قصة شهر مارس 2020.. " شبق " للأديب الفلسطيني/ عمر حمش
قصة شهر مارس 2020
بعنوان " شبق "
للأديب الفلسطيني/ عمر حمش
________________
أشرفت الأستاذة منال خطاب على تقديم فعالية " قصة الشهر " في الأسبوع الثالث من
شهر مارس 2020.
والموافق الجمعة 20 /03/ 2020
وتناول الأسبوع قصة " شبق "،
للأديب / عمر حمش.
-
المراجعة اللغوية لنص القصة :
الأستاذة / مهدية أماني.
-
فريق التسجيلات الصوتية : الأستاذ
عامر العيثاوي / الأستاذة غادة
هيكل/ الأستاذة درصاف الذيب/ الأستاذة إيزيس عباس.
وفيما يلي تسجيل للفعالية، تبدأ بتقديم
الأستاذة منال، ثم نص القصة، يتلوه تعليقات
ومداخلات الأصدقاء بترتيب وصولها إلى
المنشور.
يمكن سماع التسجيل الصوتي على قناة "واحة القصة القصيرة " على يوتويوب.
مع وافر تحياتي
________________________
أحبتي
خصصت واحة القصة القصيرة الأسبوع الثالث من كل شهر لاستعراض واحد من النصوص علي سبيل المدارسة، وتبادل المعرفة.
ولما كنا نعدكم من ضمن أبرز المساهمين في هذا الفن، إبداعا، ورؤية. فإننا نأمل في إثرائكم فاعلية قصة الشهر بتقديم رؤية، ولو في عجالة، عن القصة التي سيتم طرحها للمناقشة الآن. و سوف ينشر النص أيضا ببعض الصحف المصرية من قبيل حرص الواحة للأعلام عن مبدعيها. كما ستعد مدونة مكتملة، كتوثيق لكل التعليقات والدراسات، ويحتفظ بها فى أرشيف الواحة.
مع خالص الود والتقدير لكل من يشاركنا العُرس الشهرى.
والقصة التي فازت بالترشيح لهذا الشهر ، من إبداعات الكاتب الفلسطيني: عمر حمش بعنوان " شبق ". وقد نشرت بتاريخ ١٥ فبراير ٢٠٢٠ وإليكم نص القصة.
----------------
شبق
لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار!
كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه، وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه، ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه!
رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ!
وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول:
- كُلني!
فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ، حتى فوجِئ بصوت أمّها الضعيفِ؛ يوقف العربة، ثمّ وهي تنزِل؛ تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ، ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه:
( للأمراضِ العقليةِ ).
وقد
حظي النص بمجموعة من المناولات النقدية، نستعرضها بترتيب ورودها لكل من
الأساتذة:
1 -
فاضل فاضل
2 - أم
صباح صباح ( أميمة الحسن )
3 – سيد
جعيتم
4 –
حسان الجودي
5 –
محمود عودة
6 –
سمير عصر
7 –
محسن الطوخي
8 –
نهلاء توفيق
9 –
لطيف عبد السالم
10 –
منى احمد البريكي
11 –
غادة هيكل
12 –
غبد السلام هلال
13 –
صابر الجنزوري
14 –
عبد السلام القطري
15 –
خالد بدوي
16 –
ندا الرفاعي
17 –
شادية محمد
18 –
منى عز الدين
19 –
أنا توليب
20 –
زيدان عبد الملك
21 –
كريم جبار الناصري
22 –
سيناء محمود
23 –
نبيل النجار
24 –
سليمان جمعة
25 –
ضياء الشرقاوي
26 – عدنان
لطيف
27 –
سيد عثمان
28 –
فاضل العذاري
29 –
سمير الأسعد
30 –
بسام الأشرم
31 –
حمدي عليوة
32 –
المنجي بن خليفة
33 –
ميسون السعدي
34 –
عبد الرؤوف هيكل
35 –
سعدية بن دهمان
36 –
صديقة صديق علي
37 –
محمد رسلان
38 –
نصير السماوي
39 –
الزهرة الصالح
40 –
أحمد عثمان
41 –
حدريوي مصطفى العبدي
42 –
حيدر الأديب
43 - درصاف الذيب
43 - درصاف الذيب
هيا بنا نتابع
آراء أولئك النخبة من أدباء، ونقاد القصة القصيرة
fadel fadel
![]() |
فاضل فاضل |
تبدأ
قراءة القصة من عنوانها شبق: التي تعني لغويا شدة الرغبة الجنسية وقد أراد الكاتب
أن يعطي للعنوان دلالات كثيرة وأسقاطات واسعة شملها النص فتدخل في النواحي النفسية
للشخصيتين الرئيسيتين في القصة فكلاهما من جنس بشري له حاجات بايلوجية ورغبات حادة
أستثمر الكاتب وبذكاء أدبي وفكري وعلمي حركات اليدين وميلان الجسد للفتاة والرأس
ومواضعهما من جسد بطل القصة وهروب بطلها محترقا ليستخدم هذه الكلمة ليلهب الحدث
نحو مشاهد الأشجار لعلها تنسيه تلك اللحظة أو ليشد القارئ نحو مشهد درامي يتخيله
سيصل به الى نهاية رومانسية بين البطلين قد تكون داخل السيارة أو على اقل تقدير
سيحظى بموعد للقاء .
أستخدم الكاتب كل ادوات الواقع في تلك العجلة
فتنقل في الدلالات الرمزية أبتدأ من تجاوز العجوز للبطلين وكأنها تترك لهما حرية التصرف أو أنها تعمل في هذا العمل الرخيص لبيع الجسد وينتقل الكاتب ليعطي رمزية لموضع رأس البطلة وتخيلات البطل لها كغجرية ثم وجه السائق الخشن في المرآة كانه يراقب ما يدور في المقعد الخلفي للسيارة ويتابع تفاصل الحركات بينهم منتظراً حدثاً اكبر ووصف الكاتب لوجه بالخشن للدلالة على الفضول للكثيرين أو حتى الطمع بأن يأخذ مكانه وأعطى للأغنية المذياع وقعاً رومانسياً. ينتقل بنا الكاتب الى الخاتمة الصادمة المدهشة ألتي أضافت للنص روحاً وتأججاً ينسف ما قدمه النص من السرحان في أجواء الرومانسية في المقعد الخلفي.
أن قراءة النص المكثف المختزل بتفاصيله يخبرنا بكاتب مبدع متمكن من لغته وحركة أبطاله وأدارته للمشهد في السرد
فاضل العباس العراق
أستخدم الكاتب كل ادوات الواقع في تلك العجلة
فتنقل في الدلالات الرمزية أبتدأ من تجاوز العجوز للبطلين وكأنها تترك لهما حرية التصرف أو أنها تعمل في هذا العمل الرخيص لبيع الجسد وينتقل الكاتب ليعطي رمزية لموضع رأس البطلة وتخيلات البطل لها كغجرية ثم وجه السائق الخشن في المرآة كانه يراقب ما يدور في المقعد الخلفي للسيارة ويتابع تفاصل الحركات بينهم منتظراً حدثاً اكبر ووصف الكاتب لوجه بالخشن للدلالة على الفضول للكثيرين أو حتى الطمع بأن يأخذ مكانه وأعطى للأغنية المذياع وقعاً رومانسياً. ينتقل بنا الكاتب الى الخاتمة الصادمة المدهشة ألتي أضافت للنص روحاً وتأججاً ينسف ما قدمه النص من السرحان في أجواء الرومانسية في المقعد الخلفي.
أن قراءة النص المكثف المختزل بتفاصيله يخبرنا بكاتب مبدع متمكن من لغته وحركة أبطاله وأدارته للمشهد في السرد
فاضل العباس العراق
قراءة
انطباعية لنص (شبق)
* للقاص عمر حمش
-ذكر ،"فرانك أوكوتو"،صيغة ووصف جيد للقصة القصيرة "ليست القصة القصيرة، قصيرة لأنها صغيرة الحجم وإنما هي كذلك لأنها عولجت علاجاً خاصاً، وهو أنها تناولت موضوعاً على أساس رأسي لا أفقي، وفجّرت طاقات الموقف الواحد بالتركيز على نقاط التحول فيه.
-فالتشويق في قصة (شبق) بالمفهوم العام والتكنيك الفني الحرفي كان لهما دور هام لإنجاح النص فقد استطاع أن يقول الكثير في كلمات مغتضبة، وترتكز على الأتي:
إطار العام للقصة:
“شبق" لا تسرد قصة بقدر ما تطلق صرخة مدوية في وجه مرآة الذات وقبحها ، وكل ناظر إلى لمرآة ذاته يرى هذا العمق الصارخ، شعور متجسدا في ربكة وحيرة، تلك هي القصة وهي تنسج الصراع الداخلي فيرى فيها الناظر ما يخاف أن يراه في نفسه وتحدي و مواجهتها وجها لوجه .
-فالقارىء هنا يتماهى مع هذه الأنا في القصة التي تبوح في مكنوناتها بهذا الصراع بين الرغبة والخوف، الذي يسرد لنا خلجاته ومكنونه وتداعيت الصراع كأنه على كرسي الاعتراف .
اختفى من النص أهمية الزمان، وسيطر المكان ليفضح لنا عورة الحقيقة الذكورية
في هذه التجربة الفريدة والصراع الداخلي ، للشخصية الرئسية.
-المكان "في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة" تحديد المكان هنا مهم ،لأنها يقوى فكرة النص، ويأجج الصراع ،ويخدم تداعيات الحدث، كما يبين لنا في مقبل الأحداث المتلاحقة.
الصراع:
-وهو المشكلة، أو المعاناة فلا يمكن للمرء أن يشعر بأنه بخير إذا ما كان يعيش صراعا أو إذا ما كان يشعر بالذنب أو
والقهر و الأحاسيس عند الراوي، والأزمة التي ولدت هذا الصراع، بين الرغبة وتعالى الشعور في داخله ،وكبت شعور الشهوة أو إطلاق العنان لها.
"وساقُها الممتلئةُ مالت عليه"
ومحاولاته يتجاهل الشعور
"هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ"
ثم عاودته الامارة بالسوء، مرة اخرى رغم محاولاته بالأشغال، الأ أن استعداده النفسي كان بالمرصاد ب" أغنيّة غَنجَت في المِذياع"، ولم يجد بديلا غير الباب ليعوضه الشعور فلتصق به "فانكمشَ ملتصقا بالباب،"
وكذلك الخروج من إطار الجو الداخلي بالأشغال بالعالم الخارجي" وتشاغَل بركضِ الأشجار! "
حتى هروبه للعالم الخارجي تحول إلي صراع داخلي من جديد رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدر.
الشخصيات:
*شمل الشخصية الرئيسية، و العنصر الاساسي في الحبكة الذي تتنازع فيه قوتان داخل نفسه، وهما شعوران يظهران تناقضه، والزاوية التي يرى بها المجتمع الجنس ، والشكوك والمخاوف التي تتبع المتعة الجنسية في غير مكانها.
و يحاول طرح أفكاره الداخلية كأنه ينبش في ذاكرته، ولا يستطيع القارئ معرفة أفكار بقية الشخصيات، ربما عن قصد يريد الراوي شد القارىء أكثر فهى مفتاح القصة كما يظهر فيما بعد.
* وكذلك هناك الشخصية التي تدور حولها القصة و التي تؤثر سير على الحبكة( الفتاة )التي تصور الراوي أنها تبادله الشعور وتتجاوب معها "ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت،" فجرى فيه وحشٌ، "أصابعُها تحرّكت مترنمةً،" ورأسُها استلقى على صدرِه" وهي ايضا مؤشرات أن البطل يبحث له عن حجة لاضطراباته النفسية والتمدد فيها
* وهناك المرأة العجوز "لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز" تأكيدا لحججه والمغيبة تغيب يخدم النص
*وكذلك( عين الرقيبب) لتطور الشعور والمرشد الذي لم يكن باستطاعته تغيبه وهو الضمير( المرآة) أو ربما تعني المجتمع الذي يفرض قوانينه دون رغبتك
ويعمل على توجيهك "وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه"
*وهناك عنصر مهم آخر هو الأشجار فهى جزء أصيل في الصراع "هرب محترقاَ إلى الأشجار،" تشاغَل بركضِ الأشجار" فلها دور واضح في الصراع.
وجهة النظر:
تُروى القصة بصيغة المتكلم، بحيث أصبح الرواي أحد شخصيات القصة، ويطرح أفكاره الداخلية ،بصوت مسموع ، ولا يستطيع القارئ معرفة أفكار الآخرين في القصة ،لأن الكاتب يريد أن يوصل القارىء لزروة الحدث ،بهذه الطريقة، والتي يعتمد عليها لمزيد من التشويق.
الحبكة:
-وهي الترتيب الذي اختاره الكاتب لتقديم الأحداث في القصة، فقد عمد الكاتب إختيار المكان ،فهو مجرد مقعد خلفي في عربة فالحيز ليس ضيق المكان ،وإنما المساحة من حيث صعوبة امتلاك معرفة أو معلومة عن شخص في لقاء غير مرتب له ،يعتمد علي الصدفه وهذا يقوى إحساس القارىء ،ربما تكون هناك استجابة من الطرف الآخر حقيقة وهذا م يريد إثباته الراوي،
ليقوى رغبة القارئ ويشده ليعرف إلى ما تؤول إليه الأمور،وتداعيات النص
* للقاص عمر حمش
-ذكر ،"فرانك أوكوتو"،صيغة ووصف جيد للقصة القصيرة "ليست القصة القصيرة، قصيرة لأنها صغيرة الحجم وإنما هي كذلك لأنها عولجت علاجاً خاصاً، وهو أنها تناولت موضوعاً على أساس رأسي لا أفقي، وفجّرت طاقات الموقف الواحد بالتركيز على نقاط التحول فيه.
-فالتشويق في قصة (شبق) بالمفهوم العام والتكنيك الفني الحرفي كان لهما دور هام لإنجاح النص فقد استطاع أن يقول الكثير في كلمات مغتضبة، وترتكز على الأتي:
إطار العام للقصة:
“شبق" لا تسرد قصة بقدر ما تطلق صرخة مدوية في وجه مرآة الذات وقبحها ، وكل ناظر إلى لمرآة ذاته يرى هذا العمق الصارخ، شعور متجسدا في ربكة وحيرة، تلك هي القصة وهي تنسج الصراع الداخلي فيرى فيها الناظر ما يخاف أن يراه في نفسه وتحدي و مواجهتها وجها لوجه .
-فالقارىء هنا يتماهى مع هذه الأنا في القصة التي تبوح في مكنوناتها بهذا الصراع بين الرغبة والخوف، الذي يسرد لنا خلجاته ومكنونه وتداعيت الصراع كأنه على كرسي الاعتراف .
اختفى من النص أهمية الزمان، وسيطر المكان ليفضح لنا عورة الحقيقة الذكورية
في هذه التجربة الفريدة والصراع الداخلي ، للشخصية الرئسية.
-المكان "في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة" تحديد المكان هنا مهم ،لأنها يقوى فكرة النص، ويأجج الصراع ،ويخدم تداعيات الحدث، كما يبين لنا في مقبل الأحداث المتلاحقة.
الصراع:
-وهو المشكلة، أو المعاناة فلا يمكن للمرء أن يشعر بأنه بخير إذا ما كان يعيش صراعا أو إذا ما كان يشعر بالذنب أو
والقهر و الأحاسيس عند الراوي، والأزمة التي ولدت هذا الصراع، بين الرغبة وتعالى الشعور في داخله ،وكبت شعور الشهوة أو إطلاق العنان لها.
"وساقُها الممتلئةُ مالت عليه"
ومحاولاته يتجاهل الشعور
"هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ"
ثم عاودته الامارة بالسوء، مرة اخرى رغم محاولاته بالأشغال، الأ أن استعداده النفسي كان بالمرصاد ب" أغنيّة غَنجَت في المِذياع"، ولم يجد بديلا غير الباب ليعوضه الشعور فلتصق به "فانكمشَ ملتصقا بالباب،"
وكذلك الخروج من إطار الجو الداخلي بالأشغال بالعالم الخارجي" وتشاغَل بركضِ الأشجار! "
حتى هروبه للعالم الخارجي تحول إلي صراع داخلي من جديد رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدر.
الشخصيات:
*شمل الشخصية الرئيسية، و العنصر الاساسي في الحبكة الذي تتنازع فيه قوتان داخل نفسه، وهما شعوران يظهران تناقضه، والزاوية التي يرى بها المجتمع الجنس ، والشكوك والمخاوف التي تتبع المتعة الجنسية في غير مكانها.
و يحاول طرح أفكاره الداخلية كأنه ينبش في ذاكرته، ولا يستطيع القارئ معرفة أفكار بقية الشخصيات، ربما عن قصد يريد الراوي شد القارىء أكثر فهى مفتاح القصة كما يظهر فيما بعد.
* وكذلك هناك الشخصية التي تدور حولها القصة و التي تؤثر سير على الحبكة( الفتاة )التي تصور الراوي أنها تبادله الشعور وتتجاوب معها "ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت،" فجرى فيه وحشٌ، "أصابعُها تحرّكت مترنمةً،" ورأسُها استلقى على صدرِه" وهي ايضا مؤشرات أن البطل يبحث له عن حجة لاضطراباته النفسية والتمدد فيها
* وهناك المرأة العجوز "لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز" تأكيدا لحججه والمغيبة تغيب يخدم النص
*وكذلك( عين الرقيبب) لتطور الشعور والمرشد الذي لم يكن باستطاعته تغيبه وهو الضمير( المرآة) أو ربما تعني المجتمع الذي يفرض قوانينه دون رغبتك
ويعمل على توجيهك "وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه"
*وهناك عنصر مهم آخر هو الأشجار فهى جزء أصيل في الصراع "هرب محترقاَ إلى الأشجار،" تشاغَل بركضِ الأشجار" فلها دور واضح في الصراع.
وجهة النظر:
تُروى القصة بصيغة المتكلم، بحيث أصبح الرواي أحد شخصيات القصة، ويطرح أفكاره الداخلية ،بصوت مسموع ، ولا يستطيع القارئ معرفة أفكار الآخرين في القصة ،لأن الكاتب يريد أن يوصل القارىء لزروة الحدث ،بهذه الطريقة، والتي يعتمد عليها لمزيد من التشويق.
الحبكة:
-وهي الترتيب الذي اختاره الكاتب لتقديم الأحداث في القصة، فقد عمد الكاتب إختيار المكان ،فهو مجرد مقعد خلفي في عربة فالحيز ليس ضيق المكان ،وإنما المساحة من حيث صعوبة امتلاك معرفة أو معلومة عن شخص في لقاء غير مرتب له ،يعتمد علي الصدفه وهذا يقوى إحساس القارىء ،ربما تكون هناك استجابة من الطرف الآخر حقيقة وهذا م يريد إثباته الراوي،
ليقوى رغبة القارئ ويشده ليعرف إلى ما تؤول إليه الأمور،وتداعيات النص
حل
العقدة:
وهي الحل، أو نهاية القصة. لتأتي النهاية الغير متوقعة والصادمة بأن كل تلك الصراعات المتأججة، كانت مجرد نسيج للخيال البطل المريض ،ليحكم الراوي وينهى الحبكة بلافتة ( للأمراضِ العقلية
حبكة من النوع المتوازن، فقد قام الراوي بعرض الأحداث حتى بلغت ذروتها ، ثم اخذت بالتفكك تدريجيًا حتى تبلغ نهاية،
لنجد أنفسنا أمام مجتمعات عالقة بين العادات التي لا تزال محافظة عليها بشكل رسمي والممارسات التي لم تعد كذلك في المجتمع،
وخسارة الإنسان الفادحة لتحقيق ذاته والتعامل مع الآخر الذي فيه، والغريب الذي يفصله مسافة قريبة منه.
القاص عمر حنش يمتلك تكنيك و حرفية عالية ،وتوظيف للكلمة بطريقة مبهرة، رغم قصر النص، فقد احتشدت معاني وصور ،وعرى النص بشاعة وانعكاسات الواقع ،و أطلق صافرة إنذار وما وراء الأقنعة التي فضحها النص، ورفع عنها القناع بكل وضوح وشفافية.
كسرة/
القصة قطعة ألماس ،و تفكيكها وإيعادة تشكيلها يحتاج ألماس ،ايضا فارجو أن لا أكون قد افسدتها بهذا التحليل.
التحية والتقدير للأستاذ / القاص عمر حمش
والأستاذة /منال خطاب
وحادي الركب الأستاذ/محسن الطوخي
وكل القائمين على هذه الواحة الوارفة الظلال، وهذا المنتدى الذي يمد إليك اياديه البيضاء ،فقط شرطه الوحيد لتكون واحد من ساكنيه ،أن تحمل بداخلك جذوة أبداع.
أميمة الحسن/السودان
وهي الحل، أو نهاية القصة. لتأتي النهاية الغير متوقعة والصادمة بأن كل تلك الصراعات المتأججة، كانت مجرد نسيج للخيال البطل المريض ،ليحكم الراوي وينهى الحبكة بلافتة ( للأمراضِ العقلية
حبكة من النوع المتوازن، فقد قام الراوي بعرض الأحداث حتى بلغت ذروتها ، ثم اخذت بالتفكك تدريجيًا حتى تبلغ نهاية،
لنجد أنفسنا أمام مجتمعات عالقة بين العادات التي لا تزال محافظة عليها بشكل رسمي والممارسات التي لم تعد كذلك في المجتمع،
وخسارة الإنسان الفادحة لتحقيق ذاته والتعامل مع الآخر الذي فيه، والغريب الذي يفصله مسافة قريبة منه.
القاص عمر حنش يمتلك تكنيك و حرفية عالية ،وتوظيف للكلمة بطريقة مبهرة، رغم قصر النص، فقد احتشدت معاني وصور ،وعرى النص بشاعة وانعكاسات الواقع ،و أطلق صافرة إنذار وما وراء الأقنعة التي فضحها النص، ورفع عنها القناع بكل وضوح وشفافية.
كسرة/
القصة قطعة ألماس ،و تفكيكها وإيعادة تشكيلها يحتاج ألماس ،ايضا فارجو أن لا أكون قد افسدتها بهذا التحليل.
التحية والتقدير للأستاذ / القاص عمر حمش
والأستاذة /منال خطاب
وحادي الركب الأستاذ/محسن الطوخي
وكل القائمين على هذه الواحة الوارفة الظلال، وهذا المنتدى الذي يمد إليك اياديه البيضاء ،فقط شرطه الوحيد لتكون واحد من ساكنيه ،أن تحمل بداخلك جذوة أبداع.
أميمة الحسن/السودان
أم صباح صباح
رائع.. رائع.. رائع ... أكثر من رائعة.
أحطت بالقصة إحاطة تامة، ونجحت في تجلية مرامي القاص، والعناصر التكتيكية التي استخدمها، لا لكشف الشخصية، بل لكشف الإنسان.
حياك الله من مبدعة أصيلة. تقبلي تحياتي، وتقديري
رائع.. رائع.. رائع ... أكثر من رائعة.
أحطت بالقصة إحاطة تامة، ونجحت في تجلية مرامي القاص، والعناصر التكتيكية التي استخدمها، لا لكشف الشخصية، بل لكشف الإنسان.
حياك الله من مبدعة أصيلة. تقبلي تحياتي، وتقديري
![]() |
سيد جعيتم |
رؤيتي
لنص ( شبق)
القصة وصلت إلي بتفاصيلها منذ طالعت عنوانها الذي جاء مناسبًا وإن كان كاشفُا للنص .
الشبق عنوان القصة وعمادها ، قسم المختصين الشبق لأنواع ، منها شبق القدم (بودوفيليا)، وهو اجتزائي لا يركز علي الأعضاء التناسلية ، وإن كانت الحالة التي وضعها القاص للبطل جاءت مصادفة غير معد لها إلا أنها نقلته لمرحلة ألا وعي فمارس نشاط تخيليًا وأشبهها (بالشذوذ الفكري ).
أحب القصص الواضحة وإن كنت أفضل لو أجهدنا القاص قليلًا في توقع النهاية.
النص جيد وسهل الهضم ، مكثف ، سرده سلس ، وقد أعجبتني تشبيهاته (هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار!
كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه).
تحياتي للكاتب
القصة وصلت إلي بتفاصيلها منذ طالعت عنوانها الذي جاء مناسبًا وإن كان كاشفُا للنص .
الشبق عنوان القصة وعمادها ، قسم المختصين الشبق لأنواع ، منها شبق القدم (بودوفيليا)، وهو اجتزائي لا يركز علي الأعضاء التناسلية ، وإن كانت الحالة التي وضعها القاص للبطل جاءت مصادفة غير معد لها إلا أنها نقلته لمرحلة ألا وعي فمارس نشاط تخيليًا وأشبهها (بالشذوذ الفكري ).
أحب القصص الواضحة وإن كنت أفضل لو أجهدنا القاص قليلًا في توقع النهاية.
النص جيد وسهل الهضم ، مكثف ، سرده سلس ، وقد أعجبتني تشبيهاته (هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار!
كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه).
تحياتي للكاتب
![]() |
حسان الجودي |
يبدو لي
أنه من الممكن تعريف النص القصصي بشكل غير نمطي ، على أنه عقد بالتراضي بين الكاتب
وبين القارىء. يلتزم فيه الكاتب بصناعة خدعة فنية متقنة ، لجر المتلقي إلى الوقوع
في شراك المتعة الحافلة بالمشاركة العاطفية الإنسانية. أحياناً يلتزم المتلقي
بشروط الكاتب تماماً دون مناقشة ، ويكمل القراءة. وأحياناً يغض النظر بعد السطور
الأولى عن متابعة اللعبة.
وذلك حين يشعر أن الكاتب فشل في صناعة الخدعة المتقنة. أو أن اللغة خانته، أو خانه الخيال، أو خانه منطق الحكاية، أو خانته الصنعة.
أميل إلى تصنيف هذا النص، كنص فشل فيه الكاتب بخدعته، فخرج القارىء منه وهو مصاب بخيبة الأمل. لقد بدأ الكاتب سرداً مشوقاً متقناً حافلاً بمفردات شهوة الجسد، واستطاع بتركيزه على ذلك، إيهام المتلقي أن النص هو ايروتيكي محض. لكن الخدعة ظهرت غير مقنعة ، حين ظهرت تلك النهاية المفاجئة والتي خطط لها الكاتب لإحداث فعل الدهشة .
أعتقد أن تلك النهاية لم تكن موفقة إطلاقاً. فهي تبدو مقحمة على سياق السرد، وتبدو أيضاً غير مقنعة. فالراوي الجالس بقرب تلك المريضة العقلية ، هو مجرد جسد يشتعل شهوة لملامسة ساق أو يد.
أين التفاعل العقلي مع البيئة المحيطة، وكيف لم يكتشف الراوي حقيقة المرأة الجالسة قربه وأمها، وهم جميعاً يجلسون في السيارة في ذلك الحيز المكاني الضيق ؟
هذا كله غير مهم كثيراً بنظري . مقارنة بما حملته النهاية من موقف غير إنساني إطلاقاً، يتعلق بالمرأة صاحبة الاحتياجات الخاصة.
يهمل الكاتب مشاعر تلك السيدة. وينظر إليها كأداة . فهي ليس من حقها أن تشعر بالشهوة ما دامت مريضة عقلية. وذلك الراوي الرجل يصاب بخيبة وجودية كبيرة لأنها امرأة معاقة.
أين التعاطف الإنساني؟ وأين ذلك الأدب الذي يحتفي بالإنسان كغاية وليس كأداة تحقق المنفعة الشخصية فحسب؟
وكيف يمكن للكاتب أن يحاول كسب تعاطف القارىء مع هذا الموقف الغريب: رجل يشتهي امرأة ما، لكنه يصاب بخيبة أمل حين يعلم أنها مريضة عقلية ؟!
وما العيب في المرض العقلي؟ وهل المرضى العقليون أقل سوية إنسانية من الناس العاقلين؟
أسئلة كثيرة يثيرها هذا النص بنهايته الذكورية.
وذلك حين يشعر أن الكاتب فشل في صناعة الخدعة المتقنة. أو أن اللغة خانته، أو خانه الخيال، أو خانه منطق الحكاية، أو خانته الصنعة.
أميل إلى تصنيف هذا النص، كنص فشل فيه الكاتب بخدعته، فخرج القارىء منه وهو مصاب بخيبة الأمل. لقد بدأ الكاتب سرداً مشوقاً متقناً حافلاً بمفردات شهوة الجسد، واستطاع بتركيزه على ذلك، إيهام المتلقي أن النص هو ايروتيكي محض. لكن الخدعة ظهرت غير مقنعة ، حين ظهرت تلك النهاية المفاجئة والتي خطط لها الكاتب لإحداث فعل الدهشة .
أعتقد أن تلك النهاية لم تكن موفقة إطلاقاً. فهي تبدو مقحمة على سياق السرد، وتبدو أيضاً غير مقنعة. فالراوي الجالس بقرب تلك المريضة العقلية ، هو مجرد جسد يشتعل شهوة لملامسة ساق أو يد.
أين التفاعل العقلي مع البيئة المحيطة، وكيف لم يكتشف الراوي حقيقة المرأة الجالسة قربه وأمها، وهم جميعاً يجلسون في السيارة في ذلك الحيز المكاني الضيق ؟
هذا كله غير مهم كثيراً بنظري . مقارنة بما حملته النهاية من موقف غير إنساني إطلاقاً، يتعلق بالمرأة صاحبة الاحتياجات الخاصة.
يهمل الكاتب مشاعر تلك السيدة. وينظر إليها كأداة . فهي ليس من حقها أن تشعر بالشهوة ما دامت مريضة عقلية. وذلك الراوي الرجل يصاب بخيبة وجودية كبيرة لأنها امرأة معاقة.
أين التعاطف الإنساني؟ وأين ذلك الأدب الذي يحتفي بالإنسان كغاية وليس كأداة تحقق المنفعة الشخصية فحسب؟
وكيف يمكن للكاتب أن يحاول كسب تعاطف القارىء مع هذا الموقف الغريب: رجل يشتهي امرأة ما، لكنه يصاب بخيبة أمل حين يعلم أنها مريضة عقلية ؟!
وما العيب في المرض العقلي؟ وهل المرضى العقليون أقل سوية إنسانية من الناس العاقلين؟
أسئلة كثيرة يثيرها هذا النص بنهايته الذكورية.
Hassan
Aljoudi
لا شك في صحة استعراضك للعلاقة بين الكاتب والقارىء.
لكني أراك استنتجت البعد غير الإنساني للخاتمة من فرضية لا يقوم عليها دليل من النص.
فلم يرد لا تصريحا، ولا تلميحا مايشير إلى ثمة خيبة أمل قد ساورت الشخصية.
انتهي دور الشخصية بمجرد إفاقته من حلم اليقظة، منتبها إلى حركة الأم تسحب الفتاة لتغادرا المركبة. ولم ترد بالنص مجرد إشارة توحي بأنة ليس من حق المعاقة ذهنيا الشعور بالشهوة.
تيمة النص عالجت الصراع بين الرغبة، وبين روادعها المتعددة كما أوضحت في تعليقي على النص.
ومع ذلك فقد ألقى تعليقك ضوءا على جانب من جوانب القصة لا شك في
أنه سيخامر بعض القراء.
تحياتي لمرورك الثري.
لا شك في صحة استعراضك للعلاقة بين الكاتب والقارىء.
لكني أراك استنتجت البعد غير الإنساني للخاتمة من فرضية لا يقوم عليها دليل من النص.
فلم يرد لا تصريحا، ولا تلميحا مايشير إلى ثمة خيبة أمل قد ساورت الشخصية.
انتهي دور الشخصية بمجرد إفاقته من حلم اليقظة، منتبها إلى حركة الأم تسحب الفتاة لتغادرا المركبة. ولم ترد بالنص مجرد إشارة توحي بأنة ليس من حق المعاقة ذهنيا الشعور بالشهوة.
تيمة النص عالجت الصراع بين الرغبة، وبين روادعها المتعددة كما أوضحت في تعليقي على النص.
ومع ذلك فقد ألقى تعليقك ضوءا على جانب من جوانب القصة لا شك في
أنه سيخامر بعض القراء.
تحياتي لمرورك الثري.
![]() |
محمود عودة |
قراءة في
نص الكاتب الفلسطيني الأستاذ عمر حمش ... ( شبق )
اولاً - العنوان :
شبق عنوان لا فت ويشد المتلقي، كلنا يعرف معنى كلمة شبق وهي الاشتهاء الجنسي؛ ويتساوى في ذلك الذكر والأنثى؛ وهنا جاءت كلمة شبق نكرة لأن النص يهتم بحالة معينة، ولم يتحدث عن غريزة الشبق بصفة عامة، وأقول غريزة لأن الله سبحان وتعالى خلقها كما لارتباطها بالتناسل وخلق كل دابة لحفظ النوع واستمرار الحياة على كوكب الأرض .
ثانيا – المتن :
دخل بنا الكاتب في سرد الحدث مباشرة دون مقدمات وهذا ليس بغريب فمن قرأ له يعرف جيداً أن كل حرف في كتاباته وضعه في مكانه الصحيح ولو حذف يمكن أن يهتز النص ( لاصقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه! لماذا لم تجاوره مرافقتها العجوز؟ ) وقفت طويلاً أمام هذا المدخل وتسألت كيف؛ كيف ساقها الممتلئة مالت عليه؟ لماذا لم يقل الكاتب مالت عليه بوركها أو فخدها الممتلئة، لأنه في حالة الجلوس يكون الميل بالورك أو الفخد، ولأني أعرف الكاتب جيداً واعلم أنه يقصد ويتعمد كل حرف من كتاباته، ربما يمهد لنا للحالة الصحية لهذه المرأة، وجاء سؤاله لماذ لم تجاوره مرافقتها العجوز ليؤكد لنا أنه ربما هذا هدف الكاتب، لأن المرافقة العالمة بحالة المرأة ترفض جلوسها بجوار الباب حتى لا ترتكب بدون وعي حماقة، ثم نقلنا الكاتب إلى الحالة النفسية للبطل الشاب في هذا الوضع الذي وقع فيه، حاول الهروب ( هرب محترقاً إلى الأشجار الاهثة) وقصد الكاتب بكلمة الاهثة تخيل البطل لهذه الأشجار تلاحق السيارة، ثم ( أغنية غنجت في المذياع ) فانكمش بحرقة شبقه ( ملتصقاً بالباب ) ونقلنا الكاتب إلى ثورة الشبق في جسد البطل بسقوط كف المرأة على فخده، ( فابتلع صرخة كادت تفضحه) وسرنا مع الكاتب بين وجه السائق الخشن وذراع المرأة تتمدد إلى فخده وأصابعها تحركت مترنمة ورأسها استلقى على صدره، تفجروجن وحش الشبق داخله، وترك البطل وحش الشبق يأكل جسدها وسرح بين الأشجار يتخيل المرأة كما يريد ور سم لها صورة بين الأشجار غجرية تهيج شَعراً فحميا تشهر في الصدر التفاح، بهذه الجملة والتشبيه الرائع وضعنا الكاتب مع قمة الهيجان الشبقي في مشاعر الرجل وبخياله عرى المرأة بين الأشجار وسمعها تقول له كلني، فانهار في المقعد ينتفض، وأراد الكاتب أن يقول وصل بشبقة إلى القمة .
ثالثاً – الحبكة :
جاءت الحبكة مباغتة للرجل قبل المتلقي (فوجىْ بصوت أمها الضعيف؛ يوقف العربة ) تم تسحب مجاورته المرأة من يدها على الأسفلت مترنحة العينين، ثم تجرها إلى مدخل بناية كتب عليها ( للأمراض العقلية )
رأي وملاحظات:
- الأم تعرف حالة إبنتها والسؤال لمذا تركت يدها تعبث على فخد الرجل ولم تزجرها
- فهمنا من الحبكة أن المرأة مريضة عقلياً، وهنا السؤال لم تنقلها أمها بسيارة إسعاف بدلاً من مركبة أجرة سرفيس، وكلنا يعلم أن هناك فرق بين المرض النفسي والمرض العقلي .
- الكاتب بنصه الرائع يطرح قضية نشاهدها تقريباً يومياً في كافة وسائل المواصلات العامة وهي تلاصق النساء بالرجال وربما تحرش متعمد، ويريد الكاتب من وجهة نظري أن يوجه نصه لكافة الرجال ويقول ليس كل من نظرت إليك اشتهتك ولا كل لاصقت جلوسك راغبة في ذلك وعن قصد .
- وربما أراد الكاتب الإشارة إلى وضع اجتماعي متشعب في مجتمعنا وهو الحرمان بسبب العادات والتقاليد، التى تقيد وتحد من نوازع الشباب حتى في حدود الأدب والحشمة، فمجرد رؤية شاب يتحدث مع فتاة وفي مكان عام ينظر إلية جريمة لا تحمد عقباها ........
كل التحية لصديقي الكاتب الأديب والشاعر الرائع عمر حمش لإمتاعنا بهذا النص البديع
اولاً - العنوان :
شبق عنوان لا فت ويشد المتلقي، كلنا يعرف معنى كلمة شبق وهي الاشتهاء الجنسي؛ ويتساوى في ذلك الذكر والأنثى؛ وهنا جاءت كلمة شبق نكرة لأن النص يهتم بحالة معينة، ولم يتحدث عن غريزة الشبق بصفة عامة، وأقول غريزة لأن الله سبحان وتعالى خلقها كما لارتباطها بالتناسل وخلق كل دابة لحفظ النوع واستمرار الحياة على كوكب الأرض .
ثانيا – المتن :
دخل بنا الكاتب في سرد الحدث مباشرة دون مقدمات وهذا ليس بغريب فمن قرأ له يعرف جيداً أن كل حرف في كتاباته وضعه في مكانه الصحيح ولو حذف يمكن أن يهتز النص ( لاصقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه! لماذا لم تجاوره مرافقتها العجوز؟ ) وقفت طويلاً أمام هذا المدخل وتسألت كيف؛ كيف ساقها الممتلئة مالت عليه؟ لماذا لم يقل الكاتب مالت عليه بوركها أو فخدها الممتلئة، لأنه في حالة الجلوس يكون الميل بالورك أو الفخد، ولأني أعرف الكاتب جيداً واعلم أنه يقصد ويتعمد كل حرف من كتاباته، ربما يمهد لنا للحالة الصحية لهذه المرأة، وجاء سؤاله لماذ لم تجاوره مرافقتها العجوز ليؤكد لنا أنه ربما هذا هدف الكاتب، لأن المرافقة العالمة بحالة المرأة ترفض جلوسها بجوار الباب حتى لا ترتكب بدون وعي حماقة، ثم نقلنا الكاتب إلى الحالة النفسية للبطل الشاب في هذا الوضع الذي وقع فيه، حاول الهروب ( هرب محترقاً إلى الأشجار الاهثة) وقصد الكاتب بكلمة الاهثة تخيل البطل لهذه الأشجار تلاحق السيارة، ثم ( أغنية غنجت في المذياع ) فانكمش بحرقة شبقه ( ملتصقاً بالباب ) ونقلنا الكاتب إلى ثورة الشبق في جسد البطل بسقوط كف المرأة على فخده، ( فابتلع صرخة كادت تفضحه) وسرنا مع الكاتب بين وجه السائق الخشن وذراع المرأة تتمدد إلى فخده وأصابعها تحركت مترنمة ورأسها استلقى على صدره، تفجروجن وحش الشبق داخله، وترك البطل وحش الشبق يأكل جسدها وسرح بين الأشجار يتخيل المرأة كما يريد ور سم لها صورة بين الأشجار غجرية تهيج شَعراً فحميا تشهر في الصدر التفاح، بهذه الجملة والتشبيه الرائع وضعنا الكاتب مع قمة الهيجان الشبقي في مشاعر الرجل وبخياله عرى المرأة بين الأشجار وسمعها تقول له كلني، فانهار في المقعد ينتفض، وأراد الكاتب أن يقول وصل بشبقة إلى القمة .
ثالثاً – الحبكة :
جاءت الحبكة مباغتة للرجل قبل المتلقي (فوجىْ بصوت أمها الضعيف؛ يوقف العربة ) تم تسحب مجاورته المرأة من يدها على الأسفلت مترنحة العينين، ثم تجرها إلى مدخل بناية كتب عليها ( للأمراض العقلية )
رأي وملاحظات:
- الأم تعرف حالة إبنتها والسؤال لمذا تركت يدها تعبث على فخد الرجل ولم تزجرها
- فهمنا من الحبكة أن المرأة مريضة عقلياً، وهنا السؤال لم تنقلها أمها بسيارة إسعاف بدلاً من مركبة أجرة سرفيس، وكلنا يعلم أن هناك فرق بين المرض النفسي والمرض العقلي .
- الكاتب بنصه الرائع يطرح قضية نشاهدها تقريباً يومياً في كافة وسائل المواصلات العامة وهي تلاصق النساء بالرجال وربما تحرش متعمد، ويريد الكاتب من وجهة نظري أن يوجه نصه لكافة الرجال ويقول ليس كل من نظرت إليك اشتهتك ولا كل لاصقت جلوسك راغبة في ذلك وعن قصد .
- وربما أراد الكاتب الإشارة إلى وضع اجتماعي متشعب في مجتمعنا وهو الحرمان بسبب العادات والتقاليد، التى تقيد وتحد من نوازع الشباب حتى في حدود الأدب والحشمة، فمجرد رؤية شاب يتحدث مع فتاة وفي مكان عام ينظر إلية جريمة لا تحمد عقباها ........
كل التحية لصديقي الكاتب الأديب والشاعر الرائع عمر حمش لإمتاعنا بهذا النص البديع
Samir Asaer
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا أجيد مسألة النقد الأدبي؛ ولكنني في مثل هذا الأمر مُجرد انطباعي لا أكثر
شبق
هو شبق حقيقي بكل تأكيد
ولكن السؤال هنا هل تحول إلى شبق متوهم أو أسبابه متوهمة لمجرد أن دافعه أتى من انثى فاقدة لوعيها ؟
الإجابة باالتأكيد بالنفي؛ فالشبق شبق حتى ولو كان في عالم الأحلام
هو تحرش من أنثى
صاحبه ما وقع للمتحرش به من مشاعر ملتهبه وخيال
لم تفاجئني الخاتمة
ودائما ما يخايلني رسم نص مواز
ماذا لو كانت من لاصقته طفلة وكان منشغلًا عنها بشيء ما فلم يعرف ذلك في البدء وجري ما جرى من أحداث ولكنها عفوية بحتة لم تقصد بها الطفلة شيئا ونكل عن النظر نحوها ؟
تحيتي وتقديري
سمير العَصَري
لا أجيد مسألة النقد الأدبي؛ ولكنني في مثل هذا الأمر مُجرد انطباعي لا أكثر
شبق
هو شبق حقيقي بكل تأكيد
ولكن السؤال هنا هل تحول إلى شبق متوهم أو أسبابه متوهمة لمجرد أن دافعه أتى من انثى فاقدة لوعيها ؟
الإجابة باالتأكيد بالنفي؛ فالشبق شبق حتى ولو كان في عالم الأحلام
هو تحرش من أنثى
صاحبه ما وقع للمتحرش به من مشاعر ملتهبه وخيال
لم تفاجئني الخاتمة
ودائما ما يخايلني رسم نص مواز
ماذا لو كانت من لاصقته طفلة وكان منشغلًا عنها بشيء ما فلم يعرف ذلك في البدء وجري ما جرى من أحداث ولكنها عفوية بحتة لم تقصد بها الطفلة شيئا ونكل عن النظر نحوها ؟
تحيتي وتقديري
سمير العَصَري
على
القارىء وهو يطالع قصة قصيرة أن يرتفع فوق الأحكام الأخلاقية. فالقصة ليست موعظة،
وليست إرشادا وتوجيها.
القصة رصد لحالة إنسانية، في لحظة تمتزج فيها الرغبة، بالمحاذير.
الرغبة التي تعكس استيقاظ الغريزة، والدعوة إلى الإشباع.
والمحاذير التي تتنوع مابين ديني، واجتماعي، وقانوني.
فلو أمن الفرد عقاب الآخرة، وسطوة القانون، ونبذ المجتمع، لما زجره زاجر عن نيل شهوته.
الشاب المعبر عنه في القصة بضمير الغائب، تقوده الصدفة إلى ملاصقة فتاة يافعة في المقعد الخلفي لعربة أجرة. هو لا يعلم بكونها مريضة عقليا، لذلك يفسر سلوكها باعتباره مراودة. ويمنح حركاتها مدلولات خاطئة. والملاحظة الجديرة بالانتباه هي أن القارىء أيضا يعالج نفس المأزق. فهو لا يرى حقيقة الفتاة، بل يرى صورتها كما تخيلها الشاب.
السرد يعالج الصراع النفسي للشاب خلال مراحل تعرضه للتجربة.
فظروف الجلسة في المقعد الخلفي تمنحه إحساسا نسبيا بغياب المراقبة، الأمر الذي يهيج غريزته. لكننا نلمح دافعا داخليا يكبل صدور أي رد فعل إرادي من ناحيته، ما رأيناه ينشط هو الشعور اللاإرادي بالرغبة التي عبر عنها العنوان بالشبق.
كما نلمح دافعا خارجيا، وهو وجه السائق ( الخشن ) في المرآة، ( يزجره).
وهي إشارة مزدوجة، فالسائق هنا قد يعني السلطة، باعتباره المسيطر على المركبة. وقد يعني رقابة المجتمع، باعتباره واحد من الناس اتيحت له المراقبة.
والسرد المكثف يتتبع مراحل تعرض الشاب للتجربة، ومحاولاته لتعويض العجز عن الإشباع الفعلي المحظور، بالإشباع الافتراضي بمعاونة الخيال، فيهرب بوعيه إلى أخيلة تعكس صورة غجرية تهيج شعرا فحميا، وتهيج في الصدر التفاح. ويتفاعل مع أغنية غنجت في المذياع. فسلوك الشاب خلال التجربة يعكس نكوصا، ورغبة في الهروب من الموقف لإنهاء الصراع، بقمع الرغبة التي يدرك انها غير قابلة للتحقق. نلمح ذلك في :
- هرب محترقا إلى الأشجار اللاهثة.
- انكمش ملتصقا بالباب.
- تشاغل بركض الأشجار.
الخاتمة صادمة، من حيث أنها تخالف أفق التوقع لكل من الشخصية القصصية، وللقارىء الذي ينتظر تطور الفعل في ظروف غير مواتية. قد يرى البعض أن النهاية تبتر التجربة، لكني أراها مناسبة تماما من حيث أن التجربة قد تمت بالكشف عن صراع الغريزة مع النواهي المجتمعية، الأمر الذي يجعل أي تطوير للواقعة يدخل القارىء في تجربة جديدة تفسد الأثر الأصلي.
هذا من حيث الحبكة، والتجربة الإنسانية، ولنا لقاء آخر حول فنيات السرد.
كل التحية والتقدير لإبداعك أخي عمر حمش
القصة رصد لحالة إنسانية، في لحظة تمتزج فيها الرغبة، بالمحاذير.
الرغبة التي تعكس استيقاظ الغريزة، والدعوة إلى الإشباع.
والمحاذير التي تتنوع مابين ديني، واجتماعي، وقانوني.
فلو أمن الفرد عقاب الآخرة، وسطوة القانون، ونبذ المجتمع، لما زجره زاجر عن نيل شهوته.
الشاب المعبر عنه في القصة بضمير الغائب، تقوده الصدفة إلى ملاصقة فتاة يافعة في المقعد الخلفي لعربة أجرة. هو لا يعلم بكونها مريضة عقليا، لذلك يفسر سلوكها باعتباره مراودة. ويمنح حركاتها مدلولات خاطئة. والملاحظة الجديرة بالانتباه هي أن القارىء أيضا يعالج نفس المأزق. فهو لا يرى حقيقة الفتاة، بل يرى صورتها كما تخيلها الشاب.
السرد يعالج الصراع النفسي للشاب خلال مراحل تعرضه للتجربة.
فظروف الجلسة في المقعد الخلفي تمنحه إحساسا نسبيا بغياب المراقبة، الأمر الذي يهيج غريزته. لكننا نلمح دافعا داخليا يكبل صدور أي رد فعل إرادي من ناحيته، ما رأيناه ينشط هو الشعور اللاإرادي بالرغبة التي عبر عنها العنوان بالشبق.
كما نلمح دافعا خارجيا، وهو وجه السائق ( الخشن ) في المرآة، ( يزجره).
وهي إشارة مزدوجة، فالسائق هنا قد يعني السلطة، باعتباره المسيطر على المركبة. وقد يعني رقابة المجتمع، باعتباره واحد من الناس اتيحت له المراقبة.
والسرد المكثف يتتبع مراحل تعرض الشاب للتجربة، ومحاولاته لتعويض العجز عن الإشباع الفعلي المحظور، بالإشباع الافتراضي بمعاونة الخيال، فيهرب بوعيه إلى أخيلة تعكس صورة غجرية تهيج شعرا فحميا، وتهيج في الصدر التفاح. ويتفاعل مع أغنية غنجت في المذياع. فسلوك الشاب خلال التجربة يعكس نكوصا، ورغبة في الهروب من الموقف لإنهاء الصراع، بقمع الرغبة التي يدرك انها غير قابلة للتحقق. نلمح ذلك في :
- هرب محترقا إلى الأشجار اللاهثة.
- انكمش ملتصقا بالباب.
- تشاغل بركض الأشجار.
الخاتمة صادمة، من حيث أنها تخالف أفق التوقع لكل من الشخصية القصصية، وللقارىء الذي ينتظر تطور الفعل في ظروف غير مواتية. قد يرى البعض أن النهاية تبتر التجربة، لكني أراها مناسبة تماما من حيث أن التجربة قد تمت بالكشف عن صراع الغريزة مع النواهي المجتمعية، الأمر الذي يجعل أي تطوير للواقعة يدخل القارىء في تجربة جديدة تفسد الأثر الأصلي.
هذا من حيث الحبكة، والتجربة الإنسانية، ولنا لقاء آخر حول فنيات السرد.
كل التحية والتقدير لإبداعك أخي عمر حمش
بصراحة
لي رأييٌ مختلف لكل من أثنى على النص" وأعتذر لهم".
قد يرى الكثير أنه قصة قصيرة، ولكنه يتأرجح بين كونه قصة قصيرة وقصة قصيرة جداً. الذين يرونه قصة قصيرة يعتقدون فيه اكتمال الأحداث وسلامة الخاتمة. والذين يرونه قصة قصيرة جداً يعتمدون فيه على قصره والصدمة في خاتمته. وقد يكون بين بين، فهناك الكثير من القصص مختلف فيها ولا بأس في هذا.
وأنا بصراحة أراه يقترب من القصة القصيرة جداً أكثر من اقترابه من القصة القصيرة، نتيجة قصر النص وقصر احداثه واختزالها، وتلك الخاتمة المفاجئة والصادمة التي اعتمدها النص لتكون قوته.
الققج بنظري ثارت لكم سنة مضت ثم خمدت ثورتها، ولم تعد ذات معنى ولا أهمية.
ولكن حتى لو اعتبرنا النص قصة، فتلك الخاتمة الصادمة أبهتت النص وأضرته، فنحن كنا في عالم وأدخلنا الكاتب في عالم آخر وختم النص.
لا تعجبني تلك النهايات ولا أؤيدها، ولا أراها إلا لتقتل القصة في النص.
وهناك أمر مهم في حكاية النص، كيف يصل هذا الرجل لهذه المرحلة لما أسماها بالشبق وهو داخل باص أو كما يسمونها السرفيس في بلاد الشام؟ ألا يجلس بجانبه الآخر شخص آخر؟ كيف يصفه هذا الوصف اللامعقول في تطور الحالة عنده ونحن نعلم ازدحام الباص في بلادنا؟ الكل ينظر للكل، فليس من المعقول أن يأخذ راحته بهذه الطريقة وكأنه في غرفته؟
وعلى كل، هو رأيي الخاص وأتمنى أن لا يؤثر على رأي غيري.
مع اعتذاري للكاتب الرائع عمر حمش، فله قصص قصيرة غاية في الروعة.
قد يرى الكثير أنه قصة قصيرة، ولكنه يتأرجح بين كونه قصة قصيرة وقصة قصيرة جداً. الذين يرونه قصة قصيرة يعتقدون فيه اكتمال الأحداث وسلامة الخاتمة. والذين يرونه قصة قصيرة جداً يعتمدون فيه على قصره والصدمة في خاتمته. وقد يكون بين بين، فهناك الكثير من القصص مختلف فيها ولا بأس في هذا.
وأنا بصراحة أراه يقترب من القصة القصيرة جداً أكثر من اقترابه من القصة القصيرة، نتيجة قصر النص وقصر احداثه واختزالها، وتلك الخاتمة المفاجئة والصادمة التي اعتمدها النص لتكون قوته.
الققج بنظري ثارت لكم سنة مضت ثم خمدت ثورتها، ولم تعد ذات معنى ولا أهمية.
ولكن حتى لو اعتبرنا النص قصة، فتلك الخاتمة الصادمة أبهتت النص وأضرته، فنحن كنا في عالم وأدخلنا الكاتب في عالم آخر وختم النص.
لا تعجبني تلك النهايات ولا أؤيدها، ولا أراها إلا لتقتل القصة في النص.
وهناك أمر مهم في حكاية النص، كيف يصل هذا الرجل لهذه المرحلة لما أسماها بالشبق وهو داخل باص أو كما يسمونها السرفيس في بلاد الشام؟ ألا يجلس بجانبه الآخر شخص آخر؟ كيف يصفه هذا الوصف اللامعقول في تطور الحالة عنده ونحن نعلم ازدحام الباص في بلادنا؟ الكل ينظر للكل، فليس من المعقول أن يأخذ راحته بهذه الطريقة وكأنه في غرفته؟
وعلى كل، هو رأيي الخاص وأتمنى أن لا يؤثر على رأي غيري.
مع اعتذاري للكاتب الرائع عمر حمش، فله قصص قصيرة غاية في الروعة.
نهلاء توفيق
عزيزتي ولو اني حديثة التواجد في المجموعة وعشقي للقصص القصيرة لايوصف ولي محاولات متواضعة سانشر لاحقا بإذن الله...
اولا لستُ ناقدة ولاضليعة بالنقد لكن اتذوق الجمال من اتقان النص والحبكة...
برأيي الشخصي نهاية رائعة ومفاجئة للقاريء الذي انغمس في مشاعر واحاسيس القاص تروق لي هكذا نهايات حقيقة...
اسعدني التواجد في هذا الصرح لاتزود من نبعكم لتكون لي حافز للارتقاء بكتاباتي المتواضعة...
دمتي بالقلب
عزيزتي ولو اني حديثة التواجد في المجموعة وعشقي للقصص القصيرة لايوصف ولي محاولات متواضعة سانشر لاحقا بإذن الله...
اولا لستُ ناقدة ولاضليعة بالنقد لكن اتذوق الجمال من اتقان النص والحبكة...
برأيي الشخصي نهاية رائعة ومفاجئة للقاريء الذي انغمس في مشاعر واحاسيس القاص تروق لي هكذا نهايات حقيقة...
اسعدني التواجد في هذا الصرح لاتزود من نبعكم لتكون لي حافز للارتقاء بكتاباتي المتواضعة...
دمتي بالقلب
صراع
العقل والعاطفة.. قراءة نقدية في قصة "شبق" للقاص عمر حمش
لطيف عبد سالم
من خلال ولوج الفضاء النصي هذا، وجدتُ أنَّ الكاتبَ جهدَ في تحفيزِ مدركاته؛ بغية إنشاءِ نصٍ سرديّ مكتنز بالمعنى من حيث بنائه العام، فكان أنْ ركن إلى اعتماد بعض المفردات ذات المعاني الماديَّة المحسوسة؛ لأجل إقامة تفاعل إيجابي ما بين النص وبين المتلقي، والذي من شأنه أنْ يضمن له مبتغاه في جلب انتباه القارئ، والحيلولة دون مغادرته محاور مضامين لوحته السرديَّة. ويضاف إلى ما تقدم أنَّ القصةَ جاءت زاخرة في حيثياتها بصورٍ فنيَّة تعكس في واقعها الموضوعيّ الكثير من الدلالات الرمزيَّة.
يمكن القول إنَّ القاصَ أفلح في بناءِ بدايةٍ مثيرة لقصته، إذ كانت اللقطة الفنيَّة التي اهتدى لنسجِها تشدّ القارئ إليهَا، والمتمثلة بقوله:
(لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟).
لا ريب أنَّ السببَ في ذلك يكمن في أنَّ الفعاليَّةَ المذكورة قد تبدو غير مألوفة لأناس يعيشون في مُجتمعاتٍ تحرص على التمسك بما ورثته من عاداتٍ وتقاليد وسلوكيات أثرَّتْ في مجرى حياة أفرادها، لتصبح إحدى المرتكزات الأساسية الداعمة لترسيخ المنظومة القيميَّة. ولعلَّ ما يؤكد ذلك هو أنَّ ظُنُونَ الفتى كانت حارسة لأسوار أحلامه حيال ما أقدمت عليه الفتاة من فعلٍ أثار غريزة مكبوتة لديه، والتي تجسدت بردة فعله في بثّ لواعج النفس المنسوجة بخيوط الأمنيات المحبوسة وهو مُنشغِل الفكر بما كان يتمنى لنفسه، والتي رسمها الكاتب بعنايةٍ في قوله:
"هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ".
تتصاعدُ وتيرة التشويق في القصة سريعاً بفعل ما قامت به الفتاة من حركاتٍ تبدو للفتى - وربما لغيره - علامات إيجابية تدلل على اهتمامها به، وانجذابها إليه، الأمر الذي جعله يشعر بالتوتر والقلق وهو يتنقل بين دهاليز تفكيره؛ بغية الحصول على ما يطمح إليه من الآمال المتوقدة، حتى كاد أنْ يكشفَ عمَّا يجول في داخله من مشاعرٍ جيّاشة، وانفعالات عاطفية، لولا المفاجئة الصادمة التي أحدثتها والدة الفتاة بطلبها من سائق السيارة التوقف أمام مشفى الأمراض العقليَّة، فكان أنْ تسمَّرَ في مكانه حائراً وقد انجلى الأمر له تماماً.
بقدر نجاح كاتب القصة في السير بنصه القصير إلى شاطئ الأمان من خلال ختمها بلقطةٍ - ضربة - فنيَّة غير متوقعة من المتلقي، فإنَّه لم يتغافل - ولو بالدلالاتِ و ما بين السطور - عن سبر أغوار ما بداخل نفس الأفراد في مُجتمعاتنا من العواطف المهيمنة على تفكير الكثير منا، والتي من شأنها التأثير بشكلٍ فاعل في سلوكنا. ولعلَّ من بين تلك السلوكيات المحسوسة هو تحمل أثم الظن من خلال التفسير السيء والظالم لبعض ما تصدره المرأة حتى وإن كانت لا إراديَّة. وليس من شك في أنَّ المدَ أو الجزر في ممارسة تلك السلوكيات يُعَدّ معياراً لثقافةَ الفرد.
الأمرُ الآخر الذي ساهم بإدامة المضي في هذا المنحى هو ما يحيط ظاهرة الزواج في المُجتمعات العربيَّة من مُشكلاتٍ إقتصاديَّة وإجتماعيَّة، ولاسيمَّا تكاليف الزواج الباهظة والغلو بالمهور التي أصبحت معيقة لإقدام الشباب على الزواج في ظل زيادة متطلبات الحياة. وهو الأمر الذي أفضى إلى تنامي "الجوع العاطفي"، فلا عجب من سيطرة هذا الهاجس على الكثير من الأفراد. ولعلَّ ما أشرنا إليه يمكن الاستدلال عليه من خلال مضمون النص موضوع بحثنا، والذي جاء فيه:
(فجُنّ الوحشُ داخلَه!
رسَمَ لها صورةَ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ!
وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول:
- كُلني!)
أختم هذه القراءة السريعة بالقول: إن الثيمةَ جاءت منسجمة مع إفرازات البيئَّة التي تستوطنها مُجتمعاتنا، والتي تقتضي تغليب العقل على العواطف، فلا ينبغي أنْ تكون حركات جسم المرأة التلقائية والعفوية معياراً لعفتها أو لا - سمح الله تعالى - ضلالتها، وحسبنا في الحديث النبوي الشريف:"حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره".
أبارك للزميل القاص عمر حمش جهده الرائع، متمنياً له التوفيق والسداد، وجزيل شكري وبالغ تقديري إلى إدارة واحتنا الجميلة "واحة القصة القصيرة"، وتحية لكتابها ومَن يتابعها.
لطيف عبد سالم
من خلال ولوج الفضاء النصي هذا، وجدتُ أنَّ الكاتبَ جهدَ في تحفيزِ مدركاته؛ بغية إنشاءِ نصٍ سرديّ مكتنز بالمعنى من حيث بنائه العام، فكان أنْ ركن إلى اعتماد بعض المفردات ذات المعاني الماديَّة المحسوسة؛ لأجل إقامة تفاعل إيجابي ما بين النص وبين المتلقي، والذي من شأنه أنْ يضمن له مبتغاه في جلب انتباه القارئ، والحيلولة دون مغادرته محاور مضامين لوحته السرديَّة. ويضاف إلى ما تقدم أنَّ القصةَ جاءت زاخرة في حيثياتها بصورٍ فنيَّة تعكس في واقعها الموضوعيّ الكثير من الدلالات الرمزيَّة.
يمكن القول إنَّ القاصَ أفلح في بناءِ بدايةٍ مثيرة لقصته، إذ كانت اللقطة الفنيَّة التي اهتدى لنسجِها تشدّ القارئ إليهَا، والمتمثلة بقوله:
(لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟).
لا ريب أنَّ السببَ في ذلك يكمن في أنَّ الفعاليَّةَ المذكورة قد تبدو غير مألوفة لأناس يعيشون في مُجتمعاتٍ تحرص على التمسك بما ورثته من عاداتٍ وتقاليد وسلوكيات أثرَّتْ في مجرى حياة أفرادها، لتصبح إحدى المرتكزات الأساسية الداعمة لترسيخ المنظومة القيميَّة. ولعلَّ ما يؤكد ذلك هو أنَّ ظُنُونَ الفتى كانت حارسة لأسوار أحلامه حيال ما أقدمت عليه الفتاة من فعلٍ أثار غريزة مكبوتة لديه، والتي تجسدت بردة فعله في بثّ لواعج النفس المنسوجة بخيوط الأمنيات المحبوسة وهو مُنشغِل الفكر بما كان يتمنى لنفسه، والتي رسمها الكاتب بعنايةٍ في قوله:
"هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ".
تتصاعدُ وتيرة التشويق في القصة سريعاً بفعل ما قامت به الفتاة من حركاتٍ تبدو للفتى - وربما لغيره - علامات إيجابية تدلل على اهتمامها به، وانجذابها إليه، الأمر الذي جعله يشعر بالتوتر والقلق وهو يتنقل بين دهاليز تفكيره؛ بغية الحصول على ما يطمح إليه من الآمال المتوقدة، حتى كاد أنْ يكشفَ عمَّا يجول في داخله من مشاعرٍ جيّاشة، وانفعالات عاطفية، لولا المفاجئة الصادمة التي أحدثتها والدة الفتاة بطلبها من سائق السيارة التوقف أمام مشفى الأمراض العقليَّة، فكان أنْ تسمَّرَ في مكانه حائراً وقد انجلى الأمر له تماماً.
بقدر نجاح كاتب القصة في السير بنصه القصير إلى شاطئ الأمان من خلال ختمها بلقطةٍ - ضربة - فنيَّة غير متوقعة من المتلقي، فإنَّه لم يتغافل - ولو بالدلالاتِ و ما بين السطور - عن سبر أغوار ما بداخل نفس الأفراد في مُجتمعاتنا من العواطف المهيمنة على تفكير الكثير منا، والتي من شأنها التأثير بشكلٍ فاعل في سلوكنا. ولعلَّ من بين تلك السلوكيات المحسوسة هو تحمل أثم الظن من خلال التفسير السيء والظالم لبعض ما تصدره المرأة حتى وإن كانت لا إراديَّة. وليس من شك في أنَّ المدَ أو الجزر في ممارسة تلك السلوكيات يُعَدّ معياراً لثقافةَ الفرد.
الأمرُ الآخر الذي ساهم بإدامة المضي في هذا المنحى هو ما يحيط ظاهرة الزواج في المُجتمعات العربيَّة من مُشكلاتٍ إقتصاديَّة وإجتماعيَّة، ولاسيمَّا تكاليف الزواج الباهظة والغلو بالمهور التي أصبحت معيقة لإقدام الشباب على الزواج في ظل زيادة متطلبات الحياة. وهو الأمر الذي أفضى إلى تنامي "الجوع العاطفي"، فلا عجب من سيطرة هذا الهاجس على الكثير من الأفراد. ولعلَّ ما أشرنا إليه يمكن الاستدلال عليه من خلال مضمون النص موضوع بحثنا، والذي جاء فيه:
(فجُنّ الوحشُ داخلَه!
رسَمَ لها صورةَ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ!
وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول:
- كُلني!)
أختم هذه القراءة السريعة بالقول: إن الثيمةَ جاءت منسجمة مع إفرازات البيئَّة التي تستوطنها مُجتمعاتنا، والتي تقتضي تغليب العقل على العواطف، فلا ينبغي أنْ تكون حركات جسم المرأة التلقائية والعفوية معياراً لعفتها أو لا - سمح الله تعالى - ضلالتها، وحسبنا في الحديث النبوي الشريف:"حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره".
أبارك للزميل القاص عمر حمش جهده الرائع، متمنياً له التوفيق والسداد، وجزيل شكري وبالغ تقديري إلى إدارة واحتنا الجميلة "واحة القصة القصيرة"، وتحية لكتابها ومَن يتابعها.
لطيف عبد سالم
مساهمة نقدية متزنة، وعادلة.
اظهرت ملامح التجربة الإنسانية المتضمنة في النص، ومن ثم ربطتها بواقع اجتماعي هو شريك أساسي في إنتاج التجربة، بممارسات سلبية تفضي الى تنامي ظاهرة " الجوع العاطفي " لدى الشباب.
تحياتي لقلمك المتوازن
مساهمة نقدية متزنة، وعادلة.
اظهرت ملامح التجربة الإنسانية المتضمنة في النص، ومن ثم ربطتها بواقع اجتماعي هو شريك أساسي في إنتاج التجربة، بممارسات سلبية تفضي الى تنامي ظاهرة " الجوع العاطفي " لدى الشباب.
تحياتي لقلمك المتوازن
قراءة في
نص :"شبق"
للكاتب: عمر حمش
بقلم منى احمد البريكي /تونس
الجزء الاول :
قرأت النص مرة واحدة لأني وجدته من النوع المفتوح فلا يجد فيه القارئ أي صعوبة ولا يثير فيه الرغبة في إعادة القراءة وارتأيت أن أركز قراءتي على
☆البؤرة الدرامية للقصة:
يندرج هذا النص ضمن أدب "الإعتراف "
الذي يركز فيه الكاتب على شخصية يختارها ويختفي وراء ضعفها واضطرابها فيجعلها تعبرعن لحظات تعيشها ولا تجد حرجا في إظهارها وسرد الواقع على علاته ،ووصف هشاشتها ومشاعرها المنفلتة؛ فيجعلها تتموقع على ذاتها لتلامس ندوبا في روحها وافكارا سيئة تبنتها وآراءا سلبية تجاه الآخر اعتمدتها مقياسا ومؤشرا لبناء أو قطع علاقاتها به .ذلك في تماه تام مع ما ذهب إليه ألبير كامي [الضمير المذنب يجب أن يعترف ،والعمل الفني هو اعتراف. ]
وفي هذا النص لم يكتف الكاتب بالمكاشفة بل جعل تيمة الجنس البؤرة الدرامية التي مثلت الحدث الأبرز على خطى محمد شكري في الخبز الحافي وحنا مينا في الياطر . ليعبر السارد المتكلم عن انغماسه في الحسية ،ويوغل في وصف رغباته الجنسية التي انقاد إليها، وعاش وطأتها في مكان لا يستجيب لشبقه (وسيلة نقل عمومي )وتحت أنظار الآخرين؛ الذين لم يكونوا على بينة مما يحدث له لولا اعترافه الصادم وهو يتمركز حول ذاته غير مبال بنظرة المجتمع أو موقفه منه.
و[بين العفوية التامة لتصرفاته و،ملاحظاته، وانعدام حساسيته تجاه المشاعر الطبيعية ؛والمحتملة من جهة أخرى ، تقع هاوية تصعب علينا رد فعل عاطفي تجاهه.]كما يقول *ديفيد سبرينزر*في كتاب "الراوي في رواية القرن العشرين "
وبين مناهضة المجتمع لهذا الفعل المشين ؛ينقسم القراء إلى شقين:شق يتعاطف مع ضعفه في لحظة انسياقه إلى تصوراته،وخضوعه لجانب الطين الآسن في النفس البشرية ،الذي يغرق الروح في وحله .
وشق ينكر عليه ذلك فيهاجمه اعتمادا على نظرة أخلاقوية محضة وانسجاما مع أطر وقوالب اجتماعية سطرها الدين والعرف كما يصرح الكاتب *دبليو أتش *[كون الإنسان حيوانا اجتماعيا،يجعله بالتأكيد مدينا للمجتمع من أجل الفرص التي يحصل عليها لإظهار قيمه الأخلاقية والروحية. ]
ولأن الأدب حقل شاسع لقضايا الفرد والمجتمع وارهاصاته وأفكاره ورغباته المكبوتة كالحلم والجنوح للانفلات من قيود االسياسة والدين خصوصا كان الجنس ومازال محظورا يجب القفز عنه إلا أن بعض الكتاب والأدباء ومنذ قرون يكتبونه بإطناب غير مبالين بأصوات تصل أحيانا إلى تكفيرهم واتهامهم بالزندقة والأمثلة عديدة من أبرزها الشاعر *أحمد الشهاوي*الذي كفر تكفيرا صريحا من قبل المتشددين بعد أن صدر له ديوان "الوصايا في عشق النساء" وتصنف هذه الكتابات ^خدش للحياء العام ^وجريمة يعاقب عليها القانون رغم صعوبة تحديد مفهوم الخدش من قبل القضاء باختلاف المجتمعات ومدى تقبلها لهذه الكتابات العارية .اضافة إلى التناقض الذي يحمله القانون نفسه الذي ينظم حياة البغايا ودورها ويجعلها خاضعة لرسوم وأداءات تحددها الدولة وتشرف على تطبيقها .
فهل وظف الكاتب في أقصوصة "شبق"الجنس فنيا ليبرز ما تعانيه المرأة عند اختلاطها بالرجل سواء في الشارع أو وسائل النقل العمومي (مكان الأحداث الذي اختاره )او في العمل من تحرش ذكور يعانون الكبت والضغوط الاجتماعية والاقتصادية وقلة الوعي وضعف الوازع الديني في ضمائرهم؟
أم كان ممن "يدس الفن في الرغام"كما قال الأديب يحي حقي؟
كنت سأعتبر القصة [عبث في عبث ] كما وصف سارتر رواية الغريب لالبير كامي؛وباعتبار أن [ الإبداع تجربة فردية متخيلة .لا يمكن تكرارها في سياق تاريخي مغاير أو حالة نفسية أخرى.بينما وصف عملية جنسية يشترك فيها كل الناس بمختلف طبقاتهم ومستوياتهم الروحية والفكرية أمر عادي خال من الإبداع. ] حسب رأي الدكتور بهاء زكرياء الذي اشاطره فيه حين تكون الكتابة عن الجنس لغاية تجارية صرفة ولا أعتبره كذلك لأنني أرى الجنس والسياسة والدين مشتركا انسانيا مثل ومازال إشكالا في طروحاته المتنافرة والمتباينة.
وكاتب النص يتلبس بشخصية السارد ويصف لنا انجذابه وضعفه وانفجار رغباته استجابة لمثير خارجي (هذه الفتاة المندلقة عليه في مكان ضيق:المقعد المشترك
ويخوض تجربة حسية ويعيشها بكل تفاصيلها.لكن ما ينقذ النص من الابتذال والإسفاف هو لحظة نهاية القصة التي اكتشف فيها السارد أن الفتاة فاقدة للأهلية ومضطربة نفسيا لذلك جاءت بها والدتها "لتسحب مجاورته على الاسفلت مترنحة غائمة العينين ،ثم تجرها عبر مدخل بناية ،كتب عليها -للامراض العقلية-.
للكاتب: عمر حمش
بقلم منى احمد البريكي /تونس
الجزء الاول :
قرأت النص مرة واحدة لأني وجدته من النوع المفتوح فلا يجد فيه القارئ أي صعوبة ولا يثير فيه الرغبة في إعادة القراءة وارتأيت أن أركز قراءتي على
☆البؤرة الدرامية للقصة:
يندرج هذا النص ضمن أدب "الإعتراف "
الذي يركز فيه الكاتب على شخصية يختارها ويختفي وراء ضعفها واضطرابها فيجعلها تعبرعن لحظات تعيشها ولا تجد حرجا في إظهارها وسرد الواقع على علاته ،ووصف هشاشتها ومشاعرها المنفلتة؛ فيجعلها تتموقع على ذاتها لتلامس ندوبا في روحها وافكارا سيئة تبنتها وآراءا سلبية تجاه الآخر اعتمدتها مقياسا ومؤشرا لبناء أو قطع علاقاتها به .ذلك في تماه تام مع ما ذهب إليه ألبير كامي [الضمير المذنب يجب أن يعترف ،والعمل الفني هو اعتراف. ]
وفي هذا النص لم يكتف الكاتب بالمكاشفة بل جعل تيمة الجنس البؤرة الدرامية التي مثلت الحدث الأبرز على خطى محمد شكري في الخبز الحافي وحنا مينا في الياطر . ليعبر السارد المتكلم عن انغماسه في الحسية ،ويوغل في وصف رغباته الجنسية التي انقاد إليها، وعاش وطأتها في مكان لا يستجيب لشبقه (وسيلة نقل عمومي )وتحت أنظار الآخرين؛ الذين لم يكونوا على بينة مما يحدث له لولا اعترافه الصادم وهو يتمركز حول ذاته غير مبال بنظرة المجتمع أو موقفه منه.
و[بين العفوية التامة لتصرفاته و،ملاحظاته، وانعدام حساسيته تجاه المشاعر الطبيعية ؛والمحتملة من جهة أخرى ، تقع هاوية تصعب علينا رد فعل عاطفي تجاهه.]كما يقول *ديفيد سبرينزر*في كتاب "الراوي في رواية القرن العشرين "
وبين مناهضة المجتمع لهذا الفعل المشين ؛ينقسم القراء إلى شقين:شق يتعاطف مع ضعفه في لحظة انسياقه إلى تصوراته،وخضوعه لجانب الطين الآسن في النفس البشرية ،الذي يغرق الروح في وحله .
وشق ينكر عليه ذلك فيهاجمه اعتمادا على نظرة أخلاقوية محضة وانسجاما مع أطر وقوالب اجتماعية سطرها الدين والعرف كما يصرح الكاتب *دبليو أتش *[كون الإنسان حيوانا اجتماعيا،يجعله بالتأكيد مدينا للمجتمع من أجل الفرص التي يحصل عليها لإظهار قيمه الأخلاقية والروحية. ]
ولأن الأدب حقل شاسع لقضايا الفرد والمجتمع وارهاصاته وأفكاره ورغباته المكبوتة كالحلم والجنوح للانفلات من قيود االسياسة والدين خصوصا كان الجنس ومازال محظورا يجب القفز عنه إلا أن بعض الكتاب والأدباء ومنذ قرون يكتبونه بإطناب غير مبالين بأصوات تصل أحيانا إلى تكفيرهم واتهامهم بالزندقة والأمثلة عديدة من أبرزها الشاعر *أحمد الشهاوي*الذي كفر تكفيرا صريحا من قبل المتشددين بعد أن صدر له ديوان "الوصايا في عشق النساء" وتصنف هذه الكتابات ^خدش للحياء العام ^وجريمة يعاقب عليها القانون رغم صعوبة تحديد مفهوم الخدش من قبل القضاء باختلاف المجتمعات ومدى تقبلها لهذه الكتابات العارية .اضافة إلى التناقض الذي يحمله القانون نفسه الذي ينظم حياة البغايا ودورها ويجعلها خاضعة لرسوم وأداءات تحددها الدولة وتشرف على تطبيقها .
فهل وظف الكاتب في أقصوصة "شبق"الجنس فنيا ليبرز ما تعانيه المرأة عند اختلاطها بالرجل سواء في الشارع أو وسائل النقل العمومي (مكان الأحداث الذي اختاره )او في العمل من تحرش ذكور يعانون الكبت والضغوط الاجتماعية والاقتصادية وقلة الوعي وضعف الوازع الديني في ضمائرهم؟
أم كان ممن "يدس الفن في الرغام"كما قال الأديب يحي حقي؟
كنت سأعتبر القصة [عبث في عبث ] كما وصف سارتر رواية الغريب لالبير كامي؛وباعتبار أن [ الإبداع تجربة فردية متخيلة .لا يمكن تكرارها في سياق تاريخي مغاير أو حالة نفسية أخرى.بينما وصف عملية جنسية يشترك فيها كل الناس بمختلف طبقاتهم ومستوياتهم الروحية والفكرية أمر عادي خال من الإبداع. ] حسب رأي الدكتور بهاء زكرياء الذي اشاطره فيه حين تكون الكتابة عن الجنس لغاية تجارية صرفة ولا أعتبره كذلك لأنني أرى الجنس والسياسة والدين مشتركا انسانيا مثل ومازال إشكالا في طروحاته المتنافرة والمتباينة.
وكاتب النص يتلبس بشخصية السارد ويصف لنا انجذابه وضعفه وانفجار رغباته استجابة لمثير خارجي (هذه الفتاة المندلقة عليه في مكان ضيق:المقعد المشترك
ويخوض تجربة حسية ويعيشها بكل تفاصيلها.لكن ما ينقذ النص من الابتذال والإسفاف هو لحظة نهاية القصة التي اكتشف فيها السارد أن الفتاة فاقدة للأهلية ومضطربة نفسيا لذلك جاءت بها والدتها "لتسحب مجاورته على الاسفلت مترنحة غائمة العينين ،ثم تجرها عبر مدخل بناية ،كتب عليها -للامراض العقلية-.
الجزء
الثاني:
فقد صبغ على اعترافه وظيفة تجاوزية ليبدو في مواجهة مع المجتمع ويفضح ممارساته المسكوت عنها ويندرج ضمن لعبة الانتهاك التي يلجأ إليها السرد لكشف الحقيقة مهما كانت صادمة فلحظة الانتشاء هنا صنو للضعف تسلط الضوء على هشاشة الرجل عموما من خلال تجربة فردية للسارد اتخذت صهوة الكتابة ضمن الأدب "الايروتيكي" لتنادي بضرورة حماية المرأة من التحرش الجنسي الذي تتعرض له في كل مكان وحين وعدم السكوت ورفض واقع مقيت في مجتمع نصفه مريض ونصفه الآخر مستلبا ،لا حول ولا قوة له.وبذلك يبتعد الخطاب عن البذاءة ليصبح رسالة رمزية ذات دلالات تمس الواقع وتسعى لتغييره والارتقاء به ويتصادم بعنف مع ضمير مجتمعي غارق في النقص ،
يرفض التعري ويعيش الإزدواجية في كل جوانب حياته.
وأختم بالقول بأن الرفض الذي يتبناه النقاد والمثقفون لهذا النوع من الكتابة يزيد انتشاره ويغذي رغبة القارئ في مطالعته خفية فيسجل نجاحا منقطع النظير على حساب إبداعات أخرى أكثر أدبية وجمالية.لذلك يجب إرساء منهجية واضحة في نقد هذه الأعمال والابتعاد عن الأحكام المناهضة والتجريم تماما لأنها ستستفيد منها باعتبارها قمع لحرية الإبداع والخيال.
بقلمي منى احمد البريكي /تونس.
فقد صبغ على اعترافه وظيفة تجاوزية ليبدو في مواجهة مع المجتمع ويفضح ممارساته المسكوت عنها ويندرج ضمن لعبة الانتهاك التي يلجأ إليها السرد لكشف الحقيقة مهما كانت صادمة فلحظة الانتشاء هنا صنو للضعف تسلط الضوء على هشاشة الرجل عموما من خلال تجربة فردية للسارد اتخذت صهوة الكتابة ضمن الأدب "الايروتيكي" لتنادي بضرورة حماية المرأة من التحرش الجنسي الذي تتعرض له في كل مكان وحين وعدم السكوت ورفض واقع مقيت في مجتمع نصفه مريض ونصفه الآخر مستلبا ،لا حول ولا قوة له.وبذلك يبتعد الخطاب عن البذاءة ليصبح رسالة رمزية ذات دلالات تمس الواقع وتسعى لتغييره والارتقاء به ويتصادم بعنف مع ضمير مجتمعي غارق في النقص ،
يرفض التعري ويعيش الإزدواجية في كل جوانب حياته.
وأختم بالقول بأن الرفض الذي يتبناه النقاد والمثقفون لهذا النوع من الكتابة يزيد انتشاره ويغذي رغبة القارئ في مطالعته خفية فيسجل نجاحا منقطع النظير على حساب إبداعات أخرى أكثر أدبية وجمالية.لذلك يجب إرساء منهجية واضحة في نقد هذه الأعمال والابتعاد عن الأحكام المناهضة والتجريم تماما لأنها ستستفيد منها باعتبارها قمع لحرية الإبداع والخيال.
بقلمي منى احمد البريكي /تونس.
منى أحمد
البريكي جميل دمت ودام الابداع .نعم لابد ان زقف وبقوة لظاهرة التحرش
المسكوت عنها.
منال خطاب نعم
وهذا الغرض من كتابة هذه القصة على ما يبدو.التحسيس بظاهرة التحرش والدعوة الى
ضرورة إيجاد آليات من المجتمع المدني واجهزة الدولة وقوانينها للحد منها.
هذه حال
المجتمعات التي لا تهتم بالجوهر وإنما ترى ما يترائى لها في الظاهر كم من حالات
صادمة مثل هاذي القصة، وكم من اناس صادفنهم في كل مكان ونحن لا نعي مقدرتهم على
تقديم المساعدة لأنفسهم كالأعمى في العربة الذي نهرته السيدة حتى يقف للسيدة
العجوز وهو لا يراها ولكنه استجاب ووقف ثم اكتشفت الحال.
ربما اقدم العذر لهذا الجالس فأنا لا اعرف خلفياته، وربما أشفق على هذه الفتاة التي لا تعي أفعالها ولكن يبقى السؤال الوحيد إلى متى سيظل السطح هو الغالب علينا، القصة جميلة والنهاية صادمة ولكنها لا تترك لنا سوى الأسئلة المفتوحة حول شخصين تلاقا صدفة لكل منهما عالمه الذي يعيش فيه هذا عاقل ولكنه لا يتحكم في غريزته التي وصفها بكل شبق، وهي لا تملك العقل فتصرفت بغريزة لا تعي معناها ولا تعي أثرها على الآخر فكان تكوين النص ببدايته عنوانه لذي يلفت النظر، ثم وصف الحالة للشخص العاقل وانطلاق خياله، ليعود بنا من هذا العالم إلى الواقع المرير بكل ما يحمله من قسوة
تحياتي
ربما اقدم العذر لهذا الجالس فأنا لا اعرف خلفياته، وربما أشفق على هذه الفتاة التي لا تعي أفعالها ولكن يبقى السؤال الوحيد إلى متى سيظل السطح هو الغالب علينا، القصة جميلة والنهاية صادمة ولكنها لا تترك لنا سوى الأسئلة المفتوحة حول شخصين تلاقا صدفة لكل منهما عالمه الذي يعيش فيه هذا عاقل ولكنه لا يتحكم في غريزته التي وصفها بكل شبق، وهي لا تملك العقل فتصرفت بغريزة لا تعي معناها ولا تعي أثرها على الآخر فكان تكوين النص ببدايته عنوانه لذي يلفت النظر، ثم وصف الحالة للشخص العاقل وانطلاق خياله، ليعود بنا من هذا العالم إلى الواقع المرير بكل ما يحمله من قسوة
تحياتي
برغم كل
ما قيل من نقد أو قراءة للقصة أرى أن الشخصية الرئيسة في النص وبحسب الوصف هي
المجنونة، طبعا مع الاعتذار للتسمية، لكن شخصية الرجل هنا هشة جدا، بل لا نعرف
عنها شيئا إلا سهولة استثارته، والتي يبدو أنه يعرف هذا العيب فيه، المواصلات
العامة في غالب بلادنا العربية بها نفس الموقف متكرر آلاف المرات يوميا، لكن مسألة
شبق الرجال ممن يستخدمون هذه المواصلات تعتبر عملية معقدة وصعبة الاكتشاف، إلا في
حالتين :
الأولى أن يفتضح أمره على رؤوس الاشهاد، أو يفضح نفسه بالحكي .
إذن فمسالة الراوي العليم تكون قاصرة عن الوصف إلى حد ما ..
الأولى أن يفتضح أمره على رؤوس الاشهاد، أو يفضح نفسه بالحكي .
إذن فمسالة الراوي العليم تكون قاصرة عن الوصف إلى حد ما ..
بداية النص "عنوانه"
والعنوان غالبا هو مفتاح النص الذى يمهد القارىء للمضمون وللفكرة التى يريد الكاتب ان تصل لعقل المتلقى ، وإذا كان العنوان عتبة النص فإن العنوان هنا ليس فقط عتبة للنص ولكن أراده الكاتب منذ البداية ان يكون عقدة النص منذ بدايته فوضع نقطتين بجانب كلمة شبق غير المعرفة لتكون سكوتا عن مضمون لم يبح به غير انه قال أن الشبق هنا
" نكرة "
لتثير الإهتمام وتدعوا للتركيز الشديد فى القادم من السرد ..
ثم يبدأ السرد بتصوير مشهد سيمائى كامل بكل تفاصيله وأبطاله
فى عربة صغيرة لنقل الركاب تجمع بطل النص وإمرأة صغيرة ممتلئة وإمرأة عجوز وسائق العربة وتتداخل الصور وتنتقل الكاميرا بين ردود أفعال أبطال النص التى صورها السرد ببراعة منذ الجملة الأولى بالسرد وحتى النهاية التى جاءت صادمة للقارىء والمتلقي
بنزول المرأة العجوز وهى تصطحب صاحبة الشبق إلى مشفى أو بناية للأمراض العقلية ..
تخلل السرد صور بلاغية للفعل ورد الفعل بين بطلة وبطل النص..
منها
هرب محترقا إلى الأشجار اللاهثة
ابتلع صرخة كادت تفضحه
تمددت فجرى فيه وحش !
راسها استلقى على صدره عصفور نار
رسم لها صورة فى الأشجار
وفى ورق الشجر رأها تجرى وتقول " كلني "
حسبنا أن النص غني بمثل هذه الصور البلاغية الحسية التى أضفت عليه حركة ملموسة وخيال حسي ملموس يتصوره المتلقى فيشعر برؤية المشهد حتى تصدمه نهايته !
لكن ماذا يقول النص ؟ وماذا يريد الكاتب من المشهد ومن الفكرة ؟
فالنهاية تخبرنا اننا لسنا أمام مشهد يصور لحظة شبق بين إمرأة ورجل ولسنا فقط أمام حالة إنسانية عبرت عنها قفلة النص !
ولكن ما قد يراه المتلقى من وراء ستار النص أنه يريد أن يقول شيئا آخر غير الذى وصل إلينا من القراءة العادية للنص ؟
ربما تكون هناك تأويلات كثيرة واسقاطات أكثر يراها المتلقى على المجتمع وماوصل اليه الواقع الذى
الذى أراد الكاتب أن يصوره ويحاكمه ويقول انه وصل إلى حد الهذيان والجنون ..ربما أراد الكاتب ذلك وربما أراد شيئا آخر وربما يرى القارىء فى النص جوانب وأفكار أخرى لم تأت بخيال كاتبه فقد يعيد القارىء كتابة فكرة النص أحيانا !
الله
عليك وعلى روعة كلماتك الراقية وعمق معانيها ودلالتها ، أحسنت وأبدعت، نص في غاية
الروعة وتصوير جميل للغاية للموضوع الذي لم يستغرق سوى وقت وجيز مما يحقق وحدة
الموضوع ونجاح تام في جعل القارئ يندمج بالنص ويتابع الأحداث وكأنه يراه ، وخاتمة
مفاجئة ومدهشة وغير متوقعة وفي كلمتين وتقول الكثير ، في الحقيقة لقد حققت في نصك
الرائع كل تقنيات القصة القصيرة ، أحسنت وأبدعت، تحياتي لك
أجمل ما
فى النص الخاتمة .. ممكن أن تكن تلك البنت الجميلة المختلة عقليا هى الأحلام
المهدرة فى تلك الدنيا والعربة هى الحياة التى نعيشها .. والأم هي القانون والعقل
والاخلاقيات التي تكن بيننا وأصبحت سلبية . . مستشفى الامراض العقليه هى نتيجة
طبيعية عندما لا يتوافق المنطق مع معطيات الواقع . نص يحمل تأويل أكبر من موقف
عابر . تحياتي استاذ عمر
أول
مايلاحظه القاريء العادي من خلال نظرته الموضوعية للنص، أن البطل فيه يأسره
العنوان، دون أية محاولة لاستفزاز شهامة العقل، وكأنه في قرارة نفسه يردد: النساء
ناقصات عقل ودين... وفعلا كانت الأنثى ناقصة عقل، وهو ناقص دين، والكاتب يتابع
السرد، وهو يستعجل القفلة المفاجئة، بلا أية ردّة فعل إيجابية للبطل، أو للسيدة
الأخرى بحيث يدعم القصة بتفاعل بعض السطور مع الحوار المجدي لعله يرتقي بالحدث،
ولو عن طريق صوت الدموع، بشكل غير مباشر عبر المرأة المرافقة في محاولة لإنقاذ
الموقف لعلها ترفع من قدر نفسها، وتدعم القفلة، مع بالغ التقدير للكاتب واللجنة
المشرفة على تلك الفعالية الممتعة. دمتم بخير.
شبق عنوان صادم لقصة قصيرة تضع امامنا تصورات عدة ،تصب كلها في معنى واحد وهو ،الشهوة للجنس الآخر ،تلك الغريزة الفطرية التي خلقها الله في الانسان والحيوان معا
المتن ،
القصة والسرد كانا صادمان كما العنوان فلقد أخذنا القاص إلى الحدث مباشرة ،دون أي مقدمات ،البطل رجل يجلس في حافلة عامة ،فجاة نجد فتاة تجلس بجواره بل تلاصقه ،من طريق تقديمه للحدث يظهر لنا أنه رجل تحكمه غريزته هكذا رأيته عندما قال انه كان يتمنى ان تجلس العجوز بجانبه لأنه يعرف نفسه ،، حاول أن يتشاغل عنها بالنظر إلى الأشجار ،كان يهرب من ذاك الحيوان القابع بداخله قبل أن يهرب منها ،لسوء حظه بدات الفتاة في اثارته بحركاتها ولمساتها لجسده ،فر الوحش الرابض بداخله من قيده ،لم يستطع السيطرة على نفسه ،بدأ الاستسلام للمساتها وترك العنان لافكاره الشهوانية ،لم يستطع كبح جماح نفسه ،قبل أن يصل لقمة اثارته ،فارقته الفتاة ،سحبتها امها من يدها لتغادران الحافلة ،ليصدمنا الكاتب مرة آخرى بالنهاية ويتضح أن الفتاة مختلة العقل ،
جمل خاطفة ،مكثفة ،حكت لنا في اسطر قليلة حدثا كاملا
اجاد الكاتب في تلك الكلمات القليلة والسرد المكثف أن يوصل لنا تلك الحالة التي كان يعيشها البطل في ذلك الوقت القصير التي جلست فيه الفتاة بجواره
قصة قصيرة متكاملة الأركان بدءا من الفكرة،السرد والتكثيف
الذي لم يضر بالقصة ،فكل كلمة وضعت بمكانها الصحيح
بوركت مبدعنا و بوركت جهود مبدعي الواحة
قراءة انطباعية في قصة (شبق) للأديب عمر حمش
العنوان بمعناه المعروف لدى الجميع؛ كانت علاقته مع النص إرشادية وتكاملية، كما أن تنكيره يهيئ القارئ لاستقبال حالة عامة لاتقتصر على أبطال القصة، ولا على ذلك الحدث الذي يمثل انخداع رجل بحركات شبقية ظاهريا، في جوهرها انفعالات لاإرادية.
يبدأ القصة بجمل قصيرة وأفعال حركية تجذب القارئ وترفع وتيرة اهتمامه تدريجيا؛
إذ أن الصراع القائم في نفس البطل لم يتصاعد بشكل رأسي من البداية، وإنما تناوبت عليه مؤشرات صعود ومحاولات سيطرة؛
نرى فتاة جلست قربه بطريقة أيقظت جوعه أو ضربت على وتر حرمان ربما، أو استجابة لا إرادية للغريزة التي لاننكرها عند أي شاب
(لاصقته في المقعد الخلفي ....ساقها الممتلئة مالت عليه...)
ساعده على الدخول في هذه الحالة المكان الذي هو بمأمن عن أعين الرقباء، زائد تفسيره المرتبك لاستهتار أمها التي جعلتها ملاصقة له.
نلمح من البداية محاولة الشاب تجاهل نداء الغريزة التي ألهبته حتى أنها هاجمته في المكان الذي هرب إليه؛ إذ تمثلت له في الأشجار اللاهثة غانية تراوده، على وقع مؤثر آخر من أغنية مؤججة للإحساس في المسجلة، يحاول الانكماش ملتصقا بالباب وينجح للحظات بإعادة صورة الأشجار لحقيقتها في الركض لا اللهاث وراء رغبة وذلك بمساعدة تفسيره لنظرات السائق التي كانت بمثابة محذر له، ربما هذه النظرات ضميره أو خوفه من مراقبة الناس أو عقله الذي يحاول وزن أفعاله، أو تذكير بأن الله يراك .
لكن الغريزة تعاود فرض سيطرتها مع الاستمرار في تفسير حركات الفتاة (ذراعها فوق فخذه...فجر فيه وحش...أصابعها تحركت ...راسها استلقى على صدره )
هنا وصل الصراع النفسي إلى ذروته بين الرغبة والواجب؛ فاختار طريقا وسطا وهو إشباع هذه الرغبة بالخيال وهنا تلفتنا رمزية جميلة جدا وبليغة (تشهر في الصدر التفاح ) إنها الخطيئة تتزين له ليأكل التفاحة المحرمة وينزل من جنة عفته.
بينما نحن على حافة الصراع هذا تأتي الخاتمة المباغتة، لتقول له كل مافسرته من إشارات كان خاطئا
ربما هذه الخاتمة المفاجئة لتبين لنا ديمومة هذا الصراع ودورية الانتصار فيه، فتارة تنتصر الرغبة وتارة تنتصر الإرادة التي تخلقها المحاذير، ربما لهذا تركها الكاتب دون أن يبين لنا نهاية صراعه هذا .
في النص إشارات عديدة؛ ربما إلى عقلية الرجل الشرقي الذي يفسر التصرفات حسب العرف السائد وأعتقد لا يمكننا لومه كثيرا على هذه الناحية التي نمت معه من جذور البيئة التي يعيش فيها، وخاصة لاحظنا مقاومته للنداء الداخلي.
ربما هي دعوة لتدجين الرغبات والرقي بها؛ فالإنسان أرقى من أن يضع نفسه في مصاف الحيوانات التي تلبي نداء الغرائز دون أدنى تفكير .
وربما هي حالة عامة تم تبئيرها بهذا الحدث؛ لكن بذكر التفاح الذي هو رمز للخطيئة التي اورثت الندم، فيمكن سحب تأثير النص على كل أمر تتنازعنا فيه الرغبة و الواجب، الحلم والواقع، المادة والروح، مغريات الهوى وتحذيرات العقل.
قصة قصيرة مكثفة بدرجة مبهرة تدل على إتقان صنعة التفصيل اللفظي على مقاس المعنوي دون زيادة أو ترهل، إيقاع لاهث، تصوير سينمائي، ذكاء ومخاتلة في المعالجة لدرجة خدعت القارئ، خاتمة كسرت التوقعات
تحية للكاتب القدير
وللأستاذة المجتهدة دوما منال خطاب
ولعراب الواحة أستاذ محسن
ابدااع
- قراءة في قصة "شبق" للكاتب عمر حمش.
- شبق ..
لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار!
كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه، وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه، ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه!
رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ!
وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول:
- كُلني!
فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ، حتى فوجِئ بصوت أمّها الضعيفِ؛ يوقف العربة، ثمّ وهي تنزِل؛ تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ، ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه:
( للأمراضِ العقليةِ)
......
الحكاية قصيرة الزّمن، مشحونة، مثيرها فتاة تتحرّش بشاب في عربة أجرة. جرأة دونما حساب للعواقب، الشّاب يتحرّق فؤاده، لا يدري ما يفعل، خياله يسابقه، وإحساسه بما يجري يدفع الدم في عروقه، يوقظ الوحش النّائم في حناياه، ينكمش في مقعده، السّائق يتابعهما في المرآة، يهرب به الخيال خارج العربة، تلتقط عيناه الأشجار الرّاكضة، يتخيل ملاصقته غجريّة فاتنة الملامح، تركض خلفه.. تناديه من خلال الأوراق: هلمّ إليَّ، أنا لك "كُلني"، الموقف يضيق عليه، ولا يسمح له بالاستجابة لندائها، يغوص في مقعده، ينكمش محرجاً، خلاياه تتراقص، وفي حمّى دهشته، تنقذه أمها، تطلب من السّائق التوقف، تجرّها خارج العربة، وتدخل بها مصحاً "للأمراض العقلية".
بالعودة للنّص:
شبق، عنونة تثير القارئ، يتساءل: ما وراءها من تأويلات؟ في هذه القصة يعالج الكاتب حالة التّحرّش التي تعاني منها الكثيرات، يرسمها بدقة عكس المتوقع، هذه المرّة أنثى تتحرّش بشاب في عربة أجرة، وليس في حافلة، لا متسع له للهروب، يتساءل: لماذا لم تجلس مرافقتها العجوز جنبه، ليتّضح السّبب في آخر الحكاية؛ أنّها تخاف عليها، فهي مريضة عقلياً، لذلك تدخلها العربة أولاً.
يزيد جمالية القصة المواقف الضّدية بين الشّخصيات، بين الشّاب والفتاة. بين الرّغبة المكبوتة والجرأة في الطّلب. هو خجول لم يعتد اقتراب أنثى منه؛ وهي جريئة وجميلة ومثيرة. هو يهرب؛ وهي تلاحقه. هي شابة؛ وأمها عجوز. هي الطالبة؛ وهو المطلوب. بين الموقف الجريء اللاهب؛ ووجه السائق الخشن الصامت. بين العربة تسير في اتجاه؛ والأشجار تركض لاهثة في اتجاه آخر. بين انكماشه وتردده؛ وصرختها "كُلني". هي الرّاغبة الملتصقة به؛ وأمّها تخلّصه منها، وتجرّها جرّاً. وبين العقل والجنون.
سرد جميل سلس ،ولغة رشيقة، وألفاظ، موحية ومناسبة، استخدم الأفعال والمشتقات الدالة على الحركة؛ ليسبغ على النص حياة وحيوية، مثل: ( مالت، هرب، انكمش، سقطت، جرى، جُنّ، تهيج، تجري، ينتفض، تجرّ، ممتلئة، اللاهثة، مترنّمة، مترنّحة...)، وتصوير فنان تشبيهات واستعارات، وأنسنة، بارع في وصف المكان والحركة ( المقعد الخلفي لعربة، ساقها الممتلئة، هرب محترقاً، الأشجار اللاهثة، انكمش، عصفور نار...)،والغوص في وصف الأحاسيس وخفايا الذات (غنجت في المذياع، ابتلع صرخة، جرى فيه وحش، أصابعها مترنّمة، عصفور نار، جُنّ الوحش، رآها غجريّة.. كُلني...).
أخيراً، أغبط الكاتب على معالجته الفكرة بأسلوب يفيض جمالاً، وتصويراً لحالة تعاني منها المجتمعات عموماً، والمجتمع العربي خصوصاً، حيثُ التمسك بالموروث اللاصق في لا وعي الأبناء، وأدين بالشكر للأستاذة منال التي أهدتني النص.
للكاتب الأستاذ عمر حمش، والأستاذة منال خطاب غزير تحياتي والود.
الثلاثاء 2020/3/17
- شبق ..
لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار!
كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه، وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه، ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه!
رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ!
وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول:
- كُلني!
فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ، حتى فوجِئ بصوت أمّها الضعيفِ؛ يوقف العربة، ثمّ وهي تنزِل؛ تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ، ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه:
( للأمراضِ العقليةِ)
......
الحكاية قصيرة الزّمن، مشحونة، مثيرها فتاة تتحرّش بشاب في عربة أجرة. جرأة دونما حساب للعواقب، الشّاب يتحرّق فؤاده، لا يدري ما يفعل، خياله يسابقه، وإحساسه بما يجري يدفع الدم في عروقه، يوقظ الوحش النّائم في حناياه، ينكمش في مقعده، السّائق يتابعهما في المرآة، يهرب به الخيال خارج العربة، تلتقط عيناه الأشجار الرّاكضة، يتخيل ملاصقته غجريّة فاتنة الملامح، تركض خلفه.. تناديه من خلال الأوراق: هلمّ إليَّ، أنا لك "كُلني"، الموقف يضيق عليه، ولا يسمح له بالاستجابة لندائها، يغوص في مقعده، ينكمش محرجاً، خلاياه تتراقص، وفي حمّى دهشته، تنقذه أمها، تطلب من السّائق التوقف، تجرّها خارج العربة، وتدخل بها مصحاً "للأمراض العقلية".
بالعودة للنّص:
شبق، عنونة تثير القارئ، يتساءل: ما وراءها من تأويلات؟ في هذه القصة يعالج الكاتب حالة التّحرّش التي تعاني منها الكثيرات، يرسمها بدقة عكس المتوقع، هذه المرّة أنثى تتحرّش بشاب في عربة أجرة، وليس في حافلة، لا متسع له للهروب، يتساءل: لماذا لم تجلس مرافقتها العجوز جنبه، ليتّضح السّبب في آخر الحكاية؛ أنّها تخاف عليها، فهي مريضة عقلياً، لذلك تدخلها العربة أولاً.
يزيد جمالية القصة المواقف الضّدية بين الشّخصيات، بين الشّاب والفتاة. بين الرّغبة المكبوتة والجرأة في الطّلب. هو خجول لم يعتد اقتراب أنثى منه؛ وهي جريئة وجميلة ومثيرة. هو يهرب؛ وهي تلاحقه. هي شابة؛ وأمها عجوز. هي الطالبة؛ وهو المطلوب. بين الموقف الجريء اللاهب؛ ووجه السائق الخشن الصامت. بين العربة تسير في اتجاه؛ والأشجار تركض لاهثة في اتجاه آخر. بين انكماشه وتردده؛ وصرختها "كُلني". هي الرّاغبة الملتصقة به؛ وأمّها تخلّصه منها، وتجرّها جرّاً. وبين العقل والجنون.
سرد جميل سلس ،ولغة رشيقة، وألفاظ، موحية ومناسبة، استخدم الأفعال والمشتقات الدالة على الحركة؛ ليسبغ على النص حياة وحيوية، مثل: ( مالت، هرب، انكمش، سقطت، جرى، جُنّ، تهيج، تجري، ينتفض، تجرّ، ممتلئة، اللاهثة، مترنّمة، مترنّحة...)، وتصوير فنان تشبيهات واستعارات، وأنسنة، بارع في وصف المكان والحركة ( المقعد الخلفي لعربة، ساقها الممتلئة، هرب محترقاً، الأشجار اللاهثة، انكمش، عصفور نار...)،والغوص في وصف الأحاسيس وخفايا الذات (غنجت في المذياع، ابتلع صرخة، جرى فيه وحش، أصابعها مترنّمة، عصفور نار، جُنّ الوحش، رآها غجريّة.. كُلني...).
أخيراً، أغبط الكاتب على معالجته الفكرة بأسلوب يفيض جمالاً، وتصويراً لحالة تعاني منها المجتمعات عموماً، والمجتمع العربي خصوصاً، حيثُ التمسك بالموروث اللاصق في لا وعي الأبناء، وأدين بالشكر للأستاذة منال التي أهدتني النص.
للكاتب الأستاذ عمر حمش، والأستاذة منال خطاب غزير تحياتي والود.
الثلاثاء 2020/3/17
زيدان عبدالملك وأغبطك ايضا على تلك الدراسة الواعية
وأيضا أشكرك لانك اول من تواصل معى على النص..دام تواجدك معنا..استاذى الكريم
قراءة في
قصة (شبق ) للكاتب عمر حمش
القاص كريم جبار الناصري
يأخذنا العنوان( شبق ) الى منع التأويل حيث ترمز دلالته الى الايروسية أو بمعنى آخر الى الشهوة الجنسية لدى شخصية الفرد ( ذكرا أم أنثى ) التي لديها الرغبة في الجنس من خلال دافع آني قريب أو صوري أو حتى عصبي ولا نريد الخوض في دلالة المعنى فهو اختصاص الطب النفسي.. ..فكما عرفنا إن شخصية القصة ( الرجل ) وبعد ملامسته من قبل الشخصية الأخرى (الأنثى ) المجاورة له تأخذه الانفعالات والصور والتخيل حيث تتوالد لديه الشبقية دون معرفة شعور الشخصية الأخرى ، هل لديها الرغبة أم لا. ولكن من خلال الملامسات على ساقه والانحناء على صدره (طبعا دون وعيها) لكونها مريضة كما عرفنا نهاية النص . فمن خلال ذلك مر بتلك اللحظات بحالة الشبق والتي وصلت الى ذروتها ..وهنا وضعنا القاص أمام شخصية لا نعرف مكنوناتها هل هو مريض أو لديه الهوس لهذه الحالة أم جاءت لحظوية حين بدأت الملامسات هذا ما يعلمه الكاتب عن شخصيته لأنه لم يشير الى ماضي الشخصية..
وفي نهاية القصة أبدع القاص في وضع هذه النهاية والتي تعتبر مفارقة قصصية بين الرغبات الجنسية للشخصية الأولى والحالة المرضية التي تمر بها الشخصية الثانية ، برغم عدم ظهور انقلاب أو تغيير في الانفعالات لدى الرجل بعد أن عرف إن الفتاة مريضة عقليا..
النص مميز ولغة شعرية عالية وسرد في الحدث متتابع وضربة قوية في النهاية ولدي وجهة نظر في العنوان الى تغييره وهذا راجع الى القاص الذي أبدع في قصته فتحية له وتحية لحرفه
القاص كريم جبار الناصري
يأخذنا العنوان( شبق ) الى منع التأويل حيث ترمز دلالته الى الايروسية أو بمعنى آخر الى الشهوة الجنسية لدى شخصية الفرد ( ذكرا أم أنثى ) التي لديها الرغبة في الجنس من خلال دافع آني قريب أو صوري أو حتى عصبي ولا نريد الخوض في دلالة المعنى فهو اختصاص الطب النفسي.. ..فكما عرفنا إن شخصية القصة ( الرجل ) وبعد ملامسته من قبل الشخصية الأخرى (الأنثى ) المجاورة له تأخذه الانفعالات والصور والتخيل حيث تتوالد لديه الشبقية دون معرفة شعور الشخصية الأخرى ، هل لديها الرغبة أم لا. ولكن من خلال الملامسات على ساقه والانحناء على صدره (طبعا دون وعيها) لكونها مريضة كما عرفنا نهاية النص . فمن خلال ذلك مر بتلك اللحظات بحالة الشبق والتي وصلت الى ذروتها ..وهنا وضعنا القاص أمام شخصية لا نعرف مكنوناتها هل هو مريض أو لديه الهوس لهذه الحالة أم جاءت لحظوية حين بدأت الملامسات هذا ما يعلمه الكاتب عن شخصيته لأنه لم يشير الى ماضي الشخصية..
وفي نهاية القصة أبدع القاص في وضع هذه النهاية والتي تعتبر مفارقة قصصية بين الرغبات الجنسية للشخصية الأولى والحالة المرضية التي تمر بها الشخصية الثانية ، برغم عدم ظهور انقلاب أو تغيير في الانفعالات لدى الرجل بعد أن عرف إن الفتاة مريضة عقليا..
النص مميز ولغة شعرية عالية وسرد في الحدث متتابع وضربة قوية في النهاية ولدي وجهة نظر في العنوان الى تغييره وهذا راجع الى القاص الذي أبدع في قصته فتحية له وتحية لحرفه
![]() |
عمر حمش |
وبصدق كم أدهشني هذا السيل من الرؤى، وتيقنت ثانية من أمر كنت منذ عقود أعتنقه، ألا وهو أن على الكاتب أن يكتب من غير التفات كبير لحركة النقد وهي أمامه، بل عليه أن بجعلها تواكبه لاحقة بنصه، فإما تفرحه؛ فيستزيد، وإما تدغدغه، وتنمله في هنا، وفي هناك؛ ليجد نفسه" إذا ما اقتنع" يستفيق.
وأقول هنا: إذا ما اقتنع. لأسباب لا تتعلق بكبرٍ، ولا بجهلٍ، ولا بتفاخر.
وإنما أولا: لعدم اهتمامي بالمدارس الأدبية، ولا بعلوم النقد أبدا، فأنا خريج مدرستي الشخصية، وتجربتي الكتابية التي امتدت لعقود طويلة، فأكاد أكتب بخبرة فلاحٍ يضرب الأرض بفأسه من غير علم بالهندسة الوراثية.
ثانيا: كم ألاحظ الفروق الهائلة بين النقاد، فأرى منهم الجميل المبدع، والمبحر الحقيقي، صاحب مجداف النور.
وأرى المتغطرس الصنمي الأسير للاستعراض القاموسي، والاستدلال النظري والتاريخي، فتراه يبتعد اتجاه استظهار القدرات الأكاديمية التي لا تسمن الكاتب، ولا تغنيه.
وهل الدراسة الأكاديمية لوحدها من غير حس. مرهف: تنتج نقادا مبدعين؟
وعلى كل حال رفاقي ورفيقاتي أنا فلسطيني تشغلني هموم قضيتي ولقد انعكست على معظم نصوصي، وهذا هو النص الوحيد، او يكاد الذي عالجت فيه قضية إنسانية وإجتماعية موجودة وبرسوخ في حياة العربان، بسبب القهر، والكبت، وشعارات الشرف الزاىفة.
إذا الحدث والمضمون موجودان ولم اخترع، ولم أتخيل.
وحين يعالج القاص موضوع سرقة" مثلا" لا يعني هذا أن الكاتب ذاته لص، او كتب عن جريمة، لا يعني أنه مجرم، وكان يتماهى في النصوص مع ذاته الإجرامية.
أي نقد هذا!
هنا احييكم جميعا، كلكم بلا استثناء يا أحبابي
وأحيي أخي المبدع النهر محسن الطوخي الذي يقرأ بمجهر قلبه الفاتن الجميل
وأحيي السيدة درصاف الذيب صاحبة الصوت الرخيم التي أبدعت واتحفتني بقراءة القصة.
عمر حمش الحقيقة
أنني قرأت غالب التعليقات، جلها كان قراءات انطباعية تتحدث عن ذائقة قاريء أكثر
منها قراءة مبدعين كتاب، يا صديقي النقد العربي بعافية حبتين، ولا يكاد يبين،
لكننا نتحاور أكثر من مجرد نقد، فالواحة ورشة تعلم قبل أن تكون واجهة نشر ..
دمت بكل خير وود ..
دمت بكل خير وود ..
تقبل
تحياتي استاذنا/ عمر حمش... كثيرًا ما قلت أن قوانين القصة القصيرة قد تقيد إبداع
الكاتب، ونعلم أن النقد يأتي تاليًا بعد النص ، وأن صاحب الإبداع والإحساس الأول
هو القاص، في النقد كل واحد يكتب ما يراه من محاسن ومثالب وللقاص أن يأخذ بها أو
يرفضها ولا يستطيع أحد لومه، النقد مهم فقد يضىء نقاط منيرة غفل عنها القاص ويضيف
للنص ولا يمكن تجاهل النقد، هنا في الواحة تختار النصوص الجيدة وتعرض للنقد وإذا
أراد الكاتب عدم عرض قصته للنقد فعليه التنبيه بذلك، تحياتي لشخصك الكريم وقلمك
المبدع ولكل من أجهد نفسه ووضع رؤيته
نص قصير
اجتمع فيه الحبكة والرمزية والسرد الممتع والنهاية صادمة ومناسبة، راقني النص
تحياتي للمبدع
لا ادعي
أنني ناقد وبصراحة لااتمنى أن أكون لذلك سأعطي انطباعي كقارىء متمرس مصاب بعسر
قراءة.
وقرائتي المتعثرة ستكون على شقين.
الأول: القصة والواقع، منذ أن قرأت هذه القصة اول مرة عرفت مباشرة انها ستثير جنون نون النسوة وستحرك تاء التأنيث الساكنة.
أن تتحرك شهوة الرجل لأن انثى حتى لو مجنونة اقتربت منه فهذا يعني انكم أيها الرجال معجونون بالشهوة ومستعدون لاستغلالنا نحن النساء المغلوبات على أمرنا ابشع استغلال، ذلك على الرغم من أن الكاتب برأي التزم طوال الوقت طريق السلامة فالصق بطله بالباب وجعل أفكاره تسرح خارجاً مع الأشجار بل وجعل له رقيبا آخر هو سائق السيارة ومع ذلك جاءت بعض التعليقات تضع الحق عليه لمجرد أنه ذكر وهو مايحيلنا ايضا لقضية مماهاة الكاتب بنصه؛ فالكاتب بنظربعض القراء هو بذاته بطل قصته وليس مجرد فكرة من أفكاره.
والسؤال هنا هل القصة ناجحة فعلاً؟.
برأيي الشخصي كانت النهاية هروبا وايثارا للسلامة للسلامة من قبل الكاتب ، كانت مهادنة مع الجنس اللطيف والتقاليد التي تصر غالبا أن الذكر في هذه المواقف هو الجاني وليس الضحية مع أنه يمكن لهذا الموقف أن يكون معكوسا تماماً ويكون الرجل هو الضحية ولنا في قصة سيدنا يوسف شاهد موثق على جناية النساء.
ثانياً: القصة والأخلاق.
قلنا مرارا وتكرارا أن القصة ليست وعاءاً أخلاقيا ولا منبرا وعظيا بل إن من أشد سقطات القصة أن تصبح كذلك.
القصة رصد موقف ما لشخص ما في مأزق معين.
مع ذلك مازال هناك من يرفض القصة لمحتواها الأخلاقي!.
الأسبوع الفائت مثلا قرأت قصة عن طفل يولد لعاهرة في ماخور ويتطور ليصبح قوادا. القصة بهذا التسلسل منطقية جدا ومتسقة فلايمكن أن يتحول هذا الطفل لشيخ مسجد مثلاً مع ذلك وجدت تعليقاً للاستاذ محسن الطوخي يقول: هذه ليست منطقتك وهذا ليس جوك.
تماه آخر ورؤية أخلاقية!
نفس الشيء حصل مع هذه القصة ومع قصتي أمي بكلب.
هل ينبغي للقصة للقصة ارتداء نقاب؟ ام أن تشير بكل جرأة لمواضع الخلل في المجتمع؟
عذرا للاطالة.
تحياتي.
وقرائتي المتعثرة ستكون على شقين.
الأول: القصة والواقع، منذ أن قرأت هذه القصة اول مرة عرفت مباشرة انها ستثير جنون نون النسوة وستحرك تاء التأنيث الساكنة.
أن تتحرك شهوة الرجل لأن انثى حتى لو مجنونة اقتربت منه فهذا يعني انكم أيها الرجال معجونون بالشهوة ومستعدون لاستغلالنا نحن النساء المغلوبات على أمرنا ابشع استغلال، ذلك على الرغم من أن الكاتب برأي التزم طوال الوقت طريق السلامة فالصق بطله بالباب وجعل أفكاره تسرح خارجاً مع الأشجار بل وجعل له رقيبا آخر هو سائق السيارة ومع ذلك جاءت بعض التعليقات تضع الحق عليه لمجرد أنه ذكر وهو مايحيلنا ايضا لقضية مماهاة الكاتب بنصه؛ فالكاتب بنظربعض القراء هو بذاته بطل قصته وليس مجرد فكرة من أفكاره.
والسؤال هنا هل القصة ناجحة فعلاً؟.
برأيي الشخصي كانت النهاية هروبا وايثارا للسلامة للسلامة من قبل الكاتب ، كانت مهادنة مع الجنس اللطيف والتقاليد التي تصر غالبا أن الذكر في هذه المواقف هو الجاني وليس الضحية مع أنه يمكن لهذا الموقف أن يكون معكوسا تماماً ويكون الرجل هو الضحية ولنا في قصة سيدنا يوسف شاهد موثق على جناية النساء.
ثانياً: القصة والأخلاق.
قلنا مرارا وتكرارا أن القصة ليست وعاءاً أخلاقيا ولا منبرا وعظيا بل إن من أشد سقطات القصة أن تصبح كذلك.
القصة رصد موقف ما لشخص ما في مأزق معين.
مع ذلك مازال هناك من يرفض القصة لمحتواها الأخلاقي!.
الأسبوع الفائت مثلا قرأت قصة عن طفل يولد لعاهرة في ماخور ويتطور ليصبح قوادا. القصة بهذا التسلسل منطقية جدا ومتسقة فلايمكن أن يتحول هذا الطفل لشيخ مسجد مثلاً مع ذلك وجدت تعليقاً للاستاذ محسن الطوخي يقول: هذه ليست منطقتك وهذا ليس جوك.
تماه آخر ورؤية أخلاقية!
نفس الشيء حصل مع هذه القصة ومع قصتي أمي بكلب.
هل ينبغي للقصة للقصة ارتداء نقاب؟ ام أن تشير بكل جرأة لمواضع الخلل في المجتمع؟
عذرا للاطالة.
تحياتي.
محسن
الطوخي
وما أدراك ياصديقي اني رفضت القصة من منطلق أخلاقي.
أظنك تعسفت في إطلاق حكم مجاني بلا دليل.
وما أدراك ياصديقي اني رفضت القصة من منطلق أخلاقي.
أظنك تعسفت في إطلاق حكم مجاني بلا دليل.
محسن الطوخي اعتذر إن كان حكمي متسرعا، مع علمي
بموقفك الثابت في أخلاقيات القصة القصيرة ولكنني فوجئت فعلا بتعليقك ذاك وانت لم
تشرح دواع حكمك على تلك القصة.
على الأغلب هو اللاشعور لدي الذي يدفعني دائما للمشاغبة والحركشة أو كما تقولون عندكم هذا مجرد جر شكل.
تقديري العميق.
على الأغلب هو اللاشعور لدي الذي يدفعني دائما للمشاغبة والحركشة أو كما تقولون عندكم هذا مجرد جر شكل.
تقديري العميق.
قراءة
في القصة القصيرة بعنوان " شبق "
لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه! لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟ هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار! كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه، وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه، ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه! رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ! وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول: - كُلني! فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ، حتى فوجِئ بصوت أمّها الضعيفِ؛ يوقف العربة، ثمّ وهي تنزِل؛ تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ، ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه: ( للأمراضِ العقلية.
_القراءة بين الوهم والواقع الكتابة مسؤولية الموهبة في حقلين : ذاتي واجتماعي . الموهبة تريد ان تحقق طاقتها فيما هي عليه من سمات ذاتية .. واجتماعي .. تحمل في صنيعها مشروعا عاما للتغيير في واقع او تحسينه او اصلاحه . او اعادة التوازن القيمي اليه لانها تحمل ذاتا لا تتحقق هويتها الا بالانتماء للمجتمع في حركته تلك جدلية الادب في تكوين هوية الموضوع والكاتب والنص .. اذن نحن امام وظيفة وامام طبيعة للنص الادبي>
في القصة القصيرة بعنوان " شبق "
لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه! لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟ هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ، أغنيّة غَنجَت في المِذياع، فانكمشَ ملتصقا بالباب، وتشاغَل بركضِ الأشجار! كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه، وجهُ السائق الخشنِ في المرآة خمّنَه يزجرُه، ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه! رسَمَ لها صورةََ في الأشجارِ، رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ! وفي ورقِ الشّجرِ رآها تجري، وتقول: - كُلني! فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ، حتى فوجِئ بصوت أمّها الضعيفِ؛ يوقف العربة، ثمّ وهي تنزِل؛ تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ، ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه: ( للأمراضِ العقلية.
_القراءة بين الوهم والواقع الكتابة مسؤولية الموهبة في حقلين : ذاتي واجتماعي . الموهبة تريد ان تحقق طاقتها فيما هي عليه من سمات ذاتية .. واجتماعي .. تحمل في صنيعها مشروعا عاما للتغيير في واقع او تحسينه او اصلاحه . او اعادة التوازن القيمي اليه لانها تحمل ذاتا لا تتحقق هويتها الا بالانتماء للمجتمع في حركته تلك جدلية الادب في تكوين هوية الموضوع والكاتب والنص .. اذن نحن امام وظيفة وامام طبيعة للنص الادبي>
. تكلمنا على وظيفته في بناء اقتراح حياة للموضوع
او حركة حياة للظاهرة او اعادة تشكيل لحركتها الجارية.. . فعلينا ان نرصد ذلك في
بناء النص وكيف سلك الشخصية وما يعضدها . وكيف تحرك الحدث ؟ .. وطبيعة البناء
يعتمد التكثيف والايحاء والدهشة والمفارقات في الوصف والمكان او لنقل الفضاء
السردي .. من عتبات النص العنوان والاستهلال والقفلة . . شبق ..مفردة نكرة تحيل
على فعل بلا حدود فيما يخص شهوة الجنس ..وهي رغبة تتجاوز ذا ما استحرت كل الحدود
غير المرغوب ان نتخطاها في مجتمع له عاداته وتقييمه لهذا الفعل ..فله تابوات اي
محرمات وله اخلاقية حادة ... لنرى ذلك في النص المثير وردة الفعل الذي ايقظ وحش
الرغبة فانهار وتخييل صوتا يقول له ..كلني ..في استثمار بنية معرفية تراثية فيما
يخص الاصل اي تفاحة الخطيئة الاولى المستقرة في الوجدان الشعبي .. اذن الساق
الممتلئة والاصابع اثارته فاصبحت كعصفور نار .. حتى انه هرب محترقا الى الاشجار
اللاهثة..تلك تمثل بصورتها الموحية نفسية الشبق .. اذن استطاع العنوان ان يتغلغل
في بنى النص االوصفية .. وكذلك لعب المكان دورا كبيرا .. كل جزء من الجسم هو مكان
.. الساق والاصابع ...والسيارة هي مكان مغلق ..والمقعد الخلفي اي مكان يشبه غرفة
.. ..السيارة علامة سيميائية ..بكل ما فيها ..من سائق ومقاعد امامية وخلفية
والركاب واعمارهم ودورهم .. كلها لعبت دورها في جعل السيارة واقعا لمجتمع ..يسلك
في الحياة . الام عجوز لها تجربتها وهي جالسة في المقعد الامامي متهالكة ضعيفة
...تعرف حقيقة ابنتها لذا لم تكترث لمكان جلوسها في حركة الحياة .. وكذلك السائق
لا يعرف شيئا فهو يراقب .. من خلال مرآة ولكنه لا يتدخل ويتلهى باغنية او هو يثير
الموقف بها .. اي يساعد على الاثارة .. ..الرجل وقع في وهم حركات الفتاة كانما
تتحرش به وبرضى امها .. لانها لم تعلمه بامرها .. لماذا لم تعلمه ؟ . . وفي القفلة
تكون المفارقة العجوز تبادر الى اتخاذ دورها تأمر السائق بالوقوف ..اي تعطل حركة
المجتمع هذا وتمد يدها وتسحب ابنتها وعيون الفتاة غائمة ليست في غنج او دلال ..
هذا السحب يتوافق والعنوان المكتوب : ان الام تصحب ابنتها الى مركز الامراض
العقلية . .لا يخبرنا النص عن صدمة الرجل ..ولكن تدعونا القفلة لنعيد قراءة النص
ورصد حركة الفتاة وردة فعل الرجل وعدم اكتراث الام .. كيف شكل ظاهر الامر اشكالية
بصرية تغلغلت في رجل وجد نفسه ملتصقا بجسد فتاة وهي تقوم بحركات ظنها تحرشا.. هذا
الوهم بنته القوى الحسية لدى الرجل ..كذلك بنتها الام باهمالها ان تصف لمرافقيها
الامر فوقع بذلك الايهام .. اذن هذه هي حركة النص علينا ان نكتشف فيها المقترح
الذي اراده الكاتب وما هي البنى المعرفية التي ساعدت على الوقوع في الشراك ..
_المخالطة التي اخطأتها الام والسائق والرجل . هل يطرح النص هذا الموضوع ؟ نعم لان
الخطأ كان اورث حالا لا يرضى بها المجتمع ولا القانون ولا الاهل .. فكيف اهملته
الام .. وهي العجوز المجربة؟ تأثير الثقافة التي جعلت الرجل يبني بمقتضاها ردة
فعله ... فتصور تفاحة آدم وتهيأ له انها تراوده عن نفسه .. تلك ثقافة حسية لم
تردعها بنى اخرى اخلاقية تنتمي لمجتمعنا فانتصر الحس .. الحس العام لا يملك حق
الاعتراض فمارس السكوت عما يجري في الخلفية .. ولم يبلغ من هم يجالسونه من
المسؤولين عن الخلفية . اذن الرأي العام معطل..والقافلة تسير الى مكان هو الجنون
.. اي اننا اضعنا القدرة العقلية لقيادة احوالنا وقضايانا وتلهينا بحسنا ..وعجزنا
كأم الفتاة الفاقدة لهوية الوعي الانثوي ان تعرف المجتمع الى مرضها ... تلك هي
الطروحات التي رصدها النص فماذا يقترح..؟ كمشروع ليقوم كل فرد بما لديه من دور
فتستقيم السيارة ولا تتوجه الى مركز الامراض العقلية.. لماذا حمل النص الانثى
اللاعقلية والحسية معا ؟ وحمل الرجل الانصياع لحسيته وانفصامه عن قيم مجتمعه
ودينه... لماذا جعل العجوز تسكت عما يجري وهي تعرف النهاية والوضع الصحيح ..هل
يحملها الفشل ؟ ان انجبت هذا الجيل من الفاقد الوعي ! عاينا ان نفتح الاسئلة على
نص انفتح على مستوى بناء شخصيات متغربة عن حضارتها ومسؤوليتها ودورها .. اي هي بلا
هوية ثقافية انما تاركة ذاتها الفردية والجمعية لسائق يظن كل هاتف عليه.
تحياتي
للأستاذ عمر حمش والأساتذة جميعا .. كنت أود التعليق لكن استاذنا الغالي محسن
الطوخي قد حصن النص بعبارة أنه لا يجب التعامل مع النص او الفن عمومًا
بمنظور أخلاقي . مودتي
قصة
جميلة ناقشت حالة سلبية منتشرة في المجتمع وهي التحرش، المختلف فيها هو أن المرأة
كانت هي المبادرة(هكذا توهّم بطل القصة، وهكذا ظن القارئ أول الأمر) وهي حالة
نادرة أو قليلة.
الرجل تمنّع وانكمش وهي حالة إيجابية، ولكن وحش الشهوة بدأ ينهش في قلبه وربما كان سيضعف تجاهه! لولا تلك النهاية التي انتهت إليها القصة وهي نهاية قد توافر فيها عنصر المباغتة الذي أجاده الكاتب.
قصة مكتملة الأركان وموفقة، تحياتي للكاتب ولجميع الأصدقاء.
الرجل تمنّع وانكمش وهي حالة إيجابية، ولكن وحش الشهوة بدأ ينهش في قلبه وربما كان سيضعف تجاهه! لولا تلك النهاية التي انتهت إليها القصة وهي نهاية قد توافر فيها عنصر المباغتة الذي أجاده الكاتب.
قصة مكتملة الأركان وموفقة، تحياتي للكاتب ولجميع الأصدقاء.
ما أورده
هنا هو قراءة وكيفية تلقي؛ أكثر منه نقدا أو إبحارا في مدارسه ..
أقول:
عناصر الجمال في السرد والأسلوب والاختيار المبدع للكلمات .. قد سبق بيانه الأخوة الأصدقاء ولا أجد مبررا لتكراره والاسترسال فيه..
النص بصفة عامة يجمع بين القصة القصيرة جدا والقصيرة .. ففيه من سمات كل منهما ما يغنيه وما يرجحه..
وبفحص النص نرى أن القاص قد بدأ أقصوصته بالفعل "لاصق" .. وفي تصوري فإن استخدام الفعل "لاصقته" يختلف عن الفعل "جاورته" .. لعل في ذلك إيحاء مقصود بنية مدانة متواطئة، خلافا لتلك العفوية البريئة للفعل الثاني "جاور" .. إذن هناك تحرش مقصود من الفتاة بالرجل .. أفرز محاولة منه للفرار من الموقف بالتشاغل بالأشجار .. وبما لا يدع للشك مجالا؛ فقد بين القاص أن ذلك تم خوفا من السلطة العليا بكل أنواعها : الأخلاقية والدينية والقانونية، وقد مثلها شخص السائق الذي لم يغفل عن المراقبة والزجر ..
ما بين فوران الرغبة وقسوة الكبت .. تدور المعركة في المنطقة الخلفية للعقل (اللا وعي) المشار إليها بالمقعد الأخير في العربة .. أي البعيد عن الصدارة في المشهد (بكونه وراء أعين الركاب الآخرين) ..
ونتيجة مباشرة لهذا الصراع والكبت .. يرد الوصف والتنوع الحدث .. لكن في إطار يرسم الطبيعة وقد غدت مشوهة ممسوخة .. فيفقد العقل اتزانه وحكمته .. وهنا تبرز اللوحة الأخيرة لبناية قد خط عليها "للأمراض العقلية" ..
وفي نهاية الأقصوصة لا نرى سوى رجلا ينهار، وأما ضعيفة، وشابة تسحب عنوة وقد أمرضها الكبت وأفقد عقلها صوابه وسلبها إرادتها..
لقد برأت الخاتمة الاتهام الموجه للفتاة بكونها فاقدة للعقل أو على الاقل عليلته .. ومن المعروف أيضا أن كثيرا من العقارات المعالجة للخلل النفسي .. تزيد إلى حد كبير من الرغبة الجنسية لدى متعاطيها كعارض جانبي .. ومن هنا لعل الكاتب أراد أن يشير أنه ليس بالضرورة أن تكون الفتاة مجرمة بهذا السلوك الذي تبدو عليه بقدر ما هي ضحية قوة خارج إرادتها تدفعها لذلك السلوك.
القصة بالتأكيد تتخطى شخوصها والاستغراق في وصف أحداثها .. بل لعلها في رؤيتها الأشمل والأعم؛ قصة مجتمع مقموع مكبوت الرغبات عليل الصحة تحت حكم قوة قادرة طاغية تراقب الجميع نهيا وزجرا .. فتورث الكبت والضعف والمرض.
وفي النهاية تحية للأديب المبدع الأستاذ عمر حمش .. ولعلي في هذا السياق أختلف قليلا معه في اختيار العنوان .. ففي تمام الوضوح احكام إغلاق! ..
أقول:
عناصر الجمال في السرد والأسلوب والاختيار المبدع للكلمات .. قد سبق بيانه الأخوة الأصدقاء ولا أجد مبررا لتكراره والاسترسال فيه..
النص بصفة عامة يجمع بين القصة القصيرة جدا والقصيرة .. ففيه من سمات كل منهما ما يغنيه وما يرجحه..
وبفحص النص نرى أن القاص قد بدأ أقصوصته بالفعل "لاصق" .. وفي تصوري فإن استخدام الفعل "لاصقته" يختلف عن الفعل "جاورته" .. لعل في ذلك إيحاء مقصود بنية مدانة متواطئة، خلافا لتلك العفوية البريئة للفعل الثاني "جاور" .. إذن هناك تحرش مقصود من الفتاة بالرجل .. أفرز محاولة منه للفرار من الموقف بالتشاغل بالأشجار .. وبما لا يدع للشك مجالا؛ فقد بين القاص أن ذلك تم خوفا من السلطة العليا بكل أنواعها : الأخلاقية والدينية والقانونية، وقد مثلها شخص السائق الذي لم يغفل عن المراقبة والزجر ..
ما بين فوران الرغبة وقسوة الكبت .. تدور المعركة في المنطقة الخلفية للعقل (اللا وعي) المشار إليها بالمقعد الأخير في العربة .. أي البعيد عن الصدارة في المشهد (بكونه وراء أعين الركاب الآخرين) ..
ونتيجة مباشرة لهذا الصراع والكبت .. يرد الوصف والتنوع الحدث .. لكن في إطار يرسم الطبيعة وقد غدت مشوهة ممسوخة .. فيفقد العقل اتزانه وحكمته .. وهنا تبرز اللوحة الأخيرة لبناية قد خط عليها "للأمراض العقلية" ..
وفي نهاية الأقصوصة لا نرى سوى رجلا ينهار، وأما ضعيفة، وشابة تسحب عنوة وقد أمرضها الكبت وأفقد عقلها صوابه وسلبها إرادتها..
لقد برأت الخاتمة الاتهام الموجه للفتاة بكونها فاقدة للعقل أو على الاقل عليلته .. ومن المعروف أيضا أن كثيرا من العقارات المعالجة للخلل النفسي .. تزيد إلى حد كبير من الرغبة الجنسية لدى متعاطيها كعارض جانبي .. ومن هنا لعل الكاتب أراد أن يشير أنه ليس بالضرورة أن تكون الفتاة مجرمة بهذا السلوك الذي تبدو عليه بقدر ما هي ضحية قوة خارج إرادتها تدفعها لذلك السلوك.
القصة بالتأكيد تتخطى شخوصها والاستغراق في وصف أحداثها .. بل لعلها في رؤيتها الأشمل والأعم؛ قصة مجتمع مقموع مكبوت الرغبات عليل الصحة تحت حكم قوة قادرة طاغية تراقب الجميع نهيا وزجرا .. فتورث الكبت والضعف والمرض.
وفي النهاية تحية للأديب المبدع الأستاذ عمر حمش .. ولعلي في هذا السياق أختلف قليلا معه في اختيار العنوان .. ففي تمام الوضوح احكام إغلاق! ..
(شبق) بين كفتي ميزان
عندقراءة العنوان أول مرة علمت أن مخيلتي مقبلة على قراءة موضوع جنسي محض تفاعلت فيه مع السطر الأول في النص : (لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!)
بهذه الكلمات وصف الكاتب حركة الفتاة والمكان بدقة متناهية. الفعل (لاصَقتهُ)أبعد التهمة عن البطل وبيّن إنّ الفتاة هي البادئة بالالتصاق عن قصد أو بدونه ربما يعود السبب؛لبدانة الفتاة،أولضيق المكان،ولكن مايليها من العبارات تؤيد ذلك الظن السيئ الذي يقصده السارد.
تخلص الكاتب من سؤال يعلم أنه سيطرح عليه ولكنه شارك المتلقي في عدم معرفة الجواب:
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
الفقرةالقادمةمن(هرب.....بالباب) ذات أبعاد نفسية عميقة تعد من أروع الصور البلاغية في النص؛لأنّ كلماتها تعزف على أوتار النفس الأمّارة بالسوء.
(هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ) هروب نظره عبر زجاج السيارة:يوضّح صفات البطل النفسية والأخلاقية التي تردعه من الاستجابة لرغبته اللعينة. ولكن صفة ( محترقا) أوضحت الصراع بين الهروب وبين قوة الشهوة المستثارة في تلك اللحظة،وهذه نقطة تسجل لصالح السارد باستخدامه عبارة ثلاثية الأبعاد حيث صوّرت:
١-الرادع الإنساني المتمثل في صوت العقل.
٢- الغريزة التي يحاكيهاصوت الشهوة.
٣- والبعد الثالث صفة اللاهثة للأشجاربإيحاء حسّي يتمثل في تسارع الأنفاس.
ولواكتفى السارد بكلمة الأشجار لأصبحت العبارة مجرد وصف للطبيعة قديكون عبئا على الجملة ولكنها لاهثة كأي كائن ينبض بالحياة.
ترتفع كفة الشهوة على صوت العقل في الكفة الأخرى عند سماع( أغنيّة غَنجَت في المِذياع) والغنج من المؤثرات الحسّيةالتي تحفّز الغريزة.
بين محاسبة النفس والوصول إلى ذروة الرغبة تأتي العبارة (فانكمشَ ملتصقا بالباب)، وتليها العبارة الصادمة الموفقة والتي ترتقي إلى ذروة الإبداع؛ لأن السارد وصف وصفا دقيقا مايحدث لأي شخص متزن يقاوم هذا الإحساس المفاجئ كأن يقوم بتلاوة آية قرآنية،أو إشغال ذهنه بأي شئ يدعوه للنسيان؛فينأى البطل بنظره بعيدا لمراقبة الأشجار علّها تخفف من حدّة وثورة تلك الرغبة.
يستمر الصراع ذاته في الفقرة الأخرى،ولاجديد سوى تصعيد وتسخين الحبكة، وتكثيف الحدث، وتخيّله لزجر السائق له من خلال المرآة يعد من ضمن الصراع النفسي وفي النهاية يقع في وحل الرغبة الدنيئة.
أجاد الكاتب في توضيح صفة الفتاة بعبارة رائعة في السطور الأخيرة عندالنزول:
ثمّ وهي تنزِل: تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ،ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه:
( للأمراضِ العقليةِ).
ولكن بتصوري أنه قد أخفق في اختيار هذه القفلة التي لابدّمنها وأعذره عليها؛لأن النص يجب أن ينحى إلى هذا الإتجاه ولكنها وصلت لذهن المتلقي بشكل مجاني دون أن يكلفه جهدا في استيعاب ذلك بنفسه. كان من المفترض ان لاينّوه بعبارة (الأمراض العقلية)كأن يقول أثار انتباهي عنوان البناية الذي أخمد رغبتي، و دفعني إلى الندم أو تأنيب الضمير.
دمت موفقا أستاذ عمر حمش فقد وجدت في النص تلك الصور البلاغية التي تستحق كل كلمات الثناء ،وبارك الله في ابداعك مع تحياتي.
عندقراءة العنوان أول مرة علمت أن مخيلتي مقبلة على قراءة موضوع جنسي محض تفاعلت فيه مع السطر الأول في النص : (لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!)
بهذه الكلمات وصف الكاتب حركة الفتاة والمكان بدقة متناهية. الفعل (لاصَقتهُ)أبعد التهمة عن البطل وبيّن إنّ الفتاة هي البادئة بالالتصاق عن قصد أو بدونه ربما يعود السبب؛لبدانة الفتاة،أولضيق المكان،ولكن مايليها من العبارات تؤيد ذلك الظن السيئ الذي يقصده السارد.
تخلص الكاتب من سؤال يعلم أنه سيطرح عليه ولكنه شارك المتلقي في عدم معرفة الجواب:
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
الفقرةالقادمةمن(هرب.....بالباب) ذات أبعاد نفسية عميقة تعد من أروع الصور البلاغية في النص؛لأنّ كلماتها تعزف على أوتار النفس الأمّارة بالسوء.
(هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ) هروب نظره عبر زجاج السيارة:يوضّح صفات البطل النفسية والأخلاقية التي تردعه من الاستجابة لرغبته اللعينة. ولكن صفة ( محترقا) أوضحت الصراع بين الهروب وبين قوة الشهوة المستثارة في تلك اللحظة،وهذه نقطة تسجل لصالح السارد باستخدامه عبارة ثلاثية الأبعاد حيث صوّرت:
١-الرادع الإنساني المتمثل في صوت العقل.
٢- الغريزة التي يحاكيهاصوت الشهوة.
٣- والبعد الثالث صفة اللاهثة للأشجاربإيحاء حسّي يتمثل في تسارع الأنفاس.
ولواكتفى السارد بكلمة الأشجار لأصبحت العبارة مجرد وصف للطبيعة قديكون عبئا على الجملة ولكنها لاهثة كأي كائن ينبض بالحياة.
ترتفع كفة الشهوة على صوت العقل في الكفة الأخرى عند سماع( أغنيّة غَنجَت في المِذياع) والغنج من المؤثرات الحسّيةالتي تحفّز الغريزة.
بين محاسبة النفس والوصول إلى ذروة الرغبة تأتي العبارة (فانكمشَ ملتصقا بالباب)، وتليها العبارة الصادمة الموفقة والتي ترتقي إلى ذروة الإبداع؛ لأن السارد وصف وصفا دقيقا مايحدث لأي شخص متزن يقاوم هذا الإحساس المفاجئ كأن يقوم بتلاوة آية قرآنية،أو إشغال ذهنه بأي شئ يدعوه للنسيان؛فينأى البطل بنظره بعيدا لمراقبة الأشجار علّها تخفف من حدّة وثورة تلك الرغبة.
يستمر الصراع ذاته في الفقرة الأخرى،ولاجديد سوى تصعيد وتسخين الحبكة، وتكثيف الحدث، وتخيّله لزجر السائق له من خلال المرآة يعد من ضمن الصراع النفسي وفي النهاية يقع في وحل الرغبة الدنيئة.
أجاد الكاتب في توضيح صفة الفتاة بعبارة رائعة في السطور الأخيرة عندالنزول:
ثمّ وهي تنزِل: تمد ّذراعيْها، لتسحَبَ مجاوِرتَه على الإسفلت مترنحةً غائمةَ العينين ،ثمَّ تجرّها عبرَ مدخَل بنايةٍ، كُتب عليه:
( للأمراضِ العقليةِ).
ولكن بتصوري أنه قد أخفق في اختيار هذه القفلة التي لابدّمنها وأعذره عليها؛لأن النص يجب أن ينحى إلى هذا الإتجاه ولكنها وصلت لذهن المتلقي بشكل مجاني دون أن يكلفه جهدا في استيعاب ذلك بنفسه. كان من المفترض ان لاينّوه بعبارة (الأمراض العقلية)كأن يقول أثار انتباهي عنوان البناية الذي أخمد رغبتي، و دفعني إلى الندم أو تأنيب الضمير.
دمت موفقا أستاذ عمر حمش فقد وجدت في النص تلك الصور البلاغية التي تستحق كل كلمات الثناء ،وبارك الله في ابداعك مع تحياتي.
الكاتب سمير الاسعد
بالنسبة
لي فهي قصة غاية في الجمال والروعة. الاختصار ودقة الوصف والحبكة والنهاية
المثيرة، كلها من عناصر القصة الممتازة.. اضافة الى التشويق وعنصر المفاجأة. شخصيا
مررت بعدة تجارب من هذا النوع خاصة مع ذوي المشاكل النفسية والتي لا تصل حد
الجنون. لكنها قصة وللأمانة فاقت كل توقعاتي في بناء بهذا الكمال. الظاهر ان
الكاتب قد خاض مثل هذه التجربة ، لذا فهي وصف حقيقي وليس تخيلي ابدع فيها الكاتب
دون تكلف او تعقيد. كل الاحترام والتقدير والى الامام
تحياتي للأديب المتمكن عمر حمش .. الإيحاءات الجنسية وإثارة الغرائز ،
لذراع إمرأة فوق فخذ رجل ، لا اعتقد ان معين القصة والأفكار نضب لمعالجة حالة (
هياج ) غريزي للبطل كنص أدبي اعتقد انه خادش للحياء ولا يبرر ذلك ان نكتب سطرا في
النهاية ان البطلة ( مجنونة ) . النص يفتح بابا ليخرج نص آخر لكن تستبدل
الأماكن فتكون يد البطل على فخذ امرأة في سيارة اجرة وهكذا .. فقد علمنا القرآن
كيفية الوصف لأكثر الأمور حرجا وهي اجتماع رجلا وامرأة خلف باب مغلق قال تعالى (
ولقد همت به وهم بها .. ) لا إثارة ولا غرائز وقد وصل المعنى والمغزى وجمال الوصف
ايضا ، لا ان نصف تحسس امرأة جسد رجل وحتى نجيز هذا نختم بمستشفى الأمراض العقلية
، هل مقبول ان نصف حالة اغتصاب لبنت في قصة كاملة وفي السطر الأخير بنهاية صادمة (
الطبيب الشرعي لم تكن بكرا قبلها ) هذا للقياس فقط .. مودتي
هذا النص
الجميل قرأته لأول مرة لحظة نشره
على صفحة كاتبه صديقي و ابن حبيبتي غزة
و أحد أجمل الأدباء فيها أ. عمر حمش .
يتمتع الكاتب هنا بأسلوب سردي لا يشبه غيره
و كنت سأعرفه دون أن يذكر أن النص له .
.
بدايةً لستُ أدري أعن قصد أم أنه سقط عليه سهواً
أن يشير إلى سنِّ ذاك الجالس
في المقعد الخلفي و إلى حالته الاجتماعية و أرى أنها كانت فرصة ذهبية
للإشارة إلى استشراء العنوسة في وطننا الكبير وما تأخذنا إليه من تأجج
و انعكاسات و تعقيدات نفسية و غيرها .
لكنه تألق كعادته بجمال وصف المشهد
إلى حدِّ التصوير بكاميرا ترصُد مالا تراه العين :
.
( وساقُها الممتلئةُ مالت عليه )
.
( لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟ )
تساؤل منطقي فالأصل أن تجلس العجوز إلى جانبه
و تكون الشابّة إلى جانب الباب
لكن الكاتب المُخضرم جاء بهذه العبارة تحضيراً لقفلته
إذ لا يمكن ترك ( مجنونة ) تجلس هناك فتقوم بفتحه و القفز منه ربما .
.
( هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ )
.
( انكمشَ ملتصقا بالباب وتشاغَل بركضِ الأشجار )
.
( كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه )
.
( ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ )
الله الله الله ..
.
( أصابعُها تحرّكت مترنمةً )
هنا كانت كبوة إذ لا يترنم مستخدماً نقرات أصابعه
غير إنسان سليم مُعافى ذوّاق .
.
( رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ )
الله ما أجملك .
.
( وتقول: - كُلني )
إلى هنا كان على هذا النص أن ينتهي
فلماذا أطلتَ و قطعتَ عليَّ مواصلة التحليق
مع تلك السيمفونية الشاعرية بقفلتك التقريرية تلك
و قطعتَ عليَّ متعة التأمل و الإنشغال بالنص يا صديقي ..؟!
على صفحة كاتبه صديقي و ابن حبيبتي غزة
و أحد أجمل الأدباء فيها أ. عمر حمش .
يتمتع الكاتب هنا بأسلوب سردي لا يشبه غيره
و كنت سأعرفه دون أن يذكر أن النص له .
.
بدايةً لستُ أدري أعن قصد أم أنه سقط عليه سهواً
أن يشير إلى سنِّ ذاك الجالس
في المقعد الخلفي و إلى حالته الاجتماعية و أرى أنها كانت فرصة ذهبية
للإشارة إلى استشراء العنوسة في وطننا الكبير وما تأخذنا إليه من تأجج
و انعكاسات و تعقيدات نفسية و غيرها .
لكنه تألق كعادته بجمال وصف المشهد
إلى حدِّ التصوير بكاميرا ترصُد مالا تراه العين :
.
( وساقُها الممتلئةُ مالت عليه )
.
( لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟ )
تساؤل منطقي فالأصل أن تجلس العجوز إلى جانبه
و تكون الشابّة إلى جانب الباب
لكن الكاتب المُخضرم جاء بهذه العبارة تحضيراً لقفلته
إذ لا يمكن ترك ( مجنونة ) تجلس هناك فتقوم بفتحه و القفز منه ربما .
.
( هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ )
.
( انكمشَ ملتصقا بالباب وتشاغَل بركضِ الأشجار )
.
( كفُّها سقطتْ على ساقِه، فابتلعَ صرخةً كادت تفضحه )
.
( ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ )
الله الله الله ..
.
( أصابعُها تحرّكت مترنمةً )
هنا كانت كبوة إذ لا يترنم مستخدماً نقرات أصابعه
غير إنسان سليم مُعافى ذوّاق .
.
( رآها غجريّةً تُهيجُ شَعرا فَحْمياًّ، وتُشهِرُ في الصّدرِ التفاحَ )
الله ما أجملك .
.
( وتقول: - كُلني )
إلى هنا كان على هذا النص أن ينتهي
فلماذا أطلتَ و قطعتَ عليَّ مواصلة التحليق
مع تلك السيمفونية الشاعرية بقفلتك التقريرية تلك
و قطعتَ عليَّ متعة التأمل و الإنشغال بالنص يا صديقي ..؟!
أعتقد
القصة بها عيوب القصة القصيرة جدا في الفيس - وهي تجهيز خاتمة مدهشة قبل الشروع في
كتابة القصة - الأسلوب جيد لكن الفكرة بسيطة ونمطية نمطية قصص الفيس - وبها بعض
الأمور غير المقنعة - مجنونة ومعها أمها - تركب مواصلات عامة - حسنا ، أمها تتركها
تجاور الناس ؟ وتجلس هي في الخلف أو الأمام - حسنا - لايبدو من مظهرها ودع حركاتها
أنها غير طبيعية ؟ صيغت القصة للوصول إلى خاتمة مدهشة لكن البناء غير مقنع -
الأسلوب جيد يبدو كغلاف رائع لعلبة فارغة - مالفكرة مالكشف الإنساني - ليت الكاتب
قدم عرضا نفسيا لمرض البنت كمسبب لجنونها ومبرر لأفعالها - أعتقدت كنا تعاطفنا مع
فعلتها أكثر - واشمأززنا من فعلة بطل القصة لو استغل الموقف - هنا ابتسار اجهاض
للقصة لتبدو مجرد حالة غير محددة - كان لابد من الغوص وأنسنة شخصية البنت والأم
لتبدو هناك مأساة وهناك استغلال غبي وسطحية الآخر ............... المنشغل بذاته !
من أصعب
وأهم شيء في أي عمل أدبي هو اختيار موضوع العمل، ثم يأتي بعده صياغته وتقديمه
للمتلقي، فكلما وُفّق في اختيار الموضوع، وتفرّد في الصياغة والتقديم كان العمل في
طريقه الصحيح.
والعمل الذي بين أيدينا "شبق" العنوان يستفزك، ويجعلك متأهبا، ويجعلك تجوس جمله بكثير من الحيطة، ليس لأنّ موضوعه جنسيا وإنما موضوعه ـ والعنوان عتبته ودليله وكاشفه ـ فيه انحراف عن الاعتدال في هذه الرغبة التي تكون رغبة حيوانية كلما مالت الى المبالغة والانحراف.
والذي زاد في ضعف هذا النص أن مثل هذه المواضيع تهالكت من كثرة الطرح وخاصة لدي الشباب في مواقع التواصل. فصاحب النص كأنه أراد أن يجذب إليه القارئ بأسلوبين: أسلوب الرغبة الجنسية التي يجنح إليها كثير من الشباب العربي الذي مازال يعاني من الكبت، وأسلوب الطرافة التي ظهرت في الخاتمة.
إن كثرة قراءة أعمال الشعوب الأخرى تزيدنا في ثرائنا الفكري والمعرفي، وتزيد في مخزون المواضيع الجديدة التي تنتظر يد أديب يظهر إبداعه من خلالها. وما دمنا منكفئين على أنفسنا فلن تشهد أعمالنا الأدبية أي تجديد وإبداع.
ـ المنجي حسين بنخليفة ـ تونس ـ
والعمل الذي بين أيدينا "شبق" العنوان يستفزك، ويجعلك متأهبا، ويجعلك تجوس جمله بكثير من الحيطة، ليس لأنّ موضوعه جنسيا وإنما موضوعه ـ والعنوان عتبته ودليله وكاشفه ـ فيه انحراف عن الاعتدال في هذه الرغبة التي تكون رغبة حيوانية كلما مالت الى المبالغة والانحراف.
والذي زاد في ضعف هذا النص أن مثل هذه المواضيع تهالكت من كثرة الطرح وخاصة لدي الشباب في مواقع التواصل. فصاحب النص كأنه أراد أن يجذب إليه القارئ بأسلوبين: أسلوب الرغبة الجنسية التي يجنح إليها كثير من الشباب العربي الذي مازال يعاني من الكبت، وأسلوب الطرافة التي ظهرت في الخاتمة.
إن كثرة قراءة أعمال الشعوب الأخرى تزيدنا في ثرائنا الفكري والمعرفي، وتزيد في مخزون المواضيع الجديدة التي تنتظر يد أديب يظهر إبداعه من خلالها. وما دمنا منكفئين على أنفسنا فلن تشهد أعمالنا الأدبية أي تجديد وإبداع.
ـ المنجي حسين بنخليفة ـ تونس ـ
نص...بدأ
بعنوان مستفز لنا أو لي فقلت بنفسي لو استبدل ب و'له ...ولكن عندما أكملت عرفت أنه
ملائم تماما
تفاجئت خلال النص بجرأة الفتاة وتصرفاتها الغريبة..ثم أتت الخاتمة الرائعة فقضت على كل التباس
كتب النص بلغة جميلة موزونة دون مبالغة بالوصف والجمل الشعرية...سرد كتب بلغة محتشمة وهو درس لمن يريد ويوغل في أدق التفاصيل دون خدش لمشاعر وحياء أحد...
وفي النهاية هو نص فيه كم كبير من البعد الإنساني والشجن حين المح امرأة عجوز وابنتها المختلة عقليا تتعاضدان في حياة قاسية ونظرات الدهشة والاستغراب حولهما..فقط كنت أود لو أضاف كلمة أخرى أشد من فوجىء توضح صدمة البطل عندما وجد جارته في المقعد مريضة .
وظيفة الأدب الجيد أن يفتح أعيننا على مناطق نمر من حولها ولا نراها...يتركنا معها فنعرف كم نحن مقصرون ..يقول لنا ماذا ستفعلون بعد أن رأيتم...لاشيء تافه وقد رأته العيون....اسبروا غوره. ... لاتتركوا شيئا يمر من بين أصابعكم. ..دققوا في تصرفات من حولكم...ثم ما الحل ...يتركك مع من حولك وقد رأيتهم. ..لا عذر لك بعد ذلك
كل الشكر للأديب الرائع....مودتي وتقديري
تفاجئت خلال النص بجرأة الفتاة وتصرفاتها الغريبة..ثم أتت الخاتمة الرائعة فقضت على كل التباس
كتب النص بلغة جميلة موزونة دون مبالغة بالوصف والجمل الشعرية...سرد كتب بلغة محتشمة وهو درس لمن يريد ويوغل في أدق التفاصيل دون خدش لمشاعر وحياء أحد...
وفي النهاية هو نص فيه كم كبير من البعد الإنساني والشجن حين المح امرأة عجوز وابنتها المختلة عقليا تتعاضدان في حياة قاسية ونظرات الدهشة والاستغراب حولهما..فقط كنت أود لو أضاف كلمة أخرى أشد من فوجىء توضح صدمة البطل عندما وجد جارته في المقعد مريضة .
وظيفة الأدب الجيد أن يفتح أعيننا على مناطق نمر من حولها ولا نراها...يتركنا معها فنعرف كم نحن مقصرون ..يقول لنا ماذا ستفعلون بعد أن رأيتم...لاشيء تافه وقد رأته العيون....اسبروا غوره. ... لاتتركوا شيئا يمر من بين أصابعكم. ..دققوا في تصرفات من حولكم...ثم ما الحل ...يتركك مع من حولك وقد رأيتهم. ..لا عذر لك بعد ذلك
كل الشكر للأديب الرائع....مودتي وتقديري
تحياتي
أولا للكاتب المبدع عمر حمش
نص رائع و متميز و يستحق قراءة متعمقة.
بداية من العنوان " شبق"
العنوان أغرى الكاتب برغم عدم ملائمته للحالة التي عرضها في النص و هذا يضعف العمل على المستوى العام. أما عن الفكرة التي تناولها النص رائعة و من الواقع دون شك. المعالجة في قمة الابداع ، فكلما تمكنت منه العاطفة الجنسية هرب إلى الأشجار و الأوراق و الثمار فتزداد و تتصاعد حدة هذه العاطفة حتى تصل إلى ذروتها؛ فيوقفها الكاتب بنهاية رائعة و غير متوقعة ، بوقوف سيارة الأجرة و نزول البنت و أمها و يزيدنا صدمة جديدة أنها مريضة نفسية ما وضع القاريء موضع المشفق عليها.
لي فقط ملحوظة صغيرة في الفقرة الأخيرة " فانهار في المقعد، ينتفض، (حتى) فوجيء بصوت........... ، (ثم) و هي تنزل..... .. (ثم) تجرها......
الكلمات التي بين الأقواس لا أرى لها فائدة في النص يمكن الاستعانة بعلامات الترقيم أو وضع نقطتين بدلا منها.
تحياتي مرة أخرى للكاتب المبدع
نص رائع و متميز و يستحق قراءة متعمقة.
بداية من العنوان " شبق"
العنوان أغرى الكاتب برغم عدم ملائمته للحالة التي عرضها في النص و هذا يضعف العمل على المستوى العام. أما عن الفكرة التي تناولها النص رائعة و من الواقع دون شك. المعالجة في قمة الابداع ، فكلما تمكنت منه العاطفة الجنسية هرب إلى الأشجار و الأوراق و الثمار فتزداد و تتصاعد حدة هذه العاطفة حتى تصل إلى ذروتها؛ فيوقفها الكاتب بنهاية رائعة و غير متوقعة ، بوقوف سيارة الأجرة و نزول البنت و أمها و يزيدنا صدمة جديدة أنها مريضة نفسية ما وضع القاريء موضع المشفق عليها.
لي فقط ملحوظة صغيرة في الفقرة الأخيرة " فانهار في المقعد، ينتفض، (حتى) فوجيء بصوت........... ، (ثم) و هي تنزل..... .. (ثم) تجرها......
الكلمات التي بين الأقواس لا أرى لها فائدة في النص يمكن الاستعانة بعلامات الترقيم أو وضع نقطتين بدلا منها.
تحياتي مرة أخرى للكاتب المبدع
شكرا
عزيزتي منال
خطاب على الاشارة وهذا يشجعني على ابداء رأيي ليس كناقدة لان النقد
ليس من اختصاصي لكن كقارئة اولا وككاتبة لبعض المحاولات في القصة القصيرة
في بداية الامر العنوان (شبق) ملفت جدا وواضح . ليس به غموض فكل من يقرؤه يعرف ان القصة بها اثارة جنسية ..
وفعلا هذا ما افتتح به الكاتب قصته اذا كتب ( لاصقته في المقعد الخلفي لعربة الاجرة وساقها الممتلئة مالت عليه)..فالكاتب هنا اقتحمنا مباشرة بهذه الجملة التي توحي لنا اننا امام لحظات من الاثارة الجنسية بين راكبين واكيد رجل وامراة
وراح يتسأءل هنا الكاتب على لسان بطله(لماذا لم تجلس بجانبي امها ؛وجلست هي وهذا دليل على استياءه ..ورفضه من الاول لهذا المشهد
وحتى وهو يهرب منها ومن انوثتها ؛ لاحقته الى عقله الباطن اذ راح يراها في الاشجار اللاهثة على وقع اغنية رومانسية تنبعث من المذياع .
وكلما اقتربت منه اكثر في حركات مثيرة ازدادت رغبته وشهوته ...حتى ان الكاتب جعل بطله يرسمها في الاشجار الواقفة على حافة الطريق وشعرها الغجري يسافر في الارجاء..مسلحة كجندي بتفاح صدرها ...وهنا تشبيه رائع وفي محله اذا نطلق كلمة تشهر على المسدسات او الرشاشات ..لكن الكاتب هنا اطلقها على صدرها الذي يشهر تفاحه في وجهه.
واخير إنهار البطل على كرسيه ..وكأنه خرج لتوه من معركة على صوت امها تناديها للنزول وتجرها وهي تترنح ..ليكتشف انها ستأخذها الى طبيب الامراض العقلية ..
اعجبني التكثيف الجميل ..الذي اعطاه الكاتب حقه دون الاخلال بالقصة ولا بأسلوبها الجميل
استمتعت كثيرا بهذا النص واستفدت أكثر
موفق استاذ عمر حمش
في بداية الامر العنوان (شبق) ملفت جدا وواضح . ليس به غموض فكل من يقرؤه يعرف ان القصة بها اثارة جنسية ..
وفعلا هذا ما افتتح به الكاتب قصته اذا كتب ( لاصقته في المقعد الخلفي لعربة الاجرة وساقها الممتلئة مالت عليه)..فالكاتب هنا اقتحمنا مباشرة بهذه الجملة التي توحي لنا اننا امام لحظات من الاثارة الجنسية بين راكبين واكيد رجل وامراة
وراح يتسأءل هنا الكاتب على لسان بطله(لماذا لم تجلس بجانبي امها ؛وجلست هي وهذا دليل على استياءه ..ورفضه من الاول لهذا المشهد
وحتى وهو يهرب منها ومن انوثتها ؛ لاحقته الى عقله الباطن اذ راح يراها في الاشجار اللاهثة على وقع اغنية رومانسية تنبعث من المذياع .
وكلما اقتربت منه اكثر في حركات مثيرة ازدادت رغبته وشهوته ...حتى ان الكاتب جعل بطله يرسمها في الاشجار الواقفة على حافة الطريق وشعرها الغجري يسافر في الارجاء..مسلحة كجندي بتفاح صدرها ...وهنا تشبيه رائع وفي محله اذا نطلق كلمة تشهر على المسدسات او الرشاشات ..لكن الكاتب هنا اطلقها على صدرها الذي يشهر تفاحه في وجهه.
واخير إنهار البطل على كرسيه ..وكأنه خرج لتوه من معركة على صوت امها تناديها للنزول وتجرها وهي تترنح ..ليكتشف انها ستأخذها الى طبيب الامراض العقلية ..
اعجبني التكثيف الجميل ..الذي اعطاه الكاتب حقه دون الاخلال بالقصة ولا بأسلوبها الجميل
استمتعت كثيرا بهذا النص واستفدت أكثر
موفق استاذ عمر حمش
العنوان
يحيلك لأدب ايروتيكي تتردد في القراءة لحكمك المسبق على ما كتبه العرب في هذا
الأدب بسطحية وفجور ، بعيدة عن الغاية الإنسانية الراقية للأدب ...
ثم تنجلي السطور أمامك لتدهش برقي الكلمة وتهذيب الجملة وأخلاقية العرض ويأتي السرد بإحساس سام وكأنه يكتب عن الروح.
تنغمس بالمشهد الخارجي لترى حافلة بسائق خشن الوجه وكأنه يشكل رادعا قويا وشاب وفتاة وتكتشف انها برفقة أمها الضعيفة ويحيلك الراوي لصراع البطل الداخلي ومعركته بين الغريزة والعقل ...وقد صورها الكاتب بتكثيف عال وبشاعرية نادرة في هذا المجال .
تطلق حكمك على الفتاة وترسم لها صورة من صور بنات الليل في حين الراوي يجهد لإقناعك بانها في خياله غجرية جميلة منشغلا بكبت أحاسيسه بعيدا عن إطلاق الاحكام وهنا وفق بفشل الهروب إلى الأشجار اللاهثة على الطريق.
يأخذك بكلماته القليلة الهادئة إلى ضجيج الجسد.و يصفعك بنهاية ان الفتاة مختلة عقليا.
لتقف بحالة ذهول ولتتسائل من منهما المختل.
ـالقصة تميزت بالجرأة وبالتكثيف وبالخاتمة المدهشة.
ثم تنجلي السطور أمامك لتدهش برقي الكلمة وتهذيب الجملة وأخلاقية العرض ويأتي السرد بإحساس سام وكأنه يكتب عن الروح.
تنغمس بالمشهد الخارجي لترى حافلة بسائق خشن الوجه وكأنه يشكل رادعا قويا وشاب وفتاة وتكتشف انها برفقة أمها الضعيفة ويحيلك الراوي لصراع البطل الداخلي ومعركته بين الغريزة والعقل ...وقد صورها الكاتب بتكثيف عال وبشاعرية نادرة في هذا المجال .
تطلق حكمك على الفتاة وترسم لها صورة من صور بنات الليل في حين الراوي يجهد لإقناعك بانها في خياله غجرية جميلة منشغلا بكبت أحاسيسه بعيدا عن إطلاق الاحكام وهنا وفق بفشل الهروب إلى الأشجار اللاهثة على الطريق.
يأخذك بكلماته القليلة الهادئة إلى ضجيج الجسد.و يصفعك بنهاية ان الفتاة مختلة عقليا.
لتقف بحالة ذهول ولتتسائل من منهما المختل.
ـالقصة تميزت بالجرأة وبالتكثيف وبالخاتمة المدهشة.
انطباعات
( محاولة أن أتقن ما لا أتقن )
- المرأة العجوز .. جعلت ابنتها تجلس علي الناحية الاخري – ربما – تتمني لها – رغم مرضها – أن تحظي بما يحظي به الأصحاء !
- ابتلع صرخة كادت تفضحه .. نحن الرجال نتحرش و لا يتحرش بنا !
- غجرية هي الانثي التي تمتلك الجرأة .. ليس إذا تصوري وحدي !
- هذا الرجل يهرب محترقا إلي الأشجار اللاهثة. ينكمش ملتصقا بالباب ، فتثير لمسة ذراعها وحشا بداخله ( وحش مجنون أيضا ) ثم ينهار في مقعده منتفضا.. كنت أتمني أن تمتد رحلة العربة أكثر و أتوق لرؤية تحولات البطل خلالها أكثر..
- ربما شبقها ما أودي بعقلها !
القصة رائعة فكرة و تصويرا .. أهنئك أستاذنا
( محاولة أن أتقن ما لا أتقن )
- المرأة العجوز .. جعلت ابنتها تجلس علي الناحية الاخري – ربما – تتمني لها – رغم مرضها – أن تحظي بما يحظي به الأصحاء !
- ابتلع صرخة كادت تفضحه .. نحن الرجال نتحرش و لا يتحرش بنا !
- غجرية هي الانثي التي تمتلك الجرأة .. ليس إذا تصوري وحدي !
- هذا الرجل يهرب محترقا إلي الأشجار اللاهثة. ينكمش ملتصقا بالباب ، فتثير لمسة ذراعها وحشا بداخله ( وحش مجنون أيضا ) ثم ينهار في مقعده منتفضا.. كنت أتمني أن تمتد رحلة العربة أكثر و أتوق لرؤية تحولات البطل خلالها أكثر..
- ربما شبقها ما أودي بعقلها !
القصة رائعة فكرة و تصويرا .. أهنئك أستاذنا
شبق:
العنوان كما هو معروف (مفتاح النص) وفي قصتنا (شبق) لم يكن الكاتب موفقا لأنه ارسى مفهوم بعينه للمتلقي، ولم يكن مطابقا للنص او احداث القصة.
(لاصقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة وساقها..... .): لاصقته توحي للمتلقي بأن الفعل مقصود منها وهذا بعيد عن المقبولية كما عرفنا من خاتمة النص.
(لماذا لم تجاوره مرافقتها العجوز):كيف للمتلقي ان يعرف من طرح هذا السؤال!
فإذا كان المراد لحالة تترابط مع عتبة النص هو أن جلوسها كان مقصوداً، فهذا غير مقبول لحالتها ألتي أوصلها لنا الكاتب، وإذا كان على لسان الراوي فهذا غير مسموح به في كتابة القصة، فالذي يصيب النص بمقتل هو خروج الراوي من النص ليشرح أو يتساءل أو يوضح في النص.
الاحداث وتصرفات المرأة في النص غير مقبولة بالمطلق فكيف بمجنونة كما انهى الكاتب قصته ان تتصرف وكأنها تصرفات مقصودة وهي التي لم تتكلم او تتصرف بما يشير الى حالتها الحقيقية التي أراد لها الكاتب ولو بشكل بسيط.
النص بشكل عام قابل ان يكون حكاية بسيطة او بمعنى ادق (نكتة) لا قصة قصيرة، النص ولد ميتا من العنوان الى تفاعل الاحداث وخصوصا دخول السائق وسط النص وفي تصاعد الاحداث.
يقول الكاتب: (انكماشه والتصاقه في الباب) وبعدها قوله: (رأسها استلقى على صدره..... .) الربط هنا بما تقدم من النص ليس صحيحا وغير مقبول فكيف ابتعد وانكمش وكيف استلقى راسها على صدره؟!
تفاعل البطل مع عواطفه كما اشار النص وابتعاده برادع لم يشر اليه الكاتب يضفي على النص والمتلقي تشويش وعدم فهم.
يمكن لكل أديب أو متذوق "مثل حالي" ان يخرج من القصة بإنطباع، لكن أرجو أن لا يكون على حساب الصنعة واستخدام المخيلة لحساب النص فنبتعد عن قواعد وأسس كتابة القصة.
تقديري للكاتب واحترامي للجميع
العنوان كما هو معروف (مفتاح النص) وفي قصتنا (شبق) لم يكن الكاتب موفقا لأنه ارسى مفهوم بعينه للمتلقي، ولم يكن مطابقا للنص او احداث القصة.
(لاصقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة وساقها..... .): لاصقته توحي للمتلقي بأن الفعل مقصود منها وهذا بعيد عن المقبولية كما عرفنا من خاتمة النص.
(لماذا لم تجاوره مرافقتها العجوز):كيف للمتلقي ان يعرف من طرح هذا السؤال!
فإذا كان المراد لحالة تترابط مع عتبة النص هو أن جلوسها كان مقصوداً، فهذا غير مقبول لحالتها ألتي أوصلها لنا الكاتب، وإذا كان على لسان الراوي فهذا غير مسموح به في كتابة القصة، فالذي يصيب النص بمقتل هو خروج الراوي من النص ليشرح أو يتساءل أو يوضح في النص.
الاحداث وتصرفات المرأة في النص غير مقبولة بالمطلق فكيف بمجنونة كما انهى الكاتب قصته ان تتصرف وكأنها تصرفات مقصودة وهي التي لم تتكلم او تتصرف بما يشير الى حالتها الحقيقية التي أراد لها الكاتب ولو بشكل بسيط.
النص بشكل عام قابل ان يكون حكاية بسيطة او بمعنى ادق (نكتة) لا قصة قصيرة، النص ولد ميتا من العنوان الى تفاعل الاحداث وخصوصا دخول السائق وسط النص وفي تصاعد الاحداث.
يقول الكاتب: (انكماشه والتصاقه في الباب) وبعدها قوله: (رأسها استلقى على صدره..... .) الربط هنا بما تقدم من النص ليس صحيحا وغير مقبول فكيف ابتعد وانكمش وكيف استلقى راسها على صدره؟!
تفاعل البطل مع عواطفه كما اشار النص وابتعاده برادع لم يشر اليه الكاتب يضفي على النص والمتلقي تشويش وعدم فهم.
يمكن لكل أديب أو متذوق "مثل حالي" ان يخرج من القصة بإنطباع، لكن أرجو أن لا يكون على حساب الصنعة واستخدام المخيلة لحساب النص فنبتعد عن قواعد وأسس كتابة القصة.
تقديري للكاتب واحترامي للجميع
"شبق" لقد غامر
الكاتب بهذا العنوان، ربما لو كان النص طويلا لما تجرأت عليه فئة كثيرة من
القراء...
"شبق" قصة كاملة مكتملة وذلك لأنها توفرت فيها كل عناصر القصة القصيرة من حدث، صراع، تصاعد، عقدة وحلها...
يبقى لدينا سؤالين هل النص مبتور أم لا؟! هل ينقصه شيء؟!...
نتكلم عن البتر حين يلفنا الغموض (وهنا النص سهل واضح)، أو حين يكون قفز على السرد، بحيث لا نجد ترابط بين الأحداث ولا انسيابية( وليس الشأن عندنا هنا، فالأحداث مترابطة تشد في بعضها البعض وبقوة)، أو حين يوجد فاصل أو قطع(rupture) بين العرض والخاتمة...
السؤال الثاني هل النص يدخل في جنس القصة القصيرة جداً أم لا، هنا ليس لدينا لبس على الإطلاق.. النص بعيد جدا عن (ققج)، وذلك لأنه ينقصه الترميز والإيحاء وايضا التكثيف، رغم الخاتمة التي رآها الكثير من القراء أنها مدهشة!! فمن هذا النص يمكن أن نصوغ العشرات من ققج...مثال للتوضيح..
شبق
لا صقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه! سقطت كفها على ساقه، تمددت ذراعها فوق فخده، تحركت أصابعها مترنمة... جرى فيه وحش، ألقت رأسها على صدره؛ جن الوحش داخله! توقفت العربة أمام بناية للأمراض العقلية...
سأعود لرؤيتي للنص في تعليق آخر إن شاء الله
"شبق" قصة كاملة مكتملة وذلك لأنها توفرت فيها كل عناصر القصة القصيرة من حدث، صراع، تصاعد، عقدة وحلها...
يبقى لدينا سؤالين هل النص مبتور أم لا؟! هل ينقصه شيء؟!...
نتكلم عن البتر حين يلفنا الغموض (وهنا النص سهل واضح)، أو حين يكون قفز على السرد، بحيث لا نجد ترابط بين الأحداث ولا انسيابية( وليس الشأن عندنا هنا، فالأحداث مترابطة تشد في بعضها البعض وبقوة)، أو حين يوجد فاصل أو قطع(rupture) بين العرض والخاتمة...
السؤال الثاني هل النص يدخل في جنس القصة القصيرة جداً أم لا، هنا ليس لدينا لبس على الإطلاق.. النص بعيد جدا عن (ققج)، وذلك لأنه ينقصه الترميز والإيحاء وايضا التكثيف، رغم الخاتمة التي رآها الكثير من القراء أنها مدهشة!! فمن هذا النص يمكن أن نصوغ العشرات من ققج...مثال للتوضيح..
شبق
لا صقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه! سقطت كفها على ساقه، تمددت ذراعها فوق فخده، تحركت أصابعها مترنمة... جرى فيه وحش، ألقت رأسها على صدره؛ جن الوحش داخله! توقفت العربة أمام بناية للأمراض العقلية...
سأعود لرؤيتي للنص في تعليق آخر إن شاء الله
حين نقرأ النص لأول مرة في أقل من دقيقة ، لا يسعنا إلا أن نقول في
أنفسنا مباشرة عند نهايته، "مسكينة"، بحيث يتبادر لنا أن الخاتمة تقلب
الموازين، تقلب في ذهن القارئ دور الشخصيات، فنتعاطف مباشرة مع البنت بعد أن
أدناها في الأول، وندين البطل، وتتولد عندنا عدة أسئلة منها: ألهذه الدرجة؟ لدرجة
الشبق! كيف؟! ...ما المراد من فكرة القصك؟ هل تناول حالة إنسانية؟! وإن كان، من هي
تلك الحالة التي يجب أن نتعاطف معها، أن نعذر تصرفها؟!، الشيء الذي يجعلنا نعيد
قراءة النص ونتوقف عند كل جملة بل عند كل كلمة ونحلل دون أن نلوم السرد، ونقول كان
يجب كذا أو يقول كذا، مادامت اللغة سليمة والأحداث مترابطة...
بدأ السرد مباشرا دون مقدمات "لا صقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه!"...
تساءل البطل أو تعجب "لماذا لم تجاورها مرافقتها العجوز" (السرد على لسان الراوي العليم)، وهذا يحيلنا أن نستنتج أن البطل رأى جيدا من يجلس بجانبه...
استخدم السرد مصطلح "مرافقتها" ولم يستخدم رفيقتها!...(المرافق هو المساعد، المعين، المعاضد) وهذا يعني أن شخصيتنا الحكائية كان يعي جيدا أن الفتاة التي تجلس بجانبه ليست عاقلة...
إذن فالموقف بكامله لا غرابة فيه، سيدة عجوز ترافق فتاة مختلة وتجلسها في الوسط بينها وبين الراكب الآخر، وذلك لحمايتها، تصرف الفتاة أيضا لا أخذ عليه، فأغلب دوي الاحتياجات الخاصة يميلون إلى العناق والاستناد على الغير والعبث بأيديهم وأصابعهم.. تبقى حالة بطلنا هل هي طبيعية أم لا:
"هرب محترقا إلى... "
"ابتلع صرخة كادت تفضحه"
"جرى فيه وحش"
"كلني"
"انهار في المقعد ينتفض"
هذه المشاعر والتهيجات كلها حصلت وبطلنا يعي جيدا أن الفتاة ليست عاقلة، ولا تتعمد إثارة شهوته، إذا نحن هنا أمام حالة شذوذ فكري وحسي وجنسي...
نأتي للخاتمة:
"فوجىء...للأمراض العقلية"..هنا استعمل السرد مفردة "فوجئ"! بماذا؟! بأن الفتاة مريضة؟! لا يعقل لأن السرد من الأول استخدم مفردة "مرافقة" إذا المفاجأة كانت بختام العرض قبل الأوان، قبل أن يصل إلى الإشباع!...
نص بديع بتكثيف ولغته وأسلوبه ووصفه للحالة
ربما لن يتفق الكاتب أو القراء على قراءتي للنص ورؤيتي للخاتمة، ولكن أريد أن أقول أن اللغة والمصطلحات المستعملة هي التي وجهت قراءتي لهذا المنحى...
تحيتي للكاتب المبدع
بدأ السرد مباشرا دون مقدمات "لا صقته في المقعد الخلفي لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه!"...
تساءل البطل أو تعجب "لماذا لم تجاورها مرافقتها العجوز" (السرد على لسان الراوي العليم)، وهذا يحيلنا أن نستنتج أن البطل رأى جيدا من يجلس بجانبه...
استخدم السرد مصطلح "مرافقتها" ولم يستخدم رفيقتها!...(المرافق هو المساعد، المعين، المعاضد) وهذا يعني أن شخصيتنا الحكائية كان يعي جيدا أن الفتاة التي تجلس بجانبه ليست عاقلة...
إذن فالموقف بكامله لا غرابة فيه، سيدة عجوز ترافق فتاة مختلة وتجلسها في الوسط بينها وبين الراكب الآخر، وذلك لحمايتها، تصرف الفتاة أيضا لا أخذ عليه، فأغلب دوي الاحتياجات الخاصة يميلون إلى العناق والاستناد على الغير والعبث بأيديهم وأصابعهم.. تبقى حالة بطلنا هل هي طبيعية أم لا:
"هرب محترقا إلى... "
"ابتلع صرخة كادت تفضحه"
"جرى فيه وحش"
"كلني"
"انهار في المقعد ينتفض"
هذه المشاعر والتهيجات كلها حصلت وبطلنا يعي جيدا أن الفتاة ليست عاقلة، ولا تتعمد إثارة شهوته، إذا نحن هنا أمام حالة شذوذ فكري وحسي وجنسي...
نأتي للخاتمة:
"فوجىء...للأمراض العقلية"..هنا استعمل السرد مفردة "فوجئ"! بماذا؟! بأن الفتاة مريضة؟! لا يعقل لأن السرد من الأول استخدم مفردة "مرافقة" إذا المفاجأة كانت بختام العرض قبل الأوان، قبل أن يصل إلى الإشباع!...
نص بديع بتكثيف ولغته وأسلوبه ووصفه للحالة
ربما لن يتفق الكاتب أو القراء على قراءتي للنص ورؤيتي للخاتمة، ولكن أريد أن أقول أن اللغة والمصطلحات المستعملة هي التي وجهت قراءتي لهذا المنحى...
تحيتي للكاتب المبدع
محسن
الطوخي
الزهرة الصالح
جميل أستاذة. أتيت بجديد، لكنك لم تتعسفي، ولم تستندي الى ماهو خارج النص. بل اجتهدت، واعتمدت رؤيتك على ماورد على لسان السارد. وكل تأويل ينتجه النص صحيح.
ولأننا ندرك قيمة اختيار اللفظ، أو الاشتقاق المناسب في القصة القصيرة، فإن تأويل لفظ ( مرافقتها ) صحيح.
لكني أفرق بين صوتين في هذا النص.
- صوت السارد الذي يروي الأحداث، وهو سارد خارجي عليم ببواطن الأمور، وبخلجات النفوس.
- صوت الشخصية المروي عنها بضمير الغائب.
ولقد سبق ان تساءل أحد الاساتذة المعلقين عن صاحب تلك الجملة ً" لماذا لم تجاورها مرافقتها العجوز " ..
* افترضت استاذة زهرة انها على لسان السارد العليم وهذا يناقض كونه عليما من المفترض إحاطته بمكنون صدور الشخصيات.
فالاحتمال الأكثر قبولا هو أنها وردت على لسان الشخصية. ويكون الإتيان بها في مقام اعتراض كلام السارد من قبيل الانتقال بين أصوات السرد، كالمونولوج الاعتراضي الذي يأتي على لسان احدى الشخصيات وسط تيار السرد الأساسي. ونجد هذا مالوفا لدى نجيب محفوظ على سبيل المثال.
النتيجة:
ورد لفظ ( مرافقتها ) على لسان السارد العليم.
وورد التساؤل على ذهن الشخصية، وهو تساؤل لا يحتم علم الشخصية بعاهة الفتاة. فالتصرف الطبيعي في المجتمعات المحافظة هو أن تجلس العجوز لصق الرجل، وتجعل الفتاة إلى جوارها، بحيث تفصل بجسدها بينهما، فالتساؤل هنا يتضمن استهجانا مشروعا دون أن يؤدي إلى النتيجة التي استنبطتها أ. زهرة.
ويكون الحدث الباطني دار كاملا في ذهن الشخصية متوهما أن في الأمر مراودة.
ومع ذلك فقد استمتعت برؤية استاذتنا الزهرة، فهي على الأقل فتحت لي بابا للرد على بعض تعليقات الأساتذة ضمن ردي عليها.
وافر تقديري للجميع.
الزهرة الصالح
جميل أستاذة. أتيت بجديد، لكنك لم تتعسفي، ولم تستندي الى ماهو خارج النص. بل اجتهدت، واعتمدت رؤيتك على ماورد على لسان السارد. وكل تأويل ينتجه النص صحيح.
ولأننا ندرك قيمة اختيار اللفظ، أو الاشتقاق المناسب في القصة القصيرة، فإن تأويل لفظ ( مرافقتها ) صحيح.
لكني أفرق بين صوتين في هذا النص.
- صوت السارد الذي يروي الأحداث، وهو سارد خارجي عليم ببواطن الأمور، وبخلجات النفوس.
- صوت الشخصية المروي عنها بضمير الغائب.
ولقد سبق ان تساءل أحد الاساتذة المعلقين عن صاحب تلك الجملة ً" لماذا لم تجاورها مرافقتها العجوز " ..
* افترضت استاذة زهرة انها على لسان السارد العليم وهذا يناقض كونه عليما من المفترض إحاطته بمكنون صدور الشخصيات.
فالاحتمال الأكثر قبولا هو أنها وردت على لسان الشخصية. ويكون الإتيان بها في مقام اعتراض كلام السارد من قبيل الانتقال بين أصوات السرد، كالمونولوج الاعتراضي الذي يأتي على لسان احدى الشخصيات وسط تيار السرد الأساسي. ونجد هذا مالوفا لدى نجيب محفوظ على سبيل المثال.
النتيجة:
ورد لفظ ( مرافقتها ) على لسان السارد العليم.
وورد التساؤل على ذهن الشخصية، وهو تساؤل لا يحتم علم الشخصية بعاهة الفتاة. فالتصرف الطبيعي في المجتمعات المحافظة هو أن تجلس العجوز لصق الرجل، وتجعل الفتاة إلى جوارها، بحيث تفصل بجسدها بينهما، فالتساؤل هنا يتضمن استهجانا مشروعا دون أن يؤدي إلى النتيجة التي استنبطتها أ. زهرة.
ويكون الحدث الباطني دار كاملا في ذهن الشخصية متوهما أن في الأمر مراودة.
ومع ذلك فقد استمتعت برؤية استاذتنا الزهرة، فهي على الأقل فتحت لي بابا للرد على بعض تعليقات الأساتذة ضمن ردي عليها.
وافر تقديري للجميع.
النص
نقرأه من خلال لغته.. له ما له وعليه ما عليه، والنقد هو قراءة النص وليس الكاتب،
لا يهمنا ما أراده الكاتب، المهم ما قالته اللغة، يحسب للنص أنه كان متميزا بلغته
وتكثيفه ووصفه للحالة.. هناك من قال أنها حالة شذوذ، وهناك من قال أنها حالة صراع
بين العاطفة والعقل، وأنا أرجح الرأي الأول لأننا لا يمكننا أن نتكلم عن حالة
الصراع إلا إذا لم يكن هناك منفذ للتخلص، بحيث يقفل على البطل والفتاة في مكان
منعزل، وبما أن المكان هو الشارع وعربة يركبها اثنان آخران (العجوز والسائق)، فلا
مجال لوجود صراع...
نعود إلى السؤال؟ هل البطل كان يعرف أن الفتاة ليست عاقلة أم لا؟ سنرجع إلى النص:
"مرافقتها"
"خمن أن وجه السائق يزجره" ولم يقل "يزجرهما" وهذا إقرار بأنه يعلم أن حركات الفتاة عادية بحكم مرضها، (لم يبادرها، ولو بحركة واحدة من جهته، لدرجة أنها وضعت رأسها على صدره، ولم يلمسها، وهذا أيضا يؤكد أنه يعلم من تكون)...
إذا في هذه الحالة سينتظر القارئ نهاية الأحداث والتي حتما ستكون لصالح الفتاة، وهي التوقف عند مشفى الأمراض العقلية...
يستعمل السرد مصطلح "فوجئ"، إن أردنا له مخرجا فيمكن أن نستنتج أنه ربما كان يريد أن يتمادى إلا أنه "فوجئ"..وإن لم يكن كذلك فيمكن تغيير المصطلح بما يناسب دلالة الجملة...
أما إن افترضنا أن البطل لا يعلم من تكون الفتاة، في هذه الحالة النص يلزمه تعديل طفيف كأن تستبدل مفردة "مرافقتها"برفيقتها (حتى وإن قالها السارد، فالمفروض أن السرد يريد أن يفاجئ القارئ أولا وقبل كل شيء)..وأيضا "خمن أن وجه السائق يزجره" الأفضل "يزجرهما" لأنه هو الذي خمن وليس السارد..
زيادة على ذلك يمكن إضافة بعض الأحداث، تتعلق في تعامله مع الفتاة ذاتها سواء إيجابا أو سلبا..
وهنا يمكن أن تأتي الخاتمة مطابقة...
أما نظرتي للنقد فهو توجيه السرد وليس القضاء على النص، لا يمكن أن يكون هذا النص لاشيء، نعم ربما غيرمكتمل، ولكن مع التوجيه والتعديل سيخرج به صاحبه في أبهى حلة...
# أعتذر لأني تأخرت عن التعليق وأيضا لم أتوسع وذلك لأن حالتي الصحية والنفسية لا تسمح
تحيتي للكاتب المبدع
نعود إلى السؤال؟ هل البطل كان يعرف أن الفتاة ليست عاقلة أم لا؟ سنرجع إلى النص:
"مرافقتها"
"خمن أن وجه السائق يزجره" ولم يقل "يزجرهما" وهذا إقرار بأنه يعلم أن حركات الفتاة عادية بحكم مرضها، (لم يبادرها، ولو بحركة واحدة من جهته، لدرجة أنها وضعت رأسها على صدره، ولم يلمسها، وهذا أيضا يؤكد أنه يعلم من تكون)...
إذا في هذه الحالة سينتظر القارئ نهاية الأحداث والتي حتما ستكون لصالح الفتاة، وهي التوقف عند مشفى الأمراض العقلية...
يستعمل السرد مصطلح "فوجئ"، إن أردنا له مخرجا فيمكن أن نستنتج أنه ربما كان يريد أن يتمادى إلا أنه "فوجئ"..وإن لم يكن كذلك فيمكن تغيير المصطلح بما يناسب دلالة الجملة...
أما إن افترضنا أن البطل لا يعلم من تكون الفتاة، في هذه الحالة النص يلزمه تعديل طفيف كأن تستبدل مفردة "مرافقتها"برفيقتها (حتى وإن قالها السارد، فالمفروض أن السرد يريد أن يفاجئ القارئ أولا وقبل كل شيء)..وأيضا "خمن أن وجه السائق يزجره" الأفضل "يزجرهما" لأنه هو الذي خمن وليس السارد..
زيادة على ذلك يمكن إضافة بعض الأحداث، تتعلق في تعامله مع الفتاة ذاتها سواء إيجابا أو سلبا..
وهنا يمكن أن تأتي الخاتمة مطابقة...
أما نظرتي للنقد فهو توجيه السرد وليس القضاء على النص، لا يمكن أن يكون هذا النص لاشيء، نعم ربما غيرمكتمل، ولكن مع التوجيه والتعديل سيخرج به صاحبه في أبهى حلة...
# أعتذر لأني تأخرت عن التعليق وأيضا لم أتوسع وذلك لأن حالتي الصحية والنفسية لا تسمح
تحيتي للكاتب المبدع
أستاذي
الكبير محسن الطوخي .. تحياتي وتقديري
بغض النظر عن موافقتي لطرح الأستاذ حمدي عليوة الذي أحترم طرحه ـ وهو رأي شخصي ـ فإن رأيي قد بينته بعد هذه الموافقة، ومن خلال النص ـ وليس من خارجه ـ وما انطبع في وجداني عنه فقلت: ( وأنا هنا أرى ـ وقد يكون رأيي صادمًا ـ أن القصة في مجملها لاتعدو أن تكون ومضة قصصية ـ تم بسطها ـ شطرها الأول (قبل الفاصلة المنقوطة) هو كل المكتوب ماعدا جملة "تجرها عبر مدخل بناية كُتب عليه للأمراض العقلية " فتأتي بعد الفاصلة المنقوطة .. وإن كنت أرى أن العنوان ظلم الومضة .. ) وما دفعني لهذا الإحساس سوى هذه النهاية المفاجئة التي ـ من وجهة نظري ـ أراد بها الكاتب التخلص من النص وما طرحه قبلها، فوأد الجنين قبل اكتماله وولادته سالمًا .. فبدت التجربة غير مكتملة، وأنت الذي طالما ناديت من خلال أطروحاتك في مناسبات كثيرة سابقة : أن العبرة في اكتمال النص ليس الطول أو القصر وإنما العبرة باكتمال التجربة القصصية .. أليس كذلك؟ ولهذا أرى أن التجرية التي يحملها النص بدت مبتورة فيها من التلفيق والصنعة ما يجافي منطقية السرد الذي أراد الكاتب من خلاله تحقيق هذه القفلة، وهو ما أوحى لي بما سبق طرحه من رأي يحتمل الوجهين .. مودتي واحترامي لشخصك الكريم
بغض النظر عن موافقتي لطرح الأستاذ حمدي عليوة الذي أحترم طرحه ـ وهو رأي شخصي ـ فإن رأيي قد بينته بعد هذه الموافقة، ومن خلال النص ـ وليس من خارجه ـ وما انطبع في وجداني عنه فقلت: ( وأنا هنا أرى ـ وقد يكون رأيي صادمًا ـ أن القصة في مجملها لاتعدو أن تكون ومضة قصصية ـ تم بسطها ـ شطرها الأول (قبل الفاصلة المنقوطة) هو كل المكتوب ماعدا جملة "تجرها عبر مدخل بناية كُتب عليه للأمراض العقلية " فتأتي بعد الفاصلة المنقوطة .. وإن كنت أرى أن العنوان ظلم الومضة .. ) وما دفعني لهذا الإحساس سوى هذه النهاية المفاجئة التي ـ من وجهة نظري ـ أراد بها الكاتب التخلص من النص وما طرحه قبلها، فوأد الجنين قبل اكتماله وولادته سالمًا .. فبدت التجربة غير مكتملة، وأنت الذي طالما ناديت من خلال أطروحاتك في مناسبات كثيرة سابقة : أن العبرة في اكتمال النص ليس الطول أو القصر وإنما العبرة باكتمال التجربة القصصية .. أليس كذلك؟ ولهذا أرى أن التجرية التي يحملها النص بدت مبتورة فيها من التلفيق والصنعة ما يجافي منطقية السرد الذي أراد الكاتب من خلاله تحقيق هذه القفلة، وهو ما أوحى لي بما سبق طرحه من رأي يحتمل الوجهين .. مودتي واحترامي لشخصك الكريم
اذا كانت
رؤية الكاتب هي التي ترسم حركة المعنى فتحرك الحدث ضمن خطة سير محددة وترفده
البنيات الثانوية كالوصف والانزياحات ..اقول ذلك
فأي تدخل في تغيير هذه الحركة هذا يعني تدخلا في رؤية الكاتب او اقتراح حركة مغايرة للمعنى نفسه .. هذا حوار جدي لكنه لا يغير في بنية النص الاساس . ..
فما تقدم به ا.احمد عثمان هو من هذا الحوار ..ولكن برأيي ليس تخطئة للكاتب .. انما اقتراح يحتاج لنص ينتمي للاستاذ احمد .. لان الظاهرة التى عولجت لها كثير من المقترحات والتأويلات ..
الفتاة لا تسيطر على حركتها لانها مريضة باعصابها ولا تتحرش ..هو يتوهم ذلك لانه لا يعرف حالتها فتثور حسيته يعارضها موقف ممانع كان يقول... هرب محترقا .يرصد الاشجار الهاربة اللاهثة.. .. تلخص ذلك الموقف .. وصوت الام يوقظ الجميع واليافطة تفسر ..ليعيد القاريء قراءة توقعاته التي خاب ظنه بها.
فأي تدخل في تغيير هذه الحركة هذا يعني تدخلا في رؤية الكاتب او اقتراح حركة مغايرة للمعنى نفسه .. هذا حوار جدي لكنه لا يغير في بنية النص الاساس . ..
فما تقدم به ا.احمد عثمان هو من هذا الحوار ..ولكن برأيي ليس تخطئة للكاتب .. انما اقتراح يحتاج لنص ينتمي للاستاذ احمد .. لان الظاهرة التى عولجت لها كثير من المقترحات والتأويلات ..
الفتاة لا تسيطر على حركتها لانها مريضة باعصابها ولا تتحرش ..هو يتوهم ذلك لانه لا يعرف حالتها فتثور حسيته يعارضها موقف ممانع كان يقول... هرب محترقا .يرصد الاشجار الهاربة اللاهثة.. .. تلخص ذلك الموقف .. وصوت الام يوقظ الجميع واليافطة تفسر ..ليعيد القاريء قراءة توقعاته التي خاب ظنه بها.
كذلك
برأيي
ان اي نص هو مرجعية لذاته لانه متخييل .. ومرجعيته تتكون في الذهن ..فمن الظلم ان نتبعه لمرجعية واقعية .. فتكوين بنيته يكون لخدمة الشكل المقترح لحركة المعنى .. فبعد ان يعطي النص الدلالة العامة تتوارى العلامة السيميائية لانها قد انهت وظيفتها ..لان هذا التأليف للمكان ومن يشغله يخدم الفكرة .. فلو كان طبيعيا خادما للقيم المنسجمة لكان انتفى دور النص والرؤية معا ..
ان اي نص هو مرجعية لذاته لانه متخييل .. ومرجعيته تتكون في الذهن ..فمن الظلم ان نتبعه لمرجعية واقعية .. فتكوين بنيته يكون لخدمة الشكل المقترح لحركة المعنى .. فبعد ان يعطي النص الدلالة العامة تتوارى العلامة السيميائية لانها قد انهت وظيفتها ..لان هذا التأليف للمكان ومن يشغله يخدم الفكرة .. فلو كان طبيعيا خادما للقيم المنسجمة لكان انتفى دور النص والرؤية معا ..
نعم عندك
كل الحق فلو كان طبيعيا خادما للقيم المنسجمة لكان انتفى دور النص والرؤية
معا؛ولكن كان سيوافق هوى العديد من الأصوليين وايضا لم تشتعل تلك المعركة الجميلة
التى دارت بيننا حول النص والتى أثرت النقد ..تحياتى وتقديرى
عجيب أمر
النقاد هنا، وفي كل مكان، ولا يعني هذا أبدا رفضي لما ادلى به أي منهم، بل بكل حب
وود، وأيضا بعرفان كبير، على الأقل لتكبدهم عناء الاجتهاد، وأكثر من ذلك انهم
أثروا هذا النص البسيط بجمال إطلالتهم عليه.
هذا يا رفاق نص بسيط سهل ولا أرى مبررا لتحميله أكثر مما يحتمل، هو نص رآه العديدون عذبا شائقا، وهذا يكفيه، من غير تهويل، ولا تشريح ما لا يشرح، واختياره هنا يزيده جمالا على جمال، وأما من أعابوه بقسوة؛ فهم كمن أعاب على الورد احمراره، فالأمر بيّن وواضح وبلا فخر أبدا فأنا لست بفاخر بشيء في الدنيا واول الدنيا نصوصي، خذوا الامر ببساطة افضل من غير نبش ما لا ينبش، من غير علوم بحوث النفس والاجتماع، والتمحيص والتوقع لما أصلا لا يجوز توقعه على نية الكاتب، هكذا افضل لكم، خذوا اي نص بمجمله وبخاتمة رسالته الادهاشية والجمالية.
وكلمة اخيرة يا رفاق ولن يكون بيننا آخر أبدا، وهو أن لا يتوقع أحد من الممحصين الجذلين بقسوتهم ان أستشيره بشيء قبل ان أكتب.
بل سأكتب ثم أرى إن هو تحسنت أدواته.
وفي هذا الوقت بالذات كم ادعو لكم بالسلامة من هذا الوباء المنتشر هاته الايام، ولأستاذنا وحبيبنا محسن الطوخي السلامة ولمن يحب .
هذا يا رفاق نص بسيط سهل ولا أرى مبررا لتحميله أكثر مما يحتمل، هو نص رآه العديدون عذبا شائقا، وهذا يكفيه، من غير تهويل، ولا تشريح ما لا يشرح، واختياره هنا يزيده جمالا على جمال، وأما من أعابوه بقسوة؛ فهم كمن أعاب على الورد احمراره، فالأمر بيّن وواضح وبلا فخر أبدا فأنا لست بفاخر بشيء في الدنيا واول الدنيا نصوصي، خذوا الامر ببساطة افضل من غير نبش ما لا ينبش، من غير علوم بحوث النفس والاجتماع، والتمحيص والتوقع لما أصلا لا يجوز توقعه على نية الكاتب، هكذا افضل لكم، خذوا اي نص بمجمله وبخاتمة رسالته الادهاشية والجمالية.
وكلمة اخيرة يا رفاق ولن يكون بيننا آخر أبدا، وهو أن لا يتوقع أحد من الممحصين الجذلين بقسوتهم ان أستشيره بشيء قبل ان أكتب.
بل سأكتب ثم أرى إن هو تحسنت أدواته.
وفي هذا الوقت بالذات كم ادعو لكم بالسلامة من هذا الوباء المنتشر هاته الايام، ولأستاذنا وحبيبنا محسن الطوخي السلامة ولمن يحب .
·
عمر حمش
ما كان أغناك ياصديقي عن هذا التعقيب. بيد أني ألتمس لك بعض العذر.
لن ينتقص من قيمة النص ولا كاتبه بعض التعليقات التي لم تبد استحسانا، أو أشارت إلى نقائص. هذه فعالية مفتوحة على جمهور من الأدباء، قدامى، وناشئين.
لم ندع اننا نعرض النص على نقاد متخصصين. نحن كما تعلم طائفة من الهواة عشاق القصة القصيرة مثلك. نمارسها ونتبادل المعرفة، كل على قدر علمه. ومايطرح هنا ليس فصل المقال، والنص المرشح للفعالية ليس أفضل نص على الإطلاق. وليس أفضل انتاج الكاتب. بل النص المرشح من بين منشورات شهر.
إلا أن تعقيبك قد منحنا توجيها لتحسين الأداء في قابل الشهور.
لن نفاجىء الكاتب مستقبلا بعرض نصه للمناقشة كأفضل نصوص الشهر، إنما سنحرص على الحصول على موافقة مسبقة.
لك مكانة مميزة بيننا صديقي كأديب بارع. نتمنى ألا نكون قد أحفظناك. أو سببنا لك كدرا.
ما كان أغناك ياصديقي عن هذا التعقيب. بيد أني ألتمس لك بعض العذر.
لن ينتقص من قيمة النص ولا كاتبه بعض التعليقات التي لم تبد استحسانا، أو أشارت إلى نقائص. هذه فعالية مفتوحة على جمهور من الأدباء، قدامى، وناشئين.
لم ندع اننا نعرض النص على نقاد متخصصين. نحن كما تعلم طائفة من الهواة عشاق القصة القصيرة مثلك. نمارسها ونتبادل المعرفة، كل على قدر علمه. ومايطرح هنا ليس فصل المقال، والنص المرشح للفعالية ليس أفضل نص على الإطلاق. وليس أفضل انتاج الكاتب. بل النص المرشح من بين منشورات شهر.
إلا أن تعقيبك قد منحنا توجيها لتحسين الأداء في قابل الشهور.
لن نفاجىء الكاتب مستقبلا بعرض نصه للمناقشة كأفضل نصوص الشهر، إنما سنحرص على الحصول على موافقة مسبقة.
لك مكانة مميزة بيننا صديقي كأديب بارع. نتمنى ألا نكون قد أحفظناك. أو سببنا لك كدرا.
لا عليك اطلاقا يا
صديقي، الأمر هيّن، ولم أتكدر أبدا، وأعلم تفاصيل الفعالية وحدودها، وتظل تجربة
جميلة وثرية تحسب للواحة، ولقد اثرت عقلي، ووجداني، وادهشتني ايضا، ولكم كل الشكر
ولكل الإخوة والأخوات الذين واللواتي كانوا خلف الفعالية إن بالإدارة أو
بالمشاركة، وكل احترام للجميع
ليس كل ما يلمع ذهبا!.........( ويليام شيكسبير)
توطئة
بادئ ذي بدء، دعوني اقدم في سطور القاص والأديب عمر حميش.
هو قاص وروائي غزاوي (غزة السليبة) من العيار الثقيل، تتشرف الواحة بوجوده في رحابها، كعنصرمن روادها، له أسلوب متميز في الكتابة خاص به يطبعه حتى يكاد يكون.. عنوانا له.
وبما أن الكتابة معاناة وتعبير عنها، فمعظم نصوصه تمتح معينها من المَعاش اليومي الفلسطيني، والأحداث الطابعة لمسيرة مكافحته للاحتلال بدءا من النكبات إلى الحياة داخل السجون والمعتقلات، نص شغف كقيمة ادبية يجعلنا نتعرف ـ عن كثب ـ اسلوبَ كاتبنا هذا وديدنه في رسم خطوط إبداعه.
قراءة في قصة شبق.
النصيص القصصي شبق من عينة القصة القصيرة جدا، تقتر فيه الكتاب تكثيفا من خلال لوحات تصويرية دلالية رائعة : (هرب محترقاَ إلى الأشجارِ اللاهثةِ ـ انكمشَ ملتصقا بالباب ـ فانكمشَ ملتصقا بالباب ...) وكانت حبكته رائعة انهارت كسد عرم بنهاية غير متوقعة.
فرغم النص اقرب إلى الطرفة منه إلى القصة يظل جميلا، للعلم فالطرفة ليست امرا هينا ولا في متناول كل من ماسك قلما.
لإظهار جماليات هذا النص وخفاياه سألتمس آليات المدرسة السلوكية لتفكيكه وتقريبه قدر المستطاع لمستسهله.
ـ المثير الأول: لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز
ينتبه الراكب فجأة ويجد امراة مكتملة الأنوثة تجلس قربه في حين تتجنبه العجوز
طبعا استجابته تكون سؤالا: لم هذه السيدة (العجوز) تدفع بامرأة مكتملة لتجلس جانبه؟
يجد الأمر مريبا، بل يؤمن أنه دعوة صريحة ليأخذ زمام المبادرة ولا يتردد.
لكنه يلتاذ بالنافذه هروبا من كومة اللحم، وينشغل بالأشجار الهاربة وراءً من خلال زجاج المركبة. بل ينكمش حتى يبطل الالتماس الجسدي، وهو ملتصق بالباب، نخوةً منه واستعفافا استعفاف الرجل الكريم المؤمن باحترام شخصية الاخر..
ـ المثير الثاني: كفُّها سقطتْ على ساقِه
استجابته هذه المرة لا إرادية: صرخة كادت تفضحه لولا كتمه لها داخل زوره.
يزداد اعتمال الأسئلة داخله حتى يبدأ يتوجس ان السائق عارف بما يدور في خلده من هواجس وتهيؤات بل يشك انه في كونه بات مرقابا لحركاته وسكناته من خلال مرآة الرؤية الخلفية
ـ المثير الثالث: ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت..
يجعل استجابته اقوى وكانه مثير تعزيزي، عندها يفقد السيطرة وتتولد داخله غريزة الاشتهاء ( الشبق)
ـ المكافاة: أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ
تبنيت بند المكافأة وكان هناك حديث سري بين الفتاة والراكب إذ فسرت الأنثى سكوته قبول، فحركت أصابعها بطريقة منتظمة على أن الأمر جدي لا مفتعل ولا الحركات اعتباطية.
فما كان منه إلا أن فقد السيطرة على تدفق إكسير الليبدو في دمه فالتاذ مرة أخرى هروبا بالزجاج وكانه مرآة واكتفى بقراءة قسماتها فوجدها جميلة غجرية الشعر، ممتلئة الصدر، واستنتج وكانها تقول له هيت لك..
ـ خبو الإثارة:
ينهار النص عند الخاتمة الفجائية وتنهار معه الإثارة المحمومة حين يكتشف الراكب أن العجوز ما تركت الفتاة لتجلس جنبه لو لم تجدها بضاعة مضروبة، بل لكونها عالمة أن لا احد يفكر في ان يغازل فتاة مريضة لا عقل لها ولا اتزان في حركاتها.
خلاصة
هكذا قرات هذا النص البسيط الجميل، لا يخفي شيء بين سطوره فهو ظاهر عار كدودة لا شيء يستره إلا ديباجته الجميلة... وصوره الرائعة
حدريوي
مصطفى العبدي الله عليك صديقي القديم، صاحب الحرف العميق، والحس الشفاف المرهف،
الله يحفظك ويرعاك، ويسلمك من كل اذى انت وكل من تحب، تحياتي، وودي، وتقديري أيّها
المبدع الفاتن.
قصة (شبق) بين الواقعة الفلسفية والواقعة الأدبية
لست مع هذا النص لست ضد هذا النص فهذا فخ أيديولوجي ولكي ننجو منه
لسوف نعبر الى أيديولوجيا النص عبر قنوات علائقه فالنقد (عين واعية) والمساحة التي
يتحرك فيها النقد هي مساحة نسبية لا تعدو أحد اشكال ثلاثة فهي أما ان تجاور عمق
النص أو تصدر عنه أو تتجاوزه أحيانا ومهما اتسمت قوة عين الناقد فإنها لا تقرر
سلفا هذه المساحة قربا او بعدا من النص فهذه المساحة هي معادل موضوعي لشيء يتجاوز
ذاته وقد قلت هذا في مناسبة سابقة استوجبت الضرورة أن اتعاطى معه بين مضامين هذه
القراءة
يؤكد هذا ما ذهب اليه الدكتور سمير سرحان (الخلط بين قيمة التجربة الفنية ككل وبين قيمة تحتوي عليها التجربة يسلم الناقد الى الحكم الذاتي الخاطئ) ويضيف الناقد تيت ان القيم الخارجية للعمل هي مثار للخلاف بين قارئ واخر فما يجده قارئ ما قيمة خيرة قد يجده أخر قيمة شريرة
يؤكد هذا ما ذهب اليه الدكتور سمير سرحان (الخلط بين قيمة التجربة الفنية ككل وبين قيمة تحتوي عليها التجربة يسلم الناقد الى الحكم الذاتي الخاطئ) ويضيف الناقد تيت ان القيم الخارجية للعمل هي مثار للخلاف بين قارئ واخر فما يجده قارئ ما قيمة خيرة قد يجده أخر قيمة شريرة
ما الواقعة الفلسفية؟ الواقعة الفلسفية هي علائق المغزى في ذهن المؤلف
صوب موقف محدد من الحياة هذه العلائق هي الذات المنتجة تأويليا من فهمها لذاتها
وهذا جذر جوهري (كل يعمل على شاكلته) بمعنى أدق الذات جهد تأويلي لممكناتها
المعرفية فحين تتجه صوب واقعة ما او حادثة ما فهي تقيم حوارا تأويليا معها في
دائرة المغزى
اذن ما الواقعة الأدبية؟ الواقعة الأدبية هي الأجابة الأحتمالية على اشكال وماهيات الأسئلة التي تطرحها الواقعة الفلسفية لكن ميزة الواقعة الأدبية أنها تنتج فضاءها ليكون المعنى هنا
(ستراتيجية فضاء تموضع المغزى وفق إكراهات طبيعة اللغة والأخر المتلقي) ومن هنا نعرف ان مهمة التأويل هنا هي الإمساك بالحصص الغائبة من المغزى عبر سيرورة تدليل سيميائية لا تكشف عن مضمون سابق في الواقعة ولا تعين معنى فهذا وكما يؤكد سعيد بنكراد (السيمائيات بحث في المعنى لا من حيث أصوله وجوهره بل من حيث انبثاقه من نصوص شتى)
يعمل المتخيل في الواقعة الفلسفية والواقعة الأدبية كفضاء يتم فيه (التحول المسخي) حيث تتحول الأشياء من التقاطب المحيد بشروط الى التقاطب المعقد والمتشابك والمرصود بتواريخ متوازية (المتلقي بوصفه شريكا / النص بوصفه ممانعة للانزياح) ولنحاول هنا بشيء من الودية فهم كيف يشتغل التخيل في هذا الفضاء
اذن ما الواقعة الأدبية؟ الواقعة الأدبية هي الأجابة الأحتمالية على اشكال وماهيات الأسئلة التي تطرحها الواقعة الفلسفية لكن ميزة الواقعة الأدبية أنها تنتج فضاءها ليكون المعنى هنا
(ستراتيجية فضاء تموضع المغزى وفق إكراهات طبيعة اللغة والأخر المتلقي) ومن هنا نعرف ان مهمة التأويل هنا هي الإمساك بالحصص الغائبة من المغزى عبر سيرورة تدليل سيميائية لا تكشف عن مضمون سابق في الواقعة ولا تعين معنى فهذا وكما يؤكد سعيد بنكراد (السيمائيات بحث في المعنى لا من حيث أصوله وجوهره بل من حيث انبثاقه من نصوص شتى)
يعمل المتخيل في الواقعة الفلسفية والواقعة الأدبية كفضاء يتم فيه (التحول المسخي) حيث تتحول الأشياء من التقاطب المحيد بشروط الى التقاطب المعقد والمتشابك والمرصود بتواريخ متوازية (المتلقي بوصفه شريكا / النص بوصفه ممانعة للانزياح) ولنحاول هنا بشيء من الودية فهم كيف يشتغل التخيل في هذا الفضاء
التخيل والتجربة الذهنية
كل نص هو تجربة نفسية وذهنية محايثة لشرائط انتاجها والذهن وجود مواز
ومقابل للوجود الواقعي تنطبع فيه صور الأشياء دون أثارها فحين أتصور النار ستكون
لها صورة في الذهن لكنها غير محرقة ونعني هنا بالصورة هي ذات الشيء دون اثاره
منطبعا في الذهن ويهمنا من معالجة هذه الأشياء قوة التخيل وهي قوة كباقي القوى
الأخرى من الوهم والعقل والحدس والظن المنطقي والتخيل فالتخيل هو التصرف بالخيال
ومواد الخيال من مشاعر وتجارب نفسية وحياتية ومعرفية وذكريات واراء وقراءات
وانطباعات الخ كل هذه المواد يتصرف فيها الخيال نقصا وزيادة وحذف وتركيبا
وهذا التصرف هو إرادة مقصدية تتولد معها في ذات اللحظة إرادة استعمالية على وجه اللغة
المتخيل هنا هو حاضنة تعمل بوجهين الأول هو احتفاظها بالواقع من حيث مادته الأولية ومن ثم تقوم بتغييره او تشكيله تشكيلا جديدا وتطويره اذن هو متخيل تجاوزي يطرح الواقع (إمكانا أو افتراضا أو احتمالا) فهذا الواقع محصلة وليس معطى محصلة تجشم النص كشف بناها وانساقها
وهو غير مسؤول عن تعضيدها أو الغائها بل هو يحمل مهمة أخطر من ان يتبنى او يرفض عبر مؤشراته أنه يقوم بزعزعة مرجعيات الواقع في بناء مواز من الإمكان والافتراض والاحتمال كي يهب اكتشافات اخر من المعرفة في الفهم
وهذا التصرف هو إرادة مقصدية تتولد معها في ذات اللحظة إرادة استعمالية على وجه اللغة
المتخيل هنا هو حاضنة تعمل بوجهين الأول هو احتفاظها بالواقع من حيث مادته الأولية ومن ثم تقوم بتغييره او تشكيله تشكيلا جديدا وتطويره اذن هو متخيل تجاوزي يطرح الواقع (إمكانا أو افتراضا أو احتمالا) فهذا الواقع محصلة وليس معطى محصلة تجشم النص كشف بناها وانساقها
وهو غير مسؤول عن تعضيدها أو الغائها بل هو يحمل مهمة أخطر من ان يتبنى او يرفض عبر مؤشراته أنه يقوم بزعزعة مرجعيات الواقع في بناء مواز من الإمكان والافتراض والاحتمال كي يهب اكتشافات اخر من المعرفة في الفهم
والتجربة الذهنية هي الوجود الذهني لمنتجات التخيل مجردا ومحايدا دون
أي قالب لفظي لكن الإرادة الاستعمالية تتولد بذات اللحظة ليتنزل هذا الوجود الذهني
الى وجود لغوي وهذا الوجود اللغوي ليس هو قوالب الفاظ تشير الى المفردة كذات مفردة
بل تشير الى محمولها الذي حفزه التدليل ضمن سياق التركيب وهنا تكون المفردة في
اللغة امام أربعة معاجم هي المعجم الذاتي للمفردة والمعجم الثاوي في ذات الكاتب
والمعجم المتولد اثناء السياق والمعجم الذي يسقطه المتلقي
اذن اللغة هنا مجال علاماتي ذو محمولات بلاغية ووظيفية وتوصيلية وتأثيرية وتواصلية
اذن اللغة هنا مجال علاماتي ذو محمولات بلاغية ووظيفية وتوصيلية وتأثيرية وتواصلية
بعد هذا الجهر بالتأسيس النظري لفهم النص وكسب وده بعد ترويضه نراه
يعرض علينا عدة مفاتيح لقراءته ومنها
1- شعرية الفضاء القصصي (مكانه / زمانه / شخصياته / علائقه)
2- مهيمنات الشعر كمحمول تصوري للدال في المتن السردي
3- سيمياء الجنس / الجنون / الضمير / (حدود الإحالة وكفاءة التمثيل)
4- مظاهر الحبكة في النص (الكاتب بوصفه قارئا / القارئ بوصفه كاتبا)
5- التحفيز والتثمير التأويلي في المشهد الأستعاري
1- شعرية الفضاء القصصي (مكانه / زمانه / شخصياته / علائقه)
2- مهيمنات الشعر كمحمول تصوري للدال في المتن السردي
3- سيمياء الجنس / الجنون / الضمير / (حدود الإحالة وكفاءة التمثيل)
4- مظاهر الحبكة في النص (الكاتب بوصفه قارئا / القارئ بوصفه كاتبا)
5- التحفيز والتثمير التأويلي في المشهد الأستعاري
هذه خمس مفاتيح سندعها ونحتفظ بمفتاح سادس يتربى الى اجل مرضي من
محاورة النص
هو (ملامح الحداثة في قصة شبق)
هو (ملامح الحداثة في قصة شبق)
تنتمي هذه القصة الى طبيعة البناء الفني الحديث للقصة القصيرة وتتكون
من جملتين هما جملة البداية والنهاية بمعنى أنها زوجية البناء وليست كما هو البناء
الشائع استهلال وذروة ونهاية ومن اللطيف أن أشير الى مبدأ الزوجية العام في النسق
الكوني وان قصة يوسف لها جملة أستهلال وخاتمة تتحدث عن ذات المضمون (إني رأيت أحد
عشرا كوكبا رأيتهم لي ساجدين) ويختم ب (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا)
لست بصدد هذا الأن
فنقول ان طبيعة البناء الفني لقصة شبق هو زوجي له جملة استهلال وله جملة نهاية ولا نلغي بطبيعة الذروة ولكن نلغي التصور لسابق والكلاسيكي لها في أنها متواجدة في منتصف المسافة بل هي ( ليس الا اللحظة التي يصل فيها الصراع بين الجملتين فيها معا الى التكافؤ وقد لا تكون هذه اللحظة في موقع واحد في المنتصف مثلا ولا بطريقة فنية ثابتة كأن يكون سردا أو شعرا انما هي تحصيل حاصل فعل الجملتين معا داخل سياقات الحدث اذ ليس هناك قافية تلزم القاص التمسك بها كلما قطع في رحلة النص شوطا كي يصل الى هذه النقطة المعينة من النص لينشئ الذروة ) ولكن ما هو الحدث ؟
انه هنا وبحسم وحسب بول ريكور هو ليس مجرد حادثة بل هو او شيء يقع بل هو مكون سردي وبهذا تكون الحبكة بحسبه أيضا هي وحدة مفهومة تكون ظروفا واهدافا ووسائل وعواقب ومبادرات غير مقصودة
تبدأ جملة الاستهلال بـ (لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!) وتنتهي بـــ (فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ)
الحدث هنا وفر له التخيل صيغ انجاز تشخيصات ممكنة للفعل (الحدث كمتخيل منتج) بفعل الاستعارة التي تشتغل هنا كتنبؤ غريب يحطم البروز الدلالي المعجمي تخترق المحمول لتنتج مفاتيح المغزى وعلى هذا فان جملة الاستهلال توزعت باشباع استعاري واصل عمرها الدلالي
والحدث هنا سياق الشبق وتنويعات صوره هو تقعيد يتزامن تصاعديا مع مورفولوجيا بروب
بإنابة الوظائف عن الشخصيات فالشبق هنا ليس نزوعا متمظهرا بأعلى درجاته الشهوية بل هو وظيفة فعل يستهدف جر الأنساق المضمرة عبر فضاء مصقول بأسلبة القص (عربة الأجرة كزمكان / الجملة الاعتراضية لدخول المؤلف كفعل حجاجي / لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟ / فضح النسق الرجولي والأنثوي الأول بايقاض النقص (فجن الوحش بداخله والثاني تحت قناع الجنون فالجنون هنا غيرى مقصود لذاته ولا يعنى بقفلته بل ينتهي الفضح بـ كلني / المرآة كمعادل موضوعي ونفسي واجتماعي لكنه غائم (خمنه)
لست بصدد هذا الأن
فنقول ان طبيعة البناء الفني لقصة شبق هو زوجي له جملة استهلال وله جملة نهاية ولا نلغي بطبيعة الذروة ولكن نلغي التصور لسابق والكلاسيكي لها في أنها متواجدة في منتصف المسافة بل هي ( ليس الا اللحظة التي يصل فيها الصراع بين الجملتين فيها معا الى التكافؤ وقد لا تكون هذه اللحظة في موقع واحد في المنتصف مثلا ولا بطريقة فنية ثابتة كأن يكون سردا أو شعرا انما هي تحصيل حاصل فعل الجملتين معا داخل سياقات الحدث اذ ليس هناك قافية تلزم القاص التمسك بها كلما قطع في رحلة النص شوطا كي يصل الى هذه النقطة المعينة من النص لينشئ الذروة ) ولكن ما هو الحدث ؟
انه هنا وبحسم وحسب بول ريكور هو ليس مجرد حادثة بل هو او شيء يقع بل هو مكون سردي وبهذا تكون الحبكة بحسبه أيضا هي وحدة مفهومة تكون ظروفا واهدافا ووسائل وعواقب ومبادرات غير مقصودة
تبدأ جملة الاستهلال بـ (لاصقتْه في المقعد الخلفيّ لعربةِ الأجرة، وساقُها الممتلئةُ مالت عليه!) وتنتهي بـــ (فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ)
الحدث هنا وفر له التخيل صيغ انجاز تشخيصات ممكنة للفعل (الحدث كمتخيل منتج) بفعل الاستعارة التي تشتغل هنا كتنبؤ غريب يحطم البروز الدلالي المعجمي تخترق المحمول لتنتج مفاتيح المغزى وعلى هذا فان جملة الاستهلال توزعت باشباع استعاري واصل عمرها الدلالي
والحدث هنا سياق الشبق وتنويعات صوره هو تقعيد يتزامن تصاعديا مع مورفولوجيا بروب
بإنابة الوظائف عن الشخصيات فالشبق هنا ليس نزوعا متمظهرا بأعلى درجاته الشهوية بل هو وظيفة فعل يستهدف جر الأنساق المضمرة عبر فضاء مصقول بأسلبة القص (عربة الأجرة كزمكان / الجملة الاعتراضية لدخول المؤلف كفعل حجاجي / لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟ / فضح النسق الرجولي والأنثوي الأول بايقاض النقص (فجن الوحش بداخله والثاني تحت قناع الجنون فالجنون هنا غيرى مقصود لذاته ولا يعنى بقفلته بل ينتهي الفضح بـ كلني / المرآة كمعادل موضوعي ونفسي واجتماعي لكنه غائم (خمنه)
جملة النهاية تراقب أشباعات جملة البداية وتبزغ شيئا فشيئا نحو شكلها
النهائي لا كفعل ديالكتيكي بل كمحطات متوازية معها ومشبعة أيضا عمد المؤلف الى
بذرها وفق (الأزاحة والأحتمال) مخلخلا النسق الشائع او المفترض انه شائع فالظاهر
هو في قبضة النظام والقيمة
ان السؤال المباغت لجملة الاستهلال (لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها
العجوز؟) يطرح التشكيك بالقيمة الأخلاقية لبؤس وضياع الأنسان التشكيك بغياب السلوك
السوي وفتح الانحراف برضا
فعينة المجتمع (الرجل /عربة الأجرة / المرأة / مرافقتها / السائق /سكوت البقية) عينة مجتمع عمل السؤال على خلخلة وازاحة شكليات التزامه (لماذا يسمح بهذا) الجواب هو مدى تمظهرات اشباع جملة النهاية وقبل ان نذكرها نشير ان جمل الاستهلال جملة مزدوجة تبدأ بشخصين (هو / هي) وتمظهرات جملة الخاتمة في بدء نموها بالنسبة لــ هو (هرب / انكمش / ابتلع تشاغل / خمن ثم انهار) وهذه هي دورة الضمير في تجلي الأرادة اما الأفعال (جرى / جن) سياق تأكيدي لـــ (هم بها) وهنا تناص مقلوب مع مشهد زوليخه مع يوسف كما في المفاصل التالية
1- همت به وهم بها / يقابلها (ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه
2- (هم بها كجذر وميل طبيعي قار ومرتكز ومستثار بالقوة لكن (برهان ربه / لنصرف عنه / انه من المخلصين) هي مراتب عليا الغت أثر الانهمام / يقابلها (فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ
3- هيت لك والابواب مقفلة / يقابلها كلني وابواب الرقيب ميتة
4- استبقا الباب / الفيا سيدها لدى الباب / يقابلها لم يستبقا بقي هوبالباب برهة فشله وانهار بذات المقعد والباب مشرع الى مهزلة الانسان وسيدها هنا هو السارد العليم فهو من اجلسهم وهو من فرقهم
أما تمظهرات خاتمة الـــ (سقطت / تمددت / تحركت / كلني)
التعليق على النص
1- هكذا مشهد مبني على صيغ تستمد تنوعها من العلامة الحاملة للدلالة فسيمائيا تكون العلامة حاملة فقط وما ينتج من تدليل فان السياق هو من يمنح هذا التنوع مرصودا بتقبل الحامل
2- سيمائيا ان العلامات المودعة في النص هي مضمونات عديمة الشكل والنص هو من يقود هذه المضمونات من اشكالها المحايدة الى وجود فعلي من القيم وهو بهذا يقوم بخلق مقامات خاصة دلالية مقتطعة من معجم عام
تم تكثيفه الى عالم قيمي مواز للواقع
3- المهم هنا جدا اننا لا نسائل المضمونات العائمة ولكننا نسائل اشكالها الخاصة في التحقق ولذا فان (الطريقة التي تتحقق بها هذه القيم هو ما يشكل المدخل الرئيس نحو فهم (الطبيعة الأيديولوجية للمعنى او الميكانيزمات التي ينتج عبرها المعنى / وينحاز / الى جهة بعينها ويتحول الى / حكم/ و / تبرير/ و / تصنيف) 1
4- بهذا فان المبدع لا يخلق قيما حتى نتوجه اليه بالحكم بصحتها من عدمه ومن تقبلها او لا بل هو يخلق اشكال جديدة لتحقق القيم 2
5- لجوء الكاتب الى توظيف الشعر عبر الوصف كان ذكيا ومتناغما مع سياق دفق الدم للشبق والحيرة والتوتر والمباغتة والهرب
6- خرج الكاتب ببراءة تامة من التورط في شخصياته عبر (سؤاله بلماذا / السائق في المرآة/ مبنى الامراض العقلية)
7- لو اكلها وصفقت العجوز وغضت المرآة سمعها فهذا سياق عادي جدا ضمن ثقافات شعوب أخرى والنص يريد هذا ويريد فضح المسكوت الجواني نفسيا واجتماعيا وهو غير معني بــ (كلني لأنها نهاية شبق) وغيرمعني بأنهيارالوحش على المقعد لأنه وحش وغير معني بصحوة عربة الأجرة فجأة وتوقفها لشطب مفردة التفسخ ولا هو متفاجأ بمبنى الأمراض العقلية كمبرر للسلوك الشاذ
الكاتب معني ببنية الذات / المجتمع وعاين على شريحة سرد اختبارية مظاهر سطحها وتقلبات جذرها ودون في سجل الوعي سؤاله المرير كسنة مدوية في وجع الوجود
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
فعينة المجتمع (الرجل /عربة الأجرة / المرأة / مرافقتها / السائق /سكوت البقية) عينة مجتمع عمل السؤال على خلخلة وازاحة شكليات التزامه (لماذا يسمح بهذا) الجواب هو مدى تمظهرات اشباع جملة النهاية وقبل ان نذكرها نشير ان جمل الاستهلال جملة مزدوجة تبدأ بشخصين (هو / هي) وتمظهرات جملة الخاتمة في بدء نموها بالنسبة لــ هو (هرب / انكمش / ابتلع تشاغل / خمن ثم انهار) وهذه هي دورة الضمير في تجلي الأرادة اما الأفعال (جرى / جن) سياق تأكيدي لـــ (هم بها) وهنا تناص مقلوب مع مشهد زوليخه مع يوسف كما في المفاصل التالية
1- همت به وهم بها / يقابلها (ذراعُها فوق فخذِه تمدّدَت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعُها تحرّكت مترنمةً، ورأسُها استلقى على صدرِه عصفورَ نارٍ، فجُنّ الوحشُ داخلَه
2- (هم بها كجذر وميل طبيعي قار ومرتكز ومستثار بالقوة لكن (برهان ربه / لنصرف عنه / انه من المخلصين) هي مراتب عليا الغت أثر الانهمام / يقابلها (فانهارَ في المقعد، ينتفِضُ
3- هيت لك والابواب مقفلة / يقابلها كلني وابواب الرقيب ميتة
4- استبقا الباب / الفيا سيدها لدى الباب / يقابلها لم يستبقا بقي هوبالباب برهة فشله وانهار بذات المقعد والباب مشرع الى مهزلة الانسان وسيدها هنا هو السارد العليم فهو من اجلسهم وهو من فرقهم
أما تمظهرات خاتمة الـــ (سقطت / تمددت / تحركت / كلني)
التعليق على النص
1- هكذا مشهد مبني على صيغ تستمد تنوعها من العلامة الحاملة للدلالة فسيمائيا تكون العلامة حاملة فقط وما ينتج من تدليل فان السياق هو من يمنح هذا التنوع مرصودا بتقبل الحامل
2- سيمائيا ان العلامات المودعة في النص هي مضمونات عديمة الشكل والنص هو من يقود هذه المضمونات من اشكالها المحايدة الى وجود فعلي من القيم وهو بهذا يقوم بخلق مقامات خاصة دلالية مقتطعة من معجم عام
تم تكثيفه الى عالم قيمي مواز للواقع
3- المهم هنا جدا اننا لا نسائل المضمونات العائمة ولكننا نسائل اشكالها الخاصة في التحقق ولذا فان (الطريقة التي تتحقق بها هذه القيم هو ما يشكل المدخل الرئيس نحو فهم (الطبيعة الأيديولوجية للمعنى او الميكانيزمات التي ينتج عبرها المعنى / وينحاز / الى جهة بعينها ويتحول الى / حكم/ و / تبرير/ و / تصنيف) 1
4- بهذا فان المبدع لا يخلق قيما حتى نتوجه اليه بالحكم بصحتها من عدمه ومن تقبلها او لا بل هو يخلق اشكال جديدة لتحقق القيم 2
5- لجوء الكاتب الى توظيف الشعر عبر الوصف كان ذكيا ومتناغما مع سياق دفق الدم للشبق والحيرة والتوتر والمباغتة والهرب
6- خرج الكاتب ببراءة تامة من التورط في شخصياته عبر (سؤاله بلماذا / السائق في المرآة/ مبنى الامراض العقلية)
7- لو اكلها وصفقت العجوز وغضت المرآة سمعها فهذا سياق عادي جدا ضمن ثقافات شعوب أخرى والنص يريد هذا ويريد فضح المسكوت الجواني نفسيا واجتماعيا وهو غير معني بــ (كلني لأنها نهاية شبق) وغيرمعني بأنهيارالوحش على المقعد لأنه وحش وغير معني بصحوة عربة الأجرة فجأة وتوقفها لشطب مفردة التفسخ ولا هو متفاجأ بمبنى الأمراض العقلية كمبرر للسلوك الشاذ
الكاتب معني ببنية الذات / المجتمع وعاين على شريحة سرد اختبارية مظاهر سطحها وتقلبات جذرها ودون في سجل الوعي سؤاله المرير كسنة مدوية في وجع الوجود
لماذا لم تجاوِرْه مرافقتُها العجوز؟
سلم القلم. أبدعت.
جمعت كل الأسلحة واستطعت بحرفية ان
تصنع لنا ورشة عمل أنموذج للنقد
قامة مديدة، وعقل مبهر، وبحّار يعجز معجمي.
فقط: الله.. مع انبهار صادق
فقط: الله.. مع انبهار صادق
شبق
عنوان صريح يمهد للقارئ موضوع النص..
لم يتمهل الكاتب و انطلق في رواية قصته دون حرج مستدرجا شخصية المرأة المريضة لتكون محفزا لذلك الشبق لكن دون وعي منها..
هنا يسلط كاتبنا الضوء على مفاسد النفس عند بعض الاشخاص..
ففي وضعية معقولة كان يمكن للرجل ابعاد يدها و توجيه تنبيه و لربما كان حينها سيكتشف امر جنونها من المرأة العجوز ولكن نواياه المبطنة التي دعمتها خيالته الشاذة جعلت من ذلك السؤال الذي سأله لضميره و خوفه من السائق سخيفا ابعد الحدود..
فهو يبرر الشبق الذي يعتريه بتصرفاتها..
ولكن حقيقة الامر انه هو عليل النفس فمنذ صعودها جرد جسدها..
ويمكن تفسير ذلك من خلال ما تشرحه علوم النفس حول الشبق فهو حالة النزوع إلى الجنس بصفة عامة، أو كلّ المشاعر والأحاسيس والتصوّرات التي تمكِّن من ممارسته أو التحدّث عنه..
اذا هنا يظهر سلوك الرجل الشاذ وهو يسلط على نفسه تحرش الفتاة الواهي..
يحملنا الكاتب الى زواياه النفسية والجسدية مجسدا ذلك في شكل ميلودرامي صريح من خلال الاعتماد على الصدفة و المبالغة في تجسيد الفتاة كآلهة للحب..
ثم تنتهي بتوقف مفاجئ كما بدأت امام مصحة للامراض العقلية..
الامر غريب فقد كان من ممكن ان تقف امام اي شيء ولكن كأن الكاتب اراد للمرأة ان لا تحمل ذنب شذوذه..
صدمته التي تراءت حينما ابعدت المرأة العجوز الفتاة قد حملت في واجهتها مفاجأة من مرضها ولكن في باطنها حنق لانها لم تمنحه الفرصة ليصل الذروة و ينفس عن شبقه..
بعيدا عن الشخصيات يمكن اسقاط النص على مجتمعتنا فالشبق واحد، و المتهمة واحدة و الضحايا كثر.....
شكرا استاذي عمر حمش استمتعت بقراءة النص دام اليراع
لم يتمهل الكاتب و انطلق في رواية قصته دون حرج مستدرجا شخصية المرأة المريضة لتكون محفزا لذلك الشبق لكن دون وعي منها..
هنا يسلط كاتبنا الضوء على مفاسد النفس عند بعض الاشخاص..
ففي وضعية معقولة كان يمكن للرجل ابعاد يدها و توجيه تنبيه و لربما كان حينها سيكتشف امر جنونها من المرأة العجوز ولكن نواياه المبطنة التي دعمتها خيالته الشاذة جعلت من ذلك السؤال الذي سأله لضميره و خوفه من السائق سخيفا ابعد الحدود..
فهو يبرر الشبق الذي يعتريه بتصرفاتها..
ولكن حقيقة الامر انه هو عليل النفس فمنذ صعودها جرد جسدها..
ويمكن تفسير ذلك من خلال ما تشرحه علوم النفس حول الشبق فهو حالة النزوع إلى الجنس بصفة عامة، أو كلّ المشاعر والأحاسيس والتصوّرات التي تمكِّن من ممارسته أو التحدّث عنه..
اذا هنا يظهر سلوك الرجل الشاذ وهو يسلط على نفسه تحرش الفتاة الواهي..
يحملنا الكاتب الى زواياه النفسية والجسدية مجسدا ذلك في شكل ميلودرامي صريح من خلال الاعتماد على الصدفة و المبالغة في تجسيد الفتاة كآلهة للحب..
ثم تنتهي بتوقف مفاجئ كما بدأت امام مصحة للامراض العقلية..
الامر غريب فقد كان من ممكن ان تقف امام اي شيء ولكن كأن الكاتب اراد للمرأة ان لا تحمل ذنب شذوذه..
صدمته التي تراءت حينما ابعدت المرأة العجوز الفتاة قد حملت في واجهتها مفاجأة من مرضها ولكن في باطنها حنق لانها لم تمنحه الفرصة ليصل الذروة و ينفس عن شبقه..
بعيدا عن الشخصيات يمكن اسقاط النص على مجتمعتنا فالشبق واحد، و المتهمة واحدة و الضحايا كثر.....
شكرا استاذي عمر حمش استمتعت بقراءة النص دام اليراع
انتهي
أسبوع قصة الشهر، وكنا نتمنى أن يمتد، أثرت التعليقات، والمداخلات الأسبوع، وقدمت
زادا من الخبرة، والمعرفة بقلم طائفة من المبدعين قل أن يجتمع مثلهم على نص واحد.
فكيف إذا كان النص بقلم جاد، رشيق، كقلم أخي، وصديقي المبدع الفلسطيني، الغزاوي،
المجاهد عمر حمش.
وعمر حمش عضو بواحة القصة منذ ٢٠١٣، وقدم للجروب طائفة من إبداعاته تربو على العشرين قصة، منها:
- صرة المؤن .. يوليو ٢٠١٨
- فراشة البوح .. ابريل ٢٠١٥
- عرشي الصقيل .. ديسمبر ٢٠١٥
- الأصنام .. يوليو ٢٠١٨
- السجين .. مايو ٢٠١٦
- مسامرة .. يونيو ٢٠١٩
- حانوتي .. سبتمبر ٢٠١٩
- استقامة الجذع الطارئة .. ٢٠١٨
- واحة الخالصين.. مايو ٢٠١٦
- من يغلق النافذة .. ديسمبر ٢٠١٣
كل التحية، والتقدير للكاتب المبدع، وللأستاذة منال خطاب التي حملت العبء الأكبر في التحضير، والإعداد، والدعوة. وتولت الإشراف، والمتابعة، بعين يقظة، فلم تترك كبيرة، أو صغيرة، إلا وكانت حاضرة، تدعم، وتراجع، وتناظر.
ولا يفوتني إزجاء الشكر لفريق التسجيلات، ويمكنكم أصدقائي الاستماع إلى القصة على موقع "واحة القصة القصيرة" على اليوتويوب، بصوت الأستاذة درصاف الذيب، وإخراج المشرف على الفريق، الأستاذ عامر العيثاوي. مراجعة لغوية وضبط الحركات بمعرفة الأستاذة مهدية اماني.
وانتظروا ملفا كاملا يجري إعداده يحوي مادار خلال الفعالية من آراء، وتعقيبات، سيتم إيداعه كمرجع بملف الفايلات على الجروب.
وإلى اللقاء يوم الجمعة الموافق ٢٤ ابريل مع نص جديد سيتم انتخابه من بين النصوص التي نشرت خلال شهر مارس 2020.
مع وافر تحياتي.
وعمر حمش عضو بواحة القصة منذ ٢٠١٣، وقدم للجروب طائفة من إبداعاته تربو على العشرين قصة، منها:
- صرة المؤن .. يوليو ٢٠١٨
- فراشة البوح .. ابريل ٢٠١٥
- عرشي الصقيل .. ديسمبر ٢٠١٥
- الأصنام .. يوليو ٢٠١٨
- السجين .. مايو ٢٠١٦
- مسامرة .. يونيو ٢٠١٩
- حانوتي .. سبتمبر ٢٠١٩
- استقامة الجذع الطارئة .. ٢٠١٨
- واحة الخالصين.. مايو ٢٠١٦
- من يغلق النافذة .. ديسمبر ٢٠١٣
كل التحية، والتقدير للكاتب المبدع، وللأستاذة منال خطاب التي حملت العبء الأكبر في التحضير، والإعداد، والدعوة. وتولت الإشراف، والمتابعة، بعين يقظة، فلم تترك كبيرة، أو صغيرة، إلا وكانت حاضرة، تدعم، وتراجع، وتناظر.
ولا يفوتني إزجاء الشكر لفريق التسجيلات، ويمكنكم أصدقائي الاستماع إلى القصة على موقع "واحة القصة القصيرة" على اليوتويوب، بصوت الأستاذة درصاف الذيب، وإخراج المشرف على الفريق، الأستاذ عامر العيثاوي. مراجعة لغوية وضبط الحركات بمعرفة الأستاذة مهدية اماني.
وانتظروا ملفا كاملا يجري إعداده يحوي مادار خلال الفعالية من آراء، وتعقيبات، سيتم إيداعه كمرجع بملف الفايلات على الجروب.
وإلى اللقاء يوم الجمعة الموافق ٢٤ ابريل مع نص جديد سيتم انتخابه من بين النصوص التي نشرت خلال شهر مارس 2020.
مع وافر تحياتي.
التسميات: قصة الشهر