القصة القصيرة " بين مرتفعين" - مدونة واحة القصة القصيرة
![]() |
نهلاء توفيق |
قراءتان ونص واحد
القصة القصيرة : بينَ مُرتفعيْن
للأديبة العراقية / نهلاء توفيق
كم كنت فرحةً بهذه الرحلة التي قرّر لها زوجي الشيخ وأحبّ اصطحابي
معه. المسافة طويلة ولكنّ سعادتي كانت لا توصف فأنا زوجة الشيخ المثقفة الفاهمة
والعارفة بإمور الدين والساعية للدعوة يصطحبها زوجها إلى العُربانْ.
القرية رائعة ورائحة الروث والدجاج يهب معها نسيم عليل تفوح منه رائحة قداح النارنج والبرتقال، مع رائحة ترابٍ رُشَّ للتوّ ممزوجة بعبقِ الأصالة والبساطة والجمال...هذه الأمور تُسحرني فكنت أسير كالنعام متبخترةً يسير بي جلبابي الأسود بعدما ابيّضَت أذياله وكأنه تعمدَ سحبَ التراب وميزات الجمال فيه.
) الديوان) كان كبيراً يسعُ الكثير من الرجال، فأعدوا لزوجي متكئاً يليق به وبمكانته. أما الزوجات الأربع فقد جعلنَ لي مكاناً مميزاً في مقدمة غرفة ضيوف النساء، بعدما جلست كبراهنّ بجانبي.
نساء كثيرات من زوجاتً وكنّات وبنات وحفيدات، وضيفات جئنَ فضولاً أو حباً للدرس، هكذا بدا لي من نظرات وجوههنّ.
الشيخ يعطي درسه في الديوان، بينا أنا بدأتُ حديثي بالصلاة على محمد وآل محمد.
استغربت لحالة لم أعهدها في كل درس حضرته زمان، وهو أنهن كلهن يستمعن لي وهنّ فاتحات أفواههنّ، لدرجة أن الضحكة (على طارف لساني) يمسكها خجلي من الخروج. قطعت احساسي هذا كبيرتهنّ حين قالت: ياشيخة، استمعنا للحديث وفهمناه، وبقي لنا أن نحدثك نحن، قلت: هاتِ. فأكملت: نحن لا نطبق هذا كله، فنحن حين نعمل نؤخر صلاتنا إلى أن ننهي كل مهمتنا في البيوت وإلا لوبخونا وضربونا. ثمّ أننا بصراحة لا نفهم الحلال والحرام هذا الذي تقولينه، الحلال عندنا ما يؤمرونه والحرام ما يمنعونه. الرِجال هكذا خلقهم الله، ونحن جُبلنا على هذا وسعداء به. ردت إحداهن في آخر صفٍ: ولو لم يضربونا يوماً لا نرتاح ولا ننام، تبعَ كلامها ضحكهنّ بخجل واضعاتٍ الفُوَط على أفواههنّ.
لم أعرف كيف أردّ، ولكنّ زوجي هناك كان يعطيهم درساً في الوعظ موصياً إياهم بمساعدة النساء واحترامهنّ وعدم وضع كل حمل الأعمال اليومية عليهنّ. كان كبيرهم يقول: ياشيخنا، الرجل مكانه الديوان، وليس رجلاً من يحمل طفلاً ويدخل المطبخ. ياشيخنا، بربك اترك هذا الكلام فأنت الآن تعلمهنّ العصيان لو سمعنك.
قال الشيخ الكثير، وقلت وأنا زوجة الشيخ الكثير، لكنّا كنّا وكأننا ضيوف ثقلاء ودعاة فاشلون متطفلون.
النساء ثرثرن كثيراً، وبدأن أحاديث خاصة عن رجالهنّ، استلم على اثرها زوجي مني رسالة عبر الجوال، فحدثهم: علموا نساءكم عن حرمة الخوض في ما يدور بينهن وبين أزواجهنّ عندما يجتمعن، وليعوّضن هذا بمدارسة القرآن. نطّ أصغرهم: والله يا شيخ لا تحلو الأحاديث إلا بهذا.. فضحك الجميع بصوت عالٍ جاملَتْهم ضحكة زوجي معهم.
رجعنا نجرّ أذيال الخيبة أنا وهو. كان طريق الرجعة هادئاً بدون كلمةٍ مني ومنه. كان شيء داخلي يقول له: أظنهم سعداء.. وبدا لي أن شيئاً بداخل زوجي يرد: نعم، إنهم الأسعد.
دخلنا البيت، فإذا المطبخ مقلوباً رأساً على عقب، والبيت كله(مهووس) الأولاد نائمون على أريكة الصالون، وجهاز التلفاز يشتغل وصوته عالٍ.
زوجي استلقى على السرير يفكر، وأنااستللتُ نفسي وأدخلتها تحت اللحاف.. ادعيتُ النوم، ولم أنبس ببنت شفة.
القرية رائعة ورائحة الروث والدجاج يهب معها نسيم عليل تفوح منه رائحة قداح النارنج والبرتقال، مع رائحة ترابٍ رُشَّ للتوّ ممزوجة بعبقِ الأصالة والبساطة والجمال...هذه الأمور تُسحرني فكنت أسير كالنعام متبخترةً يسير بي جلبابي الأسود بعدما ابيّضَت أذياله وكأنه تعمدَ سحبَ التراب وميزات الجمال فيه.
) الديوان) كان كبيراً يسعُ الكثير من الرجال، فأعدوا لزوجي متكئاً يليق به وبمكانته. أما الزوجات الأربع فقد جعلنَ لي مكاناً مميزاً في مقدمة غرفة ضيوف النساء، بعدما جلست كبراهنّ بجانبي.
نساء كثيرات من زوجاتً وكنّات وبنات وحفيدات، وضيفات جئنَ فضولاً أو حباً للدرس، هكذا بدا لي من نظرات وجوههنّ.
الشيخ يعطي درسه في الديوان، بينا أنا بدأتُ حديثي بالصلاة على محمد وآل محمد.
استغربت لحالة لم أعهدها في كل درس حضرته زمان، وهو أنهن كلهن يستمعن لي وهنّ فاتحات أفواههنّ، لدرجة أن الضحكة (على طارف لساني) يمسكها خجلي من الخروج. قطعت احساسي هذا كبيرتهنّ حين قالت: ياشيخة، استمعنا للحديث وفهمناه، وبقي لنا أن نحدثك نحن، قلت: هاتِ. فأكملت: نحن لا نطبق هذا كله، فنحن حين نعمل نؤخر صلاتنا إلى أن ننهي كل مهمتنا في البيوت وإلا لوبخونا وضربونا. ثمّ أننا بصراحة لا نفهم الحلال والحرام هذا الذي تقولينه، الحلال عندنا ما يؤمرونه والحرام ما يمنعونه. الرِجال هكذا خلقهم الله، ونحن جُبلنا على هذا وسعداء به. ردت إحداهن في آخر صفٍ: ولو لم يضربونا يوماً لا نرتاح ولا ننام، تبعَ كلامها ضحكهنّ بخجل واضعاتٍ الفُوَط على أفواههنّ.
لم أعرف كيف أردّ، ولكنّ زوجي هناك كان يعطيهم درساً في الوعظ موصياً إياهم بمساعدة النساء واحترامهنّ وعدم وضع كل حمل الأعمال اليومية عليهنّ. كان كبيرهم يقول: ياشيخنا، الرجل مكانه الديوان، وليس رجلاً من يحمل طفلاً ويدخل المطبخ. ياشيخنا، بربك اترك هذا الكلام فأنت الآن تعلمهنّ العصيان لو سمعنك.
قال الشيخ الكثير، وقلت وأنا زوجة الشيخ الكثير، لكنّا كنّا وكأننا ضيوف ثقلاء ودعاة فاشلون متطفلون.
النساء ثرثرن كثيراً، وبدأن أحاديث خاصة عن رجالهنّ، استلم على اثرها زوجي مني رسالة عبر الجوال، فحدثهم: علموا نساءكم عن حرمة الخوض في ما يدور بينهن وبين أزواجهنّ عندما يجتمعن، وليعوّضن هذا بمدارسة القرآن. نطّ أصغرهم: والله يا شيخ لا تحلو الأحاديث إلا بهذا.. فضحك الجميع بصوت عالٍ جاملَتْهم ضحكة زوجي معهم.
رجعنا نجرّ أذيال الخيبة أنا وهو. كان طريق الرجعة هادئاً بدون كلمةٍ مني ومنه. كان شيء داخلي يقول له: أظنهم سعداء.. وبدا لي أن شيئاً بداخل زوجي يرد: نعم، إنهم الأسعد.
دخلنا البيت، فإذا المطبخ مقلوباً رأساً على عقب، والبيت كله(مهووس) الأولاد نائمون على أريكة الصالون، وجهاز التلفاز يشتغل وصوته عالٍ.
زوجي استلقى على السرير يفكر، وأنااستللتُ نفسي وأدخلتها تحت اللحاف.. ادعيتُ النوم، ولم أنبس ببنت شفة.
القراءة الأولى
للأستاذ الناقد العراقي/ حيدر أديب .
للأستاذ الناقد العراقي/ حيدر أديب .
![]() |
حيدر الأديب |
يمارس النص تعابراً ( فلسفياً - دينياً - ادبياً )، يتجلى هذا التعابر
فلسفياً على أن الإنسان مجبول على ظمأ أنطولوجي لا يحدد له شكل المعتقد، بقدر ما
يحثه على أنه لا بد له من معتقد، وقد حاولت الفلسفة أن تقول في هذا النص أن أشكال
السعادة لهذه المجموعة من الناس كافية أن تطمئن الظمأ، بأنها طقوس راسخة وصحيحة، لأنهم
على الأغلب سعداء، وهذا كاف في رضاهم عن أنفسهم ( حديث النساء مع امرأة الشيخ )،
وهنا الفلسفة بحسب النص ناظرة إلى البعد التكويني لهذا الظما . إزاء ذلك يريد
الدين تصحيح وجهة هذا الظمأ، وتصحيح مفهوم السعادة، وأن هذه العادات هي أوهام،
وليست حقائق، لكن النص أخفى ماهية وأسلوب التصحيح، واكتفى بعرض الرد الذي يكشف وعي
النسوة الذي لم يكن مبالياً، ولا مدركاً لأهمية الدين، مستبدلا إياه بما جاء في
القص، وهذا الإخفاء أوحى للمتلقي بعدمية جدوى الدين، أو على الأقل ضعف الخطاب
الديني في التغيير، لأنه لم يعرض كيف، وبأي أسلوب دعاهم، وكان عليه أن يدهش
المتلقي بروعة وعظمة الدين، لاأن يتسلل خلف جمله الخائبة، والمحبطة إلى حد الإذعان
لهم بالسعادة، والانسحاب كما حدث به الدعاة نفسيهما، إلا أن النص استدرك ذلك، وعلل
أن العلة في الداعية، لا أصل الدعوة، كما في مشهد البيت المقلوب رأسا على عقب،
وذهول الشيخ وتسلل الزوجة إلى لحافها .
التعابر أدبيا تجلى في استخدم النص تناصاً معرفياً، وليس لفظيا وكما يلي
زوجة الشيخ المثقفة الفاهمة، والعارفة بإمور الدين، والساعية للدعوة ، ( قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن اتبعني )
نحن لا نطبق هذا كله، فنحن حين نعمل نؤخر صلاتنا إلى أن ننهي كل مهمتنا في البيوت، وإلا لوبخونا وضربونا. ثمّ أننا بصراحة لا نفهم الحلال والحرام هذا الذي تقولينه، الحلال عندنا ما يؤمرونه والحرام ما يمنعونه. الرِجال هكذا خلقهم الله، ونحن جُبلنا على هذا وسعداء به ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)
ليس النص درساً في الدعوة، أو الدعاة، ولكنه بمجموعه دالة اشتغلت على اشكالية المفاهيم في الوعي البشري، ( الدين وخطابه / السعادة / الدين وتمثل الدين ).
تجنب النص الوعي العمودي، واكتفى بعرض وعيه الافقي، بدءاً من جنوبيته العراقية، والتقاطاته الشاسعة، ( رائحة الروث، والدجاج يهب معها نسيم عليل، تفوح منه رائحة قداح النارنج، والبرتقال، مع رائحة ترابٍ رُشَّ للتوّ ممزوجة بعبقِ الأصالة والبساطة والجمال...هذه الأمور تُسحرني فكنت أسير كالنعام متبخترةً يسير بي جلبابي الأسود بعدما ابيّضَت أذياله وكأنه تعمدَ سحبَ التراب وميزات الجمال فيه.) وهذه لوحة مجنونة، لو رسمت>
هذا نصيب من الفهم وليس نصيب من النص فالنص يبقى ويموت الناقد حتف قلمه
وتحية وتقدير.
التعابر أدبيا تجلى في استخدم النص تناصاً معرفياً، وليس لفظيا وكما يلي
زوجة الشيخ المثقفة الفاهمة، والعارفة بإمور الدين، والساعية للدعوة ، ( قل هذه سبيلي على بصيرة انا ومن اتبعني )
نحن لا نطبق هذا كله، فنحن حين نعمل نؤخر صلاتنا إلى أن ننهي كل مهمتنا في البيوت، وإلا لوبخونا وضربونا. ثمّ أننا بصراحة لا نفهم الحلال والحرام هذا الذي تقولينه، الحلال عندنا ما يؤمرونه والحرام ما يمنعونه. الرِجال هكذا خلقهم الله، ونحن جُبلنا على هذا وسعداء به ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)
ليس النص درساً في الدعوة، أو الدعاة، ولكنه بمجموعه دالة اشتغلت على اشكالية المفاهيم في الوعي البشري، ( الدين وخطابه / السعادة / الدين وتمثل الدين ).
تجنب النص الوعي العمودي، واكتفى بعرض وعيه الافقي، بدءاً من جنوبيته العراقية، والتقاطاته الشاسعة، ( رائحة الروث، والدجاج يهب معها نسيم عليل، تفوح منه رائحة قداح النارنج، والبرتقال، مع رائحة ترابٍ رُشَّ للتوّ ممزوجة بعبقِ الأصالة والبساطة والجمال...هذه الأمور تُسحرني فكنت أسير كالنعام متبخترةً يسير بي جلبابي الأسود بعدما ابيّضَت أذياله وكأنه تعمدَ سحبَ التراب وميزات الجمال فيه.) وهذه لوحة مجنونة، لو رسمت>
هذا نصيب من الفهم وليس نصيب من النص فالنص يبقى ويموت الناقد حتف قلمه
وتحية وتقدير.
القراءة الثانية
الأديبة / الزهرة الصالح / المغرب: لقد أجادت الكاتبة في وصف الشيخ وزوجته وطريقة الاستبقال، فمن طبيعة الإنسان العالم والعارف والمتمكن من الشيء أن تكون له ثقة كبيرة بنفسه وأنه يستطيع إقناع الآخر بما يعلم.
ومن طبيعة أهل القرية حسن استقبال العالم وإكرامه، فبغض النظر عن
جهلهم يقدسون العلم بالفطرة...
أجادت الكاتبة في وصف المكان.
نأتي إلى الدرس:
وصف دقيق للنساء وكيفية استقبالهن للدرس، بحيث أنهن استقبلنه من دون اكتراث وبلا مبالاة. فلقد تعودن على حياة غير مقيدة لا بالوقت ولا بالمواعيد ومن بينها مواعيد الصلاة، كما أنه في أغلب القرى نجد وكأن الصلاة فرضت على الرجال دونا عن النساء، إذا فمن المنطقي ألا يستوعبن الدرس من خلال حصة واحدة.لا ترتاح النساء إلا إذا ضربن، لماذا ياترى؟ ربما لأن بعد الضرب تأتي العلاقة الحميمية، إذا فعندما تحثهن الداعية على الاعتراض عن الضرب فكأنها ستحرمنهن من اللحظة الجميلة التي يقضينها مع أزواجهن.
أما بالنسبة للكلام عما يدور بينهن وأزواجهن فهو المتنفس الوحيد والوسيلة التي يرفهن بها عن أنفسهن وتتباهين بها كل واحدة على الأخرى..وكذلك بالنسبة للرجال.
إذا فهؤلاء الناس رأوا في الدرس الحرمان من كل ماهو جميل بما في ذلك السعادة.
يستوعب الشيخ وزوجته الأمر ويعودا خائبين.
لتأتينا بعد ذلك الخاتمة والتي أظنها أهم فقرة في النص، وأراها الهدف، وربما الفكرة التي ترمي إليها الكاتبة: ترى هل أكمل الداعي وزوجته الرسالة مع الأبناء قبل أن تنتقل للعموم؟ وهل استوعب الأبناء الدرس بأن يرتبوا البيت، وينظفوا المطبخ، ويطفئوا التلفاز قبل النوم، وهم الذين ترعرعوا في كنف أسرة عالمة بالدين كي يستوعبه أهل القرية من درس واحد؟
صعب أن تغير مفاهيم أناس تعودوا أشياء ولدت معهم وكبرت وتوارثوها أبا عن جد...
تحيتي وتقديري لك أستاذة نهلاء.
أجادت الكاتبة في وصف المكان.
نأتي إلى الدرس:
وصف دقيق للنساء وكيفية استقبالهن للدرس، بحيث أنهن استقبلنه من دون اكتراث وبلا مبالاة. فلقد تعودن على حياة غير مقيدة لا بالوقت ولا بالمواعيد ومن بينها مواعيد الصلاة، كما أنه في أغلب القرى نجد وكأن الصلاة فرضت على الرجال دونا عن النساء، إذا فمن المنطقي ألا يستوعبن الدرس من خلال حصة واحدة.لا ترتاح النساء إلا إذا ضربن، لماذا ياترى؟ ربما لأن بعد الضرب تأتي العلاقة الحميمية، إذا فعندما تحثهن الداعية على الاعتراض عن الضرب فكأنها ستحرمنهن من اللحظة الجميلة التي يقضينها مع أزواجهن.
أما بالنسبة للكلام عما يدور بينهن وأزواجهن فهو المتنفس الوحيد والوسيلة التي يرفهن بها عن أنفسهن وتتباهين بها كل واحدة على الأخرى..وكذلك بالنسبة للرجال.
إذا فهؤلاء الناس رأوا في الدرس الحرمان من كل ماهو جميل بما في ذلك السعادة.
يستوعب الشيخ وزوجته الأمر ويعودا خائبين.
لتأتينا بعد ذلك الخاتمة والتي أظنها أهم فقرة في النص، وأراها الهدف، وربما الفكرة التي ترمي إليها الكاتبة: ترى هل أكمل الداعي وزوجته الرسالة مع الأبناء قبل أن تنتقل للعموم؟ وهل استوعب الأبناء الدرس بأن يرتبوا البيت، وينظفوا المطبخ، ويطفئوا التلفاز قبل النوم، وهم الذين ترعرعوا في كنف أسرة عالمة بالدين كي يستوعبه أهل القرية من درس واحد؟
صعب أن تغير مفاهيم أناس تعودوا أشياء ولدت معهم وكبرت وتوارثوها أبا عن جد...
تحيتي وتقديري لك أستاذة نهلاء.
الزهرة الصالح / المغرب
التسميات: زاوية النقد
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية