنان، ماتت بوشاية أمها
وتنفيذ أبيها المخدوع، كل ذلك بلغة قريبة حد استخدام ألفاظ عامية، دون تقعر أو
ابتذال.
أراني أختلف في تقديم
قراءاتي للنصوص القصصية
على خلاف معظم
أساتذتي الأدباء و النقاد .
أنا أرى أنه على
القراءة النقدية أن تتعامل مع حسنات و مثالب النص
من الناحية السردية و
التكنيكية ..
فيضع الناقد أصبعه
على إيجابيات و سلبيات النص
و لو أمكن بعض
الملاحظات التوجيهية البنّاءة .
عن نفسي أجد أن عملية
قراءة النص و شرح معاني الحكاية
لا تخدم الكاتب أو
حتى المتلقي في شيء ، فالنص بحكايته واضح و مفهوم.
يبقى أن نشير بالبنان
للإيجابيات و السلبيات السردية القصصية ..
و عليه
:
( جنازة
البنت عزة الحزينة )
جاء العنوان خبرياً
طويلاً و كان بالإمكان إيجازه ليكتسب بعض التشويق ..
( جنازة )
على سبيل المثال .
النص جاء خبرياً منذ
استهلاله
( اليوم
ماتت البنت عزة .. اليوم دفناها .. اليوم جنازتها )
كنت أقرأ الكلمات على
عجل ليس تشويقاً و إنما بحثاً عمّا هو آت
فعنصر التشويق قد
أبعده الإنشغال بتفاصيل سردية لا ضرورة لها .
النص هنا جاء في
مُجمله على لسان الراوي
لستُ أدري كيف كان في
البداية شاهداً على دفنها لا يعرف عمرها
ولا يعرف كيف ماتت
ليتحول فجأة إلى شارحٍ لتفاصيل الجريمة
وكأنه كان ملازماً
لها .
حزينٌ هذا النص كما
الحزن الساكن هناك حيث الاكتظاظ و العشوائيات السكانية
و الجهل و الفقر و من
ثم الجنوح و الرذيلة و السقوط .
لكنه بدأ خبرياً و
كذلك انتهى .
هناك نصوص- لبساطتها
وجمالها وعمق معانيها - تستفز القارئ للتعليق عليها. وبرغم أنني غير مدعو
للتعليق،، إلا أني سوف أتقمص دور الضيف الرزل ، وأجلس على مائدة المعلقين
.
جاءت القصة على هيئة
لقطات أو مشاهد سينمائية متقطعة مع استخدام تقنية الفلاش باك ، وسوف يكون تعليقي
عبارة عن لقطات متفرقة لما رأيته - من منظوري الخاص بالطبع - من ملاحظات حول النص
:
1- العنوان
: أنا لست مع القائلين بأن العنوان قد فضح النص ، فالنص السئ فقط هو من تفضحه
ركاكته وفجاجته وعدم حمله لقيمة ما ، أما العنوان فهذا يعود لرؤية كاتب النص
.
ولو أنني - فرضا -
كنت كاتب هذا النص ، لاخترت له عنوان ( حدث في الأوضة الجوانية
) .
أما للمتسائلين عن
صفة ( الحزينة ) الموجودة في العنوان ، وهل تعود على الجنازة أم تعود على البنت
عزة ، فأعتقد انها لاتعود على الجنازة ، لأنه من البديهي أن كل الجنازات تكون
حزينة ، لكنها تعود على عزة لأنها لم تعرف ( بأي ذنب قُتِلتْ ) !.
2- عندما
تنغمس الحكومات ( الزو جة والأم )في ملذاتها ، وتصم الآذان عن نداءات الشعب (
البنت )، فيتصرف الشعب من تلقاء نفسه لسد احتياجاته أو متطلباته ، هنا تشعر
الحكومات بالتقصير أو انكشاف امرها فتبدأ بتسخيف أو تحقير مافعله الشعب بعيدا عنها
.
هذه طبعا رؤية اسقاطية
ربما لم تكن في ذهن الكاتب ، لكنها تولدت لدي مع القراءة .
3- المكرونة
السادة ( زيت وماء ) لم تعجب الأولاد ، بينما أعجبتهم المكرونة بالصلصة ، وهذا
تماما ماحدث من الأم فقد تركت المكرونة السادة ( الزوج ) وانصرفت أإلى المكرونة
بالصلصة ( الجار الشاب ) !.
4- ماذا
يقولون عنا .... جوعى؟ ليس عندنا طعام ؟
وكأن هذه الخائنة
تتحدث عن نفسها ، حين تترك طعام البيت (زوجها) وتنظر الى طعام الشوارع ( الشاب
الجار )
5- من
الملاحظ والغريب ان البنت عزة كانت تقوم بكل هذه الأعمال الشاقة دون شكوى بل ربما
بسعادة .
6- معنى ان
الجار الشاب كان يجلس ويشرب الشاي ، أنه متعود على الحضور ولم تكن هذه اول مرة له
. فلماذا خافت الأم أن ينكشف أمرها هذه المرة بالذات ؟!
ولماذا لم يخرج الشاب
سريعا من البيت حين وزعت الام ابنتها لشراء طماطم ؟!
اعتقد ان هذه من
سقطات القصة التي لم أجد لها اجابة .
7- الراوي/
الرواة العليم وقع في تناقض سن البنت وطريقة الوفاة ، حيث انه كان يعلم دقائق بعض
الامور ويجهل أو يتجاهل أخرى .
8- جرائم
الخيانة وقتل الأبناء أصبحت حوادث عادية نقرأها في جرائدنا اليومية بصفحات الحوادث
ووسائل التواصل الاجتماعي ، لكن تناولها بأسلوب أدبي هو مايفرق في تأثيرها على
القارئ .
9- الكاتب
لم يدين الجرائم التي حدثت في قصته ، وتركنا نحن نضع حيثيات الاحكام والحكم
.
10- لايسعني الا تقديم الشكر للكاتب المتميز الذي صاغ هذه القصة الرائعة ،
لتكون وجبة دسمة بالصلصة التي نحبها .
جنازة البنت عزة
الحزينة
فن القص بين تعرية
الواقع وأثر البيئة
بداية هناك ثلاث
بيئات هي من تصنع أثر النص وتأويلاته
بيئة المبدع وبيئة
السرد وبيئة التلقي
وعلى سبيل التدليل ع
ذلك سريعا نجد كلمة جنازتها التي قال البعض أن ثمة خطأ في الترتيب الحدثي في
استهلال القصة
اليوم ماتت البنت عزة
واليوم دفناها واليوم جنازتها
بالقياس ع المعني
اللغوي والشرعي للفظة الجنازة بينما بيئة المبدع وبيئة السرد التي اختارها لعرض
وقائع قصته تعتبر الجنازة هي مراسم العزاء ومن ثم ليس هناك اي خلل في التراتب
الحدثي وهكذا
ويوسف أحمد الجعفري
في هكذا قصة يعري قبح الواقع في مجتمع يسوده الجهل ولا يستغرب إن تقع فيه مثل هكذا
حوادث من قتل للبراءة أو خيانة لكنه وبحنكة كاتب جنوبي يعمد إلى سارد جمعي ليس
عليما وإنما بحاول أن يظهره كذلك فيروي أحداثا لا يتطلع عليه هذا السارد الجمعي
إلا بمخيلة الشائعة
وهنا تفجر القصة
الأسئلة الصادمة والموجعة من مطلعها إلى نهايتها
حتى تلك التفاصيل
التي اعتبرها البعض اسهابا في الوصف ومنهم من قال بأن حذفها لن يؤثر احسبها وقد
أوجب ذكرها وعي الكاتب ببيئة قصته والتى تلعب تناقل الحكايات التى تنبني على
التفاصيل الصغيرة دورا لا يستهان به في تحريك وعي قاطنيها
حتى حين مر على فعل
الخيانة لم يقف أمامه بسرد تفاصيل لطبيعة تلك البيئة التي ترغض الخوض في هكذا امور
يوسف أحمد الجعفري
يريد أن يحدث أثر الصادم الكهربي لعل الغافلون عن مآسي الجنوب يغيقون
وكشفت القص عن وعي
بتكنيكات فن القص مثل الفلاش باك وغيرها من التكنيكات التي استخدمها في قصته وجاءت
لغته السلسة البسيطة لتنساب إلى وجدان المتلقي كانسياب الحكايا
وكأنك تقمصت وجدان الكاتب ورأيت مالم نر... فتحية واجبة... اولا
لتفسير التسلسل فى ممارسات الدفن والأهم.. التحدث عن بيئة التلقى بشكل مختلف ويبدو
انك تعايش بيئة النص جيدا.. امتنانى وتقديرى لرؤية رائعة ومشاركة جادة والأهم هو
اطلاعك الجيد على كل التعليقات على النص... سعدت بك.
جنازة البنت عزة
الحزينة..
العنوان جاء صريحا و
واضحا، و فتح الباب و النوافذ لكشف جزء من مضمونها..
ولكن بقي السؤال
مطروحا لدى القارئ، كيف ماتت عزة و لما هي حزينة و هل هي حقا بنت أم شيء آخر؟..
اعتمد الكاتب في
بداية النص المواجهة و الصدمة حين استهل ب "
اليوم ماتت البنت عزة
, واليوم دفناها..واليوم جنازتها "..
أحاط شخصيته المنتهية
واقعا بهالة غرائبية لبث التشويق لدى القارئ و لخلق الشخصية البطلة في وعيه و إن
كانت ميتة بقوله:"
لا نعرف هل هي طفلة ؟
فنقول "شافعة ", أم فتاة ؟ فنقول " الله يرحمها ", لا نعرف
عمرها , ربما تجاوزت العاشرة, لا ندري بقليل أو كثير. "..
ثم عاد الكاتب و بنى
لنا صورة حول شخصيته "عزة" فاعتمد الوصف في ذلك و أدرج شيئا من خصالها و
معيشها اليومي:"
سمراء نحيلة, نراها
تستيقظ مبكراً, تفتح باب العشة بجوار باب بيتهم, تخرج منها العنزات الثلاث. تحلب
منها لبن الصباح لإخوتها الثلاثة الصغار, الولدين والبنت وأبويها, العنزة السوداء
تحتها جدي وعنزة, والبيضاء تحتها جديان, والعنزة البيضاء ببقع سوداء بطنها ممتليء,
تضع لهم البرسيم وجردل الماء والخبز المبلول, بعد أن يأكلوا تتركهم يسرحون في
الشوارع, يكملون طعامهم بجوار صناديق القمامة وباعة الخضار, تخرج الدجاج من القفص
وتجمع البيض.
نراها مسرعة إلى
الدكان تشتري طلبات البيت, وتعود مسرعة, ونراها بجوار البيت تلعب مع البنات
الحنجلليكة والستيتة ونط الحبل.
".. كما ادرج كاتبنا الزمكان حتى يؤطر المشهد و يضع القارئ في قلب الحكاية..
ثم عاد كاتبنا وغير
مجرى السرد بحوار عابر للأحداث :"
قال أبوها: أتكهربت...
فقلنا : الأسلاك
العارية ومفاتيح النور التالفة والغسالات القديمة.
"..
وكأن فكرة أن الطفلة
تكهربت بالكهرباء أمر عادي و مسموع و يحدث دائما..
هنا طريقة قبول حادثة
الوفاة في حد ذاتها صادمة و لكن الظاهر أن نسبة حوادث الأطفال من هذا النوع يحدث
كثيرا في محيط العائلة.. كذلك طريقة الحصول على وثائق الوفاة و تصريح الدفن، كان
امرا يسيرا ولا يتطلب تدخلا أمنيا أو تشريحا أو غير ذلك..
"
وجئنا بشهادة الوفاة
وتصريح الدفن, لا شيء غريب, أحياناً يموت الصغار من الرعونة والأهمال, والحوادث
كثيرة ومتكررة وعادية.
"..
و يعود كاتبنا لتبرير
ذلك بقوله:"
وكان أبوها قد خرج
إلى عمله في الصباح.."..
ثم ينحرف بالأحداث في
نسق سريع على حين غرة فتظهر شخصية الجار الحاضر الغائب و يمكنني ان أقول أنها
شخصية الشيطان الأخرس، هنا يتولد حدث فجائي يزعزع كيان القارئ متمثلا في الطامة
الكبرى ألا و هي " الخيانة " ..
أر ان الخيانة جاءت
في شكل كلاسيكي لا يختلف عما نراه في الأفلام، و لكن تضخم الحدث عندما أسجم عن
بشاعة شخصية الأم فولد ذلك منطق الجريمة.
لا أظن أن المجتمع
يخلو من أنواع كهذه من الجرائم و لا أحب أن أقف مدافعة عن المرأة كأنها الطاهرة
العفيفة التي لا تمتلك أي نوع من الشذوذ الخلقي أو النفسي و كذلك الرجل.. فكلاهما
خطاء و متطرف..
مما أراد الكاتب
إثباته أن الكبيرة تولد الكبائر و هنا خيانة أفرزت جريمة قتل النفس..
لكن تبقى آداة
الجريمة هي المفزعة في الأمر، لأن آلة القتل لم تكن فقط سلكا عاريا بل أبا جاهلا،
تسوسه إمرأة إبليس..
الحقيقة أن مجرد
التعاطف مع الأب إنعدم مع القارئ و هذا أكد أن العنوان الذي إختاره كاتبنا يؤكد أن
هنالك ضحية وحيدة في النص وهي الفتاة عزة..
ضحية مجتمع شاذ، ضحية
أم خائنة ترفض الطلاق و ترضى لنفسها علاقة محرمة، ضحية شاب ربما وجد في تلك المرأة
اللعوب متنفسا لرغباته الجنسية، ربما لقلة حاله و عدم قدرته على الزواج..
ضحية أب تتوقف
مسؤوليته عند عتبة الباب فلا يعلم حال أولاده و لا حال زوجته..
ضحية تربية خاطئة
متطرفة تعتمد التعذيب "الضرب" عوض الحوار..
ضحية دولة إذا علمت
إدارتها بوفاة لا يفتح لها تحقيق..
ضحية إهمال شركة
الكهرباء كون موت الأطفال بالصعق صار أمرا عاديا..
ضحية مجتمع و إقتصاد،
جعل من هذه النفوس الصامتة مجرد أسماء ظرفية تمر مرور سحاب لا ترى و لا تقف لأجلها
الأحوال..
و يبقى السؤال
مطروحا.. كيف لرجل زوجته تخونه مع الجار، يدخل و يخرج بميعاد أن لا يلاحظ بقية
الجيران الأمر و أن لا يصله خبر.. فهذا النوع من الخيانة يكون عادة سريع الكشف!!..
الصادمة حقا حين تكون
الخيانة مع الأقارب (أخ أخت ابن العم،.. إلخ ) وهي صعبة الكشف لوجود أسباب منطقية
تبرر تواجد هؤلاء..
النص كقصة جيدة و إن
أطنب كاتبنا لكانت أروع، هناك إرتباك في نسج الأحداث، لأنه حاول أن لا يكون وقع
الحدث فجا و صادما على قرائه..
الظاهر ان كاتبنا
أراد ان يرأف بمشاعرنا و يكون حليما...
نص ممتع كان ليكون
أفضل مما هو عليه إن طرد كاتبنا من عقله التابوهات الأخلاقية و تحمل مسؤولية نصه،
و صاغه كما أراده أن يكون بحلوه و مره..
تجربة جميلة دام ألق
قلمك أستاذ
قراءة في قصة (جنازة
البنت عزة الحزينة) للكاتب يوسف احمد الجعفري
لطيف عبد سالم
تُعَدُّ قصة (جنازة
البنت عزة الحزينة) للكاتب المصري يوسف احمد الجعفري، من نمطِ القَصص القصيرة التي
تحاول سبر أغوار النفس البشريَّة، والتعريف بِمَا ظهر لكاتبِها ببعض مكنوناتها
التي انعكست بسُلوكٍ سَيئ ومستهجن من شأنِه المُساهمة في تدميرِ البنية
الاجتماعيَّة والعلاقات الأسريَّة، من خلال محاكاة العمق النفسي والفكري لشخصياتٍ
مألوفة في المُجتمعات العربيَّة التي مَا تزال تتأرجح في رؤاها ومشاربها
وتوجهاتِها مَا بين إشراقات الماضي وتجرع مرارة خِذلان الحاضر المشبع بالإخفاق
والخيبة.
اللافت للنظرِ أنَّ
الصورَ المثقلة بالألم والحزن التي هيمنت على مجريات هذا النص السرديّ، بدت
ملامحها واضحة منذ عتبة العنوان، والذي كنت اتمنى لو أنَّ كاتبَها عمد إلى
اِختزالِه، وجعله (حكاية عزة)، فلا ريب أنَّ مَا اختاره الجعفرى من عنوانٍ لقصته،
شكل الخطوة الأولى لبثِ مشاعر الألم في النفسِ، والتي بوسع المتلقي أنْ يدركها من
دُون عناء.
يمكن القول إنَّ
القصةَ التي استلهم كاتبها أحداثها من الواقعِ المعاش، تُدخل القشعريرة والرعب في
النفس، بسبب زخات الحزن التي حملتها سطورها المشبعة بالصورِ المُهينة للكرامة
الإنسانيَّة. ولا أعني بالوصف المذكور الطريقة المأساوية التي اعتمدت في موتِ
البطلة فحسب، إذ أنَّ القصة هذه حملت في أحشائِها أحداثًا أخرى تكاد تكون أكثر
إيلامًا من نهايةِ عزة، فالتلوث الفكري الذي يعج به عقل والدة عزة جعلها تستسلم
للخديعة التي أفقدتها السُلوك النبيل بعد ظنها أنَّ مستقبلها أصبح على المحك،
فعمدت إلى التضحية بمن يفترض أنْ تحرص على تربيتِها، وزراعة روح المنظومة القيمية
في ذاتِها، مع العرضِ أنْ الحرمانَ العاطفي لا يصلح أنْ يكون دافعًا لارتكاب جريمة
بهذه البشاعة.
إنَّ تخليَ والدة عزة
عن عاطفة الأمومة، وإغفالها مسؤوليتها الاجتماعية، امتزج بسذاجة الأب وضعفه أمام
زوجنه التي أودت به إلى الركون لاقترافِ تلك الجريمة النكراء، إذ لم يدر بخلده
أنَّه سيتحول في لحظاتٍ إلى قاتل لابنته، فعمد إلى إزهاق نفس بريئة من دون وعي،
وحتى من دون شفقة وهو يستمع لصرخاتِ فلذة كبده وهي تحاول استعطافه لفكِ وثاقها
والكف عن تعذيبها.
- ".... حرمت يا با مش حأعمل كده تاني".
وفي هذا السياق أقول
صادقًا: ليس بوسعي كتم شعوري بالرهبة التي استفزتني وأنا أتأمل مشهدًا دراميًا
يعبر عن استغاثة البراءة الإنسانيَّة التي لا أحد يشعر بها، ولعلَّ مَا زاد أثر
تلك العبارة في النفس، هو ارتكازها على اللهجة المحلية.
إنَّ القطرةَ التي
أفاضت الكأس، ودفعت والد عزة إلى ممارسةِ العنف تجاه ابنته، تعبر على مَا يبدو عن
ركوبِ زوجته الرذيلة بسبب بلاهة زوجها التي تُعَدّ دليلًا على خوائِه الفكريّ
وسطحية معرفته، إذ لم يوضح كاتب القصة أي تفاصيل يمكن أنْ نستدلَ بِهَا على مكمنِ
الخلل في علاقتِهما الزوجيَّة.
من وجهةِ نظر شخصيَّة
متواضعة جدًا يمكنني القول: لأنَّ الأدبَ رسالة انسانيّة، فإنَّ مَا خلف النصّ من
دلالاتٍ رمزيَّة يوحي بِمَا يجعلني اتخيل إنَّ لجوءَ والدة عزة الى الاحتيال
وتحريف الحقيقة، مكنها من القدرة على إقناعِ زوجها الاعتقاد بأمرٍ غير صحيح، يمثل
في واقعه الموضوعيّ دلالة لأحدِ جوانب التحدي الذي تعيشه المُجتمعات العربيَّة في
تاريخِها المعاصر، حيث أنَّ الخديعةَ، ومَا ترافق معها من تحايلٍ وتحريفٍ للوقائع،
كان من أبرزِ العوامل التي ساهمت في تمهيد الطريق لجعل الإنسان يعيش مسلوب
الإرادة، فكان أنْ سلبتْ الأوطان، وضاع الكثير من الناسِ فِي أصقاعِ الأرض، وأهدرت
دماء الشهداء، إذ أنَّ النفسَ الملتاعة لـ (عزة) التي يعتصرها ألم الخديعة، تتعانق
مع النفوس التي كانت ضحية التحايل على قضايا شعوبها.
تمنياتي للكاتب يوسف
احمد الجعفري بتواصل العطاء الإنساني المتجدد، والتقدم والازدهار إلى أسرةِ واحة
القصة القصيرة.
النّص عبارة عن جمل
أخبارية معطوفة بعضها على بعض بالحرف واو.!
أخذ الرّاوي الخارجي
على عاتقه سرد حكاية مضطربة، و قصّة لا تصمد أمام تساؤل القارئ عن بساطة الأحداث،
و المطالبة بتصديقها و قبولها، فالرّاوي لا يعرف عمر البطلة، إن كانت طفلة فتكون
شافعة أو فتاة فيترحّم عليها ((و لا أدري أي فائدة يقدمها للقصّة هذا الاستطراد))،
لكنه يعرف سمرتها و نحولها و يرى عملها الصباحي اليومي، و عدد عنزاتها و ألوانها و
ووو...!
لم يصلنا من النصّ
سردا بنيويا كاملا لنبحث بين ثناياه مكامن الجمال الذي نتوخاه.
تحيّاتي لكاتب النّص
لا أدري هل ما سأكتبه
تعليقا أم تعقيبا على بعض التعليقات السابقة والتي استفزتني لإبداء رأيي بعدما
اعتذرت للأستاذة منال عن قراءة القصة وذلك لبعض الالتزامات...
من حق الكاتب أن يسرح
بخياله ويجانب الواقع إن أراد، رغم أني أرى أن فكرة النص لم تجانب الواقع
أبدا...وحين نتحدث عن المنطقية لا نعني أن ما يكتبه الكاتب يجب أن يطابق واقعا
بحذافيره بل نعني منطقية السرد، لأن منطق الواقع في حد ذاته ليس مطلقا بل هو متغير
حسب البيئة والثقافة، فواقعي أنا ليس هو واقعك أنت وبيئتي ليست هي بيئتك، لذلك أرى
أن القارئ يجب أن يبتعد شيئا ما عن الشخصانية، وينفتح على كل البيئات الاجتماعية
والتي قد تجعل من المستحيل حقيقة كنصنا هذا الذي له ما له وعليه ما عليه ككل تجربة
قصصية...
النص يتحدث عن -
الطفلة المرأة - بنت تعيش في بيئة شعبية، مزيج بين البدو والحضر، داخل أسرة جاهلة
تتسم فيها الأم بالخيانة والأنانية والغباء، ويتسم الأب بالغباء أيضا، بَيْدَ أن
البنت تتميز بالنشاط والذكاء(وهذا ليس غريبا في مجتمعاتنا وما أكثره)...تسقط ضحية
نباهتها وحدقها فتتحمل أعباء البيت والعناية بإخوتها لينتهي بها المطاف جثة هامدة
مقتولة بيدي أبويها...
فنية القص:
جنازة البنت عزة
الحزينة! العنوان يحيلنا أننا سنكون بصدد جنازة لبنت "عزة"...
"الحزينة" على من تعود المفردة؟! على الجنازة؟ طبعا لا مادامت كل
الجنازات حزينة! هل تعود على الفتاة؟! أيضا لا لأن السرد وصف لنا أن الفتاة كانت
سعيدة. إذن "الحزينة" لم يستخدمها السرد إلا ليبين مدى الوقع الذي خلفته
هذه الجنازة في نفسية المتكلم(أحبذ حذفها، فقط لأنها ستستحوذ على فكر القارئ وفي
الأغلب ستُنتَقَد، والمعلوم أن العنوان هو تاج الملكة)...
"اليوم ماتت البنت عزة، واليوم دفناها.. واليوم جنازتها." هنا نحن
بصدد إخبار، ولكن بعيدا عن التقرير، وما القص إلا إخبار! ...جاءت الجملة تحفيزية،
للفت الانتباه، وليست فاضحة، لأن الهدف الذي يريده السرد ليس موت الفتاة في حد
ذاته وجنازتها، ولكن السبب الذي ماتت من أجله والكيفية التي ماتت بها...
"لا نعرف هل هي طفلة...لا نعرف عمرها...أو كثير."(السارد لا يعرف
شيئا عن الفتاة!!!)، بعد ذلك يأتي السرد على لسان الراوي العليم الذي يتتبع
الأحداث ويعلم كل شيء عن التفاعلات والانفعالات، بل يعلم أكثر من الشخصيات
الحكائية نفسها(تغمرها السعادة..لم تكن تدري..خشيت أن تسبقها)، الشيء الذي يحيلنا
على أن هناك خلل، وهذا الخلل يكمن في زيادة العبارة " لا نعرف عمرها...ربما
تجاوزت العاشرة بقليل أو كثير"، وحذفها سيخدم النص ليظهر مدلول الجملة
الأولى، والذي أراه كمجاز يحيلنا على أن السارد يتكلم عن -البنت المرأة-، الطفلة
في عمرها والناضجة في تصرفاتها(لا نعرف هل هي طفلة فنقول "شافعة" أم
فتاة فنقول "الله يرحمها")، ليأتي بعد ذلك سرد الأحداث التي تجيب على
السؤالين(ماذا، وكيف)...
"سمراء نحيلة... نراها تستيقظ ...تفتح...تخرج...تحلب... لإخوتها
ولأبويها ( يُحبَّذ حذف الثلاثة الصغار، الولدين والبنت)...الحنجليكة والستيتة ونط
الحبل." في هاتين الفقرتين أرى أن السرد أحسن الوصف والتعريف بالشخصية
الحكائية والبيئة التي تعيش فيها...
"قل أبوها: اتكهربت...
قلنا: الأسلاك
العارية...والغسالات القديمة...وجئنا بشهادة الوفاة، لا شيء غريب، أحيانا يموت
الصغار من الرعونة والإهمال، الحوادث كثيرة وعادية"...
صيغت هاته الفقرة
بذكاء، والأسلوب كان رائعا بحيث أن السرد أومأ ولم يصرح، فرغم أن الأدلة لم تثبت
أن الفتاة قُتِلت، بقي الشك يساور المحيطين بالأب، ولكنهم آثروا عدم تصديق
تكهناتهم...
"كان أبوها قد خرج في الصباح...ولما عادت البنت عزة، رأت جارهم...وأمها
تودعه على الباب" هاته الفقرات شابها بعض الإسهاب والكثير من الحشو...
"لما عاد أبوها، راحت الأم تروي له ما فعلت البنت...خشيت أن تسبقها
وتروي لأبيها" هنا فقد السرد ربط الأحداث مع ما سبقه (كان من الممكن أن
يأتينا بأحداث تبين أن البنت فعلا فهمت وكانت ستخبر أباها)، وأيضا قد نرى أن
المبرر للتأنيب غير مقنع مادام السرد لم يفصح عن شخصية الأب، وهل السرد لم يفصح
فعلا؟؟ في رأيي بلى حين جعل الأب يَقبَل لطفلته أن تقوم بكل أعباء البيت بما في
ذلك أن تحلب وتطعمه...
ويأتي في الأخير
التأنيب بالكهرباء، ليُقضى على الفتاة...
الخاتمة كانت موفقة،
فقط يحبذ إعادة صياغة الجملة أو حذفها "وجاء أبوها بطرف السلك الموضوع طرفه
في مصدر الكهرباء"
(وأمها
تقول: لسعة واحدة من الكهرباء تجعلها كلما فكرت أن تشحت تتذكر الألم فلا تفعل. وفي
أقل من ثانية خرجت صرخة الطفلة الخافتة..."أرى الخاتمة هكذا أفضل مادام الأب
قد أفصح في الجنازة أن البنت "اتكهربت"...
نظرة حول النص وفي
شخصياته:
الشخصية البطلة،
وصفها السرد على أنها كانت سعيدة بحياتها، لم تكن تتذمر من شيء، تعمل وتلعب كباقي
الأطفال...ترى هل ستكون كذلك لو لم تكن تتلقى الحنان من أبويها؟!
الشخصية الأم، تخون
الزوج كلما سنحت لها الفرصة(خانته في الصباح)، فالخيانة ليس لها وقت...لماذا لم
تحاور ابنتها، لماذا لم تأنبها بنفسها؟
الشخصية الأب لماذا
استسلم بسهولة، من دون أن يستفسر؟ لماذا عاقب البنت بالكهرباء بدل الضرب بالعصى
مثلا...
هذا يحيلنا على أن
الأب والأم مريضين نفسيا وجاهلين، ولكنهما يحبان ابنتهما، ويعترفان بتفوقها عليهما
في ذكائها وأخلاقها إن لم نقل يخجلان منها، فهما لا يعاقبانها بالكلمات النابية
ولا بالسوط والعصى، وهذا إقرار لا شعوريا منهما أنها تستحق الاحترام، وما عقابها
بالكهرباء إلا ظنا منهما أنها لن تتأذى ولن تشعر بألم كبير...وما سرعة تنفيد العقاب
إلا دليل على أن الأب يعرف ما تفعله الزوجة من ورائه ويحاول تفادي سماعه من ابنته...
القصة تعالج تجربة
إنسانية نفسية يندى لها الجبين...الفقر، الجهل وضعف الشخصية، والأنانية، وسياسة
التلاعب والتضحية بالآخر في سبيل غسل ماء الوجه الذي لا وجود له بالأساس، والتي
طالت البيوت وفلذات الأكباد، والسكوت على الجريمة والكتمان، وغياب الرقيب...
وكما عودنا
كاتبنا...في نصوصه دائما نُصرَةٌ للطفل، وخصوصا البنات وما زلت أذكر له قصة
"أمنية"، الفتاة الطموحة بنت البادية التي حرمت الدراسة، فالتجأت لابن
المدينة كي يساعدها، وحوكم بأن لا يطأ البلدة ثانية ولم يعرف مصيرها بعد ذلك...
وهذا النص جميل
بفكرته وأحداثه وأسلوبه، فقط يلزمه القليل من التوسع مع حذف الزيادات...
بالتوفيق يا رب
سرد تشيكوفي.
ماهي ملامح السرد
التشيكوفي؟
- انتقاء
شخصيات النص من بين المهمشين.
- الارتفاع
مسافة فوق الحدث، نظرة الطائر التي ترى المشهد في شموليته.
- الحيادية
المطلقة، ففي التجربة القصصية لا تلمح إدانة، أو تعاطفا، تقف الشخصيات، جانية، او
ضحية على قدم المساواة.
والقصة تتحدث عن
حادثة راحت ضحيتها صبية، ويمكن للقارىء ملاحظة التكنيك، أو خط تصاعد الأحداث عبر
مراحل ثلات:
- الأولي:
مجرد خبر، " اليوم ماتت البنت عزة ... ".
- الثانية:
معلومات الراوي الشخصية عن الضحية. وهي معلومات تتصف بالعمومية، عزة كما تراها
وتعرفها القرية بأكملها، لذلك حافظ السرد على ضمير الجماعة
- الثالثة:
وتبدا مع المقطع " وكان أبوها قد خرج إلى عمله في الصباح ... " انتقل
فيه السرد الى ضمير المفرد، ليلخص ما وصل إلى سمع السارد من أخبار تواترت في فضاء
القرية حول الحادث، مستقاة من هنا، وهناك.
* حواديت
الجارة حول زيارة الصبية وطلبها للطماطم، وماقد تكون الجارة قد اخترعته من
تحليلات، وتكهنات.
* حكايات
اخوة الصبية، ومشاهداتهم.
* ماتواتر
على ألسنة أفراد جهات التحقيق، والتحري.
والمراحل الثلاث
استغرقت يوما واحدا، بدأ بخروج الأب الى عمله وتداعي الذكريات حول الضحية، وانتصف
بالدفن والجنازة وقول الأب " اتكهربت "، وقبل أن يحل الظلام كانت تفاصيل
الحادث قد تجمعت كقطع الفسيفساء من الأفواه كما سبق القول، ففي تلك الشريحة من
المجتمع تسري الأخبار، مصحوبة بالتحليلات، والتوقعات بشكل فوري وآني، وبمستوى
أفقي. أي بين افراد المجتمع، ولا يمكن لها ان تتسلل رأسيا إلى السلطات.
فالتكنيك الذي
استخدمه السرد يشي بالبساطة التي تعامل بها الجمهور مع الحادث، " إنها أشياء
تقع " .. ودون أن يذكر الكاتب ولو تلميحا يمكن للقارىء رصد حالة من التواطؤ
العام تسمح للحادث أن يمر بلا شوشرة. فالنية لم تتجه تأكيدا نحو إزهاق روح الضحية،
إنما هي مجرد وسيلة عقابية شائعة الغرض منها الزجر، والتهذيب، والموت حدث عارض، لم
يكن في الحسبان. أما ما تواتر من اخبار حول رجل غريب كان لدى الأم، فهي في النهاية
أخبار غير مؤكدة مصدرها الجارة، وربما تكون مغرضة لما يحدث في العادة من مشاحنات،
أو غيرة بين الجارات. وفي النهاية فالله حليم ستار. وهي ثقافة ضاربة بجذورها كما
نعلم في المجتمعات الريفية.
هذا بخصوص التكنيك
المستخدم في السرد، فماذا عن الموضوع؟
* هل نجح
الكاتب في تسليط الضوء على قضية جديرة بالاهتمام؟
* هل قصد
الكاتب إلى سرد حادثة موت الطفلة عزة لإثارة التعاطف معها؟
* هل أراد
الكاتب إبراز الأم كجانية ضحت بابنتها في سبيل متعتها الحرام؟
سنبدأ بالفرضية
الأخيرة:
وسنحلل المشاهد التي
ظهرت فيها الأم باعتبارنا جهة تحقيق.
١- مشهد الجار يحتسي الشاي بعد خروج الأب.
٢- وقالت الأ: أنا حانام في الأوضة الجوانية.
٣- وطرقت الباب على امها، لكنها لم ترد.
كيف لنا كجهة تحقيق
التيقن من تلك المعلومة، وقد بدأ التحقيق بعد موتها، وهي لم تفصح لأبيها عن اي شىء
يتعلق بالواقعة.
لا دليل على تلك
الفرية.
ولكنها وردت على لسان
السارد في المرحلة الثالثة من السرد، وهي المرحلة التي طرح فيها السارد المعلومات
التي تواترت اليه عبر الألسنة، ويرجح أن يكون مصدرها الجارة. وسنكتشف لاحقا أن
كافة المعلومات التي لاكتها الألسنة، وشكلت المرحلة الثالثة ظن النص هي من
افتراءات تلك الجارة. لأن الضحية التي يمكنها تأكيده أو نفيها قد ماتت.
- ولما
عادت البنت عزة رأت جارهم يهم بمغادرة البيت، وأمها تودعه.
( نفس
ماقيل في البند ٤. ليس هناك دليل على الحدث لموت عزة، )
- الأم تشي
بواقعة الاستعارة وتحرض الأب على معاقبة البنت.
( يمكن
للأخوة أن يكونوا شهودا على الواقعة )
- ماذا
شاهدت البنت، وماءا فهمت.خشيت أن تسبقها وتروي لأبيها.
( لا دليل
لأن البنت ماتت. والمرجح أن هذا الاستنتاج وليد الخيال الجمعي للقرية الذي يميل
الى تصديق الشائعات، وايجاد المبرر لها )
بعد استعراض الحيثيات
يمكننا القطع بأن الكاتب لم يضع الأم صراحة في موضع إدانة، وإنما قام برصد مركزها
القانوني من الواقعة من خلال المزاج العام أو الجمعي للقرية. لذلك جاء اختياره
لراصد خارجي غير مشارك في الأحداث موفقا. فهو- السارد- لم يرو إلا ماشاهده، وما
سمعه عبر مراحل ثلاث من السرد قدمنا بها التحليل. ( خبر / رؤية جمعية بضمير
الجماعة/ ماتواتر من اخبار بضمير المفرد ). ولما كان الكاتب لا يقصد الى سرد حادثة
( ولن اخوض في تحليل ذلك اعتمادا على تعليق صديقي عصام الدين الشكا ) . فإن ذلك
يقودنا الى السؤال الأول.
- هل نجح
الكاتب في تسليط الضوء على قضية جديرة بالاهتمام؟
تأمل:
- التصوير
الحي للمعاملات، والعلاقات بين افراد المجتمع الريفي.
* البنت/
أمها/ إخوتها
* البنت/
الجارة.
* الأم /
الجار
* الأم /
الأب
* الأب / المجموع
- حالة
التواطؤ العام على تمرير الحادث. " اتكهربت "
ختاما في ظني ان
القصة لا تضع في بؤرتها البنت عزة، رغم استخدامها كتيمة لجلب التعاكف، والشعور
الإنساني بفداحة الحادث من خلال إضافة وصف الحزينة في العنوان.
ولا الأم باعتبارها
المحرك للجريمة، وباعتبارها امرأة ساقطة.
ولا الأب باعتباره
نموذجا للقسوة، والجهل وموات القلب.
إنما المناخ العام
للمجتمع القروي هو مايحتل بؤرة السرد، وهو مجتمع لا يصف مكاننا محددا، إنما مجموعة
من القيم والسلوكيات تسم كل التجمعات القروية المحرومة من مصادر حقيقية لثقافة
ترتفع بمستوى الإنسان.
لا اعرف سر انجراف
معظم التعليقات إلى تناول الحادث بتفاصيله التي تدعم تردي، وسفالة الأم بلا دليل
من داخل النص. وربما يشير ذلك إلى ضرورة عكوف استاذنا الكاتب الجميل يوسف الجعفري
الى معالجة جديدة استنادا إلى ما ناله النص من رؤى وتحليلات ليس بوسعي إدانتها،
وإنما منطق الأمور يجب أن يقودني إلى إدانة النص.
أسمح لي بالاختلاف، لم أفهم من النص أن السارد استقي معلوماته من
الجارة، فالسارد تبنى الحكي لعلمه بالرؤية، هكذا وظفه الكاتب، وهذا المنحى أضر
بالنص، والجارة لم يتوفر لديها من معلومات سوى أن الأم كانت نائمة؛ وان عزة شحتت
منها طماطم، هل يمثل السارد جهة تحقيق؟ في موضع وحيد وهو تبرير موت عزة بالكهرباء،
مع مودتي.
جنازة البنت عزة
الحزينة قصة واقعية والراوى العليم بالواقعة سرد لنا الحكاية بحرفية الكاتب . بدأ
العمل القصص بالموت والدفن والجنازة وكان من المفترض الجنازة ثم الدفن ويتجاهل
العمر عن قصد لتتابع الحدث فيما بعد ولكن يصفها يصف ماتقوم به من أعمال فى المنزل
ويدل هذا على نضوجها الأولى . تبرير قتل البنت الخطأ . نتيجة خيانة الأم ومن وجهة
نظر الأم فهى تعرف أن البنت مدركة لما يحدث من خيانة ولكنها تدارى فعلتها بموضوع
الطماطم والأب هنا ضعيف بدليل إفراز غضبه على البنت . الأحداث مكررة فى الجريدة
اليومية وخاصة فى العشوائيات المهملة . ولكن لما يحسب للكاتب استخدامه الفلاش باك
والبدء بالنهاية وترتيب الأحداث بشكل حرفي . ليبين لنا فداحة موقف الأم وغلظة الأب
الجاهل بما يدور فى بيته . ويسأل المجتمع ككل عن مهزلة الأخلاق وبعد الوازع الدينى
.. احيي الكاتب أحمد يوسف الجعفري على النص متمنيا له دوام الإبداع
قصة " جنازة
البنت عزة " ظننتها بادئ الأمر امتداد لقصة " كمال يحب عزة " لكن
لا شيء مشترك بينهما إلا الإسم وهنا أتسائل أمن قلة الأسماء.
عنوان النص جاء فاضحا
لمصير البطل وكاشفا له.
سرد الأحداث في بداية
القصة جاء بلسان ( النحن) الغير عليم بعمر ( عزة) حتى أنه لا يعلم إن كانت بنتا أم
طفلة كناية على هزال ونحافة البطلة الذي يجعله يعطيها عمرا تقريبي بسنها فمن خلال
حجم الفتاة نستطيع أن نعلم إن كانت طفلة أم فتاة أم امرأة.
لهذا ما الداعي لأن
يكرر لنا السارد أنها نحيلة.
ثم يذكر لنا السارد
بعدها أنها تلعب مع البنات الحنجليكة ونط الحبل يعني أنها بنتا وليست طفلة فما
الذي جعل السارد عند موتها يختلط عليه الأمر فلا يعلم إن كانت طفلة فيقول شافعة أو
بنتا فيقول الله يرحمها.
ثم ينتقل بنا الكاتب
إلى سرد الأحداث بلسان راو عليم
" وكان أبوها قد خرج إلى عمله.... "
وهذا الأمر هو ما جعل
الأستاذة بوح الياسمين تقول " المعالجة أتت مضطربة "
أرسلت الأم ابنتها
للدكان لتشتري مكرونة... لتضرب عصفورين بحجر واحد أولا لتخفي عشيقها في الأوضة
الجوانية وثانيا لتسكت بها الأفواه الجائعة التي قد تناديها وهي في خلوتها المحرمة
ما جعلها تقوم بإعداد المكرونة على عجل وأوصت عزة أن تطعم إخوتها إن جاعوا.
لكن إخوتها رفضوا
أكلها إلا مع الصلصة ما جعل عزة تستعير من جارتهم الطماطم الأمر الذي لم يرق للأم
وجعلها تجد سببا لإسكات ( عزة) إن هي علمت بشيء من خيانتها لأبيها فأوغلت صدر
أبيها عليها ليعاقبها فكانت النتيجة موت عزة.
ولكن هذا غير منطقي
فالكاتب لم يلمح حتى بإشارة صغيرة أن الأم تعلم ما اكتشفته البنت عنها.
مما يجعل تحريض الأب
غير مبرر.
" لم تكن تدري ماذا شاهدت البنت وماذا فهمت "
وغير منطقي كذلك أن
تلحق الأم الأذى بابنتها وكذلك الأب
لو ذكر لنا الكاتب أن
البنت يتيمة وأن الأم ماهي إلا زوجة الأب لكان تحريض أبيها مبررا
.
كان يمكن أن يكتفي
الكاتب بإشارة خفيفة لموت عزة دون الإفراط بوصف عملية التعذيب المفضي إلى الموت.
القصة كانت لتكون
أفضل لو استغنى الكاتب عن بعض الأحداث التي لا تخدم القصة في شيء.
رؤية اخرى من الرؤى التى تزاحم بها المشهد النقدى.. تعددت الرؤي مما
جعل النقاش ممتعا.. لدرجة ان استاذنا محسن الطوخي حاول فى تعقيب له يجيب على اسئلة، ربما حيرتنا جميعا عن النص.. فليس
الهدف من وضع النص تحت المجهر ان نقول الايجابيات.. بل لابد ان نحدد السلبيات
كعادتنا بالواحة... تسلم صديقى العزيز.. دائما تسعدنى رريتك للنص
والله لا ادري ماذا
اقول، لنبدأ من العنوان، لماذا هي حزينة؟ النص لم يقل هي حزينة، بالعكس وصفها تلعب
وتعمل بكل سرور وتطبخ ايضا. فاين الحزن في هذا؟ وصدق الاخ الرحالي عندما قال امن
قلة أسماء حتى يخلط بينها وبين قصة أخرى؟
النص سار سريعاً ولم
يتح للقارىء فهم الكثير من مسببات الأحداث فيه. هل هناك ام تؤدي الى مقتل ابنتها
بهذه السهولة؟ هل هناك اب يقتل ابنته لمجرد انها شحذت طماطم من الجيران؟
وهل هناك عائلة تبعث
ابنتها لاحضار الطلبيات من خارج البيت كلها؟ بما فيها مسؤوليات حديقة البيت وحتى
الطبخ للاطفال؟ لا، وأيضا يبقى عندها فائض من الوقت لتلعب مع اقرانها؟ وكيف
يعتمدون على بنت في احضار طلبيات البيت؟ المفروض هذه مسؤولية الاب او الام او
الولد الكبير لان هذا فيه مصاريف وفلوس وتقصي الجيد من السيء. واذا كانت هي تفعل
كل هذا، فماذا يفعلاه الام والاب؟
القصة غير منطقية،
وليس لنا أن نقول انه خيال، هذا خيال فاشل وغير سليم، فالخيال يجب أن يحكمه
المنطق، وكل مافي القصة غير منطقي. يعني حتى في افلام كارتون عندما نصور خيالا
للطفل، يجب ان نحدث أسباباً لنقنعه بهذا الخيال.
والمشكلة ان القصة
سارت سريعا جدا فلم نفهم لماذا وكيف. تنجح القصة لو تبحر الكاتب في التفاصيل وزاد
من السرد بطريقة يقنع بها القارىء بما يحدث.
الكاتب أراد بطريقته
هذه أن بجعل القارئ يتوه ويفكر في عمر عزة واعتمادهم عليها ومسببات قتلها وفي كل
تفاصيل النص، هو أراد هذا حتى يكون النص مختلفاً ويشد القراء، ولكنه برأيي لم يفلح.
جميلة سردا و معنى
رغم الألم المبثوث في جوانبها حين تكون الطفولة شهيدة واقعها المؤلم
...
في رأيي المتواضع ان
عنوان القصة كان فاضحا كاشفا جعلني كقارئة متوقعة انه سيتحدث عن وفاة طفلة اسمها
عزة فلم اتفاجى بأي جديد عندما دارت الاحداث حول الفتاة و موتها ثانيا لماذا
الحزينة فكل الجنازات حزينة،اما الفتاة فلم تكن حزينة بل كانت سعيدة في حياتها
وحتى لو قتلت فلن تكون حزينة بالتأكيد فهى طفلة بريئة لم تقترف في الدنيا ما
يجعلها تخشى العقاب في الأخرة، ثانيا السرد ،شعرت أنه هناك جمل زائدة لن تضر النص
لو تم ازالتها منه مثل طريقة عملها للمكرونة فما الذي يفيدني كقارئة أن أعرف طريقة
عمل المكرونة وكان يمكن لكاتبنا الجليل أن يكتفي بذكر أن المكرونة كانت شهية، اما
عن منطقية القصة كحدث فانا ايضا كقارئة لم أجد له منطقية، زوجة وأم خائنة لن تقتل
ابنتها لمجرد الاشتباه في أنها ستحكي لوالدها عن جارهم الشاب فمن تواتيها الجرأة
لأن تأتي بعشيقها لبيت زوجها لن يفرق معها إن علم الزوج بخيانتها أو على الأقل
كانت ستختلق كذبة كأن جاء ليصلح لها شيئا او حتى أنه على علاقة بالطفلة الصغيرة او
أي كذبة آخرى،اما أن يحاولوا تأديبها بسلك الكهرباء فهذا شيء غير منطقي ليس لأنهم
قتلوا طفلتهم فكم من وحوش أدمية قتلوا أولادهم دون وازع من ضمير أو رحمة ولكنه
الدافع ،سياق الحدث يوضح ان الاب ضعيف الشخصية والا لما قامت الزوجة بخيانته،فما
الداعي إذا لقتل ابنتهم وهى من تقوم بجل أعمالهم دون شكوى أو ملل منها، وهل من
تخون زوجها يكون لديها من الكرامة ما يجعلها ترفض مساعدة الجيران، المبادئ لا
تتجزأ، من هانت عليه كرامته وشرفه لن يكون هناك فارق لديه لأي قيمة آخرى
بإختصار لم اشعر
بمنطقية الحدث و لم يجيبني النص على اهم سؤال فيه و هو
لماذا؟ فأي جريمة
ترتكب يكون لها دافع وخاصة عندما يرتكبها ذوي القربى فما بالنا بالأب والأم إلا
إذا كانا مختلي العقل وهذا ما لم يرد في النص ولا حتى تلميحا
أنا حابه أقول رأيي
كقارئة فقط
بعيداً عن صفة النقد
قصة جميلة
مؤثرة
سلسة اللغة، ورشيقة
التعابير
ينقلنا الكاتب برشاقة
بين أحداثها
ليصدمنا في النهاية
ببشاعة النفس البشرية غير المتوقعة
مستغلاً معرفته
بكيفية إعداد الصلصة كحلقة مؤثرة في سير الأحداث تأثير مهم
بالمجمل قصة جميلة،
وخفيفة، وحبيتها
أبوها خرج لعمله،
وبعد خروجه جاء جارهم الشاب
هل بعد الخيانة ذنب؟
القصة مؤلمة واقعية
حزينة.
ربط الأحداث محكم
والأسلوب شيق جميل.
1_العنوان جاء بطريق مباشر فاضح لمحتوى القصة بمجرد قرائتي له عرفت اني
أقف أمام جريمة ضحيتها فتاة وهي عزة
(حزينة)
من الحزينة؟ هل يقصد الجنازة؟ فجميع الجنائز تولد الحزن أم تراه يقصد الفتاة إن
كانت هي المقصودة ففرحها وسعادتها ومرحها بطفولتها لا يدل على أي حزن
إن كانت أمها فهي
امرأة لعوب لا قلب لها لن تحزن على وفاة ابنتها قدر سعادتها لموت شاهد خيانتها
.
_جاء وصف
الكاتب للفتاة وذكائها وحيويتها بشكل رائع لدرجة اعتماد والدتها عليها في الأعباء
المنزلية (سمراء نحيلة نراها تستيقظ......نط الحبل)
_أرى خللا
في (أرسلتها لتشتري المكرونة وعندما عادت لم يكن موجودا ....لو اخواتك جاعوا حلة
المكرونة في المطبخ)
هل هناك عقل يمكن ان
يصدق أن تخبأ المرأة عشيقها بداخل حجرة بيتها ريثما تذهب الفتاة لتشتري المكرونة
وتجلس المرأة لتعد الطعام خصيصا وهي تعتمد اعتماد كلي على ابنتها في أعمال منزلها
إلا تخشى أن يأتي زوجها أو يتسلل أحد أبنائها وهي في شغل بإعداد الطعام إلى الغرفة
أرى طريقة اعداد
الصلصة زائدة لا نفع منها
_عندما
استيقظت الأم.......يهم بالمغادرة وأنها تودعه ) هذه الفقرة ليست متزنة فقد ارسلت
الأم الفتاة إلى الخارج حتى تستطيع أن تخرج عشيقها فهل ستنتظر حتى تذهب الفتاة
وتعود والأكثر ان تقف الأم على الباب تودعه إلا تخشى أن يراها أحد جيرانها أو تعود
ابنتها أم ماذا!
إن كانت الأم قد فطنت
أن الفتاة علمت بما تفعله فلماذا انتظرت حتى يأتي زوجها ألم تخش أن تفضحها الفتاة
أو تذهب إليه حيث عمله فتخبره !.
هذه الجريمة ليست
بالغريبة فقد أصبحت واقع نقرأ عنه ونراه أمامنا
موجودة مثل هذه
الجرائم البشعة لأحد الأبوين في حق أطفالهم وبدوافع كثيرة منها الخيانة
وساحات المحاكم تشهد.
ومهم أن يتناول الأدب
هذه الجرائم الواقعية.
أعجبني تسلسل السرد
ووصف التفاصيل وحياد الكاتب
ولم أستسغ جملة
العنوان.
الشكر للقائمين على
الواحة والاحتفالية الشهرية المثمرة الثمينة.
قصة إجتماعية من
الدرجة الأولى لا يوجد بها أي وصف وإنما هي أحداث متتابعة تجعلك تلهث معها لتعرف
ما تبقى من الحكاية ...الذروة تبدأ من السطر الأول وهذه براعة من الكاتب ...الفكرة
يمكن أن تكون مستهلكة ولكن المعالجة جميلة وسهلة وتحمل معاني كثيرة
...
النهاية متوقعة ولكن
بها حزن وأسى تثير شفقة القارئ ...نص انساني بامتياز ...
في البدء أشكر إدارة
الواحة على فكرتهم البديعة هذه في طرح قصة للنقد والحوار
وأظن أن خيارهم الاول
كان موفقا
فالقصة بديعة جدا
بسردها البسيط والمثير بحبكة أحسن الكاتب صياغتها
1- العنوان
كنت أتمنى أن يعطي مزيدا من التشويق لكنه حفزني لقراءة القصة فالكاتب كشف عن فكرة
القصة لكن لم يكشف عن مكنونها
2- المقدمة
اتت خبرية لكن وضع وصفا تقنيا لتلك الطفلة وكانه يقول هي امرأة بجسد وعمر طفلة
وهذا يحسب للكاتب
المبدع
3- الاسهاب
في وصف حركات واعمال البنت أراه فيه رمزية تعمدها الكاتب وخاصة في وصف العنزات
الثلاث
عنزة سوداء تحتها جدي
وعنزة وبيضاء تحتها جديان وبيضاء ببقع سوداء بطنها ممتليء
أرى رمزية عميقة
وراقية في هذا الوصف
وقد اشغلت فكري
وخيالاتي لاستيضاح ذاك المغزى
و أتمنى من أستاذي
الكاتب إيضاحه
وكذلك في سرد تحضير
المعكرونة
وقد قال أحد المعلقين
هنا بأن المعكرونة السادة هي الأب
والتي بالصلصة هي
الجار !!!
أي تلميح برغبات الأم
لكني أظن أن المغزى
أعمق من ذلك من خلال رؤيتي وقراءتي للقصة وسأورد رؤيتي لهذا المشهد في نهاية التعليق
رمزية تم اسقاطها على
واقعنا ككل
4- قسوة
الأم رأى البعض فيها مغالاة وكذلك الصعق بالكهرباء
لكن الخاتمة تلك تخدم
الرمزية التي استعملها الكاتب "الاستبداد"
فالمعنى أبعد من
التكلم عن طفلة بائسة وأم خائنة مومس
القصة ممتعة استمتعت
بها جدا تستحق كل هذا التفاعل واختلاف الرأي
وأنا مع هكذا قصص
تخفي بين سطورها عشرات التساؤلات
* انا لست
بناقد لكن اوضحت أفكار قرأتها ورمزية تلمستها في النص
السرد أتى مشوقا
وبقلم أستاذ قصة قصيرة محترف ومتمكن
أما عن التكثيف فربما
أسهب الكاتب لايضاح الرمزية ولتستكمل الصورة التي يحاول ايصالها من خلال القصة
** حتى في
ابتعاد الأطفال عن المعكرونة السادة والاستعانة بالجارة
اظن الأستاذ الكاتب
لمح لواقع ما نعيشه وهو التأثر بالغير وسط واقعنا المزري
فكان الجزاء على ذاك
الفعل رغم أن الفساد مستشري في الأمة !!!
* لو تمت
قراءة القصة برمزيتها بعيدا عن أحداثها المباشرة لخفت السلبيات المطروحة من قبل
البعض
لايمكن أن نقرأ
أحيانا ونهمل الرمزية المطروحة ثم نكيل الملاحظات حول هذا السطر أو ذاك
أنا قرأت القصة على
أن
الطفلة هي نحن
تلك الشعوب الساذجة
المقهورة
والأم تلك القوانين
المبتورة الموضوعة
والجار هو الفساد
والأب هو الاستبداد
اذن هي قصة مجتمع
عربي بكامله
كل الشكر والتقدير
لمن أشار إلينا، بالتوفيق للجميع
رأي كقارئ وليس كاتب
متمكن
تأثرت بالقصة من
الناحية النفسية لأنها للأسف أصبحت تمس جميع البيوت الأن في ظل هذا الانفتاح
العالمي الذي أقل ما يقال عنه [التليفونات خربت البيوت] وهي حقيقة للأسف على منازل
تهدمت بحق
كما ازعجني موقف الأم
التي لا تستحق لفظة ماما من أي طفل وتستحق الإعدام بميدان عام
برأي الكاتب تعمد
البداية المشوقة بجهل سبب الوفاة والتي كانت سببا في الركض خلف كلمات القصة والبحث
عن سبب الجنازة ما بين الخيانة والشفقة والبراءة
لذا أميل إلى الرمزية
في القصة ولكن الكاتب أسهب كثيرا ولم يوضح إلى مقصد الرمزية
ولكني أميل قليلا
لرأي أستاذ جمال الشمري.
فعلا جنازة خشبية
وثلجية أنانية الام وجحودها والأسباب متعددة هنا نزوة الام وقد أرادت ان تلجمها لبعض
الوقت لكنه كان لجاما ابديا ليس لأنها شحذت من الجيران بل خوفا ان تتكلم بعفوية
البراءة وجهل الاب اكمل الحلقة ليكون الصمت سيد المكان والزمان
قراءة انطباعية لقصة
جنازة البنت عزة الحزينة
للكاتب يوسف أحمد
الجعفري
___________________________________________
فكرة القصة وجهان:
*عندما
تعرف أكثر مما يجب، تنال أكثر مما تستحق.
*الجريمة
مهما كانت صغيرة، تشبه كرة ثلج لايُعرف كم سيبلغ حجمها ولا أين تستقر، فكم من
جرائم جرت بعضها البعض.
هذا النص ترك أسى
عميقاً في نفسي عندما قرأته لأول مرة ، فالطفولة هي الخاصرة الرخوة لوجدان
الإنسان، وأية إساءة يتعرض لها الأطفال تحشد أحاسيس الإنسان الطبيعي.
كقارئة عادية عندي
عدة ملاحظات على النص:
أولاً: العنوان طويل
بدون فائدة وقد أسهب الإخوة الأفاضل في شرح ذلك.
ثانياً: استخدم
الكاتب لغة بسيطة في السرد تقارب اللغة المحكية، وتكاد تلامس حدود العامية
أحياناً.إلى جانب وجود الإسهاب في بعض المواضع.
ثالثاً: الحبكة أتت
مضطربة، تشوبها ثغرات لا يمكن تجاوزها:
* دخول
الجار الشاب إلى الدار في غياب الأب وكما يبدو لأمر غير ضروري ( يشرب الشاي) تصرف
مستهجن وغير مقبول في الأرياف العربية عموماً، حيث تتسم أخلاق الناس بالشهامة
والتزام الأصول، وسكان الريف عادة يحافظون على نقاء أخلاقهم حتى بعد أن يسكنوا
المدن لسنوات طويلة.
* الاستعانة
بالجيران لسد النواقص، عادة شائعة وغير مستنكرة في الأوساط الريفية عامة وليس فقط
في المجتمعات العربية، وهناك مثل تركي يقول: ( الجار يحتاج حتى ملح جاره)، ومستغرب
أن تشكو المرأة ابنتها لأبيها ليؤدبها بحجة أنها( تشحت)
* كيف
لامرأة أن تخون زوجها نهاراً جهاراً وفي عقر داره ( على فرض أنها فعلت) بوجود هذا
العدد من الأطفال، في القرى تترك الأبواب مفتوحة عادة، وتدخل الجارات على بعضهن
بأريحية ودون مواعيد.
رابعاً:شخصية السارد
أربكت منطقية السرد وقدرته على إقناع القارئ ، فتارة هو الأنا النصية التي ترى
ظاهر الأمور ولا تعرف عمر الفتاة، وتارة هي السارد العليم ببواطن الأمور وأدق
أسرار البيوت.
هناك عبارة رائعة قرأتها
للناقد المصطفى بلعوام مفادها أن (سرد الحدث في القصة القصيرة هو سرد لمحرك الحدث)
بمعنى أن الحدث قد يكون واقعة حقيقية ولكن الذي يجعل منه قصة قصيرة هو سرد محرك
الحدث بشكل يقنع المتلقي.
وبرأيي،كان الأفضل لو
جرى السرد على لسان الجارة التي استعارت الفتاة منها الطماطم، فهي الأقرب لمنزل
الفتاة والأكثر معرفة بنشاط الطفلة اليومي، وعنايتها بإخوتها، والأكثر اطلاعاً على
أسرار جيرانها، وربما عرفت من الفتاة وجود ضيف في البيت فأوحت إلى القارئ بما أوحت
من اتهام الأم بخيانة زوجها (بدافع الغيرة أو سوء الظن) وربما سمعت صراخ الفتاة
لدى عقابها فاسترقت السمع من باب أو نافذة أو جدار ، إذاً لكانت قصة رائعة، متينة
الحبكة بحق، ولشكل ذلك نقطة استناد لتأويل الحدث بحرية أكبر، ولما صادر الكاتب
تفكير قارئه بتوجيهه الصريح لوجود خيانة زوجية، ترتب عليها جريمة قتل عمد أو خطأ،
ولأفسح لخياله مساحة أوسع، فربما كان الأمر برمته مجرد وشاية غبية من أم ثرثارة
كثيرة الشكوى، لاقت أذناً صاغية من زوج إمعة ينساق لإيحاءات زوجته بشكل أعمى ،
وأدت إلى نتيجة كارثية غير مقصودة، أو أن البنت فعلا، ماتت بحادث عارض في البيت /
تكهربت.
بالنهاية هي قصة
اجتماعية لها مغزى نبيل وعميق، تحذير مبطن من ممارسات خاطئة يرتكبها الأهل بحق
أولادهم، قصداً أو بغير قصد، وصرخة في وجه اللامبالاة التي تمارسها السلطات بحق
الأفراد فلا تدقق ولا تحقق في أسباب الوفاة.
تحيتي للكاتب الجميل،
وللجميع
قصة رائعة وقراءات
غاية في الروعة
لماذا هذه القصة؟
ماميزتها؟.
منذ قرأتها اول مرة
اخذتني بعيدا الى الوراء عشرات السنين، بسردها المميز، بسهولة حبكتها وحركتها؛
ألقت بي الى حضن جدتي!.
الجدة التي كنا نتجمع
حولها بشغف لنستمع الى حكاياتها.
انها من صنف تلك
الحكايا التي ترسل كافة أنواع الرسائل؛ رسائل خفية واضحة بنفس الوقت وعلى المعنيين
التقاط هذه الرسائل:
للبنت الصغيرة: كوني
مثل عزة؛ شاطرة لهلوبة تقوم بكافة الأعمال وتبادر أحياناً.تنتظرك مسؤوليات جسام
مستقبلاً فاستعدي.
رسالة للكنة زوجة
الإبن: انت مهملة تقضين وقتك في النوم، طبخك سيء؛ حتى بنت صغيرة تطبخ احسن منك،
انا أعرف أنك تستغلين انوثتك لتركبي ولدي كأنه.....
الرسالة الأهم للابن:
رسالة تحذير قاسية؛ لاتنجر وراء هذه الافعوان ستخسر الكثير، من يمشي وراء النسوان
سيضيع، شاورها وخالفها والا خسرت اعز ماتملك رجوليتك.
رسائل ورسائل
..
أنجح النصوص من يحيلك
لذكرى لقصة أخرى خاصة لو احالتك لطفولتك الجميلة.
حتى المشهد
الايروتيكي المتضمن في القصة هو ليس بذلك الوضوح لان المستمعين من شتى الأعمار،
فلا هو بالمشهد الصريح فيتسائل الصغار عنه ويدخلنا في أسئلة ومواضيع نحن بغنى
عنها؛ ولا هو بالضبابية التي يغفل عنها الكبار فيجهلون المغزى منه.
ذات يوم روت جدتي لنا
قصة شما وزهر البان، هي قصة عن فتاة تنكرت في زي رجل فأحبتها أميرة وتزوجتها،
الموقف المحرج سيكون في كيفية الشرح أمام الأطفال بأن الالبنت المتخفية ستنفضح،
فكيف الخروج من المأزق، لقد جعلت الجدة البطلة تلمس صدر الفتاة المتخفية، ربطت
الانوثه بالصدر فقط، الثدي الذي يحيل للمرأة والام والجميع يعرفه، الإحالة في
القصة اتبعت نفس الأسلوب، هناك رجل غريب وامرأة، وهناك شك سيفهمه الكبار بالضرورة.
أغلب التعليقات أشارت
أن صفة الحزينة في العنوان زائدة فاضحة وأحيانا مبهمة،
عزة الحزينة، كالشاطر
حسن وكالسلحفاة النشيطة والثعلب المكار، صفات أصبح الجميع يعرفها بتكرار الحكايا،
ولكنها تبقى بؤرة تركيز دائم.
لم احكم على القصة
بتقنياتها؛ حكمت عليها بالنشوة والمتعة التي منحتها لي، وبعض القصص تفعل ذلك.
تحياتي للجهد الكبير
الذي بذل في سبيل إخراج هذه القصة وانتاجها صوتيا، شكراً بحجم الكون لفريق الإعداد
الصوتي؛ كان جهدا مميزا.
تحياتي لكل من سبقوني
بالتعليق كانت دراساتكم مميرة تقنية ولكنها رصينة تحتاج للبنة خيال.
أخيراً وليس آخرا
اهنىء ام العروس، اختي الحبيبة منال خطاب
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته؛
ما سأورده مجرد رأي
ورؤيتي للقصة، إذ أن بينه وبين النقد المنهحي بونا شاسعا.
قرأت قصة تمثل الحياد
الكامل للكاتب الذي وضع أمامنا تدريجيا المعطيات وتركنا في مواجهة الحدث
أرى النص متفردا عن
غيره من ناحية الطبيعية، لاتصنع ولا تصنيف ولا قولبة ولا أدلجة، يجعلك مباشرة جزءا
من أهل القرية، تتلقى خبرا مثلهم، وإذا تأملنا تسلسل عجلة الحدث، سنجد الآلية
نفسها التي اختبرناها في قصة ما من قصص مفاجئة حصلت في واقعنا، ثم تحولت لما يسمى
قضية رأي عام
تبدأ عادة هكذا قضايا
بخبر عام يتناقله أهل القرية، وقد برع الكاتب بوضع جمل قصيرة متوالية كرر فيها
كلمة اليوم (اليوم ماتت عزة واليوم جنازتها واليوم .......الخ)لتستحوذ على القارئ
فيستشف من التكرار تأكيدا على أمر مهم كما يستشعر التأثر الذي يرافق الخبر المفاجئ
عادة فيكرر وكأنه لا يصدق من حزنه.
ثم وكعادة القرويين
يتذكرون مباشرة وقبل أي شيء أعمال المتوفى وصفاته، وهذا ما حصل في القصة (سمراء
نحيلة نراها تستيقظ.......)
هذا الشرح لأعمال
الفتاة أراه مبررا للتساؤل الذي طرح قبلها (لا نعرف هل هي طفلة ام فتاة ؟)
فهي في أعمالها فتاة
ناضجة تتقن كل شيء، بينما في عمرها طفلة.
ثم بعد استذكار صفات
الطفلة، يبدأ بشكل طبيعي السؤال كيف ماتت ؟ ويؤخذ السبب الذي ذكر بداية على محمل
الصدق.
لكن سرعان ما يعمل
الحس البوليسي الطفيلي المختبئ في ذهن الإنسان بشكل عام والقروي بشكل خاص بحكم ما
اعتادوه من التدخل في حياة بعضهم البعض نظرا للخلطة الكبيرة السائدة والعادات.
هنا يبدأ الاستقراء
حسب الأحداث الأخيرة التي حصلت قبل الوفاة .
التفصيلات المذكورة
في أعمال الطفلة من طبخ وغيره لا أراها زائدة بل زادت من شحنة التعاطف مع هذه
الفتاة، حيث أكملت رسم معالم شخصيتها .
إلى هنا الأمور لم
تجانب المنطقية في السرد برأيي
عدم المعقولية بدأت
عندما حرضت زوجها على كهربة الفتاة لانها استعارت الطماطم؛ أولا لأن هذا الفعل لا
يستوجب العقوبة بل الثناء،
ثانيا؛ ولو احتاج
لعقوبة، لن تكون بهذه القسوة، فلو سلمنا بفساد الأم التام وخلو قلبها من العاطفة
لتوجب على الكاتب أن يجد سببا منطقيا آخر يقنع الأب بتصعيد العقوبة إلى هذا الحد
.....
بالنسبة للأسلوب أراه
جيدا وكونه استخدم تقنية الفلاش باك وقصاصات المشاهد المتداعية، فلم أرَ ضيرا من
تحول السارد الحيادي إلى عليم وفق ما شرحت من رؤيتي لتطابق تطور المجريات مع
مايجري معنا في الواقع أمام هكذا حوادث،
اللغة بسيطة سهلة
لاتقعير ولا أظن موضوع القصة وبيئتها يحتمل لغة أعلى،
التنقل كان رشيقا،
بعض الحكائية لم تشكل
عندي قطعا للاستمتاع بفنية القص،
العنوان؛ أعتقد كان
بالإمكان اختزاله او تغييره، ليس كونه كاشفا فالقصة هنا لاتعتمد على خبر في لحظة
التنوير النهائية، بل ابتدأت أساسا بهذا الخبر، وكانت التتمة في كشف ملابساته.
................
القصة مؤلمة وقاسية ،
ولكن لن ننكر وجود هكذا شواذ امام ما نسمع في نشرات أخبار الجرائم.
وطرقها ربما يمثل جرس
إنذار ؛
انتبهوا نحن في خطر
ذلك أنك قد تعيش شطرا
من عمرك ظانا باستقامتك، ولكن في الحقيقة لم يتهيأ لك بعد سبيلا للانحراف
الدخيل على الأسرة
المخرب المتمثل بالشاب، ليس بالضرورة أن يكون رجلا إذا نظرنا من منظور عام للعبرة
،
أي طارئ يمكن أن يفسد
الخلية الاولى في مجتمعاتنا إذا لم تكن صحيحة وعندها مقومات المناعة
.
منظومة اجتماعية
كاملة توضع هنا في قفص المعايرة قبل الاتهام
عبر أسئلة تنشب في
رأسك
على من يقع اللوم؟
كيف هلكت البراءة!؟
وكيف انحرفت الفطرة !؟
كل الشكر للكاتب
بوركت جهودك الرائعة
أستاذتنا المجدة
منال خطاب
تقديرنا للفريق
الصوتي وكل الكادر وطبعا لعراب الواحة
هي عملية إعدام.. حتى
لا تنكشف الام بما تفعله مع الجار. فكرة النص جميلة من ناحية المبنى الدرامي.. لكن
لننتبه أن مبنى الخبر كان قويا في البداية. الأمر الاخر.. أن حجة الاقتراض من
الجارة لم تكن مقنعة لتنفيذ عقاب الموت. بالتلخيص نص مؤثر.. ونجحت الكاتبة بإثارة
القارىء ضد تصرفات الام
اختيار هذه القصة غير
موفق بالمرة وقد كشف أكثر الزملاء نهلاء وبوح الياسمين وغيرهم الثغرات لا سيما
المنطقية الكفيلة بتنحية هذا النص الضعيف جانبا مؤكد أن ثمة نصوصا نشرت في ذات
الشهر أفضل منه وهنا نلقي كرتنا في مرمى مسؤولي الوحة ليبرروا لنا هذا الاختيار
الغريب وهنا نقترح تزكية عشرة نصوص في الشهر من قبل مسؤولي الواحة يختار منها
أعضاء الواحة بالتصويت (500 عضو ) قصة الشهر من النصوص العشر
جنازة البنت عزة
الحزينة
العنوان يشير بأننا
أمام قصة حزينة، وبالطبع هي كذلك..
أول شىء أشير إليه
بأن الكاتب قريب جدا من تلك البيئة ولا يكتب من داخل برج عاجي، بل يتعايش مع
الأحداث، وهو عين راصِدة للحدث بحرفية..
الأدب يجب أن يكون
أبواقا ليوقظ الضمائر،، وليس أنغاما تنام عليها.. هذا ما أراد الكاتب أن يقوله لنا
فى هذه القصة ببراعة.. نحن أمام أم مجرمة خائنة.. وفتاة ضحية لهذه الأم .. وأب
كحال أباء كثيرة مغلوب على أمره،، مثل بهائم السواقي يكد طيلة النهار لتوفير لقمة
العيش، والنص يطرح أسئلة كثيرة منها.
هل هؤلاء الأباء
يستحقون الثناء أم اللوم..
الواقع يقول لنا أو
القصة تقول يجب على الرجل أن يكن فطن، بأن لا يهمل جانب على حساب جانب آخر، كما
أهتم بطعام يجب الإهتمام بالجانب التربوي، للأولاد والزوجة، رغم أن النص لم يذكر
الدوافع التى جعلت من هذه الزوجة خائنة، هل هو حرمان جسدي أم هي طبيعة فيها، فى كل
الأحوال لا شىء يبرر الخيانة..
لكل كاتب لغة خاصة..
والكاتب هنا له مفرداته الخاصة التى يجهلها البعض مثل " الحنجلليكة
والستيتة" اللغة جيدة ومعبرة عن الحدث لا يوجد فيها تعالي أو استعراض على
القارئ، جاء السرد بسيط قدر الحدث..
اليوم ماتت البنت عزة
, واليوم دفناها.. واليوم جنازتها. لا نعرف هل هي طفلة ؟ فنقول "شافعة
", أم فتاة ؟ فنقول " الله يرحمها ", لا نعرف عمرها , ربما تجاوزت
العاشرة, لا ندري بقليل أو كثير. عدم أخبارنا بعمر عزة الحقيقي المقصود به، جعل
الجريمة أوالهم الخاص حدث عام، المقصود هنا بنات كثيرات يقتلن وسيقتلن كل يوم دون
النظر إليهن، رحلت عزة وسترحل كل يوم عزة، لأنها رأت ما لم يجب أن تراه..
الغرفة الجوانية, من
المفارقة فى النص بأن مكان الجريمة هو مكان العقاب، لكن من نالت العقاب ليس مذنبه،
بل هي شاهدة عيان.
قال أبوها:
أتكهربت... فقلنا: الأسلاك العارية ومفاتيح النور التالفة والغسالات القديمة.
وجئنا بشهادة الوفاة وتصريح الدفن, هذه الجملة تقول بملىء الفم بأن ماحدث جريمة
مجتمعية معيارها الأول هو الأسرة، والمجتمع شريك فى هذه الجريمة، هل الفقر يجعل
البعض يختلق الأعذار لإرتكاب الجرائم، من يحاسب الأب القاتل والأم الخائنة، ماتت
ضمائرهم والسبب حالة العوز المادي والجسدي، العوز بشع والفقر فتنة، والإحتياج بذرة
الجريمة، كل هذا يكون فى مجتمع بلا ضمير، لأن أصحاب الضمائر يعلمون أن هناك رقيب
لا يغفل..
الكتابة أشبه
بالبرقيات التى يحذف منها الكلمات الزائدة أختصار لتكلفة.. يوجد بعض الكلمات لم
تضف للنص شئياً .. مثال .. " بعد أن سخن الزيت, أفرغت عليه المكرونة وحين
أصفر لونها وضعت الماء والبهارات, وبعد أن شربت الماء, صارت جاهزة للأكل"
" وتعود مسرعة "مكررة" " العنزة السوداء تحتها جدي وعنزة,
والبيضاء تحتها جديان, والعنزة البيضاء ببقع سوداء بطنها ممتليء" لا أفهم
لماذا الكاتب فى هذه الجملة، يعدد لنا صغار الماعز ربما يوجد مقصد لا أفهمه..
النص بسيط موفق فى
الطرح، السرد جيد محبوك، مع التحفظ على بعض الزوائد، يشير إلى مشكلة كبرى سمعنا
عنها الكثير من أخبار الحوادث التى من كثرتها تقتل فطرتنا. النص قال ما يجب أن
يقال.. تحياتي للكاتب يوسف أحمد الجعفرى
بحكم إحتكاكي مع رواد
الواحة بت أعرف ـ إلى حد ما ـ من صاحب النص المنشور دون البحث عن اسمه...فقد صار
عندي سمت الكتابة رديفا لشخصية الكاتب، وبطاقة تعريفية له..
على سبيل المثال لا
الحصر :
*الأستاذ
أحمد بوكراع، مشهود له بمتانة اللغة، ودقة الوصف، وكثير من البديع؛ خاصة الجناس،
والطباق والسجع.
* الأستاذة
مهدية الرغاي، معروف لديها حضور المرأة المتمردة، والمتن الرائق المتين.
* والأستاذ
إسماعيل مسعد: شيء ثان مثل: عالم الجاسوسية، والتقنية العالية، وشخصيات من العالم
المخملي.
*.........
وأما الكاتب يوسف
أحمد الجعفري، (المختار كنجم متميز في الواحة هذا الشهر بقصته) فمختص بقضايا
الأسرة، وما يجري بين أفرادها، يتفنن في ذكر التفاصيل، وما ينسج العلاقات بينها،
ويكون حاضرا بين الأزقة حيث يطغو حديث النسوة، ويتعالى صراخ الأطفال، وأيان يتميز
نزق المراهقين والشباب...من خلال أحداث تحسب عليهم.
اليوم أتى ومن نفس
الفضاء الذي يخبره قلمه بقصة تعالج مأساة بطلتها طفلة ... ولا غير طفلة.
طفلة..يعرفها الكل
أنها خدوم تحمل على كاهلها الغض أعباء البيت بدءأ من العناية بما في الحظيرة إلى
حد كل فرد من افراد الأسرة..تموت ـ كما يشاع ـ مصعوقة بالكهرياء، لكن في الواقع هي
قتلت من قبل أبيها إيعازا من أمها، خشية أن تنقل لأبيها تفاصيل خيانتها مع رجل
غريب طرق منزلهم..
الاستهلال كان طويلا
شيئا ما، مصاغا بجمل فعلية تليغرافية، سهلُ الأساليب يحاكي هيئة السرد الخاص بقصص
الأطفال، فقد كان خال من التعقيد، وجمله بسيطة كما كلماته الدارجة على ألسن الخاص
والعام، وكان بدورين: تمهيدي وفي نفس الوقت عقدة كما الشأن في القصص والروايات
البوليسية، أردفه الكاتب بتعليل ـ من خلال السرد دائما ـ أنهاه بالخاتمة/ الانفراج
المعروف.
أحداث القصة ونوعها
دارج، وعولج من خلال كتاب كثر ومن خلال تمثيليات وأفلام قصيرة، ولا أبالغ إن لم
أقل من كل شعوب الأرض، الشاذ هناك أنْ كانت الأم هي من تحرض على الجريمة، وذا من
سابع المستحيلات، فالمشهود به في هذه الحالة أن الأمهات يتحملن اوزار غيرهن حفاظا
على أرواح أولادهن، فما بالك إن كان الوزر من صنيعهن؟ فلو اختار الكاتب امرأة أب
لاستساغ القارئ الحدث لانتفاء القرابة الدموية...ربما يرى قاصنا أن الحياة صارت
أكثر وحشية ومادية، حتى بات دم الأطفال عند الأباء والأمهات عدا ماء.
خلاصة
الكاتب أحمد يوسف
الجعفري عرفته كاتبا متميزا، بقصصه المتميزة الأحداث والغرائبية، يصنع نسيجها ممن
وما حوله، تأتي صادقة على السجية مسرودة كما هي الحياة في الحواري وبين الناس
البسطاء... لكن اليوم وجدته قد تعثر بان أثقل السرد حشوا وإضافات هو في غنى عنها
ربما استقصر القصيصة ورغب في تمديدها.. مثلا:
وصف الجديان بأعدادهم
رفقة أتابعهم، مع ذكر الوانهم.
الإمعان في وصف
الأكلة وكأن القصة متنا لشرح طريقة تحضير الأكلات.
أخيرا، والذي أراه
مهما هو موت الفتاة صعقا بالكهرباء حالا.
فالمعروف أن من يموت
صعقا بالكهرباء، لا يسلم الروح في لمح البشر؛ فأول شيء يتم هو تشنج العضلات بما
فيه عضلة اللسان، فيصير المصعوق غير قادر على الكلام والحركة ولا يسلم من ذلك إلا
عضة القلب يحيث يظل يضخ الدم، مع تغير في مدة الانبساط والانقباض كلٍ من الأذين
والبطين، ثم يبدأ يتبخر ماء الجسد وتتغير كمياء الدم وأخير يتحول الجسد إلى كتلة
متفحمة سوداء...
فهذه المسارات التي
يمر منها الجسد مخيفة تجعل الجاني يتراجع عن فعلته وهي في أولها.
إن من المفروض أن
يستأنس بما يُكتب عن بعض الظواهر والأحداث حتى لا يكون حديثه عنها عدا خزعبلات،
إنّا حينما نكتب نكون ناقلين معرفة، وعلينا مسؤولية، فمن الشهامة القلمية أن تكون
المعلومة المنقولة صحيحة...
إجمالا... النص جميل،
خاطب الوجدان والعقل وبلغت الرسالة من خلاله.
محسن
الطوخي
عود على بدء:
أسبوع ممتع، وثري، بتنوع التلقي، وتضارب التحليلات، والتأويلات.
أما أسباب المتعة، فأبرزها المناخ الصحي الذي دارت فيه المناقشات.
فقد اتسم الحوار بالحرية، ما أتاح لكل مشارك التعبير عن رؤيته،
وعن قناعاته دون زجر، أو ردع، أو تسفيه. إلا مانالني بشكل شخصي على يد أصدقاء لهم مكانة،
اتهموني بالدفاع، والتبرير لما راوه سقطات في النص.
تلاحظ أن الموضوع خطف الأضواء فتركزت معظم التعليقات على
تفاصيل الجريمة، على حساب تناول فنيات القص، ومدي نجاح الحبكة في توصيل التجربة القصصية.
وهو أمر سبق أن لفتنا النظر إليه، وقلنا أن الموضوع ملك الكاتب، لا نملك كقراء لومه،
أو التحفظ على اختياراته. ينحصر دورنا في تناول مهارته في توصيل التجربة، ومدي توفر
خصائص، وأركان القص، وانحيازة للمثل الأعلى بمعني تجنب التأييد المباشر للسقوط، أو
الفجور .
- الملاحظة الثانية: هي غلبة الأحكام الأخلاقية: فقد انتقد
أغلب المعلقين سلوك الأم، وانتقدوا الكاتب لعرض هذا النموذج الهابط باعتبارة ازدراء
بقيمة الأمومة. وأقول أن الكاتب لم يتهم الأم، ولم يعرضها كساقطة، بل لم يضعها في بؤرة
اهتمام النص.
فكل ماورد في النص بخصوص سلوكها سرده الراوي في المرحلة الثالثة
من النص التي تبدا بجملة " وكان الأب قد خرج .... " والتي أتت بضمير المفرد،
وهذا المقطع من القصة
يجتر المعلومات التي تواترت على السنة الناس خلال نهار الحادث.
فلو تأملنا مانسب الى الأم على لسان الراوي الراصد، سنكتشف
غياب أي دليل عليه.
فسماع أصوات خلف باب " الأوضة الجوانية "، ومشاهدة
الجار على عتبة البيت والأم تودعه، وهما الدليلان الوحيدان على سقوط الأم، لم يعلم
بهما إلا عزة، وعزة كانت قد ماتت عندما شاع الخبر.
الحقيقة أن ماوضعه الكاتب في بؤرة الاهتمام هو القرية وثقافتها،
وأسلوب أهلها في التعامل مع الأحداث.
لقد حاولت ان أحصل على دليل قاطع ( من النص ) على إدانة الأم،
فلم أحصل إلا على قرائن، ووشايات.
كيف ماتت عزة إذن، ولماذا؟
قال الاب : " اتكهربت "
مايعني أن الحادث وقع قضاء وقدر، وهو قول ربما يكون صحيحا.
فكما ذكرنا بشان الوقائع المتعلقة بالجار، ماتت الشاهدة الوحيدة، فمن اين علم الراوي
الراصد؟.. إنها الشائعات المتواترة.
وقد رأى بعض الأصدقاء ان واقعة طلب الطماطم من الجارة من
البساطة بحيث يصبح من غير المعقول أن تضخم الأم الأمر، وتطلب إنزال العقاب بعزة، وهذا
جائز لو كانت العلاقات حسنة بين الأم وبين جارتها. فحنق الأم مفهوم في إطار الضغائن
المعتادة بين الجارات في المجتمعات الريفية. أما اقتراح لسعة الكهرباء، فمن يمكنه إنكار
أنها وسيلة شائعة، في تلك المجتمعات، مثل اللسع بالملعقة المحماة، والشك بالدبابيس.
ولجوء الأب إلى هذا الأسلوب العقابي المجرم جهل، وتخلف، ولكن استبعاد نية القتل محتوم
لما نعرفه عن ثقافة تلك الشريحة من المجتمع.
الخلاصة: أن واقعتي الخيانة الزوجية، والقتل بالكهرباء، هما
واقعتان غير مؤكدتان، وأرى أن الكاتب قد برع في جعلهما معلقتان في فضاء النص دون نفي
أو تأكيد. مكنه من ذلك وعيه بالحيادية التي تميز الراوي الراصد، فلم يطلق أحكاما، ولم
يبادر بشرح. إنما قسم السرد الى صدر احتوي على مايراه المجموع رأي العين، وهو واحد
منهم فجاء السرد بضمير الجمع، وعجز يحتوي على معلومات لم يرها بعينه، وإنما سمعها بالتواتر
على السنة الناس، لا تخرج عن كونها شائعات عن أحداث لا يتوفر دليل يؤكدها.
هذا مدخلي إلى عالم القصة، ولقد سلكت فيه دروبا وفرها النص،
ولم أنتحلها، وهي مجرد رؤية قد تصيب، وقد تخطىء، لكنها رؤية تملك أسانيدها.
جمال الشمري
أستاذي القدير الذي أتعلم منه فنون السرد والقص ومدارسه وأساليبه
هل الغموض بالقصة وتعدد وتنوع فهم القراء لها دليل قوة أم
ضعف ؟؟؟
حتى أن بعض الوصف قرأته أنا رمزية ما تدل على الاستبداد والتسلط
في العالم العربي
بدء من وصف العنزات الى وصف المعكرونة واضافة الطماطم لها
وانتهاء بالصعق بالكهرباء وهو اسلوب تعذيب عربي بامتياز
هل هذه الرمزية تعمدها القاص ام ان خيالاتي قرأت القصة بمنحى
اخر
ثم أن القاص لمح لخوف الأم من الطفلة لأمر ما لا علاقة له
بالمعكرونة لا أعلم أهو فضيحة الشاب أم أمر آخر
"" هكذا كانت تقول لزوجها, لم تكن تدري ماذا شاهدت
البنت , وماذا فهمت, خشيت أن تسبقها وتروي لأبيها. ""
لكن بالنسبة لقتل الأب لطفلته فهو واضح تماما في الخاتمة
""وجاء أبوها بطرف السلك , الموضوع طرفهُ الآخر
في مصدر الكهرباء, ولمس به إصبعها, فقط أقل من الثانية, فخرجت صرختها الخافتة, وصارت
البنت عزة جافة كخشبة .. باردة كلوح ثلج. ""
فهل الموت كان بسبب صعقة اخرى اتى بها القدر دون تدخل الأب؟؟
وهناك أمر أخر
من خلال تعلمي ومتابعتي فن القصة علمت ألا شيء يتداخل بالقصة
بشكل اعتباطي
أي أنه لو تم ذكر مسدس فيجب ان تخرج منه طلقة أثناء القصة
فهل وصف العنزات وتحضير المعكرونة حشووو؟
محسن الطوخي
جمال الشمري: فيما يتعلق بالغموض ياصديقي، يمكن النظر إلى
المسألة من زاويتين: الأولي، الغموض الفني في القصص التي تنتهج معالجة بوليسية، وهو
أمر محمود طالما استطاع الكاتب أن يلقي الضوء تدريجيا على عناصر الحادث من خلال حبكة
مشوقة. أما الزاوية الثانية وهي في ظنى مزمومة، وتحبط القارىء، وربما تدفعه إلى الانصراف
عن متابعة النص. وهي الغموض الذي يبهم التجربة القصصية، ويخفي معالمها حتى تنغلق الرؤية
على القارىء. صحيح أن على الكاتب أن يتجنب المباشرة، والتصريح الفج، والشرح المستفيض
لكل شاردة، وواردة، لكن عليه أن يستخدم الإضمار، والإيحاء، ويوفر المفاتيح للمتلقي
لفهم مقاصده،أو لفهم دوافع الشخصيات. وأتفق معك فيما ذكرته عن ضرورة توظيف كل العناصر
التي يتم ايرادها داخل النص،وإلا صارت عبئا يؤدي ألى ترهل السرد. وعن التفاصيل المتعلقة
بالعنزات، وتفاصيل صنع المكرونة، يمكناعتبارها تفاصيل زائدة، وفي الوقت ذاته يمكن اعتبارها
وسيلة الكاتب لرسم شخصية الضحية " عزة " لتحقيق قدر من التعاطف معها، وخاصة
أنه قام بتضفير تلك التفاصيل بأسلوب لا ينفر القارىء، بل حقق المراد بخلق علاقة حميمية
بين القارىء، وبين الشخصية .
بوح الياسمين
أستاذي محسن الطوخي
رأي سعادتك أن خيانة المرأة لزوجها وحادثة التكهرب المتعمدة
كعقاب للطفلة، أمر غير مؤكد فهو حيادي ومقنع، ومثل رائع للقارئ في كيفية إعمال المنطق
لدى مقاربة أي نص، إذ لايوجد سند صريح لهذين الافتراضين، لكن الذي أوحى إلى معظم السادة
الأدباء بذلك هو لغة السارد العليم نفسها، التي لم تترك مجالاً للقارئ كي يراجع مصداقيتها
في ذهنه.
أما ما ذهبت إليه سعادتك من أن المعلومات قد استقاها السارد
من القيل والقال والشائعات، أو احتمال وجود ضغينة بين الأم والجارة فلم أجد له سنداً
صريحاً في النص أيضاً، ولم يذكر الكاتب على لسان السارد كلمات من قبيل ( قيل ، أو تناقل
الناس أو أشيع أو همست جارتها …)
وأرى أنه من قبيل الدفاع عن النص (من خارجه) بالافتراض أو
التوقع، تماماً كما ذهب الأساتذة إلى إدانة الزوجة وحادثة التكهرب المتعمدة باستدلال
قوي ومن داخل النص ( لغة السارد العليم القاطعة) التي أوحت وبقوة نفي وجود احتمالات
أخرى بدليل أن الأغلبية ذهبوا إلى ذلك الاستنتاج.
كون عقاب الأطفال بلسعة كهرباء او ملعقة محماة أو وخز بالدبابيس
أمر شائع أصابني بالصدمة والحزن بجد، ولم أكن قد سمعت بما يشبهه في حياتي.
أخيراً، هناك نقطة أربكتني جداً وأريد رأيكم الصريح في حكم
تغير السارد من (نا )الجماعة التي لا تعرف من الأمور غير ظواهرها، إلى السارد العليم
الذي يعرف دقائق الأمور وتفاصيل ما جرى في البيت، هل هذا التنقل مقبول في النص الواحد؟
ولكم الشكر أستاذنا ومعلمنا الكبير.
محسن الطوخي
بوح الياسمين: انتقال السرد من ضمير الجمع،إلى ضمير المفرد،
طرحت رؤيتي لمبرراته في تعليقي. أما عن نسبة الشائعات التي تناولت خيانة الزوجة، فلم
أقطع بشيء، وإنما قرأت مابين السطور.أومايسمونها المساحات البيضاء في النص. تأملي
: الواقعتان اللتان تشيران ألى واقعة الخيانة هما: الأصوات التي سمعتها عزة عندما طرقت
باب الأوضة الجوانية على امها النائمة. ومشهد الأم تودع الجار على عتبة البيت أثناء
عودة عزة.هاتان الواقعتان لا يمكن تأكيدهما لأن الشاهدة الوحيدة قد ماتت. والشخص الوحيد
القريب من بيت الضحية هي الجارة.بترتيب الأحداث يمكن استنتاج أن الجارة شاهدت الجار
يشرب الشاي في بيت الضحية في الصباح. ثم أن الجارة هي الشخص الوحيد الذي أتيح له التحدث
إلى عزة قبل مقتلها، ويمكن استناج حوار دار بينهما أثناء شرح عمل الصلصة تكون الجارة
قد استشفت أمر الصوت الذي سمعته عزة من وراء الباب. مع العلم أن مجرد سماع البنت لهمسات
خلف الباب لا يدل على شيء، قد تكون الأم تعالج حلما، أو تتحدث في الهاتف. لذلك فالجارة
هي المرشحة لترويج تلك الشائعات إذا وضعنا في الاعتبار مايكون بين الجارات من ضغائن،
وخلافات...ترين إذن أني لم أقطع بشيء، أنما قدمت تصورات أقرب إلى المنطق .
محسن
الطوخي
عود على بدء ( ٢ )
العنوان
نال العنوان حظا وافرا من التعليقات، وصفه بعض الأصدقاء بأنه
طويل بلا داع، وبأنه كاشف بشكل يؤذي التجربة القصصية.
ومن حيث الأولي:
ماقولكم في عنوان رائعة ماركيز: "أجمل رجل غريق في العالم".
أكان عليه أن يسميها الغريق؟ ألم تضف المقابلة بين الجمال، والغرق بعد جماليا؟
- " كل شىء هادىء في الميدان الغربي".
لماذا لم يكتف كاتبها اريك ماريا بعنوان " الميدان الغربي"؟
وتحفة مالك حداد : " ليس هناك من يجيب على رصيف الازهار".
وقصة " الصعيدي الذي هده التعب فنام إلى جوار الحائط"
ليحي الطاهر عبد الله.
أحد وظائف العنوان طبقا لجيرار جينيت أن يمثل اسما علما على
النص.
بمعنى عدم حتمية وجود ارتباط عضوي بين العنوان والنص.
" اسم الوردة " لأومبيرتو ايكو، عنوان لا يوجد
رابط البتة بينه وبين الرواية التي تحمله.
وهي رواية طبقت شهرتها الآفاق.
وحولت الى عمل سينيمائي يحمل نفس الاسم.
- ومع ذلك فيمكن كشف علاقات التضاد، والتماثل بين كلمات العنوان
الأربع، والبعد الإنساني لذكر اسم الضحية، وأثر ذلك في خلق وشيجة بين القارىء، والضحية.
وربما يمكن لواحد من الأصدقاء تقديم رؤية منفصلة للعنوان.
أما عن كون العنوان كاشف للتجربة:
ماذا يعني هذا الاتهام؟
ومن الذي ابتدع ضرورة الا يكشف العنوان التجربة القصصية؟
قال صديق عزيز ما معناه ان كشف التجربة القصصية احبط الخاتمة
المفاجئة. وأسأله بدوري:
من الذي قال أن خاتمة القصة القصيرة يجب ان تكون مفاجئة؟
نظن أن خاتمة القصة القصيرة عليها أن تتوج التجربة القصصية،
وتلقي ضوءا كاشفا على الطبيعة الإنسانية، بحيث يفطن القارىء إلى ماكان غائبا عن إدراكه.
- اين المفاجاة في خاتمة رائعة هيمنجواي " رجل عجوز
فوق الجسر "
- أين المفاجأة في خواتيم قصص عبد الكريم الساعدي، أو مهدية
أماني، أو حمدي البصيري، أو رعد الفندي، وهم من هم في براعة القص.
الخاتمة المفاجئة صرعة ابتكرتها ق ق ج. وجرى بالتدريج تعميمها
على القصة القصيرة. فكأنما لم تكتف هذه بانتحال اسم القصة، إنما استدارت إليها لتشوهها.
محمد
عبد الحميد العرضي
العنوان واضح يتضمن دلالة الفقد
قد تظن في الوهلة الأولى أن السرد المتتابع عن حياة البنت
يشير إلى انها عدمت الأهل فهي الفاعلة لكل شيء
ربما ارادت الكاتبة الكريمة بإخفاء سنها وجعله مبهما إلى
الرمزية وتجاوز قيمة العمر في الحدث.
لكن ماأشار إليه السرد من قدرتها على القيام بأعمال البيت
يدفعك إلى طرد فكرة ان عمرها مبهم للناس من جيرانها .
الزناة عادة مايستترون بالليل او غياب الناس اما الجار الشاب
فعلى مايبدو ان فجره لم يكن منه فالفاجر الحقيقي هو من وشى بالصغيرة .
ثمة شيء مفقود في موقف الأم ربما كان الخوف من الفضيحة دافعا
لأخذ مبادرة الهجوم .
أيا مايكن فأعتقد أن الجنازة الحقيقية كانت أولى بالأم.
نص بديع قد يعيبه تسارع الأحداث خوفا من البعد عن التكثيف
.
Deyaa Elsharkawy
تحياتي لحضراتكم والتحية موصولة للاديب يوسف أحمد الجعفري
، فكرة خيانة الزوجة مستهلكة وجاءت المعالجة مفتعلة هناك حلول كثيرة لم تكن البنت في
اي لحظة مصدرا لقلق الأم التي تركتها تخبط على الباب كثيرا وهي لا تهتم بطرقها الكثير
، لي سؤال هل أصبحنا نرى القارئ بهذه السذاجة لنصدر له موقف القتل بهذا الشكل أب خانع
يسمع كلام زوجته في لحظة ليعذب ابنته بسلك كهرباء وآخر بطرف آخر اين رأى الاب هذه الفعلة
سابقة ؟ لتموت بين يديه ولم يرد اي توصيف للأب بل كان وصف العنزات اكثر من وصف الأب
الذي له دور كبير في الخاتمة ، لن أطيل وهناك اساتذة كبار اعلم مني بالنقد انما بشكل
مختصر ( معالجة مفتعلة ) ، مودتي
زيدان
عبدالملك
قراءة انطباعية في قصة (جنازة البنت عزة الحزينة)
شكراً أستاذة منال لهذا الجهد الكبير الذي تبذلينه خدمة للأدب،
والحرف الجميل.
قصة (جنازة البنت عزة الحزينة) قصة تحمل الألم بين ثناياه.
أحداثها مستمدة من الواقع؛ لكنها جاءت - كما أزعم - فنتازيا، حكاية بنت صغيرة تقوم
بأعباء ترهق الكبار، وتجد وقتاً للعب، وتموت على يد والدها، وبدس من الأم.
بداية العنونة طويلة، وكاشفة للنص، والاستهلال مربك، والقص
فيه تفصيلات أفقدته عنصر التشويق والمتابعة؛ لكن تشفع اللغة السهلة، والسرد السلس.
لنا أن نتساءل: هل تصل الحماقة والقسوة بأم أن تقتل فلذة
كبدها؟ وبغباء أب لإزهاق روح ابنته لاستعارتها حبات طماطم من الجيران؟ وأهل الريف معروفون
بالتعاون والألفة والطيبة. لم أصل للب الفكرة، هل يريد الكاتب فضح خيانة الأم وقسوتها؟
وكيف تمارس الخيانة في وضح النهار والبيت يعج بالصغار؟ هل يريد بيان القيمة أو الوضع
الاجتماعي للأنثى(أمّاً، وفتاة) في مجتمع الريف؟ وهل يريد إبراز صورة الأب الإمعة المغفل،
والأم المتوحشة لإخفاء خيانتها؟
أرى أن الكاتب قدّم صورة غير موفقة عن الأم، والأم الريفية
خاصة؛ لكنه قدم حكاية عن المعاناة والتعنيف ضد الأنثى، عزة الصغيرة هي مثال على التعنيف
الذي تشارك الأنثى الذكرَ فيه، تتحمل أعباء أعمال البيت الكثيرة، وتخدم أخوتها، وهم
أصغر منها ويمارسون ذكوريتهم عليها، وما عليها إلا الطاعة. وفي النهاية تدفع الثمن
كأنثى.
أشكر للكاتب يوسف أحمد الجعفري سعة صدره، والشكر موصول لإدارة
الواحة، والمسؤولين فيها.
يوسف
أحمد الجعفري
خالص الشكر والعرفان لفريق الواحة لاختيار نصى لهذا الشهر,
شكرا الكاتب القدير/ محسن الطوخى علي الدراسة الوافية والمداخلات البناءة, شكر المبدعة
النشطة الاستاذة/ منال خطاب علي الردود والمداخلات وعلي الحهد الكبير, شكرا علي الاداء
الصوتى الرائع للمبدعة / غادة هيكل , شكرا الاستاذة / الزهرة الصالح, الاستاذ / نبيل
النجار, الاستاذة / درصاف الذيب, الاستاذ / عامر العيثاوى, الاستاذة/ مهدية أماني.
الاستاذ / أشرف عكاشة , الاستاذ / فاضل العذاري, الاستاذ/ كمال عطا , الاستاذ / جمال
الشمري, الاستاذ /حدريوي مصطفى العبدي, الاستاذ / محمد فودة, الاستاذ / جعيتم سيد
, الاستاذة / منى عزالدين , الاستاذة / أميرة علي, الاستاذ / محمد عبدالحميد العرضي,
الاستاذ / كريم جبار الناصري, الاستاذة / داليا رأفت, الاستاذة / صديقة صديق علي ,
الاستاذ / لطيف عبد سالم , الاستاذ / زيدان عبدالملك , الاستاذ / خالد عودة , الاستاذ
/ نبيل عودة, الاستاذة / منجية حجى , الاستاذ / تامر مدبولي , الاستاذ / وحيد كامل
, الاستاذة / خولة الأسدي, الاستاذة / ناهد بدوي , الاستاذ / بسام الأشرم , الاستاذة
/ فوزية عاشور, الاستاذة / ميسون السعدي , الاستاذ / سعيد عواد, الاستاذ / محمود عودة
, الاستاذ / عصام الدين الشكا , الاستاذ / عمر حمش ’ الاستاذ / د إيهاب بديوي , لكم
ولكل اعضاء الواحة جميعا الشكر والتحية على القراءات والدراسات النقدية وأنا مازلت
أقرأ واتعلم واستفيد منكم القصة نشرت في جريدة الدستور الأحد 9_6_2019
_______________
تحية عرفان، للأستاذة
منال خطاب.
أدارت أسبوع القصة بعناية فائقة، وروح قتالية، بمتابعتها
اللصيقة، والحميمة، لولاها ماتحقق كل هذا الثراء للفعالية.
وتمنياتي بالتوفيق للأستاذ المبدع يوسف احمد الجعفري.
كل الشكر للأساتذة الأجلاء، الذين قدموا عصارة فكرهم، وأمتعونا
بدراساتهم، وقراءاتهم، وانطباعاتهم.
اتمنى لكم جميعا التوفيق، وأشكركم من كل قلبي.
وإلى لقاء في أسبوع جديد لقصة الشهر.
محسن الطوخي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية