قصة شهر يونيو 2020 بعنوان "الغميضة " للأديبة السورية/ بوح الياسمين
قصة شهر يونيو
2020
بعنوان
"الغميضة"
للأديبة
السورية/ بوح الياسمين
أشرفت الأستاذة منال خطاب على تقديم فعالية " قصة الشهر " في الأسبوع الثالث من شهر إبريل 2020. والموافق الجمعة 19 /06/ 2020
وتناول الأسبوع قصة " الغميضة "، للأديبة / بوح الياسمين.
-
المراجعة اللغوية
لنص القصة : الأستاذة / مهدية أماني.
-
فريق التسجيلات
الصوتية : الأستاذ عامر العيثاوي /
الأستاذة غادة هيكل/ الأستاذة درصاف الذيب/ الأستاذة إيزيس عباس.
وفيما
يلي تسجيل للفعالية، تبدأ بتقديم الأستاذة منال، ثم نص القصة، يتلوه تعليقات ومداخلات
الأصدقاء بترتيب وصولها إلى المنشور.
يمكن
سماع التسجيل الصوتي على قناة "واحة
القصة القصيرة " على يوتويوب.
مع
وافر تحياتي
________________________
![]() |
منال خطاب |
أحبتي
خصصت واحة القصة القصيرة الأسبوع الثالث من كل شهر لاستعراض واحد من النصوص علي سبيل المدارسة، وتبادل المعرفة.
ولما كنا نعدكم من أبرز المساهمين في هذا الفن، إبداعا، ورؤية. فإننا نأمل في إثرائكم فاعلية قصة الشهر بتقديم رؤية، ولو في عجالة، عن القصة التي سيتم طرحها للمناقشة الآن،ويرافق النص المكتوب نصا مسموعا على قناة واحة القصة القصيرة المسموعة باليوتيوب (من إعداد فريق الواحة )، و سوف ينشر النص أيضا ببعض الصحف المصرية من قبيل حرص الواحة للإعلام عن مبدعيها. كما ستعد مدونة مكتملة، كتوثيق لكل التعليقات والدراسات، ويحتفظ بها فى أرشيف الواحة.
مع خالص الود والتقدير لكل من يشاركنا العُرس الشهرى.
وقصة هذا الشهر هى ؟
...........................
خصصت واحة القصة القصيرة الأسبوع الثالث من كل شهر لاستعراض واحد من النصوص علي سبيل المدارسة، وتبادل المعرفة.
ولما كنا نعدكم من أبرز المساهمين في هذا الفن، إبداعا، ورؤية. فإننا نأمل في إثرائكم فاعلية قصة الشهر بتقديم رؤية، ولو في عجالة، عن القصة التي سيتم طرحها للمناقشة الآن،ويرافق النص المكتوب نصا مسموعا على قناة واحة القصة القصيرة المسموعة باليوتيوب (من إعداد فريق الواحة )، و سوف ينشر النص أيضا ببعض الصحف المصرية من قبيل حرص الواحة للإعلام عن مبدعيها. كما ستعد مدونة مكتملة، كتوثيق لكل التعليقات والدراسات، ويحتفظ بها فى أرشيف الواحة.
مع خالص الود والتقدير لكل من يشاركنا العُرس الشهرى.
وقصة هذا الشهر هى ؟
...........................
الغمّيضة
في المدينةِ، علّمَنا أبي لعبةً جديدةً.
يختبئُ في ركنٍ ما من الدّار…
وزززززززز … يئزُّ مثلَ طائرةٍ، نبحثُ عنه في كلّ مكانٍ؛ بين حبالِ الغسيلِ، وخلفَ شُجيراتِ الجوري…
بوووووووم… يُدوّي مثلَ صاروخٍ، نرتمي على الأرضِ قتلى! يظهرُ أبي فجأةً؛ ننهضُ، ونتَسابقُ من يلمسُ ساقَ التّينةِ أولاً!
نضحكُ كثيراً، ونتسلّى كلّ يوم!!
مرّةً، أزّ أبي مثلَ طائرةٍ، ثم دوّى مثل صاروخٍ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهضْ!
احتضنَ بقايا التّينة؛ وضحك أبي لوحده!
في المقبرة، دفنوا أخي، ونسَوْا أن يدفنوا جثّتيْنا…
قال أبي :
_سأذهبُ لأحرسَ كرمَ التّين، تلعبانِ مع أمِّكما ريثما أعود.
أمّي لا تجيدُ تسليتَنا مثلما يفعلُ أبي؛ تضحكُ؛ فتغْدو عيناها بحيرتَيْن.
مرّةً، أزّت أمّي مثلَ طائرةٍ، ثمّ دوّتْ مثلَ صاروخٍ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهضْ!
ضحكتْ أمي لوحدِها، وغدتْ عيناها نهريْن.
في المقبرةِ، دفنوا أختي ونسوا أن يدفنوا جثّتي…
_سأذهبُ لأحرسَ كرمَ التّين، تلعبانِ مع أمِّكما ريثما أعود.
أمّي لا تجيدُ تسليتَنا مثلما يفعلُ أبي؛ تضحكُ؛ فتغْدو عيناها بحيرتَيْن.
مرّةً، أزّت أمّي مثلَ طائرةٍ، ثمّ دوّتْ مثلَ صاروخٍ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهضْ!
ضحكتْ أمي لوحدِها، وغدتْ عيناها نهريْن.
في المقبرةِ، دفنوا أختي ونسوا أن يدفنوا جثّتي…
في المخيّم، لا
عملَ لأمي سوى العنايةِ بي.
تحشوني نصفَ ما يخرجُ من صناديقِ الإغاثةِ، وتُفرِغُ في جوفي علبَ الحليبِ كلَّها، ومع ذلك تظلُّ ساقايَ نحيلتيْن مثلَ صوصٍ أجرب!!
لذا فإن أمي دائمةُ القلقِ عليّ؛ كلّما تسلّلتُ خارجاً لألعبَ الغمّيضة مع الأولاد سحبتْني من أذُني قبل أن يبدأ الضّحك!
البارحةَ، مرضتُ، فهرِعَتْ بي إلى الوحدةِ الصّحّيةِ.
عشراتُ الأمّهاتِ حملْنَ صيصانهنَّ الجرباءَ، ووقفْنَ في الطّابورِ.
عندما جاءَ دورُها، أطرقَ الطّبيب وقال لأمي: شدّي حيلك!
.
_شدّي حيلك!
قهقهتْ أمي…
جنحْتُ إلى القاع!
أقبلا عليّ، متهامسَيْن:
_صه! إنّه يختبئُ في مكانٍ ما! تعالَ معنا نبحثْ عنه!!!
___________________________
بوح الياسمين/سوريا
تحشوني نصفَ ما يخرجُ من صناديقِ الإغاثةِ، وتُفرِغُ في جوفي علبَ الحليبِ كلَّها، ومع ذلك تظلُّ ساقايَ نحيلتيْن مثلَ صوصٍ أجرب!!
لذا فإن أمي دائمةُ القلقِ عليّ؛ كلّما تسلّلتُ خارجاً لألعبَ الغمّيضة مع الأولاد سحبتْني من أذُني قبل أن يبدأ الضّحك!
البارحةَ، مرضتُ، فهرِعَتْ بي إلى الوحدةِ الصّحّيةِ.
عشراتُ الأمّهاتِ حملْنَ صيصانهنَّ الجرباءَ، ووقفْنَ في الطّابورِ.
عندما جاءَ دورُها، أطرقَ الطّبيب وقال لأمي: شدّي حيلك!
.
_شدّي حيلك!
قهقهتْ أمي…
جنحْتُ إلى القاع!
أقبلا عليّ، متهامسَيْن:
_صه! إنّه يختبئُ في مكانٍ ما! تعالَ معنا نبحثْ عنه!!!
___________________________
بوح الياسمين/سوريا
صباحكم خير وبركة: أحبتى القامات الابداعية
بواحتنا العزيزة،أشكر كل الأصدقاء الذين تواصلوا معنا خلال هذا الأسبوع استعدادا ؛للإحتفاء
بنص الأديب حمدى البصيرى وأدعوهم لنشر الدراسات التى أرسلت لى على الخاص كتعليق
على النص،وسأقوم بنشره فى منشورات مفردة على الواحة دمت كرام
____________________________________________
وقد حظي النص بمجموعة من المناولات
النقدية، نستعرضها بترتيب ورودها لكل من الأساتذة:
1- وسام محمد دبليز
2- عمر حمش
3- محمدالرحالي
4- سيد جعيتم
5- محمد صلاح الدين
6- محمودعودة
7- هشامفياض
8- إيهاب بديوي
9- عادل المعموري
10- نبيل نجار
11- عدنان لطيف
12- ضياء طمان
13- سلوى البحري
14- حدريوي مصطفى العبدي
15- عبير عزاوي
16- محمدرسلان
17- عبير يحي
18- صديقة صديق علي
19- لطيف عبدالسالم
20- منى أحمد البريكي
21- شادية محمد
22- سليمان جمعة
23- الزهرةالصالح
24- ميسون السعدي
25- أم صباح صباح
26- بسام الأشرم
27- نور الخالدي
28- مجدي شعيشع
29- اسماعيل مسعد
30- طه سنجر
31- أحمد طنطاوي
32- منى عز الدين
33- المصطفى بلعوام
34- محمد الدفراوي
35- فاضل فاضل
36- منجية حاجي
37- غادةهيكل
38- داليا رأفت
39- سعيدعثمان
40- علي العلي
هيا بنا نتابع آراء أولئك النخبة من أدباء، ونقاد
القصة القصيرة
صباحك ورد
بدأ صباحي بهذا الابداع فسعدت به
من المحزن حقا أن تتحول لعبة الغميضة إلى مأساة وتعلن رحيل من نحب كلما هدرت الطائرة ،هذه الذكرى المترافقة مع لعبة محببة للاطفال أنها كمن يعطي طفلا قنبلة للعب ،اذا حتى في أبسط حقوقه يدفع ثمن اللعب
قصة جميلة سعدت بالنص صورة وصوتا جميلا
كل الود والتقدير لأعضاء الواحة
بدأ صباحي بهذا الابداع فسعدت به
من المحزن حقا أن تتحول لعبة الغميضة إلى مأساة وتعلن رحيل من نحب كلما هدرت الطائرة ،هذه الذكرى المترافقة مع لعبة محببة للاطفال أنها كمن يعطي طفلا قنبلة للعب ،اذا حتى في أبسط حقوقه يدفع ثمن اللعب
قصة جميلة سعدت بالنص صورة وصوتا جميلا
كل الود والتقدير لأعضاء الواحة
نص سحريّ يرتقي إلى مستوى الواقع!
واقعٌ غرائبيّ توجب أن يُعالج بغرائبية، في نصٌٍّ تماهى بالألوان، وبالطعم، وبالرائحة مع ذات خصائص الواقع ..
هذا قصّ أسس له كل هذا الانفلات المريع الذي نحياه.
يرغب البعض في توظيف الوعي الغرائبي، كأداة للتحليق الجمالي، لكنّ الكاتبة هنا وظفت غرائبية الماديّ المعاش في خدمة الأدب.
تخيلوا ما يحدث في واقعنا العربي؛ ثمّ أفيدوني إذا ما كانت تصلح أدوات التعبير الكلاسيكية لتغطيته، وليس في القص فحسب، بل في شتى صنوف الإبداع.
لم نعد نعيش في ثبات ونبات، كما كانت تقول الحكاية.
وأي سرد بارد رتيب اليوم؛ كان سيصف مجازر العقل والوجدان والجسد؟
هل أسطرت الكاتبة الواقع، أم وقعنت الأسطورة.
إني أراها فعلت الثانية.
فالواقع في الأصل مؤسطر، وما فعلت؛ أن تصدّت بإبداعية متفوقة، لتصور واقعا ممزقا مع حرفيّة بائنة.
الواقع تأسطر، فأسطرت المبدعة السرد، هكذا فقط، وما كان هنا؛ ليس سوى مرآة واقع تهشم، ثمّ تناثر، وأدوات الرتابة باتت قاصرة، لقد انقضت بانقضاء القديم، وتوالدت أدوات الجديد المهشم.
لقد نجحت مبدعتنا تماما في هذا التوظيف الحداثي، والنصّ عبّر عن مدرسةٍ رسّخ أساسها الواقع الجديد.
ومن غير الخوض كثيرا في تفاصيل النص الساحرة، بنقلاته الرشيقة، وضرباته المتغيرة، والمتسقة بوعيّ مدهش؛ نقول: جاء النصّ وجبة سريعة متماسكة، مستجيبا لضربات الواقع العبثيّ .. جاء، وكان مَثله مَثل صيحة قلب يتقطع.
صيخة قاسية .. نعم.
لكنها أيضا بصوتٍ فاننٍ جميل.
هذا نصّّ أغبط كاتبته عليه، وتمنيت لو كنت كاتبه.
تحياتي للكاتبة، ولمن اختار هذه الوجبة الدّسمة هدفا للمدارسة.
واقعٌ غرائبيّ توجب أن يُعالج بغرائبية، في نصٌٍّ تماهى بالألوان، وبالطعم، وبالرائحة مع ذات خصائص الواقع ..
هذا قصّ أسس له كل هذا الانفلات المريع الذي نحياه.
يرغب البعض في توظيف الوعي الغرائبي، كأداة للتحليق الجمالي، لكنّ الكاتبة هنا وظفت غرائبية الماديّ المعاش في خدمة الأدب.
تخيلوا ما يحدث في واقعنا العربي؛ ثمّ أفيدوني إذا ما كانت تصلح أدوات التعبير الكلاسيكية لتغطيته، وليس في القص فحسب، بل في شتى صنوف الإبداع.
لم نعد نعيش في ثبات ونبات، كما كانت تقول الحكاية.
وأي سرد بارد رتيب اليوم؛ كان سيصف مجازر العقل والوجدان والجسد؟
هل أسطرت الكاتبة الواقع، أم وقعنت الأسطورة.
إني أراها فعلت الثانية.
فالواقع في الأصل مؤسطر، وما فعلت؛ أن تصدّت بإبداعية متفوقة، لتصور واقعا ممزقا مع حرفيّة بائنة.
الواقع تأسطر، فأسطرت المبدعة السرد، هكذا فقط، وما كان هنا؛ ليس سوى مرآة واقع تهشم، ثمّ تناثر، وأدوات الرتابة باتت قاصرة، لقد انقضت بانقضاء القديم، وتوالدت أدوات الجديد المهشم.
لقد نجحت مبدعتنا تماما في هذا التوظيف الحداثي، والنصّ عبّر عن مدرسةٍ رسّخ أساسها الواقع الجديد.
ومن غير الخوض كثيرا في تفاصيل النص الساحرة، بنقلاته الرشيقة، وضرباته المتغيرة، والمتسقة بوعيّ مدهش؛ نقول: جاء النصّ وجبة سريعة متماسكة، مستجيبا لضربات الواقع العبثيّ .. جاء، وكان مَثله مَثل صيحة قلب يتقطع.
صيخة قاسية .. نعم.
لكنها أيضا بصوتٍ فاننٍ جميل.
هذا نصّّ أغبط كاتبته عليه، وتمنيت لو كنت كاتبه.
تحياتي للكاتبة، ولمن اختار هذه الوجبة الدّسمة هدفا للمدارسة.
الغميضة لعبة شعبية جماعية يتم من خلالها اختيار
شخص يقوم بتوجيه وجهه إلى الحائط ويقوم بالعد برقم محدد ومتفق عليه بينما أفراد
اللعبة الآخرين يقومون بالإختباء.
والغميضة في هذه القصة التي أعتبرها ساخرة ورمزية تخالف اللعبة المعهودة اختلافا كليا فهي على قول السارد جديدة لأن الذي يقوم بالإختباء هو الفرد والذي يقوم بالبحث هم الجماعة يعني أن والد السارد أسند الأدوار إلى غير أصحابها في لعبته الجديدة ولعلها رسالة منه إلى أطفاله أن يظلوا مجتمعين وإن غاب أحدهم بحثوا عنه جميعا، وكذلك هي درس تطبيقي يعلمهم أن يرتموا على الأرض إن أزت بقربهم طائرة أو دوى صاروخ.
كذلك مالفت انتباهي في القصة قول السارد:
" نبحث عنه في... وخلف شجيرات الجوري... " و " نستبق من يلمس ساق التينة أولا! "
هذا يعني أن المنزل يتسع لشجيرات الجوري التي تحتاج لأشعة الشمس المباشرة لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، ويتسع لشجرة التينة التي تحتاج لمساحة واسعة ومثل هذه المنازل لا تكون بالمدينة بل في أطرافها أو في القرى وكذلك حين نذكر حبال الغسيل التي تكون عادة في السطوح فيعني أننا نشكو من ضيق المساحة بالمنزل وهذا يتناقض مع منزل السارد.
كانت اللعبة في بدايتها للتسلية، "يظهر أبي فجأة، ننهض، ونستبق من يلمس ساق التينة أولا!
نضحك كثيرا، ونتسلى كل يوم!!" ثم أصبحت بعد ذلك نذير شؤم وموت.
والتينة في القصة أيضا رمز للإرتباط القديم مع الأرض ولتحمل العطش وأقسى الظروف البيئية، فما إن يكتب لهم النجاة حتى يسرعوا إليها لتمدهم بطاقتها العجيبة ... إلا أن دوام الحال من المحال فالأب لم ينتبه لموت طفله ولم ينتبه إلى أن التينة أصبحت بقايا، رغم أنه احتضنها فقد شغله الضحك عن ذلك.
يفاجئنا الأب في النص إلى تلبية نداء الوطن لحراسة كرم التين الذي يمثل امتدادا للأجيال القادمة، وعهد إلى الأم رعاية الأطفال وتسليتهم لكنها لم تكن تجيد اللعبة لأن ضحكها بكاء.
بقيت جثة واحدة من الجثث الثلاثة لم تدفن بعد، وقد ذهبت بها الأم إلى المخيم، هربا من لعبة قتلت طفليها وزوجها، كانت حريصة جدا على طفلها الباقي وكانت تمنعه من اللعب وإن غفلت عنه قليلا كانت تدركه وتنقده من مخالبها قبل أن يبدأ الضحك ... ولعل ذلك إشارة للأمة العربية الإسلامية بانشغالها (بالضحك) عن موت السوريين والفلسطينيين وجميع الدول الإسلامية التي يكثر فيها القتل، فالموت بالقنابل والصواريخ أصبح عادة لا يأثر بالقلوب وهذا من وجهة نظري نتيجة سياسات وتخطيطات مسبقة من طرف الدول العظمى لأنها زرعت فينا هذه العادة من خلال الأفلام المليئة بالدماء وبطرق مختلفة أشد ضراوة من الواقع... فأصبحنا نشاهد القنوات الإخبارية كأننا نشاهد فيلما حتى أننا حين نرى جثة رضيع تحت الأنقاض نتابع المشاهدة ونحن نأكل أو نشرب!!! ... ماتت قلوبنا!!
قد يوفر المخيم الحليب وأغذية أخرى لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع... أسرعت الأم بطفلها النحيل مثل " صوص أجرب " إلى الطبيب فأخبرها أن تشد حيلها لكنها خالفت المتعارف عليه والمؤلوف فقهقهت.
الغميضة لم تنتهي بموت الثلاثة ووالدهم فقد استأنفوا لعبها
" جنحت إلى القاع!
أقبلا علي متهامسين:
صه إنه يختبئ في مكان ما! تعالَ معنا نبحث عنه!!! "
والجملة الأخيرة الآنفة الذكر من النص التي تحوي كلمة تعالَ هي التي حددت أن سارد القصة فتى وليس فتاة ولوكانت فتاة برأيي لكان تعاطف القراء مع معاناتها أكبر بحكم الكاتبة امرأة،
القصة نسجت من رحم الواقع فأتت موجعة لأحاسيسنا وموقظة لغفلتنا فإخواننا هناك ماعادوا يحزنون لموت أحد حتى ولو كان ابنهم لأنهم يحسبونه بإذن الله شهيدا، ولأن لا وقت عندهم للحزن فكل همهم انقاذ الأرواح المتبقية.
وقد زاد صوت الأديبة درصاف الذيب القصة إشراقا، وجعل لها طعما آخر غير الذي طعمناه بالقراءة.
والغميضة في هذه القصة التي أعتبرها ساخرة ورمزية تخالف اللعبة المعهودة اختلافا كليا فهي على قول السارد جديدة لأن الذي يقوم بالإختباء هو الفرد والذي يقوم بالبحث هم الجماعة يعني أن والد السارد أسند الأدوار إلى غير أصحابها في لعبته الجديدة ولعلها رسالة منه إلى أطفاله أن يظلوا مجتمعين وإن غاب أحدهم بحثوا عنه جميعا، وكذلك هي درس تطبيقي يعلمهم أن يرتموا على الأرض إن أزت بقربهم طائرة أو دوى صاروخ.
كذلك مالفت انتباهي في القصة قول السارد:
" نبحث عنه في... وخلف شجيرات الجوري... " و " نستبق من يلمس ساق التينة أولا! "
هذا يعني أن المنزل يتسع لشجيرات الجوري التي تحتاج لأشعة الشمس المباشرة لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، ويتسع لشجرة التينة التي تحتاج لمساحة واسعة ومثل هذه المنازل لا تكون بالمدينة بل في أطرافها أو في القرى وكذلك حين نذكر حبال الغسيل التي تكون عادة في السطوح فيعني أننا نشكو من ضيق المساحة بالمنزل وهذا يتناقض مع منزل السارد.
كانت اللعبة في بدايتها للتسلية، "يظهر أبي فجأة، ننهض، ونستبق من يلمس ساق التينة أولا!
نضحك كثيرا، ونتسلى كل يوم!!" ثم أصبحت بعد ذلك نذير شؤم وموت.
والتينة في القصة أيضا رمز للإرتباط القديم مع الأرض ولتحمل العطش وأقسى الظروف البيئية، فما إن يكتب لهم النجاة حتى يسرعوا إليها لتمدهم بطاقتها العجيبة ... إلا أن دوام الحال من المحال فالأب لم ينتبه لموت طفله ولم ينتبه إلى أن التينة أصبحت بقايا، رغم أنه احتضنها فقد شغله الضحك عن ذلك.
يفاجئنا الأب في النص إلى تلبية نداء الوطن لحراسة كرم التين الذي يمثل امتدادا للأجيال القادمة، وعهد إلى الأم رعاية الأطفال وتسليتهم لكنها لم تكن تجيد اللعبة لأن ضحكها بكاء.
بقيت جثة واحدة من الجثث الثلاثة لم تدفن بعد، وقد ذهبت بها الأم إلى المخيم، هربا من لعبة قتلت طفليها وزوجها، كانت حريصة جدا على طفلها الباقي وكانت تمنعه من اللعب وإن غفلت عنه قليلا كانت تدركه وتنقده من مخالبها قبل أن يبدأ الضحك ... ولعل ذلك إشارة للأمة العربية الإسلامية بانشغالها (بالضحك) عن موت السوريين والفلسطينيين وجميع الدول الإسلامية التي يكثر فيها القتل، فالموت بالقنابل والصواريخ أصبح عادة لا يأثر بالقلوب وهذا من وجهة نظري نتيجة سياسات وتخطيطات مسبقة من طرف الدول العظمى لأنها زرعت فينا هذه العادة من خلال الأفلام المليئة بالدماء وبطرق مختلفة أشد ضراوة من الواقع... فأصبحنا نشاهد القنوات الإخبارية كأننا نشاهد فيلما حتى أننا حين نرى جثة رضيع تحت الأنقاض نتابع المشاهدة ونحن نأكل أو نشرب!!! ... ماتت قلوبنا!!
قد يوفر المخيم الحليب وأغذية أخرى لكنها لا تسمن ولا تغني من جوع... أسرعت الأم بطفلها النحيل مثل " صوص أجرب " إلى الطبيب فأخبرها أن تشد حيلها لكنها خالفت المتعارف عليه والمؤلوف فقهقهت.
الغميضة لم تنتهي بموت الثلاثة ووالدهم فقد استأنفوا لعبها
" جنحت إلى القاع!
أقبلا علي متهامسين:
صه إنه يختبئ في مكان ما! تعالَ معنا نبحث عنه!!! "
والجملة الأخيرة الآنفة الذكر من النص التي تحوي كلمة تعالَ هي التي حددت أن سارد القصة فتى وليس فتاة ولوكانت فتاة برأيي لكان تعاطف القراء مع معاناتها أكبر بحكم الكاتبة امرأة،
القصة نسجت من رحم الواقع فأتت موجعة لأحاسيسنا وموقظة لغفلتنا فإخواننا هناك ماعادوا يحزنون لموت أحد حتى ولو كان ابنهم لأنهم يحسبونه بإذن الله شهيدا، ولأن لا وقت عندهم للحزن فكل همهم انقاذ الأرواح المتبقية.
وقد زاد صوت الأديبة درصاف الذيب القصة إشراقا، وجعل لها طعما آخر غير الذي طعمناه بالقراءة.
نص الغميضة
للأديبة السورية (بوح الياسمين)
مرحبً بالأديبة بوح الياسمين، اعلم معدن الشعب العربي السوري الأصيل، عشت في سوريا علي جبهة القتال عام 1971، وقفت بجانب المقاتل السوري وتشاركنا في قتال العدو الصهيوني، دخلت بيت صديقي صالح الريفي، حز في نفسي ويحزنني أن يتقاتل الشعب السوري مع نفسه لصالح أطراف أخري جل همهم خراب سورية.
الغميضة
الغميضة لعبة يتشارك فيها الأطفال ،في جميع ربوع العالم ،لعبناها في مصر صغارًا باسم الاستغماية، أشارت بوح الياسمين أنها لعبة جديدة (في المدينةِ، علّمَنا أبي لعبةً جديدةً) وهي هنا تشير إلي أن أطفال سورية الصغار في القري التي انهكها الحرب وهجر أهلها للمدينة لم يتيح لهم القدر ممارسة الألعاب كأقرانهم في المدن الأكثر هدوًا والتي سكنوها في مخيمات (لاجئين).
شعرت بالكاتبة حية بين سطور القصة، مزجت القاصة ببراعة وحرفية بين الواقع والخيال، فعقب كل أزيز في لعبة يأتي صوت مدفع أو صاروخ أو برميل متفجرات ( بوم) فيسقط ضحايا، ومع سقوط الضحايا تظهر ألام النفس التي لا تقل في تأثيرها عن فراق الأحبة التي صاغتها بيسر وسهولة (احتضنَ بقايا التّينة؛ وضحك أبي لوحده!)،في المقبرة، دفنوا أخي، ونسَوْا أن يدفنوا جثّتيْنا) إشارة إلي لعدم وجود فرق بين الأحياء والأموات.
غاب الأب السند والعماد فغاب الأمان.
خرجت الأم ، والأم في الريف السوري درة مكنونة ، خرجت لتواجه الحياة لتحل محل الأب، ولكن لا أحد يملئ فراغ غياب الأخر، الأم وسط قسوة الحياة وهموم الأيام لا تجيد فنون التسلية مثل الأب، تحاول فتضحك وتأز ، ويسقط مزيد من الضحايا مع صوت بوم، تبكي الأم وتمتلئ مقلتيها بالدموع حتي تصير بحيرتين .
تعرج بوح الياسمين علي شعب أبي النفس بعد أن كان خيره يعم علي جيرانه، ينتظر المساعدات التي لا تغني ولا تسمن ولا تقي من جوع، فيمرض الأطفال وتبرز عظامهم وفي النهاية، لا فرق بين من مات بالمتفجرات ومن مات جوعًا.
عزيزتي بوح الياسمين وضعت قصتك في أعماقنا وجسدت بداخلنا المأساة فأوجعتنا، كلنا نشارك في المسئولية فقد راهن كل منا علي فئة متقاتلة، نسينا سورية الشيماء نفسها.
نصك يا سيدتي رائع سرده سلس يمزج بين الرمزية والنص المفتوح، نأتي للغميضة عنوان ومحور القصة التي اختارته بعناية فبنت عليه، رمزية الموت ساكنة في جسد القصة فكلما اغلق الأب أو الأم مقلتيه مات أحد أفراد الأسرة، والأسرة هي المجتمع السوري كله.
سلطت الكاتبة الضوء علي مأساة شعبها في نقاط واضحة، وركزته علي معاني إنسانية جديرة بالاعتبار، و تميزت بالوصف السهل الذي لا يتعب القارئ وإنما يدخله
في قلب النص، أمسكت بأعيننا من بداية النص لنهايته.
خاتمة القصة اختصرت المأساة كلها جنحت الأم لقاع الحياة ، لجئت للمحسوس غير المرئي ،أقبلت ومعها الجميع علي الصغيرة شاركوها سكن النهاية يبحثون بعد الموت عن الأمان.
تحياتي أيها المبدعة.
سيد جعيتم
للأديبة السورية (بوح الياسمين)
مرحبً بالأديبة بوح الياسمين، اعلم معدن الشعب العربي السوري الأصيل، عشت في سوريا علي جبهة القتال عام 1971، وقفت بجانب المقاتل السوري وتشاركنا في قتال العدو الصهيوني، دخلت بيت صديقي صالح الريفي، حز في نفسي ويحزنني أن يتقاتل الشعب السوري مع نفسه لصالح أطراف أخري جل همهم خراب سورية.
الغميضة
الغميضة لعبة يتشارك فيها الأطفال ،في جميع ربوع العالم ،لعبناها في مصر صغارًا باسم الاستغماية، أشارت بوح الياسمين أنها لعبة جديدة (في المدينةِ، علّمَنا أبي لعبةً جديدةً) وهي هنا تشير إلي أن أطفال سورية الصغار في القري التي انهكها الحرب وهجر أهلها للمدينة لم يتيح لهم القدر ممارسة الألعاب كأقرانهم في المدن الأكثر هدوًا والتي سكنوها في مخيمات (لاجئين).
شعرت بالكاتبة حية بين سطور القصة، مزجت القاصة ببراعة وحرفية بين الواقع والخيال، فعقب كل أزيز في لعبة يأتي صوت مدفع أو صاروخ أو برميل متفجرات ( بوم) فيسقط ضحايا، ومع سقوط الضحايا تظهر ألام النفس التي لا تقل في تأثيرها عن فراق الأحبة التي صاغتها بيسر وسهولة (احتضنَ بقايا التّينة؛ وضحك أبي لوحده!)،في المقبرة، دفنوا أخي، ونسَوْا أن يدفنوا جثّتيْنا) إشارة إلي لعدم وجود فرق بين الأحياء والأموات.
غاب الأب السند والعماد فغاب الأمان.
خرجت الأم ، والأم في الريف السوري درة مكنونة ، خرجت لتواجه الحياة لتحل محل الأب، ولكن لا أحد يملئ فراغ غياب الأخر، الأم وسط قسوة الحياة وهموم الأيام لا تجيد فنون التسلية مثل الأب، تحاول فتضحك وتأز ، ويسقط مزيد من الضحايا مع صوت بوم، تبكي الأم وتمتلئ مقلتيها بالدموع حتي تصير بحيرتين .
تعرج بوح الياسمين علي شعب أبي النفس بعد أن كان خيره يعم علي جيرانه، ينتظر المساعدات التي لا تغني ولا تسمن ولا تقي من جوع، فيمرض الأطفال وتبرز عظامهم وفي النهاية، لا فرق بين من مات بالمتفجرات ومن مات جوعًا.
عزيزتي بوح الياسمين وضعت قصتك في أعماقنا وجسدت بداخلنا المأساة فأوجعتنا، كلنا نشارك في المسئولية فقد راهن كل منا علي فئة متقاتلة، نسينا سورية الشيماء نفسها.
نصك يا سيدتي رائع سرده سلس يمزج بين الرمزية والنص المفتوح، نأتي للغميضة عنوان ومحور القصة التي اختارته بعناية فبنت عليه، رمزية الموت ساكنة في جسد القصة فكلما اغلق الأب أو الأم مقلتيه مات أحد أفراد الأسرة، والأسرة هي المجتمع السوري كله.
سلطت الكاتبة الضوء علي مأساة شعبها في نقاط واضحة، وركزته علي معاني إنسانية جديرة بالاعتبار، و تميزت بالوصف السهل الذي لا يتعب القارئ وإنما يدخله
في قلب النص، أمسكت بأعيننا من بداية النص لنهايته.
خاتمة القصة اختصرت المأساة كلها جنحت الأم لقاع الحياة ، لجئت للمحسوس غير المرئي ،أقبلت ومعها الجميع علي الصغيرة شاركوها سكن النهاية يبحثون بعد الموت عن الأمان.
تحياتي أيها المبدعة.
سيد جعيتم
لست متخصصا في
اللغة العربية تمام الاختصاص لكن القرآن علمني كثيرا و فتح الله لي فيه بعض
الإشارات.
أعجبتني فكرة التقديم و التأخير للخبر فيمن مات كنتيجة لكنها مبهمة ثم بيان كيفية الموت بعد ذلك فهو أسلوب صعب للكاتب و ممتع للقارئ.
بوركت الكاتبة و بوركت صاحبة الإلقاء
اجتمع المُعبِرُ بالكلمات و المعبرة بالصوت.
حبذل لو تم شرح القصة و توضيح ذلك الأسلوب إن كنتُ غير مخطئٍ فيما ذهبتُ إليه.
خالص التحايا 🌷
أعجبتني فكرة التقديم و التأخير للخبر فيمن مات كنتيجة لكنها مبهمة ثم بيان كيفية الموت بعد ذلك فهو أسلوب صعب للكاتب و ممتع للقارئ.
بوركت الكاتبة و بوركت صاحبة الإلقاء
اجتمع المُعبِرُ بالكلمات و المعبرة بالصوت.
حبذل لو تم شرح القصة و توضيح ذلك الأسلوب إن كنتُ غير مخطئٍ فيما ذهبتُ إليه.
خالص التحايا 🌷
راقني النص جداً، الربط الرائع الذي سخرته الكاتبه
لنصها المؤلم وبحرفية، جعلتنا نخوض معها في هذه الحروب العبثية التي اودت بحياة
ألاف الأبرياء، صورتها الكاتبة كلعبة الغميضة، نعم المتقاتلين ليس لهم هدف سوى اللعب
والضحك، وهم يشاعدون القتل والدمار.
تمكنت الكاتبة من خلال لعبة الغميضة التي يلعبها الأب مع اطفاله، جاءت مخالفة للعبة التراثية المتوارثة بين الأجيال، فتكون متناصة مع لعبة المتقاتلين والقتلة بلا رحمة.
جعلت لعبتها تبدأ بالأب يصدر صوت أزيز الطائرة ويختبأ اولاده ثم صوت الصاروخ بوووووم، وبعد غياب الأب انتقلت اللعبة إلى الأم ..
أرى الكاتبه بتلميح وتلغير رائع إلى من يرسل الطائرات تأز وتقصف بصواريخها الأبرياء العزل .
ثم تنتقل اللعبة بعد أن أهلكت الأب وولد وابنته الى المخيم وقد استقرت الأم مع طفلها بعيدا عن بيتها وشجرة التين وشجيرات الورد، لتعيش مع طفلها على معونات الإغاثة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع وداخل خيمة لا تقي حر الصيف ولا زمهرير الشتاء، وقد حرصت الأم أن تبعد طفلها عن نفس اللعبة مع أطفال المخيم، وهنا تلميح أيضاً إلى مدى الرعب المحلق في سماء المخيم وسكانه، وتستمر الكاتبة مع مأساءة مخيمات المشردين وقد تلبسهم المرض وأمام عيادة طبيب المخيم تقف الأمهات في طابور، ووصف بذكاء الكاتبة الأطفال بالصيصان، وهو تعبير قوى لمأساة المخيمات، وجاءت الحبكة لتكمل الربط بين لعبة الغميضة ولعبة القتل العبثية سواء في المخيم أو في الوطن .
كل التحية للكاتبة المبدعة على نصها الرائع
تمكنت الكاتبة من خلال لعبة الغميضة التي يلعبها الأب مع اطفاله، جاءت مخالفة للعبة التراثية المتوارثة بين الأجيال، فتكون متناصة مع لعبة المتقاتلين والقتلة بلا رحمة.
جعلت لعبتها تبدأ بالأب يصدر صوت أزيز الطائرة ويختبأ اولاده ثم صوت الصاروخ بوووووم، وبعد غياب الأب انتقلت اللعبة إلى الأم ..
أرى الكاتبه بتلميح وتلغير رائع إلى من يرسل الطائرات تأز وتقصف بصواريخها الأبرياء العزل .
ثم تنتقل اللعبة بعد أن أهلكت الأب وولد وابنته الى المخيم وقد استقرت الأم مع طفلها بعيدا عن بيتها وشجرة التين وشجيرات الورد، لتعيش مع طفلها على معونات الإغاثة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع وداخل خيمة لا تقي حر الصيف ولا زمهرير الشتاء، وقد حرصت الأم أن تبعد طفلها عن نفس اللعبة مع أطفال المخيم، وهنا تلميح أيضاً إلى مدى الرعب المحلق في سماء المخيم وسكانه، وتستمر الكاتبة مع مأساءة مخيمات المشردين وقد تلبسهم المرض وأمام عيادة طبيب المخيم تقف الأمهات في طابور، ووصف بذكاء الكاتبة الأطفال بالصيصان، وهو تعبير قوى لمأساة المخيمات، وجاءت الحبكة لتكمل الربط بين لعبة الغميضة ولعبة القتل العبثية سواء في المخيم أو في الوطن .
كل التحية للكاتبة المبدعة على نصها الرائع
الغميضة أكثر الألعاب شهرة في البلاد العربية ،
نطلق عليها في مصر الاستغماية، وفي دول الخليج يطلقون عليها اسم اللبيدة، ورغم أن
في سوريا الحبيبة يطلقون عليها اسم الطميمة، إلا أن الكاتبة اسمتها بأكثر الأسماء
شيوعا وهي (الغميضة) ،اختلفت الأسماء ولكن تظل شروط اللعبة واحدة ،رغم وجود بعض
الاختلافات، لأننا ونحن صغار كنا نضع عصابة غامقة غير منفذة للضوء فوق العين ،ورغم
أن من شروط اللعبة ان شخص واحد فقط هو من يستدير ويبدأ العد من واحد إلى عشرة
،والآخرين يستترون كل منهم في مكان ، إلا أنني أشعر بأن القاصة كانت تعني أن شروط
اللعبة اختلفت هذه المرة ،الكل يغمض عينه من بلاد عربية وإسلامية ومجتمع دولي عما
يحدث في سوريا ،والشعب السوري وحده يبحث عن مكان للهجرة والاختباء ، طال وقت العد
من واحد لعشرة لالف لمليون، ولا أحد يهتم بما يحدث هناك ،الغميضة صرخة ألم توجهها
الكاتبة لكل الشعوب والحكام والأمن المتحدة ،ارفعوا العصابة السوداء من فوق عيونكم
،شاهدوا ما يحدث في سوريا.
الغميضة. نص يمزج بين الغموض والعجائبية والواقعية
في لغة مكثفة إلى درجة فقد الرابط بين عناصر الفكرة التي تريد الكاتبة توصيلها.
الموضوع الرئيسي مرتبط بالحرب والمأساة التي تعيشها أسرة صغيرك بسبب ويلات الحروب
وتعدد الموت بدون ذنب. وفي أدب الحروب علينا ان نكون اكثر وضوحا وتربيطا للأحداث
لتصل مشاعر الكاتب وجميع جوانب الفكرة للمتلقي في هدوء ودون معاناة مستمرة في فك
الألغاز ومحاولة ربط العنوان بالمقاطع المتعددة للقصة وتفسير كل كلمة بما يمكن
تأويله على نحو متعدد وقد تكون كل التأويلات لا علاقة لها بأصل الفكرة التي تريد
الكاتبة توصيلها. اللعب الدائم على وتر الفقد والموت تيمة تقليدية مكررة في ادب
الحروب. لكن الذي يجعل عملا مثل الحرب والسلام عظيما مخلدا هو انه يغوص الى عمق
المشاعر الانسانية ويستخرج بوضوح اثر الحرب المدمر على الواقع. التلغيز والترميز
له حدود. وله جوانب يمكن استخدامه فيها بما يتيح للقاريء فهم القصة دون معاناة.
اللغة جزلة مركزة مرمزة. مفاتيح النص المتمثلة في الغميضة وشجرة التين والأزيز.
الموت يخيم على الجو العام كحال الحرب في كل زمان ومكان.. تحيتي للجميع
الغميضة..عتبة اختيرت بدقة وذكاء واضحين لجعل النص
تغلب عليه سمة الواقعية النقدية المتزاوجة مع الغرائبية في الطرح وليس واقعا كما
يعتقد المتلقي وهو يمور مع تلك المفردات التي انطلقت سامقة في وجه التعثر
والاستطالة غير المجدية..
فالكاتبة تعرف كيف تمسك بتلاليب الوحدات الصغيرة في النص وتموسقها وفق تجربة لا تخلو من خطورة..ولكن بوح الياسمين باحت للمتلقي بمسألة معروفة اكل عليها الدهر وشرب ألا وهي لعبة الغميضة..هذه المرة لم تكن تلك الغميضة المتعارف عليها كما يظن المتلقي باديء الامر..
الريبورتاج والتقطيع الذي استخدمته الكاتبة انقذ النص من الوقوع في شرك المباشرة والطرح الواقعي البحت الخالي من التكنيك الفني..بل كانت الكاتبة بوح الياسمين تمسك بخيوط اللعبة من الاستهلال الى ضربة النهاية..
الرمزية التي اعتمدتها الكاتبة في عملية السرد..محسوبة بدقة في كل كلمة احتواها هذا النص السامق..
حتما النص يحتاح الى دراسة مفصلة ومقاربة نقدية ليست على عجالة..لانه يستحق ذلك ولا غرو..
على اية حال..اشد على يد الكاتبة الرائعة بوح الياسمين وهي تعيد لنا خياطة بدلة كلاسيكية قديمة لتجعلها بدلة تليق بما بعد الحداثة في خيوط ذهبية ويراع قشيب وافكار رائعة جديرة بالثناء.
فالكاتبة تعرف كيف تمسك بتلاليب الوحدات الصغيرة في النص وتموسقها وفق تجربة لا تخلو من خطورة..ولكن بوح الياسمين باحت للمتلقي بمسألة معروفة اكل عليها الدهر وشرب ألا وهي لعبة الغميضة..هذه المرة لم تكن تلك الغميضة المتعارف عليها كما يظن المتلقي باديء الامر..
الريبورتاج والتقطيع الذي استخدمته الكاتبة انقذ النص من الوقوع في شرك المباشرة والطرح الواقعي البحت الخالي من التكنيك الفني..بل كانت الكاتبة بوح الياسمين تمسك بخيوط اللعبة من الاستهلال الى ضربة النهاية..
الرمزية التي اعتمدتها الكاتبة في عملية السرد..محسوبة بدقة في كل كلمة احتواها هذا النص السامق..
حتما النص يحتاح الى دراسة مفصلة ومقاربة نقدية ليست على عجالة..لانه يستحق ذلك ولا غرو..
على اية حال..اشد على يد الكاتبة الرائعة بوح الياسمين وهي تعيد لنا خياطة بدلة كلاسيكية قديمة لتجعلها بدلة تليق بما بعد الحداثة في خيوط ذهبية ويراع قشيب وافكار رائعة جديرة بالثناء.
بعد صمت طويل واذا
باح الياسمين فانصتوا.
تلك الزهرة الرقيقة التي طالما عرشت بهدوء على جدران وطن متعب؛ فاحت اريجاً شفيفاً بلون الحزن الساكن في القلوب.
خرج الياسمين أخيراً عن صمته ليتساءل لماذا يتخطف الموت الأطفال في حماي وتحت ظلي؟.
ولماذا يكونون أول الضحايا في حروب لاناقة لهم فيها ولا جمل.؟
كيف تتحول العابهم مصائد موت وشراك قتل؟.
عندما ينقلب الواقع قصة؛ والقصص واقعاً، واقع اوقصة لافرق! طالما أن النهاية أشلاء طفل لاذنب له ترشح دماءً، أمام أعيننا المغمضة.
استطاعت ياسمينتنا أن تنقل قصة بارعة في منتهى الروعة عن حادثة واقعية، بحبكة مدهشة لايشوبها تقرير ولا حشو.
نقلتنا لغتها البسيطة السلسة لأجواء لعبة لعبناها مثلنا مثل كل اطفال العالم، وبنفس اللغة البسيطة شردتنا وقتلتنا.
لا يمكنني أن اهنىء الكاتبة @ بوح الياسمين على هذا الانجاز ! فقصتها جرح نازف ومااعتدت التصفيق للجروح.
تلك الزهرة الرقيقة التي طالما عرشت بهدوء على جدران وطن متعب؛ فاحت اريجاً شفيفاً بلون الحزن الساكن في القلوب.
خرج الياسمين أخيراً عن صمته ليتساءل لماذا يتخطف الموت الأطفال في حماي وتحت ظلي؟.
ولماذا يكونون أول الضحايا في حروب لاناقة لهم فيها ولا جمل.؟
كيف تتحول العابهم مصائد موت وشراك قتل؟.
عندما ينقلب الواقع قصة؛ والقصص واقعاً، واقع اوقصة لافرق! طالما أن النهاية أشلاء طفل لاذنب له ترشح دماءً، أمام أعيننا المغمضة.
استطاعت ياسمينتنا أن تنقل قصة بارعة في منتهى الروعة عن حادثة واقعية، بحبكة مدهشة لايشوبها تقرير ولا حشو.
نقلتنا لغتها البسيطة السلسة لأجواء لعبة لعبناها مثلنا مثل كل اطفال العالم، وبنفس اللغة البسيطة شردتنا وقتلتنا.
لا يمكنني أن اهنىء الكاتبة @ بوح الياسمين على هذا الانجاز ! فقصتها جرح نازف ومااعتدت التصفيق للجروح.
الغميضة .. قصة قصيرة اختزلت معاناة المعذَّبين
المطحونين في حروب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..
اللعبة الجميلة التي يعشقها الأطفال تحولت إلى لعبة دموية!
أل (وزززز) وال( بوووم) تجسدا بشكل واقعي ومرير في آذان الطفولة فتناثرت تلك الأشلاء البريئة تشكو الظلم لباريها.
انتقلت القصة نقلة حزينة أخرى لتصوّر مشهد من معاناة النازحين في المخيمات وما يعانونه من مرض وبؤس، فتبقى الأم وحيدة تعيش المأساة ..
الأم هي البداية وهي النهاية!
يبدو أن ذلك مقدر عليها فالجنة التي تحت أقدامها تستحق ذلك!
قصة كتبت بأسلوب جميل، سلطت الضوء على مشاهد ليست بالجديدة نعم فقد تناولها الأدباء والكتاب مذ اخترع كلاشنكوف آلة القتل والدمار، ولكن الأسلوب الذي تم تناول الأحداث فيه هو الذي يحسب للكاتب/ة حيث استطاع أن يستحوذ على تعاطف وتأييد القارئ .. وفقكم الله وشكرا لكم.
اللعبة الجميلة التي يعشقها الأطفال تحولت إلى لعبة دموية!
أل (وزززز) وال( بوووم) تجسدا بشكل واقعي ومرير في آذان الطفولة فتناثرت تلك الأشلاء البريئة تشكو الظلم لباريها.
انتقلت القصة نقلة حزينة أخرى لتصوّر مشهد من معاناة النازحين في المخيمات وما يعانونه من مرض وبؤس، فتبقى الأم وحيدة تعيش المأساة ..
الأم هي البداية وهي النهاية!
يبدو أن ذلك مقدر عليها فالجنة التي تحت أقدامها تستحق ذلك!
قصة كتبت بأسلوب جميل، سلطت الضوء على مشاهد ليست بالجديدة نعم فقد تناولها الأدباء والكتاب مذ اخترع كلاشنكوف آلة القتل والدمار، ولكن الأسلوب الذي تم تناول الأحداث فيه هو الذي يحسب للكاتب/ة حيث استطاع أن يستحوذ على تعاطف وتأييد القارئ .. وفقكم الله وشكرا لكم.
في الغميضة، باحت بوح الياسمين بوحًا متفرِّدًا؛
يستبيح وجداننا بِحُرية، فلعبنا معها، و مع ذويها، صغارًا، و تألمنا كبارًا معهم،
بلا تحفظ. و ودَّعتنا- في غصة - بوداعة؛ لنظل عالقين بغميضتها الاستثنائية.
الغميضة إبداع يجسد مفهوم السرد النابه، بلا زيف، بمعالجة دقيقة شائقة عميقة، و رؤيا ناصعة، و لغة خضراء، تنضح بالبراءة التي تناسب عمر الساردة، و بالحنكة، التي تناسب عمر المتلقي الفذ.
الغميضة إبداع جماعى، جعلنا نبحث فيه مع الساردة، عن أبيها المختبئ -بوحشة - في كرم التين أو في المقبرة، و هي في طريقها إليه.
نَعَم...، للإبداع أناسه...، و إناثه.
الغميضة إبداع يجسد مفهوم السرد النابه، بلا زيف، بمعالجة دقيقة شائقة عميقة، و رؤيا ناصعة، و لغة خضراء، تنضح بالبراءة التي تناسب عمر الساردة، و بالحنكة، التي تناسب عمر المتلقي الفذ.
الغميضة إبداع جماعى، جعلنا نبحث فيه مع الساردة، عن أبيها المختبئ -بوحشة - في كرم التين أو في المقبرة، و هي في طريقها إليه.
نَعَم...، للإبداع أناسه...، و إناثه.
قصة رائعة أغرقتنا في عجائبية كما هو الواقع
عجيب... كيف تتحول لعبة الغميضة إلى لعبة التسابق نحو الموت من يموت أولا فيختفي
ويخرج من اللعبة... أليست الحياة لعبة... يلهو فيها القتلة ويلاحقون الأرواح حيثما
اختفت... انها لعبة تبدأ بلقاء يتلوه تيه في دنيا الإنسان الجائرة حيث الجوع
والتشرد في مخيمات القهر ورائحة الموت تملأ الفضاء وتختتم اللعبة بلقاء في عالم
آخر لا موت فيه... عالم القبور حيث الخلود وحيث الحبيب يصل إلى حبيبه... حيث
سيلاقي الأب أبناءه صبية صغارا ويتمون معا لعبة الغميضة... أما الأم فهي تغريدة
أخرى من تغريدات الوجع النازف ستستمر في النزف ففي الحرب تظلّ رحى الموت تدور
ولابدّ من طحين ولابد من فراق وتهجير وتقتيل... لابد للعبة الغميضة ان تستمر ولابد
لأبطالها أن يستمروا في الاختفاء اختفاء لا عودة بعده
لشطآن الحياة والفرح واحترام آدمية الإنسان وحقه في الوجود و العيش الآمن في وطن حرّ مستقلّ
لشطآن الحياة والفرح واحترام آدمية الإنسان وحقه في الوجود و العيش الآمن في وطن حرّ مستقلّ
إن بعض الهزل جد....وألم!
(ح.م)
قراءة سريعة في نص الغميضة للقاصة بوح الياسمين
اللعب نشاط جميل، بل سلوك تتساوى فيه كل الخلائق، تقبل عليه وتمارسه بلا تحفظ.. حتى العقلاء يضعفون أمام إغرائه، لا يقاومون نداءه... وينخرطون في عالمه، غير آبهين بالعتب واللوم..
هو دواء للروح، وبلسم لجراح الجسد...
والغميضة... ثمرة من ثماره، لا طفل في العالم لم يكن يوما باحثا عن مختبئ في دهاليزها، أوغائر في ركن من أركانها..
أحيانا يعز العثور عن فرقاء وأفراد للعبها، فيتطوع الآباء كرها أو طوعا ليكملو النصاب..
غميضة القاصة بوح الياسمين من طينة أخرى... هي شكل ثان، وكأن لعِبها يحتاج لبُعد لا ينتمي لعالمنا....هي لعبة قاتلة كلعبة " الروليت الروسية"، الحظ وحده قانونها..
دامٍ... كان نصها!
تموت الأخت أولا، ثم الاخ ثانيا، وتغرق الأم في دمعاتها...وحيدة وطفلة لا تقوى لا المسير... مشلولة...حتما الصاروخ أصاب الجسد وأخطأ الروح...
الغميضة نص بسيط، ولكن كان عميقا وبليغا وهويتناول القضية السورية، ومعاناة أهلها إذ القارئ وهو في أوج الهزل يطالعه الجد، كما تلفه الرهبة والألم وهو يكاد يلامس الفرح ونشوة الانتصار حين يتقاسمه وأفراد الغميضة.. ليستشعر أن الغميضة هنا هي اللامبالات وانتفاء الاكتراث الإنسان بأخيه الإنسان..
كانت الكاتبة موفقة وهي تتوسل الاستعارة المكنية في حبك نصها..الأقرب إلى توثيق انفعالات، وأظن حتى العودة جليا عند خط النهاية إلى اللعبة ومناورات الظهور والاختباء كقفلة لا يجعل من النص قصة... ( صه! إنّه يختبئُ في مكانٍ ما! تعالَ معنا نبحثْ عنه!!!)
إجمالا... النص جميل وطريقة الطرح كانت أجمل وأدهش
(ح.م)
قراءة سريعة في نص الغميضة للقاصة بوح الياسمين
اللعب نشاط جميل، بل سلوك تتساوى فيه كل الخلائق، تقبل عليه وتمارسه بلا تحفظ.. حتى العقلاء يضعفون أمام إغرائه، لا يقاومون نداءه... وينخرطون في عالمه، غير آبهين بالعتب واللوم..
هو دواء للروح، وبلسم لجراح الجسد...
والغميضة... ثمرة من ثماره، لا طفل في العالم لم يكن يوما باحثا عن مختبئ في دهاليزها، أوغائر في ركن من أركانها..
أحيانا يعز العثور عن فرقاء وأفراد للعبها، فيتطوع الآباء كرها أو طوعا ليكملو النصاب..
غميضة القاصة بوح الياسمين من طينة أخرى... هي شكل ثان، وكأن لعِبها يحتاج لبُعد لا ينتمي لعالمنا....هي لعبة قاتلة كلعبة " الروليت الروسية"، الحظ وحده قانونها..
دامٍ... كان نصها!
تموت الأخت أولا، ثم الاخ ثانيا، وتغرق الأم في دمعاتها...وحيدة وطفلة لا تقوى لا المسير... مشلولة...حتما الصاروخ أصاب الجسد وأخطأ الروح...
الغميضة نص بسيط، ولكن كان عميقا وبليغا وهويتناول القضية السورية، ومعاناة أهلها إذ القارئ وهو في أوج الهزل يطالعه الجد، كما تلفه الرهبة والألم وهو يكاد يلامس الفرح ونشوة الانتصار حين يتقاسمه وأفراد الغميضة.. ليستشعر أن الغميضة هنا هي اللامبالات وانتفاء الاكتراث الإنسان بأخيه الإنسان..
كانت الكاتبة موفقة وهي تتوسل الاستعارة المكنية في حبك نصها..الأقرب إلى توثيق انفعالات، وأظن حتى العودة جليا عند خط النهاية إلى اللعبة ومناورات الظهور والاختباء كقفلة لا يجعل من النص قصة... ( صه! إنّه يختبئُ في مكانٍ ما! تعالَ معنا نبحثْ عنه!!!)
إجمالا... النص جميل وطريقة الطرح كانت أجمل وأدهش
المشهدية ومسرحة السرد
يبدو العنوان بريئا يوحي بلعبة شائعة من ألعاب الأطفال المشهورة في العالم ..يتعزز مدلولها بالاستهلال الذي يشرح اللعبة بوقعها السحري على الطفل السارد حيث يسمي البطل الأسماء بمسمياتها العفوية ../نقع على الأرض قتلى/ ..لم يقل / شهداء/ لأن التوصيف حسب الجهة التي تعلن الموت لاتعنيه أبدا وهذا مقصود من قبل الكاتبة التي نجحت في الاختفاء تماما من ظلال النص وتركت للسارد مطلق الحرية في التعببر عن نفسه وعن رؤيته وحكائيته ..
(الصوص الاجرب) ونظرائه من الصيصان الذين لايعني العالم من أمرهم الا عبارة مستهلكة اهترأت من التداول (شدي حيلك) بينما يبحث الاثنان /مجهولا الهوية/ عن حقيقة وجود هذا الكائن الذي اختبأ في مكان ما تركته الكاتبة لتفسيرات القارئ ..
تختتم الكاتبة القصة بدعوة للبحث عنه لتترك القصة مفتوحة كفم بركان ...
سأتوقف قليلا فقط عند التصويت الذي رافق لغة القصة ..
/ وززززز صوت الطائرة وبوووم والقهقهة/ وغيرها من الكلمات التي تعتمد في معناها على وقعها الصوتي وقد لعبت دورا في إضفاء صبغة مسرحية على النص فعايشه القارئ وتماهى معه ..وليس ذلك فحسب بل كذلك تعدد المشاهد باختلاف مكان الحدث الذي يذكرنا بالمشهدية المسرحية والتي تتغير باسدال الستار واعادة رفعه لنجد انفسنا في مكان وزمان جديدين تقنية استخدمتها الكاتبة ببراعة وبتكثيف مميز ورغم ذلك استطاعت الحفاظ على محورية الحدث والتفاف باقي العناصر حوله وكل ذلك ارتبط بالعنوان اللعبة / الغميضة حيث يصبح الموت هو اللعبة المحورية بمقابل إرادة الحياة ...
نص كتب بتقنية الواقعية الغرائبية وبلغة سحرية أتعبها ملاحقة المشهد المسرحي ..
مع التحية والمحبة للكاتبة المبدعة
يبدو العنوان بريئا يوحي بلعبة شائعة من ألعاب الأطفال المشهورة في العالم ..يتعزز مدلولها بالاستهلال الذي يشرح اللعبة بوقعها السحري على الطفل السارد حيث يسمي البطل الأسماء بمسمياتها العفوية ../نقع على الأرض قتلى/ ..لم يقل / شهداء/ لأن التوصيف حسب الجهة التي تعلن الموت لاتعنيه أبدا وهذا مقصود من قبل الكاتبة التي نجحت في الاختفاء تماما من ظلال النص وتركت للسارد مطلق الحرية في التعببر عن نفسه وعن رؤيته وحكائيته ..
(الصوص الاجرب) ونظرائه من الصيصان الذين لايعني العالم من أمرهم الا عبارة مستهلكة اهترأت من التداول (شدي حيلك) بينما يبحث الاثنان /مجهولا الهوية/ عن حقيقة وجود هذا الكائن الذي اختبأ في مكان ما تركته الكاتبة لتفسيرات القارئ ..
تختتم الكاتبة القصة بدعوة للبحث عنه لتترك القصة مفتوحة كفم بركان ...
سأتوقف قليلا فقط عند التصويت الذي رافق لغة القصة ..
/ وززززز صوت الطائرة وبوووم والقهقهة/ وغيرها من الكلمات التي تعتمد في معناها على وقعها الصوتي وقد لعبت دورا في إضفاء صبغة مسرحية على النص فعايشه القارئ وتماهى معه ..وليس ذلك فحسب بل كذلك تعدد المشاهد باختلاف مكان الحدث الذي يذكرنا بالمشهدية المسرحية والتي تتغير باسدال الستار واعادة رفعه لنجد انفسنا في مكان وزمان جديدين تقنية استخدمتها الكاتبة ببراعة وبتكثيف مميز ورغم ذلك استطاعت الحفاظ على محورية الحدث والتفاف باقي العناصر حوله وكل ذلك ارتبط بالعنوان اللعبة / الغميضة حيث يصبح الموت هو اللعبة المحورية بمقابل إرادة الحياة ...
نص كتب بتقنية الواقعية الغرائبية وبلغة سحرية أتعبها ملاحقة المشهد المسرحي ..
مع التحية والمحبة للكاتبة المبدعة
القصة جيدة .. أشبعت بالرموز علي نحو مرهق لكنه في
ذات الوقت موجع مؤلم . يرسل بالوعي لمناطق مقبضة. الأب يعلم أبناءه .. يختبئ ثم
يظهر .. و يفقد . و برغم الفقد .. يعود ليعلم .. و يختبئ.. و يظهر .. و يفقد .. ثم
يذهب ليحرس كرم التين .. فلا يعود ..فتتسلم الأم المهمة . و التي لا تجيد ما كان
يفعله الأب.. لكنها تحاول . تخفق . تواصل الفقد .. تتداخل رموز الفناء مع رموز
البقاء في جو يخدم قتامة الفكرة و ما بها من ألم ...
هكذا يبوح
الياسمين..
هي قصة رمزية بأعمدة رمزية واضحة، بعيدة عن الغموض، والرمزية فيها ضرورية لجماليات بلاغية، استخدمت فيها الكاتبة الأعمدة الرمزية والقرائن بديلا عن الصور الجمالية البلاغية، فكلمة (وززززز) عمود رمزي عن الطائرة بقرينة صوتها، وكذلك ( بوووووم) عمود رمزي عن الصاروخ أو القذيفة بقرينة فعلها ( الانفجار) ولو أن الكاتبة لم تذكر ( متل طائرة - مثل صاروخ) لكان أفضل، ولكنها أرادت أن تعطي مفاتيح للنص، مع كل عمود رمزي، كما استبدلت البكاء بالضحك بتضاد بارادوكسي بذريعة ( بضدّها تُعرف الأشياء)...
بكلمات وجمل قليلة استطاعت تكثيف الكارثة السورية : قصف - موت- فقد - تهجير- مخيمات - أوبئة نفسية وأوبئة جسدية وأوبئة روحية
تحياتي لهذا الإبداع الفنّي والجمالي
هي قصة رمزية بأعمدة رمزية واضحة، بعيدة عن الغموض، والرمزية فيها ضرورية لجماليات بلاغية، استخدمت فيها الكاتبة الأعمدة الرمزية والقرائن بديلا عن الصور الجمالية البلاغية، فكلمة (وززززز) عمود رمزي عن الطائرة بقرينة صوتها، وكذلك ( بوووووم) عمود رمزي عن الصاروخ أو القذيفة بقرينة فعلها ( الانفجار) ولو أن الكاتبة لم تذكر ( متل طائرة - مثل صاروخ) لكان أفضل، ولكنها أرادت أن تعطي مفاتيح للنص، مع كل عمود رمزي، كما استبدلت البكاء بالضحك بتضاد بارادوكسي بذريعة ( بضدّها تُعرف الأشياء)...
بكلمات وجمل قليلة استطاعت تكثيف الكارثة السورية : قصف - موت- فقد - تهجير- مخيمات - أوبئة نفسية وأوبئة جسدية وأوبئة روحية
تحياتي لهذا الإبداع الفنّي والجمالي
قرأت النص مرات ومرات،ومع كل قراءة غصة وحرقة، إذ
برعت القاصة بمقاربة لعبة الغميضة و لعبة العبث، ومع كل رفة عين يموت أحد أفراد
الأسرة بل أحد ابناء الوطن على امتداده، ليختال التشرد متشفيا الذي ما عهدته بلد
تأكل وتطعم من تينها. قد نقول نص غرائبي! لكن الغرائبية هي ما نعيشها نحن لا ماكتب
...الموت بنكهات مختلفة ..ولا فرصة لك للاختيار ..إلا وفق لعبة الموت المتاحة حيث
تعذرت لعبة الحياة.
ابتدأت القاصة البارعة قصتها (في المدينة) ...وأتسأل اين هي المدينة؟! مع أشجار التين والورد الجوري وحراثة الأرض وحراستها ؟ المدينة والمدنية وما أدراك ما هي! بعدأن أعادتنا الحرب إلى عهود الظلام، وشردت من لا ذنب لهم سوى مواطنيتهم لتعزيهم بجملة (شدي حيلك)، ولا عزاء .. فلك أن تتخيل حيل المفجوعات بأولادهن وبوطنهن بحرب أماطت الأقنعة عن وجه العالم المتحضر الذي ما فتأ يوما بتغذيتها. .برعت بوح الياسمين بأسلوبها السردي الحداثي المبهر لكنني أنظر اليه بعين دامعة ..فالقوالب الجميلة التي صكت الألم لا تغير من قبحه وأثره العميق
ابتدأت القاصة البارعة قصتها (في المدينة) ...وأتسأل اين هي المدينة؟! مع أشجار التين والورد الجوري وحراثة الأرض وحراستها ؟ المدينة والمدنية وما أدراك ما هي! بعدأن أعادتنا الحرب إلى عهود الظلام، وشردت من لا ذنب لهم سوى مواطنيتهم لتعزيهم بجملة (شدي حيلك)، ولا عزاء .. فلك أن تتخيل حيل المفجوعات بأولادهن وبوطنهن بحرب أماطت الأقنعة عن وجه العالم المتحضر الذي ما فتأ يوما بتغذيتها. .برعت بوح الياسمين بأسلوبها السردي الحداثي المبهر لكنني أنظر اليه بعين دامعة ..فالقوالب الجميلة التي صكت الألم لا تغير من قبحه وأثره العميق
قراءة في قِصَّة الغمّيضة للكاتبة السوريَّة بوح الياسمين
لطيف عبد سالم
بنصٍ يجمع ما بين عمق المعنى، والسلاسة في الصياغة، والاهتمام باللغةِ على الرغم من بعض الأخطاء الإملائية في الكتابة، قدمت الكاتبة السوريَّة بوح الياسمين قِصَّتها الموسومة (الغمّيضة)، كاشفةً - بإيحاءاتٍ ودلالات تعبيرية قادمة من صميم حالة واقعية ويوميَّة - عن صفحةٍ أليمة ومحزنة من تاريخ النكوص العربيّ، وهي تروي جانبًا من المعاناة الإنسانية التي عاش صدمتها - وما يزال يعيشها - الكثير من الذين فُرض عليهم النُّزوح والتَّهجير القسري والتشرد والعيش وسط قهر الإذلال وامتهان الكرامة الإنسانيَّة، بعيدًا عن تراب الوطن في مخيماتٍ أو مراكز إيواء وإغاثة، تكافح هي الأخرى من أجلِ الاستجداء لتمويل صناديقها، حتى أصبحت الأوطان كحقائب سَّفر بعد أنْ خيمَ على بعض مدنها الظلام والصمت، وتشبعت أروقتها برائحةِ الاغتراب، فلا يمكن أنْ يُرى فيها سوى مناظر الموت الذي نخر أجساد الشباب والكهول على حدٍ سواء، فضلًا عن الأصوات المفجوعة التي تتعالى هُنا وهناك وهي تعدد الأحبة ممَّن سحقتهم الحروب أو دفنتهم إفرازاتها، فلا عجب أنْ يغدو الأمان حلمًا يراود الكثير ممن يفكر في العيش بحريةٍ وكرامة في ظل تزاحم الأجندات الدوليَّة وتشابك مصالحها.
يمكن القول إنَّ الكاتبةَ الياسمين، لَمْ تلج في قِصَّتها (الغمّيضة)، المخيال المطلق لبناءِ أنموذجًا مِمَّا يشير إليه المتخصصين باصطلاح العالم الموازي؛ لأجل مُضاهاة العالم الحقيقي، إنما اعتمدت - بقلبٍ يتقد جمره كما يبدو - صورًا من الماضي الجميل بوصفها أحداثًا رمزيَّة للتعبير عمَّا يُعرَض في دواخل الذين استباح الاستبداد وجنون العنف والطيش والتهور والأحقاد كرامتهم، وشوه الجمال الإنسانيّ، فضلًا عمَّا أوجبه عليهم من محاولاتٍ للتعايشِ داخل فضاء العنف، وقبول ما يترشح عنه من معطياتٍ تسيء إلى عامة الناس وحقوقهم الإنسانيَّة.
عمدتْ الكاتبة الاهتداء إلى الرمزيَّة في توظيفِ ذكريات السنوات الأقرب إلى القلوب؛ للدلالةِ على أحداثٍ واقعيَّة يراها المُجتمع الدوليّ، ولا يدرك ثقلها ويحس آلامها ويشعر بحرارتها إلا الذين أحرقتهم الخيبات والمظالم والعذابات، والتي كان من بين نتائجها الجسيمة اِرتواء مساحات من أراضيّ البلدان العربيَّة بنجيعِ الدم، فضلًا عن الدموع والخيبات والحسرات التي جاءت تعبيرًا عن تصاعدِ رائحة الموت، وانتشارها في أروقةِ المدن العربيَّة المفجوعة بخرابِ الحروب، إذ جهدت الكاتبة في صياغةِ قِصَّتها الغمّيضة، مستوحيةً مضامينها من واقعٍ ملموس، مَّا يزال حاضرًا يواجه الكثير من المواطنين العرب كل يوم.
لأنَّ أيامَ الطُفولة تختزن في ذاكرة الإنسان أكبر قدرٍ ممكن من ذكريات الأمس البعيد بما تحمل من براءةٍ وعذوبة وجمال، فقد عمدت الياسمين إلى تقليبِ صفحات الماضي، فكان أنْ استحضرتْ من بين الركام والرماد واحدة من ذكرياتِ الطُفولة، وجعلتها محورًا لبناء حبكة القِصَّة هذه. ومن وجهةِ نظرٍ شخصيَّة، وتجربة متواضعة جدًا في المشهد الثقافي العربيّ، وجدت أنَّه من المهم أنْ نتعرضَ هُنا للمحور المذكور؛ بالنظرِ لأهمية مرحلة الطُفولة في تشكيل شخصية الطفل وهويته، فضلًا عن المُساهمة في الاقتراب أكثر من الجوّ العام للقِصَّة.
المتأملُ في القِصَّة هذه، يلمس في بداية قراءتها توظيف كاتبتها للعبةِ الغمّيضة كدلالة تعبيريَّة في الإشارة إلى الخللِ الكبير الذي تعيشه المُجتمعات العربيَّة في ميدان النمو النفسي للطفل:
".... علّمَنا أبي لعبةً جديدةً.
يختبئُ في ركنٍ ما من الدّار…
وزززززززز … يئزُّ مثلَ طائرةٍ، نبحثُ عنه في كلّ مكانٍ؛ بين حبالِ الغسيلِ، وخلفَ شُجيراتِ الجوري…
بوووووووم… يُدوّي مثلَ صاروخٍ، نرتمي على الأرضِ قتلى! يظهرُ أبي فجأةً؛ ننهضُ، ونتَسابقُ من يلمسُ ساقَ التّينةِ أولاً!....".
إنَّ عمليةَ البناء النفسيّ والوجدانيّ للطفل، تفرض على أولياءِ الأمور في هذه المرحلةِ فهمًا وإدراكًا لموجباتِ بناء شخصيته العاطفيَّة والإجتماعيَّة، ولاسيمَّا ما تنطوي عليه ألعاب الطُفولة من معطياتٍ من شأنها التأثير على ثقافته وتنشئته، والتي تُمهِّد له كيفية التعامل مع ما سيتعـرَّض له في القادمِ من الأعوام. ويمكن الجزم بأنَّ ثقافةَ الطفل تُعَدّ من أهم قواعد البناء السليم للإنسان، وأكثرها حساسية في حياته؛ لأنَّ إهمالها يساهم بلا ريب في تشوه واضطراب بنيته النفسيَّة في جانبِها الوجداني، إذ أنَّ ممازحةَ الطفل قصد إشاعة السرور في قلبه، وإشباع حاجاته النفسية والعاطفية والاستجابة لها، تقتضي الوع ي بأهميةِ توظيف ما متاح من الأنشطةِ والفعاليات التي بوسعها إضفاء أجواء ذات تأثير إيجابيّ على نفسه، والابتعاد عن كلِّ الجزئيات التي من شأنِها إلقاء ما يحتمل من الظلالِ النفسيَّة المحبطة.
القسم الثاني
_______
بعيدًا عن نظرية المؤامرة، لا أستبعد أنْ يكون هذا النهج في التربيةِ مقصودًا في البلدان العربيَّة، فلا ريب أنَّ هناك من يجهد بوضع الخطط في محاولةِ تشويه براءة الطفولة في المُجتمعات العربيَّة التي أرهقت شعوبها المآسي؛ لأجلِ ضمان هشاشة بناء الشخصية العربيَّة، ودفعها للميل إلى العنف والفوضى والحرب والعدوانيَّة والخنوع. ولعلَّ ما يؤكد ذلك ركون الأب في قِصَّة بوح الياسمين إلى تمثيل اصوات الطائرات والصواريخ في لعبة الغمّيضة، في حين أنَّ أساسَ اللعبة يقوم - كما هو متعارف عليه في العراق - على كلمتين فقط أولهما حرام؛ لإعطاء وقت يسمح للطفل بالاختباء، والأخرى حلال؛ لأجلِ إشعار بقية الأطفال ببدء لعبة البحث عنه. وليس من شك في أنَّ تعويدَ الطفل على الامتناع عن المحرماتِ من شأنه المساهمة في صقل وبناء شخصيته مبكرًا، وتعزيز منظومة القيم التربويَّة والأخلاقيَّة لديه.
مؤلم جدًا أنْ تتحولَ بعض ذكريات الأمس الجميل إلى كوابيسٍ في متاهات العمر، فالاكتئاب يعتري من يحن إليها، ومشاعر الفزع تنتابه، ولا تفارقه بفعلِ عجز أولياء الأمور عن توفيرِ مناخ العيش الكريم؛ لأسبابٍ لسنا بصدد بحثها هُنا، فمن وهمٍ إلى وهم، ومن خيبةٍ تؤلمنا إلى خيبةٍ تخرسنا، وكأن العرب جبلوا على أنْ لا تنبت الأحلام في أراضيهم، فلا أمل يرتجى، وكما يقول الشاعر الراحل أمل دنقل: "اغتربت عن كل ما يمنح الطمأنينة".
على الرغم من تعدد الشفرات التي بنيت عليها قِصَّة الغمّيضة، والتي أربكت بعض المتلقين في محاولة تفكيكها، إلا أنَّها جاءت في رمزيةِ ربط حدثها الرئيس ما بين ذكريات البراءة في الأمس القريب، وبين ويلات الراهن العربيّ، منسجمة مع واقع ملموس تتجلى فيه المعاناة وتتجسد فيه أزمة.
خالص تحياتي إلى الزميلة الكاتبة بوح الياسمين مع تمنياتي بدوام منجزها الإبداعي، والشكر والامتنان إلى أساتذتي الزميلات والزملاء في إدارة واحة القِصَّة القصيرة التي منحتنا فرصة التواصل.
_______
بعيدًا عن نظرية المؤامرة، لا أستبعد أنْ يكون هذا النهج في التربيةِ مقصودًا في البلدان العربيَّة، فلا ريب أنَّ هناك من يجهد بوضع الخطط في محاولةِ تشويه براءة الطفولة في المُجتمعات العربيَّة التي أرهقت شعوبها المآسي؛ لأجلِ ضمان هشاشة بناء الشخصية العربيَّة، ودفعها للميل إلى العنف والفوضى والحرب والعدوانيَّة والخنوع. ولعلَّ ما يؤكد ذلك ركون الأب في قِصَّة بوح الياسمين إلى تمثيل اصوات الطائرات والصواريخ في لعبة الغمّيضة، في حين أنَّ أساسَ اللعبة يقوم - كما هو متعارف عليه في العراق - على كلمتين فقط أولهما حرام؛ لإعطاء وقت يسمح للطفل بالاختباء، والأخرى حلال؛ لأجلِ إشعار بقية الأطفال ببدء لعبة البحث عنه. وليس من شك في أنَّ تعويدَ الطفل على الامتناع عن المحرماتِ من شأنه المساهمة في صقل وبناء شخصيته مبكرًا، وتعزيز منظومة القيم التربويَّة والأخلاقيَّة لديه.
مؤلم جدًا أنْ تتحولَ بعض ذكريات الأمس الجميل إلى كوابيسٍ في متاهات العمر، فالاكتئاب يعتري من يحن إليها، ومشاعر الفزع تنتابه، ولا تفارقه بفعلِ عجز أولياء الأمور عن توفيرِ مناخ العيش الكريم؛ لأسبابٍ لسنا بصدد بحثها هُنا، فمن وهمٍ إلى وهم، ومن خيبةٍ تؤلمنا إلى خيبةٍ تخرسنا، وكأن العرب جبلوا على أنْ لا تنبت الأحلام في أراضيهم، فلا أمل يرتجى، وكما يقول الشاعر الراحل أمل دنقل: "اغتربت عن كل ما يمنح الطمأنينة".
على الرغم من تعدد الشفرات التي بنيت عليها قِصَّة الغمّيضة، والتي أربكت بعض المتلقين في محاولة تفكيكها، إلا أنَّها جاءت في رمزيةِ ربط حدثها الرئيس ما بين ذكريات البراءة في الأمس القريب، وبين ويلات الراهن العربيّ، منسجمة مع واقع ملموس تتجلى فيه المعاناة وتتجسد فيه أزمة.
خالص تحياتي إلى الزميلة الكاتبة بوح الياسمين مع تمنياتي بدوام منجزها الإبداعي، والشكر والامتنان إلى أساتذتي الزميلات والزملاء في إدارة واحة القِصَّة القصيرة التي منحتنا فرصة التواصل.
نص يندرج ضمن الواقعية السحرية
ينكأ جراح أمة غرقت في أوحال مستنقع أفقدها إنسانيتها ومدنيتها
ليصبح المواطن مجرد قطعة في مربكة يتلاعب بها الإرهاب وتتقاذفها القوى النافذة وما الغميضة سوى تعاميا مقصودا في ظل مأساة شعوب مضطهدة تواجه الموت بصدور عارية ولا من مجيب وقد تنصل الجميع من مسؤولياتهم واستسلموا لرحى عولمة بلا أخلاق.
ينكأ جراح أمة غرقت في أوحال مستنقع أفقدها إنسانيتها ومدنيتها
ليصبح المواطن مجرد قطعة في مربكة يتلاعب بها الإرهاب وتتقاذفها القوى النافذة وما الغميضة سوى تعاميا مقصودا في ظل مأساة شعوب مضطهدة تواجه الموت بصدور عارية ولا من مجيب وقد تنصل الجميع من مسؤولياتهم واستسلموا لرحى عولمة بلا أخلاق.
حروف نازفة عن نفوس جريحة لأوطان خضب طينها بدماء
أطفالها ،شبابها و شيبتها ، ذاك الأب الذي حرمته الحياة من أدنى أسباب الراحة
والرفاهية في وطن شغل حاكميه بكراسي أوطانهم بدلا من أن يشغلهم مواطنيهم فكان هذا
الاب المسكين أحد ضحاياهم الذي عوضه الله بأبناءه الثلاثة فكانت تسليته ان يمرح
معهم و تسليتهم ان يصاحبهم في لعبتهم البريئة حتى جاءت اللحظة التي بينت خسة
وحقارة من صنعوا تلك البلية فلعب الأب مع ابناءه الغميضة لأخر مرة وكأن المجرمين
استكثروا عليه حتى مجرد اللعب مع أطفاله فحولوا مرشحهم البرئ لكابوس مدمر وبدلا من
أزيزا كان يصدره الاب بصوته كان أزيز الطائرات و الصواريخ و بدلا من أن يرتمي
الأطفال على الأرض متظاهرين بالموت تظاهر الموت بأنهم احياء فمات الولد و اختفى
الأب ربما لم يتحمل صدمة الفقد ، ربما شعر بأنه خذل ابناءه وشعر بعجزه عن حمايتهم
في وطن قطع أيادي الرجال و صنع منها وسائد لمن يحكمونه أو ربما مات مع ولده ،
مات الولد و بقيت البنات مع ام ثكلى لم تستطع أن تعوضهما غياب الأب و لما لا وهى تلعب معهما و هناك ثالث غاب و لن يعود هو جزء من حشاها و نبضات ناقصة من نبضات قلبها و زوج فارق ديارها فكانت الدموع مكان الضحكات
و زاد البلاء فماتت البنت الثانية واستوطن الخوف قلبها أخذا مكانه مع حزن دفن بحناياه ، لقد أخذوا منها فلذات اكبادها و زوجها دون أي جريرة أو ذنب و لم يختلف مصير البنت الثالثة عن مصير أخيها و اختها إلا في طريقة القتل فهما ماتا قتلا بالصواريخ و هى ماتت قتلا بالإهمال و الفساد و التجويع لتنضم لإخوتها و لأنهم زهور بيضاء لم تدنسها يد النذالة و الإجرام و لأنهم قتلوا دون ذنب أو جريرة إلا وجودهم في أوطان تقتل ابناءها كانوا شهداء و الشهداء احياء عند ربهم يرزقون ، اجتمعت ارواحهم الطاهرة ثلاثتهم بعد أن انضمت أخر الزهور اليانعة إليهم في البحث عمن غاب عن المشهد الأب كان أو الراعي
قصة ماتعة على حزنها المفطر للقلب
أصدقك القول اكتب كلماتي هذه ودموعي نازقات بلا توقف فماذا عمن يعيشون تفاصيل تلك المأساة كل يوم؟
ابدعت
مات الولد و بقيت البنات مع ام ثكلى لم تستطع أن تعوضهما غياب الأب و لما لا وهى تلعب معهما و هناك ثالث غاب و لن يعود هو جزء من حشاها و نبضات ناقصة من نبضات قلبها و زوج فارق ديارها فكانت الدموع مكان الضحكات
و زاد البلاء فماتت البنت الثانية واستوطن الخوف قلبها أخذا مكانه مع حزن دفن بحناياه ، لقد أخذوا منها فلذات اكبادها و زوجها دون أي جريرة أو ذنب و لم يختلف مصير البنت الثالثة عن مصير أخيها و اختها إلا في طريقة القتل فهما ماتا قتلا بالصواريخ و هى ماتت قتلا بالإهمال و الفساد و التجويع لتنضم لإخوتها و لأنهم زهور بيضاء لم تدنسها يد النذالة و الإجرام و لأنهم قتلوا دون ذنب أو جريرة إلا وجودهم في أوطان تقتل ابناءها كانوا شهداء و الشهداء احياء عند ربهم يرزقون ، اجتمعت ارواحهم الطاهرة ثلاثتهم بعد أن انضمت أخر الزهور اليانعة إليهم في البحث عمن غاب عن المشهد الأب كان أو الراعي
قصة ماتعة على حزنها المفطر للقلب
أصدقك القول اكتب كلماتي هذه ودموعي نازقات بلا توقف فماذا عمن يعيشون تفاصيل تلك المأساة كل يوم؟
ابدعت
أتقدم بالشكر والعرفان من أساتذتنا القائمين على
الواحة الغناء التي شرفتني بقبول عضويتي أولاً، وأكرمتني تالياً بوضع نصي الأول في
الواحة تحت مجهر التقد والنقاش الذين يصقلان موهبة الكاتب ويحفزانه على تطوير
أدواته.
خالص الشكر لعميد واحتنا وأستاذنا محسن الطوخي
للأستاذة الرائعة منال خطاب بسعيها الدؤوب ومجهودها الخارق في إنجاح هذا المهرجان الثقافي المتميز في الواحة شكراً جزيلاً لا تحيط به الكلمات.
ووافر الشكر للأساتذة الأفاضل المشرفين على نشاطات الواحة
الأستاذة @درصاف الذيب
الأستاذة غادة هيكل
الأستاذ عامر العيثاوي
الأستاذة مهدية أماني الرغاي
الأستاذة الزهرة الصالح
الأساتذة النقاد الأفاضل الذين ينيرون الأعمال المنشورة بإضاءاتهم، ونستمر بالتعلم من توجيهاتهم.
الأساتذة الأدباء والكتاب الذين ينثرون إبداعاتهم هنا ولا لا يألون جهداً في إثراء نصوص الزملاء بقراءاتهم وآرائهم القيمة .
الجميل في هذه الواحة هو روح الأسرة الواحدة، وحيادية الرأي، و جو الورشة الحقيقية، مايتيح الفرصة لعشاق القصة القصيرة أن يقرؤوا وينشروا ويتعلموا، ويمنحها المكانة الأسمى في مجالها الرحيب.
دمتم جميعاً ودام للواحة تألقها ونجاحها.
خالص الشكر لعميد واحتنا وأستاذنا محسن الطوخي
للأستاذة الرائعة منال خطاب بسعيها الدؤوب ومجهودها الخارق في إنجاح هذا المهرجان الثقافي المتميز في الواحة شكراً جزيلاً لا تحيط به الكلمات.
ووافر الشكر للأساتذة الأفاضل المشرفين على نشاطات الواحة
الأستاذة @درصاف الذيب
الأستاذة غادة هيكل
الأستاذ عامر العيثاوي
الأستاذة مهدية أماني الرغاي
الأستاذة الزهرة الصالح
الأساتذة النقاد الأفاضل الذين ينيرون الأعمال المنشورة بإضاءاتهم، ونستمر بالتعلم من توجيهاتهم.
الأساتذة الأدباء والكتاب الذين ينثرون إبداعاتهم هنا ولا لا يألون جهداً في إثراء نصوص الزملاء بقراءاتهم وآرائهم القيمة .
الجميل في هذه الواحة هو روح الأسرة الواحدة، وحيادية الرأي، و جو الورشة الحقيقية، مايتيح الفرصة لعشاق القصة القصيرة أن يقرؤوا وينشروا ويتعلموا، ويمنحها المكانة الأسمى في مجالها الرحيب.
دمتم جميعاً ودام للواحة تألقها ونجاحها.
سليمان
جمعة
بني النص كبناء قصيدة النثر
من اربع فقرات
يتكرر فيها ايقاع لازم
ويتغير دور ما في كل مرة
تقليد صوت الطائرة والصاروخ الوقوع ارضا والنهوض والقهقهة
الاختباء
والظهور
التغيير لم ننهض بقايا التينة المقبرة والدفن والجثث والتصرف بها..
هذا الايقاع ينتقل من المتخييل في المرة الاولى
الى الكابوس السوريالي في الفقرة الثانية والثالثة ..وفي الرابعة تبقى اللعبة والقهقهة . وثم عودة الى المتخييل ..تلك ميزة في قصيدة النثر ..تكرار مع نمو الفكرة بالمتغيرات بايقاع بما يشبه الثألول في القصة القصيرة اي الثابت المرافق للحدث كعلامة مميزة ..مما يضفي على السرد تلقائية مقبولة
ولن نفصل ذلك خوف الاطالة
الغميضة في الاساس لعبة اكتشاف المكان واكتشاف المخبأ..وفي الاكتشاف مسرة تتوافق واللعبة الذكية ..
هل الاكتشاف يكون في حبل الغسيل او وراء شجيرة الجوري ؟
ام ان لذلك تأويل آخر
اللعبة الصقها النص بخارج اي بحرب متخييلة . اذن ما سيميا حبل الغسيل ..والجوري وشجرة التين ..
كذلك من هو الاب ..
والاطفال والام كانت غائبة ؟
هل حبل الغسيل هي الاعلام وحربها وتبادل نشر الاسرار والتهم اي هي التحضير لما هو قد الصق لعبا اي ان الاب مثل صوت الحرب ..ب ازززز وبوووم
والجوري هو المقابل المرغوب..الطيب ..بين الجيد والسيء والتين هو تناص بعيد ...والتين والزيتون ....وهذا البلد الامين ...اي الآمن .
كلها تغل في العائلة التي احست بها .
ووقعت فعلا ..اي دخلنا في اللعبة ..وصارت كابوسا
غادر الاب لتأمين كرم التين وبقيت الام تعيش الكابوس
سؤال
هل العائلة هي واحدة او انها كل العائلات اي المدينة ..
والموت هو موت الاخرين
الذي تعيشه العائلة سورياليا جثث ونسيان دفن ومقبرة ..
اذن
الام تشارك الاخرين وهم لهم الاولاد الضعفاء كالصيصان..في امكنة مختلفة المخيم..
اذن الطعام لا يغني عن الامن..فالمرض تفشى..
كيف نعود الى النص
نعود اليه من قفلته..
آخر قهقهة للام
نزل الراوي الى القاع
ما القاع ؟
اي الخروج من الكابوس
والتقى اخواته همسن له تعال ..نفتش عنه فهو مختبىء في مككان ما ..
اذن
عادوا الى الوعي
والاب الذي لم يعد وقد خرج ليحرس كرم التين ..اي امن المكان الجمعي..
لم يعد ..فاللعبة اصبحت حقيقة . ..والقاع هو سيمياء الخسارة اي النزول عن القمة ...
من الاب ؟
من الام من الاطفال
هم الشعب كله..
والجثث والمقبرة وعدم النهوض هو شمولية الخطر على الجميع . حيث انهم كانوا في بلبلة من امرهم .. وهم خارج مدينتهم مرضى
..والمرض يعني كل الم نفسي ومادي .
من توطئة حبل الغسيل وبقايا التينة التي تمسك بها الاب الى القاع حيث لا جوري ولا تين ..
لماذا القهقهة ؟
هي الهستيريا لانها كابوس
ايقاع قصيدة نثر ونمو قصة قصيرة .. ولكن اين رؤية النص المضيئة
هي القفلة
تعالْ...انه في مكان ما
فلنكتشف المكان من جديد
ونكشف المخبوء... الغميضة اذن تتناغم مع الرؤية اذا كانت لعبة فانكشفت عن حقيقة مرة مدمرة . نفتش عن المخبا في حبل الغسيل والورد ..فصرنا في القاع.. البيت والمدينة صارا مخيما .. والاب الحارس ضيعنا محرسه..
من اربع فقرات
يتكرر فيها ايقاع لازم
ويتغير دور ما في كل مرة
تقليد صوت الطائرة والصاروخ الوقوع ارضا والنهوض والقهقهة
الاختباء
والظهور
التغيير لم ننهض بقايا التينة المقبرة والدفن والجثث والتصرف بها..
هذا الايقاع ينتقل من المتخييل في المرة الاولى
الى الكابوس السوريالي في الفقرة الثانية والثالثة ..وفي الرابعة تبقى اللعبة والقهقهة . وثم عودة الى المتخييل ..تلك ميزة في قصيدة النثر ..تكرار مع نمو الفكرة بالمتغيرات بايقاع بما يشبه الثألول في القصة القصيرة اي الثابت المرافق للحدث كعلامة مميزة ..مما يضفي على السرد تلقائية مقبولة
ولن نفصل ذلك خوف الاطالة
الغميضة في الاساس لعبة اكتشاف المكان واكتشاف المخبأ..وفي الاكتشاف مسرة تتوافق واللعبة الذكية ..
هل الاكتشاف يكون في حبل الغسيل او وراء شجيرة الجوري ؟
ام ان لذلك تأويل آخر
اللعبة الصقها النص بخارج اي بحرب متخييلة . اذن ما سيميا حبل الغسيل ..والجوري وشجرة التين ..
كذلك من هو الاب ..
والاطفال والام كانت غائبة ؟
هل حبل الغسيل هي الاعلام وحربها وتبادل نشر الاسرار والتهم اي هي التحضير لما هو قد الصق لعبا اي ان الاب مثل صوت الحرب ..ب ازززز وبوووم
والجوري هو المقابل المرغوب..الطيب ..بين الجيد والسيء والتين هو تناص بعيد ...والتين والزيتون ....وهذا البلد الامين ...اي الآمن .
كلها تغل في العائلة التي احست بها .
ووقعت فعلا ..اي دخلنا في اللعبة ..وصارت كابوسا
غادر الاب لتأمين كرم التين وبقيت الام تعيش الكابوس
سؤال
هل العائلة هي واحدة او انها كل العائلات اي المدينة ..
والموت هو موت الاخرين
الذي تعيشه العائلة سورياليا جثث ونسيان دفن ومقبرة ..
اذن
الام تشارك الاخرين وهم لهم الاولاد الضعفاء كالصيصان..في امكنة مختلفة المخيم..
اذن الطعام لا يغني عن الامن..فالمرض تفشى..
كيف نعود الى النص
نعود اليه من قفلته..
آخر قهقهة للام
نزل الراوي الى القاع
ما القاع ؟
اي الخروج من الكابوس
والتقى اخواته همسن له تعال ..نفتش عنه فهو مختبىء في مككان ما ..
اذن
عادوا الى الوعي
والاب الذي لم يعد وقد خرج ليحرس كرم التين ..اي امن المكان الجمعي..
لم يعد ..فاللعبة اصبحت حقيقة . ..والقاع هو سيمياء الخسارة اي النزول عن القمة ...
من الاب ؟
من الام من الاطفال
هم الشعب كله..
والجثث والمقبرة وعدم النهوض هو شمولية الخطر على الجميع . حيث انهم كانوا في بلبلة من امرهم .. وهم خارج مدينتهم مرضى
..والمرض يعني كل الم نفسي ومادي .
من توطئة حبل الغسيل وبقايا التينة التي تمسك بها الاب الى القاع حيث لا جوري ولا تين ..
لماذا القهقهة ؟
هي الهستيريا لانها كابوس
ايقاع قصيدة نثر ونمو قصة قصيرة .. ولكن اين رؤية النص المضيئة
هي القفلة
تعالْ...انه في مكان ما
فلنكتشف المكان من جديد
ونكشف المخبوء... الغميضة اذن تتناغم مع الرؤية اذا كانت لعبة فانكشفت عن حقيقة مرة مدمرة . نفتش عن المخبا في حبل الغسيل والورد ..فصرنا في القاع.. البيت والمدينة صارا مخيما .. والاب الحارس ضيعنا محرسه..
ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
:رائع.
منى أحمد البريكي بعكسك أستاذي الرائع رأيت الأب سيميائيا السلطة التي تمسك بخيوط اللعبة وتعيدها مرات غير آبهة بمأساة شعبها(الأم، الأبناء والضعفاء كالصيصان )
وفي النص دعوة ضمنية إلى التمرد على هذه الصورة وما يمثلها من معاناة واستبداد لذلك كانت القفلة نزولا إلى القاع لتترك لمخيلة القارئ البحث عن الحلول الممكنة للتغيير وتجعله مشاركا في القصة.
منى أحمد البريكي بعكسك أستاذي الرائع رأيت الأب سيميائيا السلطة التي تمسك بخيوط اللعبة وتعيدها مرات غير آبهة بمأساة شعبها(الأم، الأبناء والضعفاء كالصيصان )
وفي النص دعوة ضمنية إلى التمرد على هذه الصورة وما يمثلها من معاناة واستبداد لذلك كانت القفلة نزولا إلى القاع لتترك لمخيلة القارئ البحث عن الحلول الممكنة للتغيير وتجعله مشاركا في القصة.
سليمان جمعة نعم انا سألت من الاب ؟ ولم اجب
سليمان جمعة وهو ذهب لحراسة كرم
التين
سليمان جمعة وهو من امسك ببقايا
الساق
سليمان جمعة وهو من دعاهم لتكون
اللعبة لعبة مع الام للتسلية ..
منى أحمد البريكي نعم لأنه يريد ان
يبقى الحال على ماهو عليه.
سليمان جمعة وهو الذي بقي
مختبىئا
سليمان جمعة ومن القاع تنادوا
للكشف عن مخبئه
ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
الاهم أنه هو من علمهم اللعبة وهو من اقتادهم للمدينة ..حيث ملعبه ..
الاهم أنه هو من علمهم اللعبة وهو من اقتادهم للمدينة ..حيث ملعبه ..
منى أحمد البريكي هنا
بالضبط فهمت أنه يمثل السلطة الغاشمةالتي تتلهى بعذابات الثكالى ولا يهمها الأبناء
إلا وهم منضوون تحت لوائها كالعبيد فتذهب أرواحهم بلا ثمن خدمة لمسوغات الأقوياء.
سليمان جمعة قد
يكون يعدهم لها قبل ان تقع
سليمان جمعة ما
معنى كرم التين؟
ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
نعم ..وقد هيأ لها المسرح المناسب ..
نعم ..وقد هيأ لها المسرح المناسب ..
منى أحمد البريكي نعم
أستاذي هذه مفاتيح النص التي تدعونا لقراءته وانت كشفتها تباعا.
سليمان جمعة
الاب كما ورد بهذه الصيغة هو المسؤول عن الاسرة وليس السلطة باسقاط سياسي
الاب كما ورد بهذه الصيغة هو المسؤول عن الاسرة وليس السلطة باسقاط سياسي
منى أحمد البريكي حسب
رأيي المتواضع كرم التين يحيل الى كرسي الحكم الذي يهم الحاكم المستبد بالدرجة
الاولى ومصالحه الضيقة البعيدة كل البعد عن هموم المهمشين والمسحوقين تحت رحى
"سيستام" جائر والتناص مع النص القرآني في سورة التين "والتين
والزيتون وهذا البلد الأمين."أرادته الكاتبة لتحيل إلى إيديولوجية هذا الحاكم
المتستر بالدين وكما يقال "اذا أردت أن تتحكم في شعب فغلف كل باطل بغلاف
ديني"
سليمان جمعة تأويل لا يطيقه النص ..والتناص ايجابي وليس
سلبيا
منى أحمد البريكي كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته " كما قال حبيبنا محمد صلوات الله عليه.
منى أحمد البريكي ربما رأيك أصلح أستاذي.أحيانا أشط في
اسقاطاتي فاذهب بالنص بعيدا لذلك لم أكتب دراسة حول هذا النص بالذات.
غير أن إعجابي بنقدك وتأويلك له دفعني لاظهار رايي المخالف بخصوص الأب.
غير أن إعجابي بنقدك وتأويلك له دفعني لاظهار رايي المخالف بخصوص الأب.
ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
أظن هذا لي لعنق النص وتحميله مالايحتمل ..الأب ترميز لسلطوية فضفاضة تحتمل تاويلات عديدة ليست بالضرورة دكتاتورية ..
أظن هذا لي لعنق النص وتحميله مالايحتمل ..الأب ترميز لسلطوية فضفاضة تحتمل تاويلات عديدة ليست بالضرورة دكتاتورية ..
منى أحمد البريكي يمكن
لكن في هذا النص مأساة لا تصور بأي حال من الأحوال سلطة حقيقية وكما قلت الأب رمز
للسلطة في عدة أشكال ومعان. يمكنك العودة لنظرية "قتل
الأب"فلسفيا.للوقوف على هذه التأويلات.
ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
اتفق معك ..لكن في النص تقدم الكاتبة رمزية على صعيد آخر نفسي أكثر منه فكرياً .. لذلك يبدو لي انعتاقا من هيمنة وبحثا عن خلاص كما ظهر في القفلة ..
اتفق معك ..لكن في النص تقدم الكاتبة رمزية على صعيد آخر نفسي أكثر منه فكرياً .. لذلك يبدو لي انعتاقا من هيمنة وبحثا عن خلاص كما ظهر في القفلة ..
منى أحمد البريكي الخلاص
!!!!مم؟؟وممن يا صديقتي؟؟؟هنا يكمن تعدد القراءات وذكاء الكاتبة.
ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
وما أكثر مانود التخلض منه في واقعنا الغرائبي السحري الأسود الذي تقدمه الكاتبة بمهارة. لننتظر قراءات أخرى ولدينا أسبوع كامل للتفكير والتحليل والتأويل ..ههه ❤😘
وما أكثر مانود التخلض منه في واقعنا الغرائبي السحري الأسود الذي تقدمه الكاتبة بمهارة. لننتظر قراءات أخرى ولدينا أسبوع كامل للتفكير والتحليل والتأويل ..ههه ❤😘
بوح الياسمين أستاذناسليمان جمعة سلمت
يمينك على هذه القراءة والتحليل الرائع
الأستاذةمنى أحمد البريكي
الأستاذة ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
سعيدة بهذا الحوار الراقي، وأشكر لكما إغناء النص بتأملات عميقة
الأستاذةمنى أحمد البريكي
الأستاذة ﻋﺒﻴﺮ عزاوي
سعيدة بهذا الحوار الراقي، وأشكر لكما إغناء النص بتأملات عميقة
الإبداع أن نمسك حدث صغير نعرفه جميعا كلعبة الغميضة
ونصل به لمعالجة حدث جلل وموجع عشناه أو شاهدناه جميعا ...
عالم من السعادة لا ينغصه شيء أنقلب فجأة...
تفاصيل الحياة اليومية حبل الغسيل والجوري والأشجار المثمرة ضاعت بحرب قذرة. قتل الأخوة وأختفى الأب.من بقي أصبح جثة لم تدفن...حي وميت في آن واحد....
الأم الموجوعة الثكلى تحاول زرع البسمة لكن عيونها تجري بها الدموع كنهر. ..الأب لا يمكن تعويض غيابه
قتل ودمار..تشريد وجوع. ..لجوء. ..إلتقاط لفتات من منظمات الإغاثة ...يعود الموت مرة أخرى لحصار السوري في الشتات. ..
يومض النص كومضات البرق فيكشف لنا الواقع الموجع وتجربة قاسية مضنية...
يكتسب جماله بسرده كومضات عذبة كتبت بلغة بسيطة سهلة وروح شفافةمع أن النص موغل بالغموض
وكتب بطريقة غير مألوفة...سنا برق يضيء فنرى ماحولنا...
لا يدري إلا المشرد ما يعني حبل غسيل على سطح دار آمنة...الموجوع يكتشف من عبارة حبل غسيل مئات القصص..
سعيدة بقراءة نصك المبدع. ...
عالم من السعادة لا ينغصه شيء أنقلب فجأة...
تفاصيل الحياة اليومية حبل الغسيل والجوري والأشجار المثمرة ضاعت بحرب قذرة. قتل الأخوة وأختفى الأب.من بقي أصبح جثة لم تدفن...حي وميت في آن واحد....
الأم الموجوعة الثكلى تحاول زرع البسمة لكن عيونها تجري بها الدموع كنهر. ..الأب لا يمكن تعويض غيابه
قتل ودمار..تشريد وجوع. ..لجوء. ..إلتقاط لفتات من منظمات الإغاثة ...يعود الموت مرة أخرى لحصار السوري في الشتات. ..
يومض النص كومضات البرق فيكشف لنا الواقع الموجع وتجربة قاسية مضنية...
يكتسب جماله بسرده كومضات عذبة كتبت بلغة بسيطة سهلة وروح شفافةمع أن النص موغل بالغموض
وكتب بطريقة غير مألوفة...سنا برق يضيء فنرى ماحولنا...
لا يدري إلا المشرد ما يعني حبل غسيل على سطح دار آمنة...الموجوع يكتشف من عبارة حبل غسيل مئات القصص..
سعيدة بقراءة نصك المبدع. ...
من أجمل ما قرأت عن تعريف القصة أنها: "مدخل
متمرّد على سجن خطابات السلطة وبلاغاتها، ومعبر إلى تشييد فضاء رحب، يستعيد
المخيّلة الموؤودة، ويحتفل بنكهة اللغة الطازجة وطراوة المعرفة الكاشفة".
من هنا تطل الغميضة وهى تحمل جل هذه المعاني ونبحر مع النص القصير للأديبة بوح الياسمين لتعبر بنا بهذه الرمزية وهذا الإبداع الخلاق ونحلق في فضاء رحب تؤرخ للحظات الطفولة من خلال إطلالة موجعة شائكة، وترتكس على عوالم ترزح تحت انكسارات وندوب متلاحقة خلفها واقع الحرب، فمن خلال تعريف العنوان؛لمعنى الغميضة المعروف لكثير من البلدان أن الغميضة لعبة تعصب فيها عينا شخص ليبحث بعد ذلك عن الآخرين محاولاً الإمساك بهم، إذن هى لعبة تشير إلى تعتيم في الرؤى و غموض تجاه ماهو آت فليس لك غير التوقع والذي قد يأتي كما تتوقع أو غير ذلك فاللعبة يتحكم في آلياتها مجموعة ما لتتداخل هنا في تمازج غريب في السرد
فما أن ندلف إلى النص السردي؛ حتى نرى صغار يصارعون اقدارهم و بؤس الواقع المرير،ويتحولون من خلال اللعب الممتع للعبة الحرب ،كذلك نرى الكاتبة اختارت السرد بلسان طفل ربما لخاصية عند الطفل فهو عندما يحضر ليكون ضمن مشهدا ما فإنه يعاين المشهد بفطرته فالطفل له قدرة على رؤية المشهد بتلقائية من كافة الزوايا بعيداً عن رؤية الكبار والتي ربما تكون مغاير، لتكتمل هذه الصورة بين طيات هذا السرد وهذا المشهد، ننظر للأطفال و معهم أبيهم يلوذ باللعب لخلق عالم موازي يجعلهم يتقبلون قسوة حياة " ... في المدينة ، علّمَنا أبي كيف يمكن ان …
وزززززززز … يئزُّ مثلَ طائرةٍ، نبحثُ عنه في كلّ مكانٍ؛ بين حبالِ الغسيلِ، وخلفَ شُجيراتِ الجوري…
بوووووووم… يُدوّي مثلَ صاروخٍ، نرتمي على الأرضِ قتلى! يظهرُ أبي فجأةً؛ ننهضُ، ونتَسابقُ من يلمسُ ساقَ التّينةِ أولاً!"
. لكن الواقع الجحيم يطل عليهم يهتك أسوار عوالمهم وينفذ الى أزيز لعبتهم السحرية ليحولها إلى لعبة حرب حقيقية أيسر مفرداتها القتل "احتضنَ بقايا التّينة؛ وضحك أبي لوحده!"
وتستمر اللعبة بنفس شروطها ليلحق الأب الابن وترك البقية أحياء أموات" في المقبرة، دفنوا أخي، ونسَوْا أن يدفنوا جثّتيْنا…
مع فقد الأب استعصى على الأم إدارة المشهد لوحدها فتقع في أسر هذا الواقع المرير بكل تدعياته فلا تجد غير الدموع وسيلة للبوح ومع انتقالهم لمرحلة جديدة من حياتهم بين وزززززززز و بوووووووم وبهذه الأحرف الصوتية اختزلت الكاتبة المعاناة التي تخلفها الحرب وتداعياتها ،لنتتقل معهم لحياة أكثر قسوة حياة المعسكر و الوجع والجوع وعدم الأمان ويسويقنا النص لنغوص أكثر "حملْنَ صيصانهنَّ الجرباءَ،" تعبير فيه ضعف وقلة حيلة ومرض و مع هواجس الأم حيث عسار الحياة وعثراتها مرتسمة على ملامحها وهى التي تعيش مع خوفها من الفقد والجوع ،فاختلط الأمر عليها وزاد ثقل الواقع الجديد وبؤسه ،ومع تقلب الأيّام خلق منها هذا الواقع ذات هشّة حائرة في مهبّ تحولات لا تدري كيف تتعامل معها.
" تحشوني نصفَ ما يخرجُ من صناديقِ الإغاثةِ، وتُفرِغُ في جوفي علبَ الحليبِ كلَّها، ومع ذلك تظلُّ ساقايَ نحيلتيْن مثلَ صوصٍ أجرب!! "لنصل لتلك النهاية المتوقعة نتيجة للحرب والجوع وحياة المخيمات فإن لم تمت بالمدفع مت بالجوع أو العكس، وفي معيار البشر النتيجة واحدة الفقد بكافة أشكاله.
لتأتي خاتمة الحكي مؤسساً للحظة سردية مركّزة يقف عندها النص ، قهقهتْ أمي…
جنحْتُ إلى القاع!
أقبلا عليّ، متهامسَيْن:
_صه! إنّه يختبئُ في مكانٍ ما! تعالَ معنا نبحثْ عنه!!!
فالقهقهة هنا ليست كالضحك وإنما تعبير مغاير تماما نافذاً إلى العمق عبر عصب الحياة بكل قسوتها وهو غوص في المخاوف والهواجس والأوجاع بسرد إستباقي تنبؤي وتوقع لما هو آت.
كسرة/
في الختام حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن إطلاق أي حكم تقويمي أو تقييمي فأرجو أن أكون قد نجحت .
أخيراً يبدو أن معاناة الأخوة السوريين مع الحرب افسحت لأدب الحرب فسحة كبيرة ووضعتنا في المشهد الحقيقي ، وكذلك افسحت لهم واحة القصة مكانا متميزاً للتعبير عن ذلك، أتمنى أن تنتهي الحرب ويبقى أدبهم تعبيراً عن توثيق لعهد مضى. لتظل واحة القصة منارة مشعة للأبد.
تحياتي للأديبة/ بوح الياسمين ولكل فريق عمل الواحة وخالص التقدير لك أستاذة / منال خطاب.
من هنا تطل الغميضة وهى تحمل جل هذه المعاني ونبحر مع النص القصير للأديبة بوح الياسمين لتعبر بنا بهذه الرمزية وهذا الإبداع الخلاق ونحلق في فضاء رحب تؤرخ للحظات الطفولة من خلال إطلالة موجعة شائكة، وترتكس على عوالم ترزح تحت انكسارات وندوب متلاحقة خلفها واقع الحرب، فمن خلال تعريف العنوان؛لمعنى الغميضة المعروف لكثير من البلدان أن الغميضة لعبة تعصب فيها عينا شخص ليبحث بعد ذلك عن الآخرين محاولاً الإمساك بهم، إذن هى لعبة تشير إلى تعتيم في الرؤى و غموض تجاه ماهو آت فليس لك غير التوقع والذي قد يأتي كما تتوقع أو غير ذلك فاللعبة يتحكم في آلياتها مجموعة ما لتتداخل هنا في تمازج غريب في السرد
فما أن ندلف إلى النص السردي؛ حتى نرى صغار يصارعون اقدارهم و بؤس الواقع المرير،ويتحولون من خلال اللعب الممتع للعبة الحرب ،كذلك نرى الكاتبة اختارت السرد بلسان طفل ربما لخاصية عند الطفل فهو عندما يحضر ليكون ضمن مشهدا ما فإنه يعاين المشهد بفطرته فالطفل له قدرة على رؤية المشهد بتلقائية من كافة الزوايا بعيداً عن رؤية الكبار والتي ربما تكون مغاير، لتكتمل هذه الصورة بين طيات هذا السرد وهذا المشهد، ننظر للأطفال و معهم أبيهم يلوذ باللعب لخلق عالم موازي يجعلهم يتقبلون قسوة حياة " ... في المدينة ، علّمَنا أبي كيف يمكن ان …
وزززززززز … يئزُّ مثلَ طائرةٍ، نبحثُ عنه في كلّ مكانٍ؛ بين حبالِ الغسيلِ، وخلفَ شُجيراتِ الجوري…
بوووووووم… يُدوّي مثلَ صاروخٍ، نرتمي على الأرضِ قتلى! يظهرُ أبي فجأةً؛ ننهضُ، ونتَسابقُ من يلمسُ ساقَ التّينةِ أولاً!"
. لكن الواقع الجحيم يطل عليهم يهتك أسوار عوالمهم وينفذ الى أزيز لعبتهم السحرية ليحولها إلى لعبة حرب حقيقية أيسر مفرداتها القتل "احتضنَ بقايا التّينة؛ وضحك أبي لوحده!"
وتستمر اللعبة بنفس شروطها ليلحق الأب الابن وترك البقية أحياء أموات" في المقبرة، دفنوا أخي، ونسَوْا أن يدفنوا جثّتيْنا…
مع فقد الأب استعصى على الأم إدارة المشهد لوحدها فتقع في أسر هذا الواقع المرير بكل تدعياته فلا تجد غير الدموع وسيلة للبوح ومع انتقالهم لمرحلة جديدة من حياتهم بين وزززززززز و بوووووووم وبهذه الأحرف الصوتية اختزلت الكاتبة المعاناة التي تخلفها الحرب وتداعياتها ،لنتتقل معهم لحياة أكثر قسوة حياة المعسكر و الوجع والجوع وعدم الأمان ويسويقنا النص لنغوص أكثر "حملْنَ صيصانهنَّ الجرباءَ،" تعبير فيه ضعف وقلة حيلة ومرض و مع هواجس الأم حيث عسار الحياة وعثراتها مرتسمة على ملامحها وهى التي تعيش مع خوفها من الفقد والجوع ،فاختلط الأمر عليها وزاد ثقل الواقع الجديد وبؤسه ،ومع تقلب الأيّام خلق منها هذا الواقع ذات هشّة حائرة في مهبّ تحولات لا تدري كيف تتعامل معها.
" تحشوني نصفَ ما يخرجُ من صناديقِ الإغاثةِ، وتُفرِغُ في جوفي علبَ الحليبِ كلَّها، ومع ذلك تظلُّ ساقايَ نحيلتيْن مثلَ صوصٍ أجرب!! "لنصل لتلك النهاية المتوقعة نتيجة للحرب والجوع وحياة المخيمات فإن لم تمت بالمدفع مت بالجوع أو العكس، وفي معيار البشر النتيجة واحدة الفقد بكافة أشكاله.
لتأتي خاتمة الحكي مؤسساً للحظة سردية مركّزة يقف عندها النص ، قهقهتْ أمي…
جنحْتُ إلى القاع!
أقبلا عليّ، متهامسَيْن:
_صه! إنّه يختبئُ في مكانٍ ما! تعالَ معنا نبحثْ عنه!!!
فالقهقهة هنا ليست كالضحك وإنما تعبير مغاير تماما نافذاً إلى العمق عبر عصب الحياة بكل قسوتها وهو غوص في المخاوف والهواجس والأوجاع بسرد إستباقي تنبؤي وتوقع لما هو آت.
كسرة/
في الختام حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن إطلاق أي حكم تقويمي أو تقييمي فأرجو أن أكون قد نجحت .
أخيراً يبدو أن معاناة الأخوة السوريين مع الحرب افسحت لأدب الحرب فسحة كبيرة ووضعتنا في المشهد الحقيقي ، وكذلك افسحت لهم واحة القصة مكانا متميزاً للتعبير عن ذلك، أتمنى أن تنتهي الحرب ويبقى أدبهم تعبيراً عن توثيق لعهد مضى. لتظل واحة القصة منارة مشعة للأبد.
تحياتي للأديبة/ بوح الياسمين ولكل فريق عمل الواحة وخالص التقدير لك أستاذة / منال خطاب.
الغمّضية قصة قصيرة تكثف ماساة طويلة، تمزج بين
الكوميدي والتراجيدي ببراعة أدبية حاذقة ففيها تحضر الرموز العائلية الأم والأب
والابناء في مشهد داماتيكي يجسد لعبة التخفي والتجلي، والحياة والموت. والحرب
والخوف والدمار والنزوح والتشرد والمرض. انها خلاصة مكثفة للفاجعة التي حلت
بالعائلة العربية. في كل البلدان والأسرة هي خلية المجتمع الأول. الغمّيضة
تخفي أكثر مما تقوله. وذلك طبيعة الغموض حيث تتصاعد أصوات أزيز الطائرات والصواريخ ودوي المدافع والقنابل المميته القادمة من كل الاتجاهات التي لا أحد يعلمها أو يتوقعها .الموت فقط هو ما نراه والجثث الملقاة بعد كل أزيز ودوي وتفجير. وهكذا باتت العائلة العربية تحاكي مشهد الموت والدمار محاكاة ساخرة وكأنها هنا تجعل من العبث المميت تسلية عابرة للأطفال المفجوعين. تلك الحيلة الوحيدة التي يمتلكها الأباء والأمهات في تحويل الفجيعة إلى لحظة فرح عابر في المخيم المتعين وطنا بديلا للأحياء النازحين من الجحيم. باحت الياسمين بما يثقل القلب والضمير. في تلك المأساة كتبت سانحة في مهب العاصفة إليكم كلماتها:
حلب .. حلب .. حلب
خٌلاصة البياض والأدب
كيف أستحال نورها
سواد ومجدها خرب؟
من السماء الموت ينسكب
والأرض تحترق وأهلها حطب
أطفالها وأمهاتهم وقود للهب
في "كل زاوية قاتل ومغتصب"
جحيمها يفوق دأنتي وما كتب
مصابها جليل وقهرها خطب
العين دامعة والقلب ينتحب
حلب.. حلب.. حلب..
دامس هو سواد ليلها
لا نجمة تلوح بالأفق ولاشهب
لا ينفع الدعاء والنواح والغضب
ربيعها خريف وخصبنا جدب
مخالب الوحوش مزقتها إرب
وحوش ضارية جيوشهم
عروشنا وجندنا قصب
نحن العرب نحن العرب
حروبنا صراخ وفعلنا صخب
ومعجزاتنا كلام للخطب
لا نخوة ولا ضمير
ولا ظلال منتصب
لا موطن للعيش في سلام
ولا حماة للديار تستجب
الماء من جبيننا نضب
بعد العراق والضياع
بات الجميع في المهب
الشام واليمن تسير
في الفخاخ والمطب
هم وحدهم من يجني
النخيل والعنب
ودمنا مباح لكل من شرب
مصابنا بِنَا ولا عجب
مادام كلنا غريب مغترب
شعوبنا مطية لكل من ركب
يتوارث الطغاة حكمها لمن غلب
لا فرق بين من أتى ومن ذهب
ماذا دهاك يا حلب ؟
من خان؟ من كذب ؟
من الذي أنسحب؟
من الذي هرب ؟
ومن هو السبب ؟
العين دامعة والقلب ينتحب
تعب .. تعب.. تعب.. تعب
يارب رحمتك بالضيق والحنب
تخفي أكثر مما تقوله. وذلك طبيعة الغموض حيث تتصاعد أصوات أزيز الطائرات والصواريخ ودوي المدافع والقنابل المميته القادمة من كل الاتجاهات التي لا أحد يعلمها أو يتوقعها .الموت فقط هو ما نراه والجثث الملقاة بعد كل أزيز ودوي وتفجير. وهكذا باتت العائلة العربية تحاكي مشهد الموت والدمار محاكاة ساخرة وكأنها هنا تجعل من العبث المميت تسلية عابرة للأطفال المفجوعين. تلك الحيلة الوحيدة التي يمتلكها الأباء والأمهات في تحويل الفجيعة إلى لحظة فرح عابر في المخيم المتعين وطنا بديلا للأحياء النازحين من الجحيم. باحت الياسمين بما يثقل القلب والضمير. في تلك المأساة كتبت سانحة في مهب العاصفة إليكم كلماتها:
حلب .. حلب .. حلب
خٌلاصة البياض والأدب
كيف أستحال نورها
سواد ومجدها خرب؟
من السماء الموت ينسكب
والأرض تحترق وأهلها حطب
أطفالها وأمهاتهم وقود للهب
في "كل زاوية قاتل ومغتصب"
جحيمها يفوق دأنتي وما كتب
مصابها جليل وقهرها خطب
العين دامعة والقلب ينتحب
حلب.. حلب.. حلب..
دامس هو سواد ليلها
لا نجمة تلوح بالأفق ولاشهب
لا ينفع الدعاء والنواح والغضب
ربيعها خريف وخصبنا جدب
مخالب الوحوش مزقتها إرب
وحوش ضارية جيوشهم
عروشنا وجندنا قصب
نحن العرب نحن العرب
حروبنا صراخ وفعلنا صخب
ومعجزاتنا كلام للخطب
لا نخوة ولا ضمير
ولا ظلال منتصب
لا موطن للعيش في سلام
ولا حماة للديار تستجب
الماء من جبيننا نضب
بعد العراق والضياع
بات الجميع في المهب
الشام واليمن تسير
في الفخاخ والمطب
هم وحدهم من يجني
النخيل والعنب
ودمنا مباح لكل من شرب
مصابنا بِنَا ولا عجب
مادام كلنا غريب مغترب
شعوبنا مطية لكل من ركب
يتوارث الطغاة حكمها لمن غلب
لا فرق بين من أتى ومن ذهب
ماذا دهاك يا حلب ؟
من خان؟ من كذب ؟
من الذي أنسحب؟
من الذي هرب ؟
ومن هو السبب ؟
العين دامعة والقلب ينتحب
تعب .. تعب.. تعب.. تعب
يارب رحمتك بالضيق والحنب
..فاضل العذارى
ليس ثمة أدنى شك في أن القاصة بوح الياسمين جعلت من لعبة الغميضة:مرتكزا فنيا لها،ووسيلةسرديةتمكّنها من اختزال الزمن،ودفع عجلته إلى الأمام، وتصعيد الحدث،وتعقيد الذروة الدرامية التي تمهّد للنزوح من منزل الأسرة بعد فقدان الأمن والسلام في المدينة إلى مخيم تعبث به رياح الأقدار المجهولة،وإجادتها باستخدام التكنيك الفني لمشاهد اللعبة مرات عديدة عبرأزمنةمختلفة،حيث يتناقص عددأفرادالأسرة في كل مشهد إلى أن تبقى البنت وحيدة مع امهابعدفقدالأب،والأخ،والأخت.
في الوقت الذي كانت فيه مخيلتي تسترخي تماما؛لتعيش الأجواء المكتوبة في النص كقارئ بسيط استوقفتني جملة (في المقبرة، دفنواأخي،ونسَوْا أن يدفنوا جثّتيْنا)كعقبة معيقة لتدفق السرد؛فأصحو فجأة، أشكك في استيعابي للنص، ولست أعلم ماإذا كان هذا الشعور لدى غيري أم لا؛فأعود لقرائته من جديدرغم يقيني بكتابتها:كصيغة مجازية لاتشير إلى فهمهاحرفيا،ولكن ليطمئن ذهني،ويستعيد ثقته باستيعاب القصةبيقظةٍ تامة،وحذرٍ شديد؛خشية التعثر بكلمات أخرى، خصبةبالألغاز،والدلالات الرمزية.
تميز الأسلوب:بلغة رشيقة، مكثفة، مشحونة بالصبغة الوجدانيةدون ترهل،ودون أن تقع في بحر الإسهاب المفرط، وقدوضعت القاصة ثقلها على الإيقاع الموسيقي للجمل، والتركيز على الحدث الذي اختتمته بعبارة ( شدّي حيلك)؛ لفتح الابواب على زمن مفتوح وكأننا على موعدٍ آخر لجزءٍ ثان من القصة:تهطل منه تداعيات، وآلام كثيرة. بالرغم من كون القصةذات بناء فني،متماسك، قادر على التأثير،و الإمتاع، والتشويق ولكنها في الوقت ذاته تمثل رسالة انسانية،
جريئة:تعرّي تجارالحروب من شعاراتهم الزائفة.
أحيّي الكاتبة على هذا النص الثري بالغرائبية،والمركب بصورة منسجمة مع الواقع.
الغميضة ..
هذا العنوان جعلني أتأهب لقراءة فكرة مكررة
غير أن الكاتبة هنا أخرجتني من إطار التقليدية
و الإلتزام بضوابط و عناصر القص التي نص عليها الكِتاب .
الجميل في هذا النص هو توظيف هذه اللعبة اللطيفة
لإيصال آهات و مآسي شعب أو شعوب بأكملها .
و الغريب فيه أنه أتى على شكل ثلاث فقرات يصعب الربط بينهم
إذ كيف للعقل أن يستوعب أنه بعد أن ارتمينا على الأرض قتلى
و لم ننهض أن يقول أبي
( سأذهبُ لأحرسَ كرمَ التّين، تلعبانِ مع أمِّكما ريثما أعود. ) ..!
ثم و بعد أن ارتمينا قتلى و لم ننهض إذ كنّا مع أبانا نلعب
كيف لنا أن نرتمي مرة أخرى قتلى و لم ننهض بينما كانت أُمّنا تسلينا ..!
ألم نكن قد متنا من قبل ..!
ثم بعد أن كنّا قد مُتنا مرتين أرى أمي و قد عادت تعتني بي في المخيم ..!
تناقضات لا أرى لها معنى سوى أن النص جاء غريباً غير منطقي
كتلك الحالة التي تعيشها بطلة القصة و ربما كل شعوبنا العربية ..
أرى أن النص قد جاءت رسالته في أسلوبه السردي الغريب
تعبيراً عن الحالة العربية المُهلهلة الحزينة غير المنطقية .
تحياتي و إعجابي و الإحترام .
هذا العنوان جعلني أتأهب لقراءة فكرة مكررة
غير أن الكاتبة هنا أخرجتني من إطار التقليدية
و الإلتزام بضوابط و عناصر القص التي نص عليها الكِتاب .
الجميل في هذا النص هو توظيف هذه اللعبة اللطيفة
لإيصال آهات و مآسي شعب أو شعوب بأكملها .
و الغريب فيه أنه أتى على شكل ثلاث فقرات يصعب الربط بينهم
إذ كيف للعقل أن يستوعب أنه بعد أن ارتمينا على الأرض قتلى
و لم ننهض أن يقول أبي
( سأذهبُ لأحرسَ كرمَ التّين، تلعبانِ مع أمِّكما ريثما أعود. ) ..!
ثم و بعد أن ارتمينا قتلى و لم ننهض إذ كنّا مع أبانا نلعب
كيف لنا أن نرتمي مرة أخرى قتلى و لم ننهض بينما كانت أُمّنا تسلينا ..!
ألم نكن قد متنا من قبل ..!
ثم بعد أن كنّا قد مُتنا مرتين أرى أمي و قد عادت تعتني بي في المخيم ..!
تناقضات لا أرى لها معنى سوى أن النص جاء غريباً غير منطقي
كتلك الحالة التي تعيشها بطلة القصة و ربما كل شعوبنا العربية ..
أرى أن النص قد جاءت رسالته في أسلوبه السردي الغريب
تعبيراً عن الحالة العربية المُهلهلة الحزينة غير المنطقية .
تحياتي و إعجابي و الإحترام .
للوهلة الأولى وأنت تقرأ هذه القصة ستجد أنها تتحدث عن الحرب وما أثارته النزاعات في فقدان الوالدين لأبناءهم، لكن بما أننا جميعا نعلم أن كل قصة خاضعة لتفسيرات القارئ وفق ما يراه ووفق ما يستنتجه من قراءته لذلك سأكتب ما استنتجته
الغميضة هي اللعبة التي يمارسها الأطفال في إغماض أعينهم ثم يختفي الجميع ويبحث أحدهم عن البقية، فهل قصدت الكاتبة هذا أم قصدت معنى اللعبة نفسها التي لعبتها الدول الكبرى لتحطيم شعوبنا العربية أم أن الغميضة هو ما فعلته الدول العربية نفسها عندما غضت البصر تجاه الدول الشقيقة والتي نحرتها الطائفية!
أثارت هذه القصة فيَّ تساؤلات كثيرة، في البداية لِمَ اختارت التينة؟ هل لأن أجدادنا كانوا يعتبرون الجلوس تحتها هو رمز السلام والفلاح أم لان شجرة التين وما تعنيه في تفسير الأحلام
" العائلة المباركة المتماسكة" وأجد أن التفسيرين أحداهما مكمل للآخر خصوصا أنهم كانوا يستبقون للمس ساقها بعد لعبة
ال "وززززززز" وال " بووووووم "
وبدأت المأساة بفقدان الأخ
" حارس البوابة الشرقية"
-العراق- لتبدأ بعدها سلسلة الإنهيارات والتناحرات وانتشار الدمار والجهل والتعصب والتخلف على نطاق واسع.
لم تستطع الأم الضعيفة في جمع أولادها خصوصا بعد بُعد الدِّين (الأب) عنا وابتعادهم عن توصياته، ولم تشفع الموروثات السابقة ولا الشعارات التي تعلمناها عن أجدادنا في وحدة الصف فقد كانت أمنا العربية ضعيفة بائسة مملة، وبزيادة الصراعات سقطت الشقيقة " سوريا" في هذه اللعبة لتبقى للأم ابنتها الصغرى.
حاولت انعاشها والحفاظ عليها لكن "اليمن" أيضا سقطت في هذه اللعبة الطاحنة، الجميل في القصة أنه حتى بعد ذلك السقوط ما زال لديهم أمل في اللعب مرة أخرى ربما سينالهم الحظ وينهضون من جديد يزيلون غبار الحروب ويتسابقون للإمساك بساق التينة ..
القصة رائعة ممكن أن تفسر لأكثر من تفسير، أجمل ما فيها لغتها المكثفة ورمزيتها العالية، اكتملت أركانها، وجدت أن سرعة التنقلات في السرد قد أربكتني قليلًا، كما أن الرمزية العالية فيها قد يجعلها مبهمة لدى القارئ العادي وفي النهاية الأدب رسالة يجب أن تصل إلى قلوب الجميع بكافة المستويات الفكرية..
بالتوفيق للكاتبة
م.نور الخالدي-العراق
نص جيد، وقد أعجبتني كثيرا أيدلوجية الزمكان فيه،
فقد تم توظيفها لمداعبة مخيلة القاريء وقد نجحت الكاتبة في ذلك.! دام الإبداع
عندما قرأت هذه القصة .. لا أدري لماذا قفزت الي
ذاكرتي صور لامعقولية هذا العالم وعبثيتة، فالقصة دائرية الأحداث ، مغلقة ، لاتبدأ
كي تنتهي ، واذا بدأت فنهايتها فيها ، وهكذا ندور في دائرة مغلقة ،وهكذا هو
الانسان طول الوقت من المهد الي اللحد ، انظروا البداية( يختبيء في ركن ما من
الدار).وانظروا النهاية (انه يختبيء في مكان ما ) ثم تأتي الكلمة الفصل في النهاية
تعال نبحث عنه وكأن الأمل المفقود (أي أمل ....) يبزغ ثم يغيب..ونعاود
البحث..ونفقد بعضا منا لكن لا نفقد الأمل ونبحث ونتمسك ببقايانا ونلهث خلف الهدف (
الأمل ) ..ويموت فينا جزء آخر لكن نظل في لا معقولية الأمل الذي لن يجيء و بآخر
نبضة فينا ننتظر ونبحث لعله يجيء ، وقد صور قلم الكاتبه هذا المعني وجسده ..بأسرة
كانت تنعم هانئة في ( الدار ) ثم سكنت (المخيم) نتيجة الحروب واستعانت بما يوحي
بذلك ( أزير الطائرة - بوم - صاروخ - قتلي - مقبرة ) ثم أردفت الكاتبة برشاقة
(تحشوني نصف مايخرج من صناديق الإغاثة - تفرغ في جوفي علب الحليب كلها ، ومع ذلك
تظل ساقاي نحيلتين )..كأنها أرادت أن تقول....لكي تبلغ ماتنشده، عليك أن تستعين
بقواك أنت .وأنت فقط ، ولا تركن الي أحد برغم مايبدو من استحالة الوصول الي نقطة
نهاية معلومة علي محيط الدائرة....يوما ما ستصل حتما..أوعلي الأقل ستصل إلي
المقبرة ليستريح عقلك......وتستريح من اللا معني، واللا معقول في هذا العالم
الصادم......... ومن ألام البحث عن الذي لن يجيء وساعتها ستصاب بالإندهاش لغياب
الحقيقة عنك طول الوقت.........أي حقيقة........ولكن بعد فوات الأوان !
[1]
الحكائية فى إهاب شعرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هى قصة مغناة أو ترتيل حكائى اعتمد التشطير و التوقيع المنتظم فى الأسطر
المتتالية و الجمل المنفصلة , و التمثيلات الصوتية و الحركية التصويرية التى
تتفق و لعبة الصغار هذه , و فى الوقت نفسه اضطراب جو الكبار الذى يخيم
عليه القتل و يمثله الصبية فى ألعابهم التى اقتبست من الموت مسوحه و رداءه .
من الظلم البين السؤال عن ( منطقية ) وقائع فى نص ( شعرى الروح) اقتضى
له الدمار هذه الشعرية الكابيـــــــــــــــــــــة الرمادية.
من المتعارف عليه فى مثل هذه النصوص أنه يكون هناك اتفاق مضمر بين الكاتب
و المتلقى منذ السطور الأولى على التعامل مع النص من مستوى آخر ( فوق واقعى )
فيصيج حينئذ من غير الملائم السؤال مثلا عن موت يعقبه قيام ( بصرف النظـــــر
حتى أنها لعبة يتم فيها تمثيل الموت ) , ثم الإكمال الشعرى الفلسقى بالدفن فــــى
المقبرة نعرف نحن أنه محض استطراد تلوينى تكثيفى لتأجيج المشاعر و لا نأخذه
بحرفيته المطلقة الظاهرية فيفسد النص بهذا التعامل إذ لم يحقق له هدفه حينئذ بظلم
كاتبه , يستتبع هذا أن نتعامل مع الزمن بشكل كرونولوجي _ أى تسلسلا فيزيائىًا _
يعالج الأحداث طبقًا لترتيب وقوعها الطبيعى , بينما فى الأدب _ و خاصة الحداثى _
الأقرب هو التعامل طبقا للنظرة النسبية التى ترى زمن الحدث وفقا لمكان الراصد ,
و بالتالى فإن الحدث الواحد تنطبق عليه صفات الماضى و الحاضر و المستقبل طبقًا للزاوية
أو وجهات القفز ... فى تيار الوعى و فى أحلام اليقظة نكسِّر الازمنة و نستدعى الذكريات ,
ثم نقفز بها الى المستقبل و ندمجها بالحاضر تم نعود لــــــ .... و هكذا .
النص يطرق مسألة فاعلية القراءة و الهدف من طرح حكايات الوجدان و ما يعتمل
فى الأغوار البعيدة , هو يحيلنا إلى واقع مغاير و علينا أن نحلق معه ... هو يصور واقعًا
يختلط فيه الموت _ و ببساطة متناهية _ مع الحياة .. بل و فى لعبة أطفال .
نص يجعل الموت أغنية حزينة ... لكنها تبقى فى النهاية أغنيـــــــــــــــــة تتردد أصداؤها.
تحية للكاتبة , و أرى النص على درجة عالية من التوفيق و الإجادة
الحكائية فى إهاب شعرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هى قصة مغناة أو ترتيل حكائى اعتمد التشطير و التوقيع المنتظم فى الأسطر
المتتالية و الجمل المنفصلة , و التمثيلات الصوتية و الحركية التصويرية التى
تتفق و لعبة الصغار هذه , و فى الوقت نفسه اضطراب جو الكبار الذى يخيم
عليه القتل و يمثله الصبية فى ألعابهم التى اقتبست من الموت مسوحه و رداءه .
من الظلم البين السؤال عن ( منطقية ) وقائع فى نص ( شعرى الروح) اقتضى
له الدمار هذه الشعرية الكابيـــــــــــــــــــــة الرمادية.
من المتعارف عليه فى مثل هذه النصوص أنه يكون هناك اتفاق مضمر بين الكاتب
و المتلقى منذ السطور الأولى على التعامل مع النص من مستوى آخر ( فوق واقعى )
فيصيج حينئذ من غير الملائم السؤال مثلا عن موت يعقبه قيام ( بصرف النظـــــر
حتى أنها لعبة يتم فيها تمثيل الموت ) , ثم الإكمال الشعرى الفلسقى بالدفن فــــى
المقبرة نعرف نحن أنه محض استطراد تلوينى تكثيفى لتأجيج المشاعر و لا نأخذه
بحرفيته المطلقة الظاهرية فيفسد النص بهذا التعامل إذ لم يحقق له هدفه حينئذ بظلم
كاتبه , يستتبع هذا أن نتعامل مع الزمن بشكل كرونولوجي _ أى تسلسلا فيزيائىًا _
يعالج الأحداث طبقًا لترتيب وقوعها الطبيعى , بينما فى الأدب _ و خاصة الحداثى _
الأقرب هو التعامل طبقا للنظرة النسبية التى ترى زمن الحدث وفقا لمكان الراصد ,
و بالتالى فإن الحدث الواحد تنطبق عليه صفات الماضى و الحاضر و المستقبل طبقًا للزاوية
أو وجهات القفز ... فى تيار الوعى و فى أحلام اليقظة نكسِّر الازمنة و نستدعى الذكريات ,
ثم نقفز بها الى المستقبل و ندمجها بالحاضر تم نعود لــــــ .... و هكذا .
النص يطرق مسألة فاعلية القراءة و الهدف من طرح حكايات الوجدان و ما يعتمل
فى الأغوار البعيدة , هو يحيلنا إلى واقع مغاير و علينا أن نحلق معه ... هو يصور واقعًا
يختلط فيه الموت _ و ببساطة متناهية _ مع الحياة .. بل و فى لعبة أطفال .
نص يجعل الموت أغنية حزينة ... لكنها تبقى فى النهاية أغنيـــــــــــــــــة تتردد أصداؤها.
تحية للكاتبة , و أرى النص على درجة عالية من التوفيق و الإجادة
[2]
بين نصين
ــــــــــــــــــــــــــ
للكاتب الأردنى الأستاذ عبدالرحيم العدم نص قديم هزنى جدًا , تذكرته الآن
مع اختلافات فى المآل بين النصـــــــــين رغم أنهما يعالجان فكرة الموت عبر
نفس هذه اللعبة الطفولية :
(حنيـــن )
في ساحة الحارة أمام دكان ( العمّ حمدان ) كالزهور الصغيرة نلعب
( الأستغمايه ) لعبتنا المفضله ، جاء دوري وعَصَبوا عينيَّ ، ورحت أدورُ
حولي قي كل اتجاه ، ويداي ممدودتان كـ أبْلَه ، صراخ أصحابي وضحكاتهم
ونخزاتهم في خاصرتي من كل صوب تشدَني يمنة ً ويسرة " تعالوا يا أوغاد ..
أين أنتم سأمسك أحدكم "
مضى وقت طويل ولم أظْفَرْ بأحد ، خَبَتْ أصواتهم وضحكاتهم شيئاً فـ شيئاً
حتى اختفت تماماً ، أصابني الملل رفعت المنديل عن عينيّ ، يا إلهي !! ها أنا
على مشارف الخمسين لا أظْفَرُ بأحد ٍ منكم " تعالوااااااااااا .. أين ذهبنم
يا أصحابي الأوغاد؟؟
!!
( عبد الرحيم العدم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بصرف النظر عن الاختلاف فى الشكل ما بين أقصوصة و قصة قصيرة ,
و غلبة الروح الشعرية فى التعامل السردى فى قصة الغميضة , و كونها
تعالج الموت من زاوية جمعية شاملة ترسم دائرة و مساحة كبيرة بينما
قصة حنين القصيرة جدًا تعالج الموت كفكرة فلسفية ( فردية ) , إلا أنهما
يثيران قضية مغزى الأدب و اتساعه لقبول الزوايا المختلفة فى التعامل الكتابى
لنفس الفكرة من منطلقين مختلفين تمامًا ما ينسحب علينا كقراء فى عملية التلقى .
و علينا أن نتذكر أن هناك الكثير من الأعمال الأدبية تمت إعادة كتابتها من آخرين
بمحاور أخرى غير تلك التى عالجتهافى المرة الأولى .
[3]
السرد المتناغم الموقَّع فى القصة القصيرة الحداثية
فى مقابل خاصية الالتفاف البؤرى فى القصة القصيرة جدًا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة القصيرة الكلاسيكية أرثوذكسية البناء _أى ملتزمة حرفيًا و متقيدة محافظة _
فيما يخص الشكل الذى اتفق عليه الآباء :
مقدمة \ وسط \ نهاية
بما فيها من تصاعد لذروة التأزم ثم الهبوط للحظة التنوير و فك التشابكات , و هذا النمط
قد يصلح للقصص البسيطة التى تعالج سطحيات الأمور الســــــهلة غير المعقدة و غير
المتشابكة , أما فى هذا الخضم المعاصر من التعارضات و التناقضات , و تلك السماوات
المكفهرة و السحب الكثيفة و ذلك الضباب الكثيف الذى تضيع معه الرؤية الســــليمة فقد
اختلطت الأفكار و المشاعر و تزاوج الشىء و نقيضه , وارتمت الآمال فى أحضـــــان
المخاوف , و أصبح من الصعب جدًا الحكم على الأشياء و الوقائع بل و القيم فى ظل
هذا الهرج الحياتى الصاخب , فانعكس هذا على الأشـــــــــكال الكتابية لأنه لم يصبح من
المستساغ التعامل مع الأحكام السابقة الجاهزة المحددة .
كان لابد أن تعبِّر القصة عن تلك الخرائط رمزيةً و شـــــعريةً و اتكاءً فى بعض الأحيان
على عدم الوضوح و الغموض , لأن التحديد الكامل سيكون نقصًا لا محالة , و لن يفى ,
بل و أحيانا سيكون خيانة للمعنى نفسه .
القصة هنا تلجأ للجمل ( اللاهثة ) المقتطعة القصيرة المنفصلة عن بعضها تعبيرًا عن
قلق داخلى عميق و إحساس بالخطر القادم , و كأنها اللحظات الأخيرة لســـــــــــــــعادة
زائفة فى أزمنة الحزن و اللوعة , و هى تسير كأنها اسطر منتظمة متتالية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المدينةِ، علّمَنا أبي لعبةً جديدةً
يختبئُ في ركنٍ ما من الدّار
يئزُّ مثلَ طائرةٍ
نبحثُ عنه في كلّ مكانٍ
يُدوّي مثلَ صاروخٍ
نرتمي على الأرضِ قتلى
يظهرُ أبي فجأةً
ننهضُ
نتَسابقُ!
نضحكُ كثيراً
نتسلّى كلّ يوم
و هكذا
يمكنك وضع النص فى تلك السياقات المنفصلة المقصودة , بعكس القصة القصيرة جدًا
التى تلتف حول نفسها دائريًا بحكم بؤريتها الشديدة .
من الصعب العثور فى النصوص القصصية القصيرة الحديثة عن ذلك الشـــكل الهرمى
القديم , لأنه من ناحية ربما سينحو نحو الافتعال بحكم صرامة التحديد بين المقدمات
و النتائج _ و كأنها قوانين _ و من ناحية أخرى تفتقد انسيابية رحابة الفكر و المشاعر
التى وسعتها الفلسفات و التغيرات الحديثة فى عصر الفضاء و الحواســــــيب و الأقمار
الصناعية المتسع المتشابك هذا .
سرى النص بجناحيه _ الشعرى المتناغم و الرمزية الظاهرة _ لينقل وجداننا إلى مساحات
أخرى من التفاعل التأملى الذى ينطلق من الاحتدام الوجدانى .
و يهمنا هنا أن نوضح أن الكتابة الحديثة تستخدم كل الوســــــائل التشكيلية و التصويرية
و الإيقاعية الصوتية لتصوير الحدث تصويرًا بصريًا و موسيقيًا لخدمة الفكرة التى هى
غير الأفكار القديمة التى تقتصر غالبًا على شــــــــكل ( الحدوتة ) المسرفة فى بساطتها .
( أحمد طنطاوى)
بين نصين
ــــــــــــــــــــــــــ
للكاتب الأردنى الأستاذ عبدالرحيم العدم نص قديم هزنى جدًا , تذكرته الآن
مع اختلافات فى المآل بين النصـــــــــين رغم أنهما يعالجان فكرة الموت عبر
نفس هذه اللعبة الطفولية :
(حنيـــن )
في ساحة الحارة أمام دكان ( العمّ حمدان ) كالزهور الصغيرة نلعب
( الأستغمايه ) لعبتنا المفضله ، جاء دوري وعَصَبوا عينيَّ ، ورحت أدورُ
حولي قي كل اتجاه ، ويداي ممدودتان كـ أبْلَه ، صراخ أصحابي وضحكاتهم
ونخزاتهم في خاصرتي من كل صوب تشدَني يمنة ً ويسرة " تعالوا يا أوغاد ..
أين أنتم سأمسك أحدكم "
مضى وقت طويل ولم أظْفَرْ بأحد ، خَبَتْ أصواتهم وضحكاتهم شيئاً فـ شيئاً
حتى اختفت تماماً ، أصابني الملل رفعت المنديل عن عينيّ ، يا إلهي !! ها أنا
على مشارف الخمسين لا أظْفَرُ بأحد ٍ منكم " تعالوااااااااااا .. أين ذهبنم
يا أصحابي الأوغاد؟؟
!!
( عبد الرحيم العدم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بصرف النظر عن الاختلاف فى الشكل ما بين أقصوصة و قصة قصيرة ,
و غلبة الروح الشعرية فى التعامل السردى فى قصة الغميضة , و كونها
تعالج الموت من زاوية جمعية شاملة ترسم دائرة و مساحة كبيرة بينما
قصة حنين القصيرة جدًا تعالج الموت كفكرة فلسفية ( فردية ) , إلا أنهما
يثيران قضية مغزى الأدب و اتساعه لقبول الزوايا المختلفة فى التعامل الكتابى
لنفس الفكرة من منطلقين مختلفين تمامًا ما ينسحب علينا كقراء فى عملية التلقى .
و علينا أن نتذكر أن هناك الكثير من الأعمال الأدبية تمت إعادة كتابتها من آخرين
بمحاور أخرى غير تلك التى عالجتهافى المرة الأولى .
[3]
السرد المتناغم الموقَّع فى القصة القصيرة الحداثية
فى مقابل خاصية الالتفاف البؤرى فى القصة القصيرة جدًا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة القصيرة الكلاسيكية أرثوذكسية البناء _أى ملتزمة حرفيًا و متقيدة محافظة _
فيما يخص الشكل الذى اتفق عليه الآباء :
مقدمة \ وسط \ نهاية
بما فيها من تصاعد لذروة التأزم ثم الهبوط للحظة التنوير و فك التشابكات , و هذا النمط
قد يصلح للقصص البسيطة التى تعالج سطحيات الأمور الســــــهلة غير المعقدة و غير
المتشابكة , أما فى هذا الخضم المعاصر من التعارضات و التناقضات , و تلك السماوات
المكفهرة و السحب الكثيفة و ذلك الضباب الكثيف الذى تضيع معه الرؤية الســــليمة فقد
اختلطت الأفكار و المشاعر و تزاوج الشىء و نقيضه , وارتمت الآمال فى أحضـــــان
المخاوف , و أصبح من الصعب جدًا الحكم على الأشياء و الوقائع بل و القيم فى ظل
هذا الهرج الحياتى الصاخب , فانعكس هذا على الأشـــــــــكال الكتابية لأنه لم يصبح من
المستساغ التعامل مع الأحكام السابقة الجاهزة المحددة .
كان لابد أن تعبِّر القصة عن تلك الخرائط رمزيةً و شـــــعريةً و اتكاءً فى بعض الأحيان
على عدم الوضوح و الغموض , لأن التحديد الكامل سيكون نقصًا لا محالة , و لن يفى ,
بل و أحيانا سيكون خيانة للمعنى نفسه .
القصة هنا تلجأ للجمل ( اللاهثة ) المقتطعة القصيرة المنفصلة عن بعضها تعبيرًا عن
قلق داخلى عميق و إحساس بالخطر القادم , و كأنها اللحظات الأخيرة لســـــــــــــــعادة
زائفة فى أزمنة الحزن و اللوعة , و هى تسير كأنها اسطر منتظمة متتالية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المدينةِ، علّمَنا أبي لعبةً جديدةً
يختبئُ في ركنٍ ما من الدّار
يئزُّ مثلَ طائرةٍ
نبحثُ عنه في كلّ مكانٍ
يُدوّي مثلَ صاروخٍ
نرتمي على الأرضِ قتلى
يظهرُ أبي فجأةً
ننهضُ
نتَسابقُ!
نضحكُ كثيراً
نتسلّى كلّ يوم
و هكذا
يمكنك وضع النص فى تلك السياقات المنفصلة المقصودة , بعكس القصة القصيرة جدًا
التى تلتف حول نفسها دائريًا بحكم بؤريتها الشديدة .
من الصعب العثور فى النصوص القصصية القصيرة الحديثة عن ذلك الشـــكل الهرمى
القديم , لأنه من ناحية ربما سينحو نحو الافتعال بحكم صرامة التحديد بين المقدمات
و النتائج _ و كأنها قوانين _ و من ناحية أخرى تفتقد انسيابية رحابة الفكر و المشاعر
التى وسعتها الفلسفات و التغيرات الحديثة فى عصر الفضاء و الحواســــــيب و الأقمار
الصناعية المتسع المتشابك هذا .
سرى النص بجناحيه _ الشعرى المتناغم و الرمزية الظاهرة _ لينقل وجداننا إلى مساحات
أخرى من التفاعل التأملى الذى ينطلق من الاحتدام الوجدانى .
و يهمنا هنا أن نوضح أن الكتابة الحديثة تستخدم كل الوســــــائل التشكيلية و التصويرية
و الإيقاعية الصوتية لتصوير الحدث تصويرًا بصريًا و موسيقيًا لخدمة الفكرة التى هى
غير الأفكار القديمة التى تقتصر غالبًا على شــــــــكل ( الحدوتة ) المسرفة فى بساطتها .
( أحمد طنطاوى)
لعبة الغميضة، أم لعبة الموت!
أب يدرب أولاده على تقبل الموت "سنلعب لعبة جديدة، سأختبئ وتبحثون عني في كل مكان في الدار، فجأة ستسمعونني أئز كطائرة، فأمطركم بصاروخ، تسقطون قتلى، ثم تنهضون، ونتسابق إلى ساق التينة...ستعجبكم اللعبة وسنتسلى ونضحك كثيرا... لكن قانون اللعبة سيتغير من حين لآخر، قد يدخل معنا طرف آخر، ويئز هو أيضا ونضربكم معا، أو يضربنا، فنسقط قتلى وقد لا ينهض أحدنا، حينها سنضعه في القبر، وسنضحك ونكمل اللعبة..."
ويضرب الصاروخ، ويسقط الجميع، ويُقتل الابن، فيُغيب في القبر، ويضحك الأب وحده ليعيد الطمأنينة لولديه... لا مجال للدموع، كي لا يفسُد الدرس(تقبل الموت)، فالباقون ينتظرون دورهم(نسوا أن يدفنوا جثتينا)، اللعبة يجب أن تستمر، مادامت الصواريخ باقية، ومادام الموت يحوم...
الأب يستدعيه الواجب. حملُ السلاح والدفاع عن الوطن(سأذهب لأحرس كرم التين)، فيترك مهمة التدريب للأم...
ليس للأم قوة التحمل كزوجها، ولا تتقبل رؤية أولادها قتلى، لا تقوى على الضحك دون دموع، فلا تتقن اللعبة، ولا تتقن الدرس...
يضرب الصاروخ وتقتل البنت، وتُدفن في القبر، فتوقف الأم مهزلة اللعبة، وتفر بفلذة كبدها المتبقي الوحيد إلى المخيم، فتتحدى الموت، وتحرس ابنها ولا تغفل أبدا، تطعمه جيدا، وتحميه. لكن الموت يغلبها من جديد، ويأخذه منها، وما ضحكتها الهستيرية إلا اعترافا بسخرية الموت، وأن اللعبة باقية، مادامت الحرب باقية، ومادام الموت باقٍ!
تميز النص بالتكثيف والتلقائية، ومشاركة المتلقي في كتابته...
نص جانب المباشرة، واعتمد الإيحاء، مجسدا جزءا من المعاناة التي يعيشها مواطنوا البلدان المنكوبة، والذين فقدوا الأمل في الحرية والكرامة والعيش في سلام، وباتت أمانيهم مقتصرة على تعليم أبنائهم كيفية تقبل الموت، والقضاء على الرعب والخوف...
تحيتي وتقديري أستاذة بوح الياسمين
تحيتي صديقتي وأستاذتي منال خطاب على هذه الجهود المبدولة والتي ليست بالهينة...وتحية للكبير الأستاذ محسن الطوخي... فالمبادرة ليست احتفاء بالنص فقط وإنما هي تبادل للأقلام وللأفكار. واختلاف التقنيات في قراءة النص هو مكسب للجميع...
أب يدرب أولاده على تقبل الموت "سنلعب لعبة جديدة، سأختبئ وتبحثون عني في كل مكان في الدار، فجأة ستسمعونني أئز كطائرة، فأمطركم بصاروخ، تسقطون قتلى، ثم تنهضون، ونتسابق إلى ساق التينة...ستعجبكم اللعبة وسنتسلى ونضحك كثيرا... لكن قانون اللعبة سيتغير من حين لآخر، قد يدخل معنا طرف آخر، ويئز هو أيضا ونضربكم معا، أو يضربنا، فنسقط قتلى وقد لا ينهض أحدنا، حينها سنضعه في القبر، وسنضحك ونكمل اللعبة..."
ويضرب الصاروخ، ويسقط الجميع، ويُقتل الابن، فيُغيب في القبر، ويضحك الأب وحده ليعيد الطمأنينة لولديه... لا مجال للدموع، كي لا يفسُد الدرس(تقبل الموت)، فالباقون ينتظرون دورهم(نسوا أن يدفنوا جثتينا)، اللعبة يجب أن تستمر، مادامت الصواريخ باقية، ومادام الموت يحوم...
الأب يستدعيه الواجب. حملُ السلاح والدفاع عن الوطن(سأذهب لأحرس كرم التين)، فيترك مهمة التدريب للأم...
ليس للأم قوة التحمل كزوجها، ولا تتقبل رؤية أولادها قتلى، لا تقوى على الضحك دون دموع، فلا تتقن اللعبة، ولا تتقن الدرس...
يضرب الصاروخ وتقتل البنت، وتُدفن في القبر، فتوقف الأم مهزلة اللعبة، وتفر بفلذة كبدها المتبقي الوحيد إلى المخيم، فتتحدى الموت، وتحرس ابنها ولا تغفل أبدا، تطعمه جيدا، وتحميه. لكن الموت يغلبها من جديد، ويأخذه منها، وما ضحكتها الهستيرية إلا اعترافا بسخرية الموت، وأن اللعبة باقية، مادامت الحرب باقية، ومادام الموت باقٍ!
تميز النص بالتكثيف والتلقائية، ومشاركة المتلقي في كتابته...
نص جانب المباشرة، واعتمد الإيحاء، مجسدا جزءا من المعاناة التي يعيشها مواطنوا البلدان المنكوبة، والذين فقدوا الأمل في الحرية والكرامة والعيش في سلام، وباتت أمانيهم مقتصرة على تعليم أبنائهم كيفية تقبل الموت، والقضاء على الرعب والخوف...
تحيتي وتقديري أستاذة بوح الياسمين
تحيتي صديقتي وأستاذتي منال خطاب على هذه الجهود المبدولة والتي ليست بالهينة...وتحية للكبير الأستاذ محسن الطوخي... فالمبادرة ليست احتفاء بالنص فقط وإنما هي تبادل للأقلام وللأفكار. واختلاف التقنيات في قراءة النص هو مكسب للجميع...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست بناقدة ولكن لنقل إنه انطباعي عن قصة رائعة؛ روعتها في ملاصقتها للواقع الذي نعيشه،
فأحسست بأيامنا المتفجرة مكتوبة بين السطور
1ـ الرائع في القصة عنوانها ...فمابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال ...هذا يقين المؤمنين أبدا .... عند انقضاض صواريخ الموت وهدير البراميل المتفجرة كانوا يغمضون عيونهم ويرفعون السبابات بالتشهد .... بعد ثوانٍ من إغماض الموت كانوا يفتحون العيون للحياة من جديد .... وهكذا تتكرر اللعبة دائما ... الذين لم يكملوا اللعبة صاروا شهداء لأن عيونهم ظلت مغمضمة مدفونة بالركام ....
2 ـ مطلع القصة مكان ... والمدينة وطن يكبر بالإخلاص ويصغر بالدار التي تدور فيها دوائر المخلصين .... المكان طاهرٌ بحبال الغسيل ورائعٌ فوّاح بورد الجوري وثائرٌ بالتينة وهي رمز مبارك مزروع في القلوب التي آمنت بالله العلي العظيم وقد أقسم بالتين والزيتون ... قد يموت المكان فيصير مقبرة لأهله أو مخيما لجراحهم النازفة النازحة ... لكن حق أهل المكان حقٌّ باقٍ لايموت ...
3 ـ غاب الزمان في القصة فثورة الحق ممدودة من الأزل إلى الأبد وهي الكاسرة لقيود الزمان والطغاة ...
4 ـ الشخصيات ... أسرةٌ ... والشعب أسرة وماأجمل الشعب حين يتآخى ويتوحد ضد الظالمين !!! وليتنا كنا كذلك ..... الأب مدير اللعبة القوي ..هو من علّم الأبناء أن إجرام الظالمين سخيف مهزوم أمام صبرهم وعشقهم للحياة وتسابقهم للتمسك بساق يقينهم التينيّ ... ولأن الجرة لاتسلم في كل مرة ... فالمجرمون خربوا اللعبة وطعنوا القلب الأبوي بفلذة كبده فقرر أن يثأر .... مؤمنا بأن التين إلى التين ثورة وبأن كَرْم الوطن يحتاج إلى حراس يرابطون على ثغوره ... الأم ثورة وهي تسدُّ مسدَّ الأب رغم عينيها الهطّالتين .... الأخ شهيد والأخت شهيدة ويبقى الثالث ينتظر دوره في اللعبة ومابدل تبديلا ....تغدو الشخصيات جماعية في المخيم فهم شعب : الآباء يحرسون تخوم الحق ، والأمهات يحرسْن الرسالة وإن كتبت كلماتها على صفحات الخيام ، والأبناء يكملون ثورتهم وعن لعبتهم لايتنازلون .... وأخيرا يبدو الطبيب رمزا يختزل الحكاية كلها ...إنه الصبر... صبر أهل الحق طبيبهم ودواؤهم ....
5 ـ الحبكة ... الأب معلّم بارع ينتمي إلى داره وإخلاصه ولأنه عَدِمَ الحيلة والوسيلة فقد لجأ إلى الغميضة كي يبعد عن مرأى صغاره شبح الموت ... تبدو براعة الأب في قدرته على رسم مشهد اللعبة بأبعادها الصوتية والحركية وفي رسم نهايتها الضاحكة المستندة إلى تينة الثورة وساقها المتين ... وتستمر اللعبة حتى يغلب الموتُ الأب ويخطف منه ولده ... أباء الشهداء ثابتون لأنهم فرحون بما آتاهم الله من فضله ...وهم لايُهزمون والدليل تمسك الأب ببقايا التينة المقصوفة وضحكته الوحيدة في مسرح البكاء ... يدرك الأب عندها أن عليه تغيير ظرف المكان وقواعد اللعبة ... فيرابط على ثغور الحق دفاعا عن كل الأبناء وعن كل أشجار التين ....ويترك مهمته للأم التي لاتدانيه في البراعة ...فقلبها كتّامٌ بينما عيونها فضّاحة سرعان مايتدفق منهما الألم ويجري فالفجيعة قاهرة ومازادها قهرا إلا لحاق الأخت بأخيها ... اللعب مع الوحوش جارح فلابأس من النزوح من الدار فحيثما حلّت الوحوش صارت الدار غابة ... المخيم وطن بديل مشدود بأطناب الألم والأم تلقم أملها الوحيد الصغير من طعام إغاثة لابركة فيه من كثرة اللصوص .... تراب الدار يُغني ويُسمن أما الإغاثة في خيمة النزوح فلاطعم لها ولافائدة ... الأحرار لايشبعون إلا في منابتهم ومادون ذلك فهم الجياع وإن ملكوا خزائن الأرض ...يحن الصغير إلى لعبة الغميضة لكن اللعبة كأهلها صارت غريبة ....لذا فقد استبد المرض بالجميع الأمهات الوحيدات حاملات العبء الأكبر والصغار الذين لا تتطهر قلوبهم إلا بماء الوطن ودون ذلك فالجرب مصيرهم .... هنا يهرع الجميع إلى الصبر فهو الداء والدواء والضماد والبلسم ...ولابد هنا من شدّ أطناب الخيمة وأطناب القلوب وأطناب العزيمة فإن ضعف الصغار وكادوا يتساقطون في قاع الانكسار حضر طيف الأب بعد طول غيابٍ وصمت ... وعلى الجميع أن يتكاتف لاستحضار طيف الآباء لمعاودة اللعبة ومواصلة الطريق .... الآباء لايغيبون وإن غابوا ... واللعبة لاتتوقف وإن نزحت الأغصان .... والحق لايموت وإن مات أهله ....
.........
تحية كبيرة بحجم الوطن للكاتبة الرائعة بوح الياسمين
وما أصدق الياسمين حين ينشر ضوءه، وما أشد صموده معربشا على شجيرات البارود
لله أرض الياسمين وأبناء الياسمين
كل الشكر للأساتذة محسن الطوخي منال خطاب
كان اختيارا متميزا
لست بناقدة ولكن لنقل إنه انطباعي عن قصة رائعة؛ روعتها في ملاصقتها للواقع الذي نعيشه،
فأحسست بأيامنا المتفجرة مكتوبة بين السطور
1ـ الرائع في القصة عنوانها ...فمابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال ...هذا يقين المؤمنين أبدا .... عند انقضاض صواريخ الموت وهدير البراميل المتفجرة كانوا يغمضون عيونهم ويرفعون السبابات بالتشهد .... بعد ثوانٍ من إغماض الموت كانوا يفتحون العيون للحياة من جديد .... وهكذا تتكرر اللعبة دائما ... الذين لم يكملوا اللعبة صاروا شهداء لأن عيونهم ظلت مغمضمة مدفونة بالركام ....
2 ـ مطلع القصة مكان ... والمدينة وطن يكبر بالإخلاص ويصغر بالدار التي تدور فيها دوائر المخلصين .... المكان طاهرٌ بحبال الغسيل ورائعٌ فوّاح بورد الجوري وثائرٌ بالتينة وهي رمز مبارك مزروع في القلوب التي آمنت بالله العلي العظيم وقد أقسم بالتين والزيتون ... قد يموت المكان فيصير مقبرة لأهله أو مخيما لجراحهم النازفة النازحة ... لكن حق أهل المكان حقٌّ باقٍ لايموت ...
3 ـ غاب الزمان في القصة فثورة الحق ممدودة من الأزل إلى الأبد وهي الكاسرة لقيود الزمان والطغاة ...
4 ـ الشخصيات ... أسرةٌ ... والشعب أسرة وماأجمل الشعب حين يتآخى ويتوحد ضد الظالمين !!! وليتنا كنا كذلك ..... الأب مدير اللعبة القوي ..هو من علّم الأبناء أن إجرام الظالمين سخيف مهزوم أمام صبرهم وعشقهم للحياة وتسابقهم للتمسك بساق يقينهم التينيّ ... ولأن الجرة لاتسلم في كل مرة ... فالمجرمون خربوا اللعبة وطعنوا القلب الأبوي بفلذة كبده فقرر أن يثأر .... مؤمنا بأن التين إلى التين ثورة وبأن كَرْم الوطن يحتاج إلى حراس يرابطون على ثغوره ... الأم ثورة وهي تسدُّ مسدَّ الأب رغم عينيها الهطّالتين .... الأخ شهيد والأخت شهيدة ويبقى الثالث ينتظر دوره في اللعبة ومابدل تبديلا ....تغدو الشخصيات جماعية في المخيم فهم شعب : الآباء يحرسون تخوم الحق ، والأمهات يحرسْن الرسالة وإن كتبت كلماتها على صفحات الخيام ، والأبناء يكملون ثورتهم وعن لعبتهم لايتنازلون .... وأخيرا يبدو الطبيب رمزا يختزل الحكاية كلها ...إنه الصبر... صبر أهل الحق طبيبهم ودواؤهم ....
5 ـ الحبكة ... الأب معلّم بارع ينتمي إلى داره وإخلاصه ولأنه عَدِمَ الحيلة والوسيلة فقد لجأ إلى الغميضة كي يبعد عن مرأى صغاره شبح الموت ... تبدو براعة الأب في قدرته على رسم مشهد اللعبة بأبعادها الصوتية والحركية وفي رسم نهايتها الضاحكة المستندة إلى تينة الثورة وساقها المتين ... وتستمر اللعبة حتى يغلب الموتُ الأب ويخطف منه ولده ... أباء الشهداء ثابتون لأنهم فرحون بما آتاهم الله من فضله ...وهم لايُهزمون والدليل تمسك الأب ببقايا التينة المقصوفة وضحكته الوحيدة في مسرح البكاء ... يدرك الأب عندها أن عليه تغيير ظرف المكان وقواعد اللعبة ... فيرابط على ثغور الحق دفاعا عن كل الأبناء وعن كل أشجار التين ....ويترك مهمته للأم التي لاتدانيه في البراعة ...فقلبها كتّامٌ بينما عيونها فضّاحة سرعان مايتدفق منهما الألم ويجري فالفجيعة قاهرة ومازادها قهرا إلا لحاق الأخت بأخيها ... اللعب مع الوحوش جارح فلابأس من النزوح من الدار فحيثما حلّت الوحوش صارت الدار غابة ... المخيم وطن بديل مشدود بأطناب الألم والأم تلقم أملها الوحيد الصغير من طعام إغاثة لابركة فيه من كثرة اللصوص .... تراب الدار يُغني ويُسمن أما الإغاثة في خيمة النزوح فلاطعم لها ولافائدة ... الأحرار لايشبعون إلا في منابتهم ومادون ذلك فهم الجياع وإن ملكوا خزائن الأرض ...يحن الصغير إلى لعبة الغميضة لكن اللعبة كأهلها صارت غريبة ....لذا فقد استبد المرض بالجميع الأمهات الوحيدات حاملات العبء الأكبر والصغار الذين لا تتطهر قلوبهم إلا بماء الوطن ودون ذلك فالجرب مصيرهم .... هنا يهرع الجميع إلى الصبر فهو الداء والدواء والضماد والبلسم ...ولابد هنا من شدّ أطناب الخيمة وأطناب القلوب وأطناب العزيمة فإن ضعف الصغار وكادوا يتساقطون في قاع الانكسار حضر طيف الأب بعد طول غيابٍ وصمت ... وعلى الجميع أن يتكاتف لاستحضار طيف الآباء لمعاودة اللعبة ومواصلة الطريق .... الآباء لايغيبون وإن غابوا ... واللعبة لاتتوقف وإن نزحت الأغصان .... والحق لايموت وإن مات أهله ....
.........
تحية كبيرة بحجم الوطن للكاتبة الرائعة بوح الياسمين
وما أصدق الياسمين حين ينشر ضوءه، وما أشد صموده معربشا على شجيرات البارود
لله أرض الياسمين وأبناء الياسمين
كل الشكر للأساتذة محسن الطوخي منال خطاب
كان اختيارا متميزا
١-
———-
الفكرة في إبداعية القصة القصيرة
أنموذج قصة " الغميضة" لبوح الياسمين.
———
بلعوام مصطفى
———————-
أن تكون لديك فكرة هو حدث نادر؛ تقتضي الاحتفال بها عندما تأتي، يقول جيل دولوز. والفكرة هنا ليست هي كل ما يصيغه الفكر في لُغَةٍ تعبر عنها، فهذه الفكرة أو المعنى، إذا أردنا استعمال لُغَة الجاحظ، هي ملزمة للفكر مادام يفكر ولا شغل يعرفه غير إنتاج الفكرة أو التقاطها إن على الطريق أو في أي مكان آخر. وهي ليست تلك التي نكونها مما نراه، ولربما قد نعيشه، فلا نملك غير القول إنها الحياة اليومية بجميع صورها والصورة التي نكونها باعتبارها فكرة نسميها الواقع.
كيف للفكرة أن تصبح إذن حدثا نادرا ؟
مَثَل قصة "الغميضة":
— واقع الحرب بكل دراماتورجيته الإنسانية
الكل يستطيع الكتابة عنه من بعيد أو قريب ويزعم أنه يكتب عنه بكل أمانة، وفي أحسن الأحوال أن له فكرة عنه يختار لها صيغة من بين أنواع صيغ الكتابة. ما الفرق بين كتابة وأخرى حول نفس "الواقع -واقعة الحرب"؟
ثمة كتابة تكتب فكرة مشهد ما لواقع حرب يموت فيه الطفل ضحية قنبلة طائشة أو ما شابه ذلك من غارة جوية تحصده ومن معه.
وقد تلعب بزمن الحكي وزمن "الحدث" كأن
تعتمد على الاسترجاع أو الحذف في بينهما محترمة معمارية "السقطة للذروة". وليس من المستبعد أن ينهج صحفي ما في تقريره نفس الخطاطة لنفس الواقع-واقعة الحرب، مُركزا على وهج الصدمة لتأجيج الشحنات الوجدانية.
وعليه، ما الذي يميز هذا عن ذاك في كتابة نفس الواقع-واقعة الحرب؟ إطلاقا، لا يتأتى ذلك من هذه الأخيرة التي باتت لعبة يومية في ركن من أركان الشارع/الوطن العربي كما المعاني المطروحة في الطريق والتي يعرفها العجمي والعربي (الجاحظ)؛ بل يتأتى أصلا من الموقع الذي نكتب منه، وهو فن القصة القصيرة الذي يخصنا هنا. ويعني ذلك تغيير نظرتنا إلى عملية الكتابة الإبداعية وعلاقتها بموضوعها؛ إذ لا نكتب لأننا نعرف واقعا ما، بل نكتب، أو بالأحرى نجعله مَشغلة للكتابة الإبداعية لا لشيء إلا لأن لدينا "فكرة فنية" تسمح لنا بتحويله إلى إبداع أدبي. كما هي المشغلة السينيمائية بالنسبة لمخرج يقوم بتحويل رواية إلى فيلم. فلكي يحولها فيلما، لا بد له من فكرة سينمائية، يعني "فكرة في السينما" -يقول دولوز- تجعل الرواية قابلة لعملية التحويل". لذا، لا نجد أبدا مطابقة بين الرواية التي يشتغل عليها والنتيجة التي يخرج بها عندما تتحول إلى فيلم.
لنلعب إذن لعبة الغميضة في قصة الأستاذة
بوح الياسمين بناء على أن الفكرة الإبداعية حدث أدبي نادر . نسميها لعبة لأن عنوانها قد يعني كل شيء ما عاد أن يحيل إلى لعبة ما، مثل لعبة الغميضة؛ وهنا تكمن حذاقة
العنوان الذي لا تبوح بوح الياسمين بعلاقة مدلول داله مع مرجعيته، بل تُعلقه بَيْن بَيٌن منذ المسكوت عنه أو اللامفكر فيه.
ونسمي أيضا قراءتنا للقصة بلعبة الغميضة حيث نُغَمِّض عن خارجها ونغامر فقط وفقط بداخلها الذي يبدو لنا يحمل كل ما نحتاجه لقراءته. وذلك انطلاقا من الفرضية التالية:
النص المبدع لا يحتاج إلى سياق لمعرفة أو تلمس حيثياته؛ فسياقه يُعْرَف من ذاته.
ماذا بداخل النص؟
لغته أولا التي هي لُغَة بالمليمتر؛ فكل لفظة
فيه موجبة الحضور وتشير إلى غير ما تعنيه في الجملة؛ بدءاً من بداية القصة:
—في المدينة، علمنا أبي لعبة جديدة—
تبدو عادية كما هي لُغَة القص الحقيقية لما تكون بساطتها مشحونة تتمرد على مرجعية الدلالة/اللفظة. والمعيار في ذلك هو إمكانية حذف لفظة منها أو لا.
هنا، جملة " في المدينة" تبدو غير موجبة، فحذفها قد يعضده ما جاء بعده:
- يختبيء في ركن ما من الدار .
هل كان بالإمكان حذف جملة " في المدينة" للاقتصاد في اللغة وترك لفظة " الدار" هي التي تحدد المكان على اعتبار أنهما تحصيل حاصل.
هنا خطأ القراءة الأفقية التي تتقصى فقط موقع اللفظة في الجملة وليس في جغرافية القصة. لماذا نرى أن جملة " في المدينة" موجبة إن لم نقل حجر الأساس للقصة؟
—-
٢-
الجملة أو تأشيرة القصة:
- في المدينة، علمنا أبي لعبة جديدة.
لن نتعامل مع تأشيرة القصة هنا من منطق أنها "جملة سردية" تقتضي تحليلها اللسني من خلال تركيبتها من فاعل وفعل يتضمنان بعدي الزمن والمكان بغية الخروج بوحدات الحكي المبنينة لها. ولكن نقاربها من منطق
لُغَة القص الذي نترجمه تويضحا كما يلي:
- في المدينة —- علم — نا — أبي — لعبة جديدة // يختبيء — في ركن ما من الدار.
إنها "لعبة جديدة" غيرة مُعرفة ولا تعني أنها لعبة الغميضة. فالأنا النصية تقول أنها لعبة يعلمهم إياها الأب الذي نجهل منظوره على ما يعلمه، أهي لعبة أم شيء آخر. نعرف أنها جديدة وتحتاج إلى التَعلم، أن تُلقن وتُدرب فقد حصل شيء جديد "في المدينة" توحي به اللعبة :
في الدار ——— لعبة ووووز !!! وبووووم!!!
في المدينة ——— ووووز !!! وبووووم !!!
تَعَلُم "اللعبة" استجابة لضرورات ما يجري " في المدينة". غير أنها ستعرف تغيرا "مرة" مع الأب و "مرة" مع الأم، مع كل ما تحمله كلمة "مرة" من وظيفة في معنى " اللعبة"، لننتهي إلى:
من المدينة ———— إلى المخيم
من القتل—————- إلى الموت البطيء
والرابط بينهما هي فكرة "اللعبة الجديدة" التي تستثمرها الأستاذة بوح الياسمين من
حيث هي مشغلة الكتابة الإبداعية ل "فكرة فنية" تسمح لها بتحويلها إلى قصة قصيرة مبدعة.
- اللعبة: يختبيء في ركن ما من الدار... وزززززززز، يئز مثل طائرة، نبحث عنه في كل مكان (...)بووووووووم... يدوي مثل صاروخ، نرتمي على الأرض قتلى! يظهر أبي فجأة؛ ننهض ونتسابق من يلمس ساق التينة أولا! نضحك كثيرا، ونتسلى كل يوم!!"
الأب "يعلم" اللعبة و "نا" الأنا النصية باسم الأطفال ترصد تفاصيلها من "التطبيق"، أي أن التصور الذي سنكونه عنها هو ما تريد أن تعطينا إياه الأنا النصية باسم الأطفال فقط.
هل هي تحدث عن لعبة الغميضة بالفعل؟ وماهي لعبة الغميضة حتى نعرف إن كانت تتحدث عنها أم عن شيء آخر؟ الأنا النصية باسم الأطفال تقول لا أقل ولا أكثر:
— نختبيء— يئز مثل طائرة — يدوي مثل صاروخ —نرتمي قتلى — ننهض — نضحك كثيرا ونتسلى كل يوم!!——
من منظور الأنا النصية باسم الأطفال يتعلق الأمر بلعبة جديدة غايتها الضحك والتسلية كما هي كل لعبة تستهوي أي طفل؛ شريطة ألا يتغير شيء من عالمه ويعود إليه كما كان عليه من قبل الدخول فيها، أي اللعبة. وهنا
ماهية اللعبة وجوهرها في عالم الطفولة :
"إن الطفل لا يلعب مع الفقد ( أو الفقدان)، بل يلعب مع التلاقي ثانية للذي يفقده أثناء لعبة الغياب والحضور". هذا ما تقوله ماري-فرانس غرينشبون في كتابها ؛ "الشعور بعدم الفهم في لعبة الغميضة".
غير أن الأنا النصية باسم الأطفال تحدد من البدء علاقتهم باللعبة التي تأتي بها من حيّز " التعلم" : - "علمنا أبي لعبة جديدة".
من منظور الأب، نرى اللعبة تتكون من عدة محاور متداخلة ببعضها البعض :
- محور لعبة "كما لو أن ...."
- محور لعبة "التظاهر بالموت"
- محور لعبة " الاختفاء — بيكا بو"
- محور لعبة " الغميضة"
لذا فهي لعبة جديدة تستدعي التعلم وفق الأب وتقتضي النظر إليها من منظوره لفهم مقصديتها موازاة لمنظور الأنا النصية باسم
الأطفال، وهو ما نسميه المسكوت عنه في
كلا المنظورين. فلنتتبع تشكيله عبر النص.
تكاد تتفرع القصة على فصول موزعة بإطار صورتين كأننا أمام عرض مسرحي.
——-
٣-
إطار الصورة الأولى:
******
- الفصل الأول : تعلم اللعبة حيث الأطفال يضحكون كثيرا، ويتسلون كل يوم!!
- الفصل الثاني : " مرة، أز أبي مثل طائرة، ثم دوى مثل صاروخ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهض! احتضن بقايا التينة؛ وضحك أبي لوحده! في المقبرة، دفنوا أخي، ونسوا أن يدفنوا جثثينا..."
- الفصل الثالث: " قال أبي : سأذهب لأحرس كرم الثين، تلعبان مع أمكما ريثما أعود (...) مرة، أزت أمي مثل طائرة، ثم دوت مثل صاروخ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهض! ضحكت أمي لوحدها، وغدت عيناها نهرين. في المقبرة، دفنوا أختي ونسوا أن يدفنوا جثتي ..."
_________
إطار الصورة الثانية :
******
- الفصل الختامي : "في المخيم، لا عمل لأمي سوى العناية بي ..." إلى نهاية الفصل.
————
الديكور لا يتغير في الفصل الثاني والفصل الثالث داخل إطار الصورة الأولى؛ ما يتغير فيهما هو توزيع الأدوار بين الأب والأم من جهة، وقتل طفل في كل دور لهما من جهة أخرى، بذات اللعبة وكأننا أمام مرآة تعكس
نسخة واحدة لفصلين. هل هناك تناقض ما
في دور الأب الذي يوكل زوجته نفس اللعبة وقد فقد طفلة أثناء اللعب معها وأخويها؟
للإجابة، يلزمنا فرز خيوط لعبتنا مع القصة:
يعلم الأب اللعبة —مرة—- تصبح حقيقة
تأخذ الأم دوره —- مرة —- تصبح حقيقة
تأخذ الأم دور الأب؛ لأن في المدينة طائرات وصواريخ؛ ولأن "كرم التين"يحتاج حراسة...
وفِي كل مرة، هناك لفظة "مرة" تضع الزمن قاب قوسين...! "فمرة واحدة لا تكفي" كي "يسقط الستار!". وعليه، لا يوجد أي تناقض
أو خلل في منطقية مجريات الأحداث؛ فقط ثمة مفارقة بمعناها الفلسفي، تلعب بها أو عليها فنيا الأستاذة بوح الياسمين، فتعطينا قلب معادلة في نص "قصصي الروح" يفرض نوعا آخر من القراءة بعيدا عن نمطية قراءة " الجملة السردية" التي أبانت عن محدودية نجاعتها منذ أكثر من عشرين سنة في النقد الأدبي الغربي على الأقل.
المعادلة :
الطفل :
——-يلعب مع الفقد للتلاقي ثانية وتستمر اللعبة
الأب :
—— يلعب مع التلاقي للفقد وتنتهي اللعبة
وهنا ما تحدثنا عنه سابقا حول "الفكرة في الأدب" مع جيل دولوز التي هي حدث نادر، يقتضي الاحتفال بها. فكرة فنية تنهض على وضع منظورين في حالة توتر يخلقان ارتباكا جراء اللعب بالمسكوت عنه فيهما:
منظور الأب //المسكوت عنه//منظور الطفل
الأب (يعلم)——الطفل (يشعر بعدم الفهم)
الشيء الذي يأتينا بلغة ما فوق الحدث، إذ تغتاله كما تغتال منطق الفهم المصاحب له بمنطق سانكرونية الجملة السردية من فعل وفاعل وزمن:
— في المقبرة، دفنوا أخي ونسوا أن يدفنوا جثثينا..
—في المقبرة، دفنوا أختي ونسوا أن يدفنوا جثتي..
لم يعد للأنا النصية جَسَد نَفْسي؛ قَتْل على قَتْل يرديه جثة دون روح ، فيصبح في حالة موات بمعنى الموت النفسي، حيث الجسد يصبح جثة لا فارق ولا فرق إن دفنت أم لا.
وتجد عَرَضَها في مشكل النحافة رغم الأكل:
تحشوني(..) ومع ذلك تظل ساقاي نحيلتين مثل صوص أجرب!!"
بين المنظورين إذن؛ من منظور الأنا النصية باسم الأطفال لمنظور الأب، يحدث تشويش وعدم-فهم لما يريد كل واحد إيصاله للآخر:
- صه! إنه يختبيء في مكان ما!
ماذا لو أعدنا قراءة القصة من هذه النهاية؟
بالتأكيد، ستكون مختلفة عما جاء في هذه القراءة، ولربما تفرض علينا البحث مع الأنا النصية باسم الأطفال "عنه في الدار الكبيرة بالغميضة!"
شكرا لك الأستاذة بوح الياسمين على هذه القصة المبدعة والتي تشهد على أن القصة القصيرة دوما مبدعة في لغتها ولغة القص.
———
———-
الفكرة في إبداعية القصة القصيرة
أنموذج قصة " الغميضة" لبوح الياسمين.
———
بلعوام مصطفى
———————-
أن تكون لديك فكرة هو حدث نادر؛ تقتضي الاحتفال بها عندما تأتي، يقول جيل دولوز. والفكرة هنا ليست هي كل ما يصيغه الفكر في لُغَةٍ تعبر عنها، فهذه الفكرة أو المعنى، إذا أردنا استعمال لُغَة الجاحظ، هي ملزمة للفكر مادام يفكر ولا شغل يعرفه غير إنتاج الفكرة أو التقاطها إن على الطريق أو في أي مكان آخر. وهي ليست تلك التي نكونها مما نراه، ولربما قد نعيشه، فلا نملك غير القول إنها الحياة اليومية بجميع صورها والصورة التي نكونها باعتبارها فكرة نسميها الواقع.
كيف للفكرة أن تصبح إذن حدثا نادرا ؟
مَثَل قصة "الغميضة":
— واقع الحرب بكل دراماتورجيته الإنسانية
الكل يستطيع الكتابة عنه من بعيد أو قريب ويزعم أنه يكتب عنه بكل أمانة، وفي أحسن الأحوال أن له فكرة عنه يختار لها صيغة من بين أنواع صيغ الكتابة. ما الفرق بين كتابة وأخرى حول نفس "الواقع -واقعة الحرب"؟
ثمة كتابة تكتب فكرة مشهد ما لواقع حرب يموت فيه الطفل ضحية قنبلة طائشة أو ما شابه ذلك من غارة جوية تحصده ومن معه.
وقد تلعب بزمن الحكي وزمن "الحدث" كأن
تعتمد على الاسترجاع أو الحذف في بينهما محترمة معمارية "السقطة للذروة". وليس من المستبعد أن ينهج صحفي ما في تقريره نفس الخطاطة لنفس الواقع-واقعة الحرب، مُركزا على وهج الصدمة لتأجيج الشحنات الوجدانية.
وعليه، ما الذي يميز هذا عن ذاك في كتابة نفس الواقع-واقعة الحرب؟ إطلاقا، لا يتأتى ذلك من هذه الأخيرة التي باتت لعبة يومية في ركن من أركان الشارع/الوطن العربي كما المعاني المطروحة في الطريق والتي يعرفها العجمي والعربي (الجاحظ)؛ بل يتأتى أصلا من الموقع الذي نكتب منه، وهو فن القصة القصيرة الذي يخصنا هنا. ويعني ذلك تغيير نظرتنا إلى عملية الكتابة الإبداعية وعلاقتها بموضوعها؛ إذ لا نكتب لأننا نعرف واقعا ما، بل نكتب، أو بالأحرى نجعله مَشغلة للكتابة الإبداعية لا لشيء إلا لأن لدينا "فكرة فنية" تسمح لنا بتحويله إلى إبداع أدبي. كما هي المشغلة السينيمائية بالنسبة لمخرج يقوم بتحويل رواية إلى فيلم. فلكي يحولها فيلما، لا بد له من فكرة سينمائية، يعني "فكرة في السينما" -يقول دولوز- تجعل الرواية قابلة لعملية التحويل". لذا، لا نجد أبدا مطابقة بين الرواية التي يشتغل عليها والنتيجة التي يخرج بها عندما تتحول إلى فيلم.
لنلعب إذن لعبة الغميضة في قصة الأستاذة
بوح الياسمين بناء على أن الفكرة الإبداعية حدث أدبي نادر . نسميها لعبة لأن عنوانها قد يعني كل شيء ما عاد أن يحيل إلى لعبة ما، مثل لعبة الغميضة؛ وهنا تكمن حذاقة
العنوان الذي لا تبوح بوح الياسمين بعلاقة مدلول داله مع مرجعيته، بل تُعلقه بَيْن بَيٌن منذ المسكوت عنه أو اللامفكر فيه.
ونسمي أيضا قراءتنا للقصة بلعبة الغميضة حيث نُغَمِّض عن خارجها ونغامر فقط وفقط بداخلها الذي يبدو لنا يحمل كل ما نحتاجه لقراءته. وذلك انطلاقا من الفرضية التالية:
النص المبدع لا يحتاج إلى سياق لمعرفة أو تلمس حيثياته؛ فسياقه يُعْرَف من ذاته.
ماذا بداخل النص؟
لغته أولا التي هي لُغَة بالمليمتر؛ فكل لفظة
فيه موجبة الحضور وتشير إلى غير ما تعنيه في الجملة؛ بدءاً من بداية القصة:
—في المدينة، علمنا أبي لعبة جديدة—
تبدو عادية كما هي لُغَة القص الحقيقية لما تكون بساطتها مشحونة تتمرد على مرجعية الدلالة/اللفظة. والمعيار في ذلك هو إمكانية حذف لفظة منها أو لا.
هنا، جملة " في المدينة" تبدو غير موجبة، فحذفها قد يعضده ما جاء بعده:
- يختبيء في ركن ما من الدار .
هل كان بالإمكان حذف جملة " في المدينة" للاقتصاد في اللغة وترك لفظة " الدار" هي التي تحدد المكان على اعتبار أنهما تحصيل حاصل.
هنا خطأ القراءة الأفقية التي تتقصى فقط موقع اللفظة في الجملة وليس في جغرافية القصة. لماذا نرى أن جملة " في المدينة" موجبة إن لم نقل حجر الأساس للقصة؟
—-
٢-
الجملة أو تأشيرة القصة:
- في المدينة، علمنا أبي لعبة جديدة.
لن نتعامل مع تأشيرة القصة هنا من منطق أنها "جملة سردية" تقتضي تحليلها اللسني من خلال تركيبتها من فاعل وفعل يتضمنان بعدي الزمن والمكان بغية الخروج بوحدات الحكي المبنينة لها. ولكن نقاربها من منطق
لُغَة القص الذي نترجمه تويضحا كما يلي:
- في المدينة —- علم — نا — أبي — لعبة جديدة // يختبيء — في ركن ما من الدار.
إنها "لعبة جديدة" غيرة مُعرفة ولا تعني أنها لعبة الغميضة. فالأنا النصية تقول أنها لعبة يعلمهم إياها الأب الذي نجهل منظوره على ما يعلمه، أهي لعبة أم شيء آخر. نعرف أنها جديدة وتحتاج إلى التَعلم، أن تُلقن وتُدرب فقد حصل شيء جديد "في المدينة" توحي به اللعبة :
في الدار ——— لعبة ووووز !!! وبووووم!!!
في المدينة ——— ووووز !!! وبووووم !!!
تَعَلُم "اللعبة" استجابة لضرورات ما يجري " في المدينة". غير أنها ستعرف تغيرا "مرة" مع الأب و "مرة" مع الأم، مع كل ما تحمله كلمة "مرة" من وظيفة في معنى " اللعبة"، لننتهي إلى:
من المدينة ———— إلى المخيم
من القتل—————- إلى الموت البطيء
والرابط بينهما هي فكرة "اللعبة الجديدة" التي تستثمرها الأستاذة بوح الياسمين من
حيث هي مشغلة الكتابة الإبداعية ل "فكرة فنية" تسمح لها بتحويلها إلى قصة قصيرة مبدعة.
- اللعبة: يختبيء في ركن ما من الدار... وزززززززز، يئز مثل طائرة، نبحث عنه في كل مكان (...)بووووووووم... يدوي مثل صاروخ، نرتمي على الأرض قتلى! يظهر أبي فجأة؛ ننهض ونتسابق من يلمس ساق التينة أولا! نضحك كثيرا، ونتسلى كل يوم!!"
الأب "يعلم" اللعبة و "نا" الأنا النصية باسم الأطفال ترصد تفاصيلها من "التطبيق"، أي أن التصور الذي سنكونه عنها هو ما تريد أن تعطينا إياه الأنا النصية باسم الأطفال فقط.
هل هي تحدث عن لعبة الغميضة بالفعل؟ وماهي لعبة الغميضة حتى نعرف إن كانت تتحدث عنها أم عن شيء آخر؟ الأنا النصية باسم الأطفال تقول لا أقل ولا أكثر:
— نختبيء— يئز مثل طائرة — يدوي مثل صاروخ —نرتمي قتلى — ننهض — نضحك كثيرا ونتسلى كل يوم!!——
من منظور الأنا النصية باسم الأطفال يتعلق الأمر بلعبة جديدة غايتها الضحك والتسلية كما هي كل لعبة تستهوي أي طفل؛ شريطة ألا يتغير شيء من عالمه ويعود إليه كما كان عليه من قبل الدخول فيها، أي اللعبة. وهنا
ماهية اللعبة وجوهرها في عالم الطفولة :
"إن الطفل لا يلعب مع الفقد ( أو الفقدان)، بل يلعب مع التلاقي ثانية للذي يفقده أثناء لعبة الغياب والحضور". هذا ما تقوله ماري-فرانس غرينشبون في كتابها ؛ "الشعور بعدم الفهم في لعبة الغميضة".
غير أن الأنا النصية باسم الأطفال تحدد من البدء علاقتهم باللعبة التي تأتي بها من حيّز " التعلم" : - "علمنا أبي لعبة جديدة".
من منظور الأب، نرى اللعبة تتكون من عدة محاور متداخلة ببعضها البعض :
- محور لعبة "كما لو أن ...."
- محور لعبة "التظاهر بالموت"
- محور لعبة " الاختفاء — بيكا بو"
- محور لعبة " الغميضة"
لذا فهي لعبة جديدة تستدعي التعلم وفق الأب وتقتضي النظر إليها من منظوره لفهم مقصديتها موازاة لمنظور الأنا النصية باسم
الأطفال، وهو ما نسميه المسكوت عنه في
كلا المنظورين. فلنتتبع تشكيله عبر النص.
تكاد تتفرع القصة على فصول موزعة بإطار صورتين كأننا أمام عرض مسرحي.
——-
٣-
إطار الصورة الأولى:
******
- الفصل الأول : تعلم اللعبة حيث الأطفال يضحكون كثيرا، ويتسلون كل يوم!!
- الفصل الثاني : " مرة، أز أبي مثل طائرة، ثم دوى مثل صاروخ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهض! احتضن بقايا التينة؛ وضحك أبي لوحده! في المقبرة، دفنوا أخي، ونسوا أن يدفنوا جثثينا..."
- الفصل الثالث: " قال أبي : سأذهب لأحرس كرم الثين، تلعبان مع أمكما ريثما أعود (...) مرة، أزت أمي مثل طائرة، ثم دوت مثل صاروخ، ارتمينا على الأرض قتلى، ولم ننهض! ضحكت أمي لوحدها، وغدت عيناها نهرين. في المقبرة، دفنوا أختي ونسوا أن يدفنوا جثتي ..."
_________
إطار الصورة الثانية :
******
- الفصل الختامي : "في المخيم، لا عمل لأمي سوى العناية بي ..." إلى نهاية الفصل.
————
الديكور لا يتغير في الفصل الثاني والفصل الثالث داخل إطار الصورة الأولى؛ ما يتغير فيهما هو توزيع الأدوار بين الأب والأم من جهة، وقتل طفل في كل دور لهما من جهة أخرى، بذات اللعبة وكأننا أمام مرآة تعكس
نسخة واحدة لفصلين. هل هناك تناقض ما
في دور الأب الذي يوكل زوجته نفس اللعبة وقد فقد طفلة أثناء اللعب معها وأخويها؟
للإجابة، يلزمنا فرز خيوط لعبتنا مع القصة:
يعلم الأب اللعبة —مرة—- تصبح حقيقة
تأخذ الأم دوره —- مرة —- تصبح حقيقة
تأخذ الأم دور الأب؛ لأن في المدينة طائرات وصواريخ؛ ولأن "كرم التين"يحتاج حراسة...
وفِي كل مرة، هناك لفظة "مرة" تضع الزمن قاب قوسين...! "فمرة واحدة لا تكفي" كي "يسقط الستار!". وعليه، لا يوجد أي تناقض
أو خلل في منطقية مجريات الأحداث؛ فقط ثمة مفارقة بمعناها الفلسفي، تلعب بها أو عليها فنيا الأستاذة بوح الياسمين، فتعطينا قلب معادلة في نص "قصصي الروح" يفرض نوعا آخر من القراءة بعيدا عن نمطية قراءة " الجملة السردية" التي أبانت عن محدودية نجاعتها منذ أكثر من عشرين سنة في النقد الأدبي الغربي على الأقل.
المعادلة :
الطفل :
——-يلعب مع الفقد للتلاقي ثانية وتستمر اللعبة
الأب :
—— يلعب مع التلاقي للفقد وتنتهي اللعبة
وهنا ما تحدثنا عنه سابقا حول "الفكرة في الأدب" مع جيل دولوز التي هي حدث نادر، يقتضي الاحتفال بها. فكرة فنية تنهض على وضع منظورين في حالة توتر يخلقان ارتباكا جراء اللعب بالمسكوت عنه فيهما:
منظور الأب //المسكوت عنه//منظور الطفل
الأب (يعلم)——الطفل (يشعر بعدم الفهم)
الشيء الذي يأتينا بلغة ما فوق الحدث، إذ تغتاله كما تغتال منطق الفهم المصاحب له بمنطق سانكرونية الجملة السردية من فعل وفاعل وزمن:
— في المقبرة، دفنوا أخي ونسوا أن يدفنوا جثثينا..
—في المقبرة، دفنوا أختي ونسوا أن يدفنوا جثتي..
لم يعد للأنا النصية جَسَد نَفْسي؛ قَتْل على قَتْل يرديه جثة دون روح ، فيصبح في حالة موات بمعنى الموت النفسي، حيث الجسد يصبح جثة لا فارق ولا فرق إن دفنت أم لا.
وتجد عَرَضَها في مشكل النحافة رغم الأكل:
تحشوني(..) ومع ذلك تظل ساقاي نحيلتين مثل صوص أجرب!!"
بين المنظورين إذن؛ من منظور الأنا النصية باسم الأطفال لمنظور الأب، يحدث تشويش وعدم-فهم لما يريد كل واحد إيصاله للآخر:
- صه! إنه يختبيء في مكان ما!
ماذا لو أعدنا قراءة القصة من هذه النهاية؟
بالتأكيد، ستكون مختلفة عما جاء في هذه القراءة، ولربما تفرض علينا البحث مع الأنا النصية باسم الأطفال "عنه في الدار الكبيرة بالغميضة!"
شكرا لك الأستاذة بوح الياسمين على هذه القصة المبدعة والتي تشهد على أن القصة القصيرة دوما مبدعة في لغتها ولغة القص.
———
غلبت الروح الشعرية على القصة ، فضلا معالجتها عدة
مضامين منها الموت كاحد اسئلة الكبرى و حنين الذكريات متماسكة البناء و الحبك لا
تتركك قبل ان تنفض دلالتها في نفسك و تبرز في عقلك ، قول و عمل و فكر ..دمتم بكل
ألق.
الغميضة
توضيح: لعبة مشهورة بين الاطفال في العراق و لم يشارك فيها الاباء او الكبار ابدا وفيها يسنداحد الاطفال ساعديه على جدار ويضع جبهته مع تغميض عينيه وينتظر قائد المجوعة ينادي بكلمة حلال، حلال، حلال. فيقوم بالبحث عن المختبأين وما ان يعثر على احد منهم حتى يقع الدور عليه.
بالنسبة للقصة
١- اكسبت الكاتبة العنوان واستخدمته جاذبية شعبية مشهورة بين البلدان فما ان تقع عليه عين القارى حتى تتوقد لمتابعته
٢-الشخوص الاب الام والاخوة اي عائلة نجدها في مسرح الحدث تحاول التشبث بالحياة الطبيعية اليومية الأسرية
٣- مكان الحدث الحوش او الحديقة استخدم بشكل رائع لجعله ساحة معركة اكثر مما هو مكان طبيعي ووظفت كلمات وزززز، وبوووم لجعلها اقرب لمعركة منها كلعبة
٤-موت الجميع في الحدث وتحولهم الى جثث قد ينهي الحدث والقصة عند هذه النهاية دفنوا اخي ونسوا ان يدفنوا جثتينا فالكاتب يكتب للقراء وليس للنقاد او المحترفين لكي نلتقط اللامنطقية بالحدث او الواقع اليومي
٥-تبدا القصة ثانية باستهلال قولي قال ابي: تشير الى الحس الابوي الفعلي او، العاطفي الفنتازي لتبقي تاثير القول لكنها انهت دور ه في استمرارية الحدث ال المتوقع في السير عندما اعطته دور آخر وهو دور الحراسة او الرجولي رغم انه استشهده في استهلالية القصة في مقطعها الاول لتاخذ الام مكانه في الواجب واللعب لكنها كام لاتحسن اللعبة وهنا ربما تشير الكاتبة لامريم
ا- لضعف المراة ككائن رقيق حتى في الدوي للام اشارة لامر ضعيف وهذا يبعدنا عن ساحة المعركة التي لانتحكم في دورتها و رغم خسارة الاخت في دوية الام فكقارئ افقدني الربط بين عدم مساواة القدرة للام بالاب والدوي الذي يفقدنا انسان في كل دوية
ب- استقلالية الحبكة بما ياتي لاكمال القصة اي بدانا حدثا اخر
٦- اعطت الكاتبة وصف لما يدور في المخيم من ماساة والم التهجير والاختلاطات باجناس بشرية مختلفة ومعاناة الاطفال والامهات فاعطت الكاتبة وصف وانا اعتبر هذا الجزء يصلح كقصة بحالها فوصف سيقان الاطفال النحيفة بصيصان ارعب المشهد لكنه صراع بين الحس الطفولي باالاصرار على اللعب والاحساس بالامومة والخوف المركب مما سيحدث
فختمت القصة بهذا الصراع ليبقي للامل حكاية دائمة
توضيح: لعبة مشهورة بين الاطفال في العراق و لم يشارك فيها الاباء او الكبار ابدا وفيها يسنداحد الاطفال ساعديه على جدار ويضع جبهته مع تغميض عينيه وينتظر قائد المجوعة ينادي بكلمة حلال، حلال، حلال. فيقوم بالبحث عن المختبأين وما ان يعثر على احد منهم حتى يقع الدور عليه.
بالنسبة للقصة
١- اكسبت الكاتبة العنوان واستخدمته جاذبية شعبية مشهورة بين البلدان فما ان تقع عليه عين القارى حتى تتوقد لمتابعته
٢-الشخوص الاب الام والاخوة اي عائلة نجدها في مسرح الحدث تحاول التشبث بالحياة الطبيعية اليومية الأسرية
٣- مكان الحدث الحوش او الحديقة استخدم بشكل رائع لجعله ساحة معركة اكثر مما هو مكان طبيعي ووظفت كلمات وزززز، وبوووم لجعلها اقرب لمعركة منها كلعبة
٤-موت الجميع في الحدث وتحولهم الى جثث قد ينهي الحدث والقصة عند هذه النهاية دفنوا اخي ونسوا ان يدفنوا جثتينا فالكاتب يكتب للقراء وليس للنقاد او المحترفين لكي نلتقط اللامنطقية بالحدث او الواقع اليومي
٥-تبدا القصة ثانية باستهلال قولي قال ابي: تشير الى الحس الابوي الفعلي او، العاطفي الفنتازي لتبقي تاثير القول لكنها انهت دور ه في استمرارية الحدث ال المتوقع في السير عندما اعطته دور آخر وهو دور الحراسة او الرجولي رغم انه استشهده في استهلالية القصة في مقطعها الاول لتاخذ الام مكانه في الواجب واللعب لكنها كام لاتحسن اللعبة وهنا ربما تشير الكاتبة لامريم
ا- لضعف المراة ككائن رقيق حتى في الدوي للام اشارة لامر ضعيف وهذا يبعدنا عن ساحة المعركة التي لانتحكم في دورتها و رغم خسارة الاخت في دوية الام فكقارئ افقدني الربط بين عدم مساواة القدرة للام بالاب والدوي الذي يفقدنا انسان في كل دوية
ب- استقلالية الحبكة بما ياتي لاكمال القصة اي بدانا حدثا اخر
٦- اعطت الكاتبة وصف لما يدور في المخيم من ماساة والم التهجير والاختلاطات باجناس بشرية مختلفة ومعاناة الاطفال والامهات فاعطت الكاتبة وصف وانا اعتبر هذا الجزء يصلح كقصة بحالها فوصف سيقان الاطفال النحيفة بصيصان ارعب المشهد لكنه صراع بين الحس الطفولي باالاصرار على اللعب والاحساس بالامومة والخوف المركب مما سيحدث
فختمت القصة بهذا الصراع ليبقي للامل حكاية دائمة
قصة ممتعة كمضغة في الحروب الطاحنة وذل اركاع
الشعوب لمذلة التطاحن وخلق الفتنة في الحرب اب يعلم أبنائه الانبطاح للموت عند
ازيز المدافع والطائرات ويجعله كلعبة غميضة في حين انه واقع مر تعيشه بعض الشعوب
العربية بين تناقضات السياسة والحرب الدائرة طحاها والطفولة ومعاناتها بين الكر
والفر براميل متفجرة وازيز طائرات وموت وجثث واطفال تلعب بالموت المؤجل.
الحرب وما تقوم به من ويلات قد يكون الجرح والقتل
أقلها ألما لقلب الأب والأم عندما يفيض حزنا على زهرات لم تكتمل بعد تلعب هنا
وهناك، تتسرسب من بين الاصابع بنفس ترتيب اللعبة، الغميضة هي اللعبة الكبرى للحرب
التي تضرب وتختبئ تصيب وتقتل وهي بعيد الأداء بيد من لا ندري، الغميضة اسلوب
سهل ولكنه عميق، أصاب الكثير داخل القلب، الصيصان تعبير مدهش ولكنه مؤلم في نفس
الوقت لأن الصيصان هي صغار الفرخ، والصيصان لا تلعب الغميضة ولكن الصيصان تختبئ
فقط تحت أجنحة أمها، والأب والأم لم يعد لديهم أجنحة لقد طارت مع الذهاب إلى
المخيم، العار بلا غطاء أو اجنحة.
تحياتي للكاتبة بوح الياسمين
تحياتي للكاتبة بوح الياسمين
قصة متميزة ورأيتها كذلك منذ أول مرة قرأتها،
فالموضوع واختيار طريقة الحكي والسرد والتصوير كانت ناجحة جدا. فهي من القصص التي
تظل عالقة بالتفكير. هنيئا للصديقةبوح الياسمين على هكذا إبداع
نصك في غايه الروعه
وشخوصك نراهم اكثر مما نقراهم
اعتذر عن عدم ايفاء النص حقه وما يستحقه .. هو علامه مميزه في فن القص لم اتمكن لضيق الوقت من الاشاره اليها في عجالتي
..
تقديري مبدعتنا الغاليه
الغميضة
لعبة ... حرب. مواجهة ... هروب
وفي كل الحالات موت ينتظر
أتت في نصفين مختلفين، نصف أول يقوده قائد قوي لم يتخلى عن دوره حتى في لحظات الفقد، بل صار دوره أكثر شمولية ولم يقتصر على حماية أطفاله.
صورة الأب هنا لم تختلف عن صورته التى رسمتها له القصة أو حتى الرواية العربية
فهو المربي ... المدرب .... مصدر القوة
هو الذي توجس الخطر قبل حدوثه فراح يدرب أطفاله على مواجهته
من يلمس ساق التينة أولا
التينة رمز التحمل والقوة، والتي ترمز في هذه القصة إلى حالة عاطفية ضعفت للحظة في شخصية الأب ( عند حدوث الفقد) فاحتضن بقاياها وشعر بأهميتها وأن قوتها لا تأتي بحماية أطفاله فقط داخل بيته فلا بد له من الخروج إلى وضع أعم يشارك فيه من يقف في الخطوط الأمامية حارسا لها
النصف الثاني من الغميضة
تسلط فيه الكاتبة الضوء على دور الأم في غياب الأب الذي لم تمنع حراسته من حدوث ألم وفقد جديد
ليأتي دور الحماية بطريقة مختلفة ( هذه المرة تمثلت بالهروب من ساحة المواجهة) وتأمين كل ماتستطيع لآخر مالديها ... إغلاق الباب ومنعه من مشاركة أقرانه في تلك اللعبة المخيفة، لكن الفاجعة طرقت بابها من جديد وكأني بالكاتبة تقول :
لاهروب من الموت.
الغميضة التي بدأت بلعبة تنتهي بذاتها وكأن كل ماجرى هو جزء من تلك اللعبة.
فقط أشير هنا إلى بعض الجمل التقريرية مثل :
أمي لا تجيد تسليتنا ...
لا عمل لأمي سوى العناية بي
أمي دائمة القلق علي
وأتساءل عن مغزى ضحكة الأب والأم في لحظة الموت.
في النهاية
القصة أكثر من جيدة . تستحق الكاتبة عليها التهاني
مع التحية
لعبة ... حرب. مواجهة ... هروب
وفي كل الحالات موت ينتظر
أتت في نصفين مختلفين، نصف أول يقوده قائد قوي لم يتخلى عن دوره حتى في لحظات الفقد، بل صار دوره أكثر شمولية ولم يقتصر على حماية أطفاله.
صورة الأب هنا لم تختلف عن صورته التى رسمتها له القصة أو حتى الرواية العربية
فهو المربي ... المدرب .... مصدر القوة
هو الذي توجس الخطر قبل حدوثه فراح يدرب أطفاله على مواجهته
من يلمس ساق التينة أولا
التينة رمز التحمل والقوة، والتي ترمز في هذه القصة إلى حالة عاطفية ضعفت للحظة في شخصية الأب ( عند حدوث الفقد) فاحتضن بقاياها وشعر بأهميتها وأن قوتها لا تأتي بحماية أطفاله فقط داخل بيته فلا بد له من الخروج إلى وضع أعم يشارك فيه من يقف في الخطوط الأمامية حارسا لها
النصف الثاني من الغميضة
تسلط فيه الكاتبة الضوء على دور الأم في غياب الأب الذي لم تمنع حراسته من حدوث ألم وفقد جديد
ليأتي دور الحماية بطريقة مختلفة ( هذه المرة تمثلت بالهروب من ساحة المواجهة) وتأمين كل ماتستطيع لآخر مالديها ... إغلاق الباب ومنعه من مشاركة أقرانه في تلك اللعبة المخيفة، لكن الفاجعة طرقت بابها من جديد وكأني بالكاتبة تقول :
لاهروب من الموت.
الغميضة التي بدأت بلعبة تنتهي بذاتها وكأن كل ماجرى هو جزء من تلك اللعبة.
فقط أشير هنا إلى بعض الجمل التقريرية مثل :
أمي لا تجيد تسليتنا ...
لا عمل لأمي سوى العناية بي
أمي دائمة القلق علي
وأتساءل عن مغزى ضحكة الأب والأم في لحظة الموت.
في النهاية
القصة أكثر من جيدة . تستحق الكاتبة عليها التهاني
مع التحية
تحية، وعرفان، للأستاذة منال خطاب.
أدارت أسبوع القصة بعناية فائقة، وروح قتالية، بمتابعتها اللصيقة، والحميمة، لولاها ماتحقق كل هذا الثراء للفعالية.
وتمنياتي بالتوفيق للأستاذة المبدعةبوحالياسمين. لولا نصها الباذخ، لما تحقق للأسبوع هذا الثراء الفكري، والنقدي.
وكل الشكر للأساتذة الأجلاء، الذين قدموا عصارة فكرهم، وأمتعونا بدراساتهم، وقراءاتهم، وانطباعاتهم.
اتمنى لكم جميعا التوفيق، وأشكركم من كل قلبي.
وإلى لقاء في أسبوع جديد لقصة الشهر.
أدارت أسبوع القصة بعناية فائقة، وروح قتالية، بمتابعتها اللصيقة، والحميمة، لولاها ماتحقق كل هذا الثراء للفعالية.
وتمنياتي بالتوفيق للأستاذة المبدعةبوحالياسمين. لولا نصها الباذخ، لما تحقق للأسبوع هذا الثراء الفكري، والنقدي.
وكل الشكر للأساتذة الأجلاء، الذين قدموا عصارة فكرهم، وأمتعونا بدراساتهم، وقراءاتهم، وانطباعاتهم.
اتمنى لكم جميعا التوفيق، وأشكركم من كل قلبي.
وإلى لقاء في أسبوع جديد لقصة الشهر.
محسن الطوخي
التسميات: قصة الشهر