السبت، 29 أكتوبر 2016

حوري البحر.. قصة قصيرة جداً.. أسماء أحمد

قراءتان لنص قصير 

حوري البحر




قصة قصيرة جداً

أسماء أحمد 

 سوريا



حوري البحر
الرأس المقطوع الذي ﻫﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺃﻏﻀﺐ ﺃﺑﺎ ﺳﻴﺎﻑ .
 
الزوجة وأبناؤها يريدون ﺍﻟﺮﺃﺱ .. يريدون أن يلقوا عليه ولو نظرة أخيرة وهو بيد الملثّم ..
 
ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ خطفت الرأس .. أصابها مسّ الغرام من الشعر الأجعد ﻭالشارب ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ والبشرة القمحية .. قبّلته فنما ﻟﻪ ﺟﺴﺪ ﺳﻤﻜﺔ ..
الرأس صار يسبح ..
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، يجد ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺳﻠﺔ ﺳﻤﻚ ﻃﺎﺯﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﻭﺣﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺤﺎﻟﺐ .
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺗﺠﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺷﺤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﺤﺎﺭﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ .
أسماء أحمد.. سورية
Top of Form

قراءة الأستاذ/ سليمان جمعة


 تداخل العجائبي والواقعي ..
ابو سياف علامة لخصت الظلامية القاتلة ..
البحر المصير والمجهول ..علامة ذو وجهين ..خطر ومخلص ..
الحورية هنا العجائبية ..كازيس وعكس قبلة الاميرة النائمة ..اذ ان الامير الرأس الذي صار له جسد حوري " هنا اجادت الكاتبة في خلق مخيال اسطورة جديدة ...وعلم الطبيعة التي اذا قطع منها قسم ينمو ليصير متكاملا كا "البراميسي"
خيال ابدع حبكة القصة ..وروحيته الحب التي يصبح خلاقا ..معادل معاكس لا بي سياف ..سيف وقبلة ..البحر الذي هو لجة سوداا مظلمة تحولت لمصدر رزق للعائلة المفجوعة..
اذن..
علامات النص ..تقابل بين عالمين قتل وحب ..الحب في العجائبي والقتل هو واقعنا ..الاسطورة التي هي لامعقولة تصبح معقولة والدين ااذي ارسل رحمة اصبح لعنة ..
منظومتان من المعرفة ..الاهية فقدت دورها الرحموي ووثنية او اسطورية تمنحنا الامان والرزق ..وتجعل فضاا المجهول آمنا ...قبلة تعيد الحياة وسيف يبيدها ..
نص صرخة احتجاج ..
ولكن ..البناء .
التناص مع الاسطورة ..وعكسها لتخدم مقصدية المؤلف اذ ان الواقع انعكست فيه الامور ..من رحمة لنقمة ..وهناك اشارة وطنية عميقة ان الرأس بصفاته كان مصدر اعجاب اذ الهمه الحورية الحب ..اي وافق العجيب من الامور ..وجه يثير الحب ووجه ابي سباف يثير الرعب ..

التكثيف كان بنجاح المطابقة بين عالم الحب والرحمة وعالم القتل والمجهول ..ليقول لنا ان عالما مجهولا يولد منه رحمة وعالم الواقع / يخرج منه نقمة ..ما تقدم البحر للاطفال من رزق وما يقدم الحوري للزوجة من لؤلؤ ..ينتمي للبحر الى البر ..هبة ..كان البر يغزو البحر لاستجلابها ..
اي ان الامور تجري بعكس المنطق..
وهذا العمق الذي يبوح به النص ..
دمت ..اسماء احمد



قراءة الأستاذ/ علي الصباح


 يحمل النص العديد من الصور المخيالية التي وظفتها الكاتبة واحسنت إلتقاطها ببراعة وفنية لخصت لنا دراماتيكية المشهد الجيواجتماعي الذي تشهد اليوم الكثير من المجتمعات العربية مأساته بكل ما للكلمة من معنى، لذلك جاءت التصويرات دقيقة ومعبرة وبصورة مكثفة من خلال ايقونات اضحت من بنية المشهد لتعزيز وظائفيته في خلفية الوعي الجمعي وذلك لرسم صورة مخيالية في جانب منها لتعطي المشهد شيء من الهيولودية بغرض نقل التأثير الى اقصى غايات ما تستهدف خلقه في اللاشعور لتكون الصورة قادرة في التغلغل وخلط المشهد لتبدو الحقيقة في رمزيتها أقرب الى الخيال من الواقع، لذلك هناك قدرة في توظيف الاسطورة وتحويل جانب منها الى ادراما واقعية تحمل مضمون اسطوري يلتقي في تأثيراته في إذكاء بنية الوعي بخلفية ايديولوجية تأخذ رمزيتها وإستعارتها الثقافية لتتحول الى إيقونه لصياغة بنية نفسية يتم استنسالها من خلفية تلك الصورة في التراث الثقافي في مشهدية الحدث ليبدو الواقع مفرزة من مفرزاته، من هنا بدت صورة "ابو سياف" مفردة من مفردات تلك الايقونة التي اصبحت جزءا في بنيتنا ووعينا الديني والاجتماعي ، فأبو سياف رمز نائم في لا شعورنا الديني وفي مخيالنا الاجتماعي تم توظيفه بطريقة هيولودية وتحويله الى مشهد تراجيدي وشخصية اساسية في الوعي الثقافي النمطي، حيث نجح النص في اشارته لهذه الشخصية التي تبطن تسميتها الرمز الذي يجسد الرعب إذ تستحضر هذه الكنية الصورة في اقصى تعبيراتها السلبية، إذ هي تعبر عن إنعدام الامن والامان وتستشعر الذاكرة برائحة القتل في ابشع طرقه وأساليبه ، لذلك جاءت رمزية الرأس المقطوع في ثنائية توائمية للتسمية نفسها إذ هناك تلازم للصورة في خلفيتها وفي وتعبيرها عن هذا المعنى وعن إدراكه بشكل حاد وقاس.
وهنا تأتي براعة النص في مواجهة هذه الصورة اللاشعورية وتفكيك بنيتها المخيالية وتهشيم اطارها ومحاولة وضع الصورة بكل ما تمثله من ظلامية وعدمية ثقافية في بنية وعينا الاحتماعي ، وفي محاصرة ذكية لتلك الصورة ولتأثيرها الوجداني والاجتماعي لجأت الكاتبة للجمال وللاسطورة أي للتراث واستعماله بطريقة واعية وخلاقة لتستمد منه قوة الشخصية وترسيخها في الوجدان الاجتماعي لخلق الارادة لمقاومة ظلامية المشهد وتحديدا تلك الصورة التي تكرسها رمزية شخصية ابو سياف وتفكيك بنيتها الايديولوجية من خلال تكثيف تقنية الخطاب الاسطوري وأبراز قدرته في توظيف صورة الضحية ودمجها في المخيال الاجتماعي واطفاء روح البقاء للرأس المقطوع الذي اصبح بجسد حورية حيث لم يستطع القاتل انهاء وجوده لانه يمثل الحقيقة التي لا تقهر ولا تموت، وهذا ما لا يفهمه هذا النوع من التتار والاسلام الراديكالي التي تقودها عقول اختمر وعيها في الكهوف مع خفافيش الظلام لتحاكي تجربتها عصر الظلام والانحطاط الفكري بكل ما للكلمة من مدلول .....؟

هذه قراءة مختصرة وسريعة للنص في بعض موحياته والتي اجادت الاستاذة اسماء كتابته بطريقة مثيرة وخلاقة.
Bottom of Form


التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية