نص قصصي، وثلاث قراءات
عنوان النص: يوم أشهب
للأديب السوري/ زكريا تام
_____________
يوم
أشهب
تمرّن شكري المبيض مع زملائه في السجن تمارين رياضية لا تخلو من العنف، غايتها الحفاظ على سلامة صحته، فأدت إلى إصابة جسمه بالكثير من الرضوض والكدمات والجروح. ومارس شكري المبيض هوايته في شي الكستناء، الفاكهة المفضلة لديه، فأحرقت النار أصابع يديه وقدميه وظهره وصدره وبطنه. وحاول شكري المبيض حلاقة ذقنه صباحًا بينما كان منهمكًا في الاستماع إلى ما يقدمه مذياعه من نشرات أخبار وأغان، فأخطأت يده اليمنى الممسكة بموسى الحلاقة، ولم تخلص جلد الوجه من شعر لا لزوم له، وذبحت بحركة طائشة العنق من الوريد إلى الوريد، فنُقل شكري المبيض توّا إلى أفضل مستشفى، وهناك حاول الأطباء إصلاحه، فعجزوا، ووضعت جثته في كيس من قماش متين، وسلمت إلى سيارة توزع الموتى يوميا على بيوت أهاليهم. ولم يواجه سائقها أي مشقة في الاهتداء إلى بيت أهل شكري المبيض في حارة قويق، ولكنه بوغت به خاليا منذ شهور. فأبوه مقبوض عليه بتهمة التشرد والتسول، وأخوه يحاكم لسطوه على أموال الدولة، وأمه مسجونة لاعتدائها الشفوي على أعراض نساء محترمات، وأخته معتقلة لأنها تتعمد ألا تعبر عن فرحتها أو حزنها.
وسأل سائق السيارة الجيران عن أقرباء شكري المبيض، فأخبروه أن عمه هاجر إلى أميركا، وخاله وأبناءه وبناته إلى كندا، وابن خالته إلى أستراليا، وخالته تعمل خادمة بدبي. فسأل السائق عن عناوين أصدقائه، ولكن كل الذين قيل عليهم إنهم من أصدقاء شكري المبيض أقسموا شاحبي الوجوه أنهم ليسوا بأصدقائه، ولم يتبادلوا معه كلمة واحدة، ولو رأوه اليوم مصادفة لما عرفوه. فخجل شكري المبيض من السائق، وانتهز فرصة انشغاله بشراء خضراوات وفاكهة طلبتها زوجته، ولاذ بالفرار، واختبأ في بيت أهله منتظرًا عودتهم ليدفنوه مطلقين الزغاريد ابتهاجًا بخروجه من السجن
تمرّن شكري المبيض مع زملائه في السجن تمارين رياضية لا تخلو من العنف، غايتها الحفاظ على سلامة صحته، فأدت إلى إصابة جسمه بالكثير من الرضوض والكدمات والجروح. ومارس شكري المبيض هوايته في شي الكستناء، الفاكهة المفضلة لديه، فأحرقت النار أصابع يديه وقدميه وظهره وصدره وبطنه. وحاول شكري المبيض حلاقة ذقنه صباحًا بينما كان منهمكًا في الاستماع إلى ما يقدمه مذياعه من نشرات أخبار وأغان، فأخطأت يده اليمنى الممسكة بموسى الحلاقة، ولم تخلص جلد الوجه من شعر لا لزوم له، وذبحت بحركة طائشة العنق من الوريد إلى الوريد، فنُقل شكري المبيض توّا إلى أفضل مستشفى، وهناك حاول الأطباء إصلاحه، فعجزوا، ووضعت جثته في كيس من قماش متين، وسلمت إلى سيارة توزع الموتى يوميا على بيوت أهاليهم. ولم يواجه سائقها أي مشقة في الاهتداء إلى بيت أهل شكري المبيض في حارة قويق، ولكنه بوغت به خاليا منذ شهور. فأبوه مقبوض عليه بتهمة التشرد والتسول، وأخوه يحاكم لسطوه على أموال الدولة، وأمه مسجونة لاعتدائها الشفوي على أعراض نساء محترمات، وأخته معتقلة لأنها تتعمد ألا تعبر عن فرحتها أو حزنها.
وسأل سائق السيارة الجيران عن أقرباء شكري المبيض، فأخبروه أن عمه هاجر إلى أميركا، وخاله وأبناءه وبناته إلى كندا، وابن خالته إلى أستراليا، وخالته تعمل خادمة بدبي. فسأل السائق عن عناوين أصدقائه، ولكن كل الذين قيل عليهم إنهم من أصدقاء شكري المبيض أقسموا شاحبي الوجوه أنهم ليسوا بأصدقائه، ولم يتبادلوا معه كلمة واحدة، ولو رأوه اليوم مصادفة لما عرفوه. فخجل شكري المبيض من السائق، وانتهز فرصة انشغاله بشراء خضراوات وفاكهة طلبتها زوجته، ولاذ بالفرار، واختبأ في بيت أهله منتظرًا عودتهم ليدفنوه مطلقين الزغاريد ابتهاجًا بخروجه من السجن
_______
قراءة للأديب / أحمد
رزق
سوريا
بداية
لا يختلف اثنان على أنّ زكريا تامر كان من السباقين في إرساء دعائم القصة القصيرة
في سوريا،فهو الكاتب الشره لاستسقاء الحدث من الواقع المرّ
١ً:تحليل عام
في البداية أنطلق من العنوان"يوم أشهب" جاء على صورة نكرة أضيفت فعرفت لغوياً ولكن ظلت غامضة لدى ذهن القارئ فماذا حدث بهذا اليوم الغير معروف خيره من شره ولا بياضه من سواده فإذاً هو عنوان مفتوح ومعناه غامض،هيّأنا له الكاتب لاقتحام أسوار مادته الأدبية لنكشف المستور ونفك المعقد بعد أن أثار حفيظتنا عما يريد أن يتحدث،وإذا طبّقنا شروط المثلث القصصي على القصة من بداية وذروة ونهاية وكيف سار حدث البداية لحدث النهاية بذات الوقت الذي تصاعد به حدث البداية لحدث الذروة ثم انحدر حدث الذروة لحدث النهاية،لوجدنا أن الكاتب حقق نظرية المثلث القصصي ولم يذهب بنا بما يسمى الفلاش باك أي الرجوع بالأحداث إلى الماضي مع ربطها بالحدث الجاري الذي تسير معه القصة ،فجاءت الحكاية بتسلسلها الزمني الكلاسيكي،وأما الحبكة(تسلسل الأحداث بترتيبها السببي)فتكاد تكون مبطنة إذ لم يخبرنا الكاتب لم دخل البطل السجن؟ وبأي سجن كان؟ وما جريمته؟ ولكن بالسرد أخبرنا أن عائلة البطل كلها تمارس جرائم ممنوعة بالمجتمع ليترك لخيالنا الغوص في دوافع البطل وراء ارتكاب جريمته لكن ضبابة الحبكة أخمد جذوة الصراع قليلاً فلا نلاحظ تطور بملامح وغايات الشخصية البطلة بل بالعكس ظلت محافظة وارتسمت ضمن البوتقة التي أعدها لها الكاتب وهو الاستسلام لمصيرها وانتظار التشييع
٢ً:التفاصيل:
لم تُذكر التفاصيل لتملئ فراغاً مفروضاً أو لتسد ثغرات مفتوحة بل جاءت في موقعها المناسب فالكستناء فاكهة الشتاء و شيّها بالسجن يدل على شيء من الرفاهية التي كان يتمتع بها السجين لكن لماذا أسهب بالحديث عن أماكن الحرق بجسد البطل فذكر اليدين والرجلين والظهر والبطن وكأنه كان يريد أن يخبرنا أن البطل من يتقلب على النار لا الكستناء أرى سبب ذلك أن البطل كان يكوى بنار أخرى هي نار الوحدة والعذاب،وهو ينتظر نهاية محكوميته التي ربما طالت حيث ظهر ذلك جلياً وقت بدأ يحلق ذقنه وهنا يطرح السؤال يا ترى هل يحلق السجين ذقنه إلا لأمر يتعلق بإطلاق سراحه،وأيضاً لم كان البطل مهتم بالاستماع للأخبار فماذا سينفعه خبر عن أمته مثلاً وهو مسلوب الحرية،نعود لتفاصيل عائلة السجين: أب متسول وأم طليقة اللسان وأخ مرتشي وأخت عانس والكل أيضاً سجناء فأي عائلة مفككة وهزيلة ينتسب لها البطل،وأقرباء خارج الوطن وأصدقاء مخادعين فأي محيط سيء هذا الذي كان به شكري المبيض،كأن الكاتب يريد أن يقول لنا أن السجن أحياناً أرحم من الحياة في وسط فاسد،أيضاً تركيب"قماش متين":لما أكّد على متين هل ستهرب الجثة؟أم أن الميت سيعود ويشتكي على من ظلمه؟لقد كان تعبيراً لاذعاً...
٣ً:الشخصيات:
حافظت الشخصيتين الوحيدتين(شكري المبيض،السائق) على دورهما برسم الحدث والتعبير عن الفكرة بالحركات والأفعال مع انعدام الحوار وغياب التعبير عن المونولوج الداخلي للشخصيتين،لكن لِم غيّب الكاتب شخصيات قد تكون موجودة؟ كسجناء آخرين مع شكري المبيض أو مساعد للسائق مثلاً أو حتى طبيب يفصح لنا عن سبب الوفاة أرى سبب ذلك ليس اعتباطياً بل كان مقصوداً فالسجين من الواضح أنه مهم للغاية فقد يكون معزول بزنزانة وحده وقد تكون وفاته حدث مجلجل على أحدهم وكل ذلك يؤكد على كبر وعظم جرمه...
٤ً:اللغة:
حملت اللغة النص برشاقة فخلت القصة من الكلمات الجزلة والعبارات الإحيائية وكان التضمين والتبطين بالأحداث فقط
٥ً:النهاية:
كانت النهاية مربكة وصادمة للغاية الأمر الذي دفعني لقراءة النص مرات عدة فهل كان شكري المبيض ميتاً أم لا؟ حتى استطاع الهروب أم هي شذلة أراد أن يداعبنا بها الكاتب ليقول أن السجين انتهت محكوميته بنهاية حياته فإن كانت الفرضية الثانية هي الصحيحة فما أقسى هذه النهاية وما أوجعها أن ينال مسجون حريته عندما يساق إلى قبره،لكن بحق كان زكريا تامر ذكياً إذ ترك عندنا سؤال مهم للغاية ماهي جريمة رجل يمارس الرياضة ويشوي الكستناء ويستمع للمذياع وكأنه إنسان طبيعي؟
أخيراً:
نجح زكريا تامر بفتح أفاق واسعة لمدلولات القصة وأهدافها وأراها قصة أدت غرضها وأثبت فكرتها...
١ً:تحليل عام
في البداية أنطلق من العنوان"يوم أشهب" جاء على صورة نكرة أضيفت فعرفت لغوياً ولكن ظلت غامضة لدى ذهن القارئ فماذا حدث بهذا اليوم الغير معروف خيره من شره ولا بياضه من سواده فإذاً هو عنوان مفتوح ومعناه غامض،هيّأنا له الكاتب لاقتحام أسوار مادته الأدبية لنكشف المستور ونفك المعقد بعد أن أثار حفيظتنا عما يريد أن يتحدث،وإذا طبّقنا شروط المثلث القصصي على القصة من بداية وذروة ونهاية وكيف سار حدث البداية لحدث النهاية بذات الوقت الذي تصاعد به حدث البداية لحدث الذروة ثم انحدر حدث الذروة لحدث النهاية،لوجدنا أن الكاتب حقق نظرية المثلث القصصي ولم يذهب بنا بما يسمى الفلاش باك أي الرجوع بالأحداث إلى الماضي مع ربطها بالحدث الجاري الذي تسير معه القصة ،فجاءت الحكاية بتسلسلها الزمني الكلاسيكي،وأما الحبكة(تسلسل الأحداث بترتيبها السببي)فتكاد تكون مبطنة إذ لم يخبرنا الكاتب لم دخل البطل السجن؟ وبأي سجن كان؟ وما جريمته؟ ولكن بالسرد أخبرنا أن عائلة البطل كلها تمارس جرائم ممنوعة بالمجتمع ليترك لخيالنا الغوص في دوافع البطل وراء ارتكاب جريمته لكن ضبابة الحبكة أخمد جذوة الصراع قليلاً فلا نلاحظ تطور بملامح وغايات الشخصية البطلة بل بالعكس ظلت محافظة وارتسمت ضمن البوتقة التي أعدها لها الكاتب وهو الاستسلام لمصيرها وانتظار التشييع
٢ً:التفاصيل:
لم تُذكر التفاصيل لتملئ فراغاً مفروضاً أو لتسد ثغرات مفتوحة بل جاءت في موقعها المناسب فالكستناء فاكهة الشتاء و شيّها بالسجن يدل على شيء من الرفاهية التي كان يتمتع بها السجين لكن لماذا أسهب بالحديث عن أماكن الحرق بجسد البطل فذكر اليدين والرجلين والظهر والبطن وكأنه كان يريد أن يخبرنا أن البطل من يتقلب على النار لا الكستناء أرى سبب ذلك أن البطل كان يكوى بنار أخرى هي نار الوحدة والعذاب،وهو ينتظر نهاية محكوميته التي ربما طالت حيث ظهر ذلك جلياً وقت بدأ يحلق ذقنه وهنا يطرح السؤال يا ترى هل يحلق السجين ذقنه إلا لأمر يتعلق بإطلاق سراحه،وأيضاً لم كان البطل مهتم بالاستماع للأخبار فماذا سينفعه خبر عن أمته مثلاً وهو مسلوب الحرية،نعود لتفاصيل عائلة السجين: أب متسول وأم طليقة اللسان وأخ مرتشي وأخت عانس والكل أيضاً سجناء فأي عائلة مفككة وهزيلة ينتسب لها البطل،وأقرباء خارج الوطن وأصدقاء مخادعين فأي محيط سيء هذا الذي كان به شكري المبيض،كأن الكاتب يريد أن يقول لنا أن السجن أحياناً أرحم من الحياة في وسط فاسد،أيضاً تركيب"قماش متين":لما أكّد على متين هل ستهرب الجثة؟أم أن الميت سيعود ويشتكي على من ظلمه؟لقد كان تعبيراً لاذعاً...
٣ً:الشخصيات:
حافظت الشخصيتين الوحيدتين(شكري المبيض،السائق) على دورهما برسم الحدث والتعبير عن الفكرة بالحركات والأفعال مع انعدام الحوار وغياب التعبير عن المونولوج الداخلي للشخصيتين،لكن لِم غيّب الكاتب شخصيات قد تكون موجودة؟ كسجناء آخرين مع شكري المبيض أو مساعد للسائق مثلاً أو حتى طبيب يفصح لنا عن سبب الوفاة أرى سبب ذلك ليس اعتباطياً بل كان مقصوداً فالسجين من الواضح أنه مهم للغاية فقد يكون معزول بزنزانة وحده وقد تكون وفاته حدث مجلجل على أحدهم وكل ذلك يؤكد على كبر وعظم جرمه...
٤ً:اللغة:
حملت اللغة النص برشاقة فخلت القصة من الكلمات الجزلة والعبارات الإحيائية وكان التضمين والتبطين بالأحداث فقط
٥ً:النهاية:
كانت النهاية مربكة وصادمة للغاية الأمر الذي دفعني لقراءة النص مرات عدة فهل كان شكري المبيض ميتاً أم لا؟ حتى استطاع الهروب أم هي شذلة أراد أن يداعبنا بها الكاتب ليقول أن السجين انتهت محكوميته بنهاية حياته فإن كانت الفرضية الثانية هي الصحيحة فما أقسى هذه النهاية وما أوجعها أن ينال مسجون حريته عندما يساق إلى قبره،لكن بحق كان زكريا تامر ذكياً إذ ترك عندنا سؤال مهم للغاية ماهي جريمة رجل يمارس الرياضة ويشوي الكستناء ويستمع للمذياع وكأنه إنسان طبيعي؟
أخيراً:
نجح زكريا تامر بفتح أفاق واسعة لمدلولات القصة وأهدافها وأراها قصة أدت غرضها وأثبت فكرتها...
_______
قراءة للأديبة / هالة
محمود
مصر
العنوان:
"يوم أشهب".. بدأ القاص بتحريك مخيلتي بمجرد قراءتي للعنوان، استخدم كلمة يوم نكرة والنكرة للتعميم، فهو قد يكون أي يوم وقد يكون كل يوم، ثم وصفه بأنه أشهب.. أي أنه يوم بارد يصاحبه الريح وأيضا يوم أجرد، فأي يوم قصد القاص؟، وهل قصد بأن الأيام كلها هكذا وصف؟.
"يوم أشهب".. بدأ القاص بتحريك مخيلتي بمجرد قراءتي للعنوان، استخدم كلمة يوم نكرة والنكرة للتعميم، فهو قد يكون أي يوم وقد يكون كل يوم، ثم وصفه بأنه أشهب.. أي أنه يوم بارد يصاحبه الريح وأيضا يوم أجرد، فأي يوم قصد القاص؟، وهل قصد بأن الأيام كلها هكذا وصف؟.
مقدمة
لم يكن لي معرفة مسبقة بالقاص السوري أ.زكريا تامر، لكني علمت من خلال كتابات أ. محسن الطوخي من هو القاص، ولأنني مازلت أحبو في محراب النقد أو الرؤى النقدية فاعطوني العذر إن قصرت.
لم يكن لي معرفة مسبقة بالقاص السوري أ.زكريا تامر، لكني علمت من خلال كتابات أ. محسن الطوخي من هو القاص، ولأنني مازلت أحبو في محراب النقد أو الرؤى النقدية فاعطوني العذر إن قصرت.
الهيكلية الإخبارية
النص قصة قصيرة تتبع مدرسة الترميز، أيضا بها اسقاطات شديدة العمق مكثفة المعنى لواقع نعيشه، تتبع نظرية القاص "الفن للمجتمع".
النص قصة قصيرة تتبع مدرسة الترميز، أيضا بها اسقاطات شديدة العمق مكثفة المعنى لواقع نعيشه، تتبع نظرية القاص "الفن للمجتمع".
الزمكانية
الزمان لم يكن به فلاش باك، بل سرد متسلسل وإن كان خارج نطاق المنطق المعهود لكنه يشد القارئ على استعمال عقله لمعرفة مقصدية القاص، ويدفعه لقراءة النص عدة مرات حتى يتأكد بأنه لم يقرأ أي حرف خطأ.. والمكان بين السجن والمستشفى ومنزل بطل القصة .
إدراك الحبكة هنا يتطلب جهدا مفهوميا وحسيا لم يكن القارئ يستخدمه من قبل، ولابد من تقفي محسوس وسبيل الرمز الذي قد يتضمن معنيين أو أكثر بسيمائية حديثة رائعة، بدافع من النص وسبر أغواره من الناحية الأدبية، استخدم القاص في نصه الإشارات الإنسانية المجتمعية والكونية التي لها ارتباط بالإنسان فربط بين الحسي والمجرد بقدرة ثقافية ابداعية تجعل القارئ يحاول مرات ومرات التعايش مع روح النص العميقة التي تستوطن النص الإبداعي.
بدأ القاص أ.زكريا تامر بأن شكري الذي كنيته مبيض أو اسمه وقد تكون مهنته، يتمرن داخل السجن، قرأت هذا فعدت لقراءة السطر من جديد،ووقفت عند كلمة مبيض، المبيض هو ذلك الشيء الذي نستخدمه لجعل الأسود أو اللون الغامق أبيض، أي لإزالة اللون وترك اللون أبيض فقط، ولا أعتقد بأن القاص اختار هذا الإسم صدفة، الكلمة مقصود معناها، فإن كان لقب فهو أخذه عن شهرة في هذا المجال، وإن كانت كلمة المقصود بها صفة فهو يقصد بأن هذا الرجل لا يقبل السواد بل لابد أن يترك كل شيء على اللون الأبيض لون النقاء .
يتمرن المبيض ليحافظ على حالته الصحية سليمة معافة، لكن التمرينات غاية في العنف تترك رضوض وكدمات وجروح مما يدل على أن زملاءه ومن معه نفس القوة ونفس العنف، وهذا يعود بنا على سؤال.. "هل هناك من يترك السجين يتمرن مثل هذه التمرينات في السجن؟".. والإجابة متروكة للقارئ.
يزيد القاص أ. زكريا تامر بأن المبيض يمارس هواية شي الكستناء، وسألت نفسي "لماذا الكستناء؟"
الكستناء ثمرة بلوطية كثيرة النشا لها غلاف أسود قاتم لا يمكن أكلها إلا إن شويتها على النار، اذن فهو أيضا هوايته عدم ترك سواد الكستناء يغلفها بل يشويه حتى يخرج له ما بداخلها من بياض، لكن لماذا عندما يشوي الكستناء تناله حروق في يديه وأرجله وصدره وظهره، هل يعتقد بأنه هو الكستناء المقصودة فيقوم بشي نفسه كي يتخلص من السواد الذي قد يشعر أنه يحاط به ؟ ..
ثم تأتي الجملة التالية أكثر غرابة المبيض ذبح نفسه من الوريد للوريد بالرقبة، بماذا ؟؟ بموس حلاقة !!! أثناء محاولة تخليص الوجه من السواد الذي لا لزوم له وترك الوجه أبيض ويبدو أنه بعدما أزال السواد لم يجد الوجه أبيض بما يكفي فأراد ازالة الجلد أيضا وحدث ما حدث.
وهل يترك مع المساجين أمواس حلاقة ؟؟ أم تقوم إدارة السجن بحلاقة ذقن وشعر المساجين على فترات محددة ؟؟
ويستمر تسلسل الأحداث ، يتم نقل المبيض إلى أفضل مستشفى ويحاول الأطباء إصلاح ما أفسده، لكنهم عجزوا، فخطأ المبيض لا يمكن نسيانه واصلاحه.
تم وضع الجثة في كيس متين، ولماذا متين ؟؟ ، لأن المتين هو القوي الشديد الذي لا يمكن أن تتناقص قوته، مهما كانت قوة المبيض التي اكتسبها من ممارسة الرياضة العنيفة الشاقة ومهما تدرب على تحمل الكي والحرق، فهذا الكيس أقوى منه، تم تكبيله ولن يستطيع عمل أي شيء طبيعي كان أو غير طبيعي، لن يكون مبيض ولن يمارس الرياضة ولن يمارس هوايته، هنا فقط تم سجنه، بناء عن خطأ يده الذي لا يغتفر، حُكم عليه بالحبس تحت قوة أشد منه لا يمكن أن تقل أو توهن.
من خلال منظوري لكل ما فات .. هذا المبيض ليس مسجونا بسجن تابع للدولة، بل هو مسجون داخل مجتمعه، هو شخص عادي يذهب إلى مكان لممارسة الرياضة ويقوم بممارسة هواياته، وكذلك يعيش حياة عادية يعيشها الجميع .
ولابد أيضا من عودة المبيض من الحياة الرغدة التي كان يعيشها مقابل عمله كمبيض لكل سواد إلى مكانه الأصلي بين أهله وخلانه، والطريق سهل والسائق يعلم الطريق جيدا، والسائق هنا ليس بسائق بل هي الحياة التي من أهم صفاتها أنها دوارة ، دارت الحياة عليه وساقته إلى حيث بدأ، لكنه لم يجد أحد، تشرد والده لأن سواد المجتمع حكم عليه بذلك، سرق أخوه لأنه تُرك لسواد يأخذ حقوق الغير وعندما لم يجد احتياجاته سرقها، وأمه مسجونة لأنها لم تجد ما تفعله سوى أن تلوك بلسانها في أعراض غير الشريفات وهذا لا يصح لابد أن تحاكم، وأخته معتقلة لأنها ترفض الإنغماس في الحياة كما يريدونها وليس كما تريد هي، لا تريد الإشتراك في أي معترك اجتماعي أو سياسي، فأصبحت على الحياد، والحياد جريمة يحاكم عليها الظالم من يعتنق الحياد، وباقي أفراد أسرته هربوا من جحيم السواد الذي يغلف الجميع إلى حيث اللادين ولكن حيث العدل.
الزمان لم يكن به فلاش باك، بل سرد متسلسل وإن كان خارج نطاق المنطق المعهود لكنه يشد القارئ على استعمال عقله لمعرفة مقصدية القاص، ويدفعه لقراءة النص عدة مرات حتى يتأكد بأنه لم يقرأ أي حرف خطأ.. والمكان بين السجن والمستشفى ومنزل بطل القصة .
إدراك الحبكة هنا يتطلب جهدا مفهوميا وحسيا لم يكن القارئ يستخدمه من قبل، ولابد من تقفي محسوس وسبيل الرمز الذي قد يتضمن معنيين أو أكثر بسيمائية حديثة رائعة، بدافع من النص وسبر أغواره من الناحية الأدبية، استخدم القاص في نصه الإشارات الإنسانية المجتمعية والكونية التي لها ارتباط بالإنسان فربط بين الحسي والمجرد بقدرة ثقافية ابداعية تجعل القارئ يحاول مرات ومرات التعايش مع روح النص العميقة التي تستوطن النص الإبداعي.
بدأ القاص أ.زكريا تامر بأن شكري الذي كنيته مبيض أو اسمه وقد تكون مهنته، يتمرن داخل السجن، قرأت هذا فعدت لقراءة السطر من جديد،ووقفت عند كلمة مبيض، المبيض هو ذلك الشيء الذي نستخدمه لجعل الأسود أو اللون الغامق أبيض، أي لإزالة اللون وترك اللون أبيض فقط، ولا أعتقد بأن القاص اختار هذا الإسم صدفة، الكلمة مقصود معناها، فإن كان لقب فهو أخذه عن شهرة في هذا المجال، وإن كانت كلمة المقصود بها صفة فهو يقصد بأن هذا الرجل لا يقبل السواد بل لابد أن يترك كل شيء على اللون الأبيض لون النقاء .
يتمرن المبيض ليحافظ على حالته الصحية سليمة معافة، لكن التمرينات غاية في العنف تترك رضوض وكدمات وجروح مما يدل على أن زملاءه ومن معه نفس القوة ونفس العنف، وهذا يعود بنا على سؤال.. "هل هناك من يترك السجين يتمرن مثل هذه التمرينات في السجن؟".. والإجابة متروكة للقارئ.
يزيد القاص أ. زكريا تامر بأن المبيض يمارس هواية شي الكستناء، وسألت نفسي "لماذا الكستناء؟"
الكستناء ثمرة بلوطية كثيرة النشا لها غلاف أسود قاتم لا يمكن أكلها إلا إن شويتها على النار، اذن فهو أيضا هوايته عدم ترك سواد الكستناء يغلفها بل يشويه حتى يخرج له ما بداخلها من بياض، لكن لماذا عندما يشوي الكستناء تناله حروق في يديه وأرجله وصدره وظهره، هل يعتقد بأنه هو الكستناء المقصودة فيقوم بشي نفسه كي يتخلص من السواد الذي قد يشعر أنه يحاط به ؟ ..
ثم تأتي الجملة التالية أكثر غرابة المبيض ذبح نفسه من الوريد للوريد بالرقبة، بماذا ؟؟ بموس حلاقة !!! أثناء محاولة تخليص الوجه من السواد الذي لا لزوم له وترك الوجه أبيض ويبدو أنه بعدما أزال السواد لم يجد الوجه أبيض بما يكفي فأراد ازالة الجلد أيضا وحدث ما حدث.
وهل يترك مع المساجين أمواس حلاقة ؟؟ أم تقوم إدارة السجن بحلاقة ذقن وشعر المساجين على فترات محددة ؟؟
ويستمر تسلسل الأحداث ، يتم نقل المبيض إلى أفضل مستشفى ويحاول الأطباء إصلاح ما أفسده، لكنهم عجزوا، فخطأ المبيض لا يمكن نسيانه واصلاحه.
تم وضع الجثة في كيس متين، ولماذا متين ؟؟ ، لأن المتين هو القوي الشديد الذي لا يمكن أن تتناقص قوته، مهما كانت قوة المبيض التي اكتسبها من ممارسة الرياضة العنيفة الشاقة ومهما تدرب على تحمل الكي والحرق، فهذا الكيس أقوى منه، تم تكبيله ولن يستطيع عمل أي شيء طبيعي كان أو غير طبيعي، لن يكون مبيض ولن يمارس الرياضة ولن يمارس هوايته، هنا فقط تم سجنه، بناء عن خطأ يده الذي لا يغتفر، حُكم عليه بالحبس تحت قوة أشد منه لا يمكن أن تقل أو توهن.
من خلال منظوري لكل ما فات .. هذا المبيض ليس مسجونا بسجن تابع للدولة، بل هو مسجون داخل مجتمعه، هو شخص عادي يذهب إلى مكان لممارسة الرياضة ويقوم بممارسة هواياته، وكذلك يعيش حياة عادية يعيشها الجميع .
ولابد أيضا من عودة المبيض من الحياة الرغدة التي كان يعيشها مقابل عمله كمبيض لكل سواد إلى مكانه الأصلي بين أهله وخلانه، والطريق سهل والسائق يعلم الطريق جيدا، والسائق هنا ليس بسائق بل هي الحياة التي من أهم صفاتها أنها دوارة ، دارت الحياة عليه وساقته إلى حيث بدأ، لكنه لم يجد أحد، تشرد والده لأن سواد المجتمع حكم عليه بذلك، سرق أخوه لأنه تُرك لسواد يأخذ حقوق الغير وعندما لم يجد احتياجاته سرقها، وأمه مسجونة لأنها لم تجد ما تفعله سوى أن تلوك بلسانها في أعراض غير الشريفات وهذا لا يصح لابد أن تحاكم، وأخته معتقلة لأنها ترفض الإنغماس في الحياة كما يريدونها وليس كما تريد هي، لا تريد الإشتراك في أي معترك اجتماعي أو سياسي، فأصبحت على الحياد، والحياد جريمة يحاكم عليها الظالم من يعتنق الحياد، وباقي أفراد أسرته هربوا من جحيم السواد الذي يغلف الجميع إلى حيث اللادين ولكن حيث العدل.
الحل والإنفراج
جاء الحل في خجل المبيض من الحياة التي ساقته إلى حيث الهوان، فضل الاختباء بوطنه الأصلي لحين انتهاز فرصة يخلص فيها الوطن من سواده أو يستشهد ويطلقون الزغاريد ابتهاجا بأنه خرج من سجن السواد بوطنه إلى الحرية.
جاء الحل في خجل المبيض من الحياة التي ساقته إلى حيث الهوان، فضل الاختباء بوطنه الأصلي لحين انتهاز فرصة يخلص فيها الوطن من سواده أو يستشهد ويطلقون الزغاريد ابتهاجا بأنه خرج من سجن السواد بوطنه إلى الحرية.
النهاية
موقف استسلامي مؤقت، تحفزي إلى حين وميعاد معين، وتختلف النهاية بإختلاف رؤية كل منا للنص وتفسيره له.. النص ذا اسقاط سياسي على جميع المجتمعات العربية بما يتغلغل فيها من فساد.
موقف استسلامي مؤقت، تحفزي إلى حين وميعاد معين، وتختلف النهاية بإختلاف رؤية كل منا للنص وتفسيره له.. النص ذا اسقاط سياسي على جميع المجتمعات العربية بما يتغلغل فيها من فساد.
خالص
التحايا وجل التقدير للقاص السوري أ. زكريا تامر.
____________.
لبنان
افدت
من تحليل القصة.. في المرتين...
وهي وجهات نظر ورؤية محترمة وعمق في تناول النص..
وفعلا هو مكسب للجميع.. ان تتعدد وجهات النظر..
لذلك
سأحاول ان اسطر وجهة نظري في قصة زكريا تامر... يوم اشهب...
الزمن قد يعبر عنه بيوم... ك المعركة " يوم الفجار ".بين قريش وبني ثقيف . قديما..
يوم كلمة مراوغة اذا ما اضفنا اليها اللون الضوئي اشهب.. اي الذي يشوب لونه لون آخر.. لا اشقر ولا احمر.. هو اشهب.. اي غير محدد متداخل.
عتبة النص تنذرنا بالتداخل ... واسم البطل.. الاشكالي مركب ايضا.. من شكري.. الشكر لأي خدمة تقدم للمتكلم والمبيض هي مهنة قديمة تبيض النحاس.. الذي يكون قد سودته النار كالقدر و الطنجرة واسطل الحليب .. واذا كان ترداد الاسم ك الاشهار لما يقدم له.. فقد تكرر كثيرا في النص.. كإشارة لعمل يريد بعد العمل به اشهاره وتبيضه اي ليكون صالحا للرؤية...
الشخصية ك العنوان.. وكذلك كالقفلة ميت حي... الاهل غائبون سودتهم المعيشة وهم حاضرون ليقيموا الفرحة لخروجه من السجن.. وقيامته من الموت وهو يرقب السائق في عمله في تحضير الخضار لأهل بيته.. وخجله منه.. هي شخصية موازية له للنحاس المبيض ...
واذا ما رجعنا الى اول القصة نرى ذلك واضحا حسب رؤيتي....
هي عبارات مراوغة للتعذيب .. التمارين هي تعذيب/ تبيض/ الحياة العادية هي ان يقوم فعلا بذلك. ولكن ما يمنع ان الكسور والرضوض هي سواد السجن من التعذيب وتلك لغة يعرفها السجناء. ومثلها شوي الكستناء بالتعذيب بالكهرباء او بالسيجارة. فذكره اين يكون التحريق يحيل على تعذيب وتلك عبارة او شيفرة. فالكستناء هى بدنه... وكذلك الحلاقة فهي تمويه للقتل الذي يحدث او ما يسمى التصفية..
التبيض هو ان يكون الوجه الآخر.. رياضة.. شوي كستناء في عيد ...الحلاقة والذهاب للعمل بحيوية ومنظر حسن.. وفرحة الاهل.
الأسرة المشتتة بتهم كالتسول .. وغيرها من سلب مال الدولة.. .. وهجرة الاقارب. والحي الفارغ. وتسميته بقويق. وام قويق صفة من تأتي بالاخبار السيئة وتبشر بالسوء وهي نحس والنقاقة. .
كل ذلك إيحاءات يريد ها ان تكون امتدادا للتعسف وان السلطة تفرغ البلاد.. بنظامها هذا ان داخل السجن او خارجه.. هو نظام مستبد يظهر صورة حسنة ولكنه في الحقيقة اسود وما شكري المبيض الا فاضح له. مبينا لصورة المجتمع السليم ك الرياضة لا التعذيب مثلا. والحياة لا الموت. واشباع البطن واطلاق اليد بدل شيها
تلك رؤيتي للنص...
انه نصا ن.. مركب بمهارة اللمز وتركيب الحال واللغة... من ثنائيات لا تعطي صورة طبيعية او مقبولة... الا اذا فككناها وفصلنا السواد او ازلناه كما أوحى لنا بمهنة المبيض. التي لها وجهان. للحقيقة واللا حقيقة... الدولة تظهر صورة مغايرة بحقيقتها
والناس حياتهم الحقيقية ان يعيشوا لا ان يعذبوا...
وهي وجهات نظر ورؤية محترمة وعمق في تناول النص..
وفعلا هو مكسب للجميع.. ان تتعدد وجهات النظر..
لذلك
سأحاول ان اسطر وجهة نظري في قصة زكريا تامر... يوم اشهب...
الزمن قد يعبر عنه بيوم... ك المعركة " يوم الفجار ".بين قريش وبني ثقيف . قديما..
يوم كلمة مراوغة اذا ما اضفنا اليها اللون الضوئي اشهب.. اي الذي يشوب لونه لون آخر.. لا اشقر ولا احمر.. هو اشهب.. اي غير محدد متداخل.
عتبة النص تنذرنا بالتداخل ... واسم البطل.. الاشكالي مركب ايضا.. من شكري.. الشكر لأي خدمة تقدم للمتكلم والمبيض هي مهنة قديمة تبيض النحاس.. الذي يكون قد سودته النار كالقدر و الطنجرة واسطل الحليب .. واذا كان ترداد الاسم ك الاشهار لما يقدم له.. فقد تكرر كثيرا في النص.. كإشارة لعمل يريد بعد العمل به اشهاره وتبيضه اي ليكون صالحا للرؤية...
الشخصية ك العنوان.. وكذلك كالقفلة ميت حي... الاهل غائبون سودتهم المعيشة وهم حاضرون ليقيموا الفرحة لخروجه من السجن.. وقيامته من الموت وهو يرقب السائق في عمله في تحضير الخضار لأهل بيته.. وخجله منه.. هي شخصية موازية له للنحاس المبيض ...
واذا ما رجعنا الى اول القصة نرى ذلك واضحا حسب رؤيتي....
هي عبارات مراوغة للتعذيب .. التمارين هي تعذيب/ تبيض/ الحياة العادية هي ان يقوم فعلا بذلك. ولكن ما يمنع ان الكسور والرضوض هي سواد السجن من التعذيب وتلك لغة يعرفها السجناء. ومثلها شوي الكستناء بالتعذيب بالكهرباء او بالسيجارة. فذكره اين يكون التحريق يحيل على تعذيب وتلك عبارة او شيفرة. فالكستناء هى بدنه... وكذلك الحلاقة فهي تمويه للقتل الذي يحدث او ما يسمى التصفية..
التبيض هو ان يكون الوجه الآخر.. رياضة.. شوي كستناء في عيد ...الحلاقة والذهاب للعمل بحيوية ومنظر حسن.. وفرحة الاهل.
الأسرة المشتتة بتهم كالتسول .. وغيرها من سلب مال الدولة.. .. وهجرة الاقارب. والحي الفارغ. وتسميته بقويق. وام قويق صفة من تأتي بالاخبار السيئة وتبشر بالسوء وهي نحس والنقاقة. .
كل ذلك إيحاءات يريد ها ان تكون امتدادا للتعسف وان السلطة تفرغ البلاد.. بنظامها هذا ان داخل السجن او خارجه.. هو نظام مستبد يظهر صورة حسنة ولكنه في الحقيقة اسود وما شكري المبيض الا فاضح له. مبينا لصورة المجتمع السليم ك الرياضة لا التعذيب مثلا. والحياة لا الموت. واشباع البطن واطلاق اليد بدل شيها
تلك رؤيتي للنص...
انه نصا ن.. مركب بمهارة اللمز وتركيب الحال واللغة... من ثنائيات لا تعطي صورة طبيعية او مقبولة... الا اذا فككناها وفصلنا السواد او ازلناه كما أوحى لنا بمهنة المبيض. التي لها وجهان. للحقيقة واللا حقيقة... الدولة تظهر صورة مغايرة بحقيقتها
والناس حياتهم الحقيقية ان يعيشوا لا ان يعذبوا...
___________
زكريا تامر
أديب
سوري وصحفي وكاتب قصص قصيرة، ولد بدمشق عام 1931، واضطر إلى ترك الدراسة عام 1944.
بدأ حياته حدادا في معمل انطلق من حي "البحصة" في دمشق. يكتب القصة
القصيرة والخاطرة الهجائية الساخرة منذ عام 1958، والقصة الموجهة إلى الأطفال منذ
عام 1968. يقيم في بريطانيا منذ عام 1981.
سبق له أن عمل في وزارة الثقافة ووزارة الإعلام في سوريا، ورئيساً لتحرير مجلة "الموقف الأدبي"، ومجلة "أسامة"، ومجلة "المعرفة". كما ساهم في تأسيس اتحاد الكتاب في سوريا أواخر عام 1969 وكان رئيسا للجنة سيناريوهات افلام القطاع الخاص في مؤسسة السينما في سوريا.
سبق له أن عمل في وزارة الثقافة ووزارة الإعلام في سوريا، ورئيساً لتحرير مجلة "الموقف الأدبي"، ومجلة "أسامة"، ومجلة "المعرفة". كما ساهم في تأسيس اتحاد الكتاب في سوريا أواخر عام 1969 وكان رئيسا للجنة سيناريوهات افلام القطاع الخاص في مؤسسة السينما في سوريا.
أعماله
الأدبية
صهيل الجواد الابيض: (قصص) 1960م.
ـ
ربيع في الرماد (قصص) 1963م.
ـ
الرعد: (قصص) 1970م.
ـ
دمشق الحرائق: (قصص) 1973م.
ـ
لماذا سكت النهر: (53 قصة للاطفال) 1973م.
ـ
النمور في اليوم العاشر: (قصص) 1978م.
ـ
قالت الوردة للسنونو: (18 قصة للاطفال) 1978م.
ـ
نداء نوح: (قصص) 1994م.
ـ
سنضحك: (قصص) 1998م.
ـ
أف! : (مختارات قصصية) 1998م.
ـ
الحصرم: (قصص) 2000م.
ـ
37 قصة للاطفال نشرت في كتيبات مصورة 2000م.
____________
التسميات: زاوية النقد